بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين
من جملة الأمور التي نهى الله تبارك وتعالى الكبر فما هو الكبر؟ التكبر هو عبارة عن حالة نفسية تجعل الإنسان يرتفع ويتعالى على الآخرين فيرى نفسه فوق الآخرين وأعلى منهم. ويعرفه الإمام الصادق (عليه السلام): (الكبر أن تغمص الناس وتسفه الحق). (الكافي 2: 310)
فالإمام يفسر الكبر بانه :استصغار الناس واستحقارهم وأن لا يراهم المتكبر على ما هم عليه من الرجحان.
فهذه الصفة من رذائل الصفات وتنتج عن إعجاب الإنسان بنفسه، وعندما يعجب الفرد بنفسه يرى أو يتوهم لنفسه صفات لا يملكها غيره فيتنابه شعور آخر وهو تصور التفوق والتقدم فيترافع ويتعظم عن الآخرين.
التكبر في القرآن:
لَمْ أَوقد ذم الله تبارك وتعالى المتكبرين وأول من تكبر إبليس حيث يقال إنه كان من عباد الله فعندما أمره ان يسجد لآدم أستكبر لأنه اعجب بنفسه فقال: {قَالَ كُن لِّأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ} (33) سورة الحجر فتوهم إبليس أفضلية النار على الطين أدى إلى إعجابه بنفسه ولما اعجب بنفسه، تعالى عن غيره فرأى نفسه فوق نبي الله آدم على نبينا وآله وعليه السلام فتعظم عليه وتكبر.
التكبر يبعد عن الله، ومدعاة لدخول نار جهنم:
لقد ذم الله تبارك وتعالى المتبكرين ووصفهم بانهم بعيدون عنه وان المتكبرين يدخلون أبواب جهنم فقال تعالى: (فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ) (النحل:29). فاستكبارهم جعلهم مخلدين في نار جهنم. وكذلك التكبر يبعد عن الله تعالى، قال تعالى في كتابه في وصية لقمان الحكيم لابنه: (وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ) (لقمان:18).
التكبر في السنة النبوية:
لقد وردت أحاديث كبيرة في ذم التكبر والمتكبرين وما ذلك إلا لخطر هذه الرذيلة على النفس الإنسانية والتي بها يخلد الإنسان في النار، فروي عن رسول الله انه قال: (لن يدخل الجنة عبد في قلبه حبة من خردل من كبر). (معاني الأخبار: ص246)
وعن أمير المؤمنين عليه السلام: (إياك والكبر فإنه أعظم الذنوب وألأم العيوب وهو حيلة إبليس). (الغرر 148)
وعن الإمام زين العابدين عليه السلام: (لا عجباً للتكبر الفخور الذي كان بالأمس نطفة ثم هو غداً جيفة). (الكافي: ج1 ص316 ح1)
وعن الإمام الباقر عليه السلام: العزّ رداء الله والكبر ازاره فمن تناول شيئاً أكبه الله في جهنم. (الكافي: ج2 ص398 ح3)
وعن الإمام جعفر الصادق عليه السلام:إن المتكبرين يجعلون في صّوَر الذر يتوطأهم الناس حتى يفرغ الله من الحساب. (الكافي: ج2 ص398 ح21)
درجات التكبر:
التكبر تارة يكون بالقلب فيعجب بصفة من الصفات وتورث في القلب أفضلية هذه الصفة على غيره فيتكبر ويتعالى عن غيره في نفسه ويظهر لهم التواضع ولكن في قلبه شيء منهم،
واخرى باللسان ففي بعض الاحيان يظهر هذا الكبر بلسانه فيلقي الكلمات الدالة على تكبره،
واخرى بالعمل فهنا يظهر تكبره ليس بالقول فقط بل بأفعاله بأن لا يجالس المستضعفين ولا يسلم عليهم .
أقسام المتكبر عليه:
1 ـ على الله.كما في ابليس حينما أمره الله ان يسجد لآدم عليه السلام قال تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ } (34) سورة البقرة
2 ـ على أنبيائه ورسله، كما في الأقوام التي كذبت برسلهم واستكبروا عليهم {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ} (87) سورة البقرة
3 ـ على أوامر الله تعالى، وهي ترجع الى التكبر على الله وعلى عبادته.
4 ـ على عباده .
والتكبر في الأقسام الثلاثة الأولى لا يحصل من المؤمن والمسلم غالبا، أما في القسم الرابع فيحصل من المسلم ومن غيره.
أسباب التكبر ومناشئه:
التكبر إنما يحصل لعدة أسباب:
1 ـ نقص في النفس، فالمتكبر لنقص في نفسه يرى انه اكبر من الآخرين حتى يسد هذا النقص.
2 ـ العجب، وذلك لأنه يعجب بنفسه فيظن انه افضل من الناس، والعجب يحصل لأمور كثيرة منها:
أ ـ العلم. ب ـ العبادة والعمل. ج ـ بالنسبة والحسب. د ـ التفاخر بالجمال (وهذا يحصل عند النساء عادة فتتكبر على اقرانها لأنها اجمل منهن). هـ ـ بالمال. وـ بالقوة. زـ بالاتباع والأنصار والتلامذة والغلمان والعشيرة.
3 ـ الحقد والحسد، فيحسد الناس على ما آتاهم الله من فضله فيتكبر عليهم حسدا وبغضا وحقدا.
4 ـ الرياء فلو انه اخلص العمل لله تعالى لما تكبر.
علاج الكبر:
يمكن للإنسان أن يعالج الكبر الموجود عنده عن طريقين، الطريق العلمي والطريق العملي:
أما العلاج العلمي الذي به يقلع جذور الكبر من نفسه فيعلم نفسه من أي شيء تكون في أي شيء هو والى أي شيء مآله، يقول أمير المؤمنين عليه السلام: (ما لابن آدم والفخر، أوله نطفة وآخره جيفة، لا يرزق نفسه ، ولا يدفع حتفه) نهج البلاغة ج4 خطبة 454.
وكذلك يعلم بان الكبر من مختصات الله تبارك وتعالى وانه لو كان من لعلماء حقاً لعلم ذلك، فعن الإمام الباقر عليه السلام أنه قال: (العزّ رداء الله والكبر ازاره فمن تناول شيئاً أكبه الله في جهنم).
الكافي: ج2 ص398 ح3
والعلاج العلمي وهو أن يتواضع لله تبارك وتعالى ويواظب على ذلك وينظر إلى آثار المتكبرين قبله وسوء عاقبتهم كما يذكرها القرآن الكريم وينظر إلى الأحاديث النبوية التي تذم المتكبرين وان التكبر يجعل الله عليه سبيلاً وان يكون مبغوضاً منه ومن الناس لأن الناس لا يحبون المتكبرين.
ويذكر أحاديث أهل البيت وكفى بها واعضاً يقول الإمام الصادق عليه السلام: ان في جهنم لوادياً للمتكبرين يقال له: سقر شكا إلى الله عز وجل من شدة حره وسأله أن يأذن له أن يتنفس فتنفس فاحرق جهنم.
نستجير بالله ونسأل الله تبارك وتعالى أن يحسن أخلاقنا وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين
هذه الكلمات إلي الذين يتكبرون في المنتدى......تحياتي
وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين
من جملة الأمور التي نهى الله تبارك وتعالى الكبر فما هو الكبر؟ التكبر هو عبارة عن حالة نفسية تجعل الإنسان يرتفع ويتعالى على الآخرين فيرى نفسه فوق الآخرين وأعلى منهم. ويعرفه الإمام الصادق (عليه السلام): (الكبر أن تغمص الناس وتسفه الحق). (الكافي 2: 310)
فالإمام يفسر الكبر بانه :استصغار الناس واستحقارهم وأن لا يراهم المتكبر على ما هم عليه من الرجحان.
فهذه الصفة من رذائل الصفات وتنتج عن إعجاب الإنسان بنفسه، وعندما يعجب الفرد بنفسه يرى أو يتوهم لنفسه صفات لا يملكها غيره فيتنابه شعور آخر وهو تصور التفوق والتقدم فيترافع ويتعظم عن الآخرين.
التكبر في القرآن:
لَمْ أَوقد ذم الله تبارك وتعالى المتكبرين وأول من تكبر إبليس حيث يقال إنه كان من عباد الله فعندما أمره ان يسجد لآدم أستكبر لأنه اعجب بنفسه فقال: {قَالَ كُن لِّأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ} (33) سورة الحجر فتوهم إبليس أفضلية النار على الطين أدى إلى إعجابه بنفسه ولما اعجب بنفسه، تعالى عن غيره فرأى نفسه فوق نبي الله آدم على نبينا وآله وعليه السلام فتعظم عليه وتكبر.
التكبر يبعد عن الله، ومدعاة لدخول نار جهنم:
لقد ذم الله تبارك وتعالى المتبكرين ووصفهم بانهم بعيدون عنه وان المتكبرين يدخلون أبواب جهنم فقال تعالى: (فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ) (النحل:29). فاستكبارهم جعلهم مخلدين في نار جهنم. وكذلك التكبر يبعد عن الله تعالى، قال تعالى في كتابه في وصية لقمان الحكيم لابنه: (وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ) (لقمان:18).
التكبر في السنة النبوية:
لقد وردت أحاديث كبيرة في ذم التكبر والمتكبرين وما ذلك إلا لخطر هذه الرذيلة على النفس الإنسانية والتي بها يخلد الإنسان في النار، فروي عن رسول الله انه قال: (لن يدخل الجنة عبد في قلبه حبة من خردل من كبر). (معاني الأخبار: ص246)
وعن أمير المؤمنين عليه السلام: (إياك والكبر فإنه أعظم الذنوب وألأم العيوب وهو حيلة إبليس). (الغرر 148)
وعن الإمام زين العابدين عليه السلام: (لا عجباً للتكبر الفخور الذي كان بالأمس نطفة ثم هو غداً جيفة). (الكافي: ج1 ص316 ح1)
وعن الإمام الباقر عليه السلام: العزّ رداء الله والكبر ازاره فمن تناول شيئاً أكبه الله في جهنم. (الكافي: ج2 ص398 ح3)
وعن الإمام جعفر الصادق عليه السلام:إن المتكبرين يجعلون في صّوَر الذر يتوطأهم الناس حتى يفرغ الله من الحساب. (الكافي: ج2 ص398 ح21)
درجات التكبر:
التكبر تارة يكون بالقلب فيعجب بصفة من الصفات وتورث في القلب أفضلية هذه الصفة على غيره فيتكبر ويتعالى عن غيره في نفسه ويظهر لهم التواضع ولكن في قلبه شيء منهم،
واخرى باللسان ففي بعض الاحيان يظهر هذا الكبر بلسانه فيلقي الكلمات الدالة على تكبره،
واخرى بالعمل فهنا يظهر تكبره ليس بالقول فقط بل بأفعاله بأن لا يجالس المستضعفين ولا يسلم عليهم .
أقسام المتكبر عليه:
1 ـ على الله.كما في ابليس حينما أمره الله ان يسجد لآدم عليه السلام قال تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ } (34) سورة البقرة
2 ـ على أنبيائه ورسله، كما في الأقوام التي كذبت برسلهم واستكبروا عليهم {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ} (87) سورة البقرة
3 ـ على أوامر الله تعالى، وهي ترجع الى التكبر على الله وعلى عبادته.
4 ـ على عباده .
والتكبر في الأقسام الثلاثة الأولى لا يحصل من المؤمن والمسلم غالبا، أما في القسم الرابع فيحصل من المسلم ومن غيره.
أسباب التكبر ومناشئه:
التكبر إنما يحصل لعدة أسباب:
1 ـ نقص في النفس، فالمتكبر لنقص في نفسه يرى انه اكبر من الآخرين حتى يسد هذا النقص.
2 ـ العجب، وذلك لأنه يعجب بنفسه فيظن انه افضل من الناس، والعجب يحصل لأمور كثيرة منها:
أ ـ العلم. ب ـ العبادة والعمل. ج ـ بالنسبة والحسب. د ـ التفاخر بالجمال (وهذا يحصل عند النساء عادة فتتكبر على اقرانها لأنها اجمل منهن). هـ ـ بالمال. وـ بالقوة. زـ بالاتباع والأنصار والتلامذة والغلمان والعشيرة.
3 ـ الحقد والحسد، فيحسد الناس على ما آتاهم الله من فضله فيتكبر عليهم حسدا وبغضا وحقدا.
4 ـ الرياء فلو انه اخلص العمل لله تعالى لما تكبر.
علاج الكبر:
يمكن للإنسان أن يعالج الكبر الموجود عنده عن طريقين، الطريق العلمي والطريق العملي:
أما العلاج العلمي الذي به يقلع جذور الكبر من نفسه فيعلم نفسه من أي شيء تكون في أي شيء هو والى أي شيء مآله، يقول أمير المؤمنين عليه السلام: (ما لابن آدم والفخر، أوله نطفة وآخره جيفة، لا يرزق نفسه ، ولا يدفع حتفه) نهج البلاغة ج4 خطبة 454.
وكذلك يعلم بان الكبر من مختصات الله تبارك وتعالى وانه لو كان من لعلماء حقاً لعلم ذلك، فعن الإمام الباقر عليه السلام أنه قال: (العزّ رداء الله والكبر ازاره فمن تناول شيئاً أكبه الله في جهنم).
الكافي: ج2 ص398 ح3
والعلاج العلمي وهو أن يتواضع لله تبارك وتعالى ويواظب على ذلك وينظر إلى آثار المتكبرين قبله وسوء عاقبتهم كما يذكرها القرآن الكريم وينظر إلى الأحاديث النبوية التي تذم المتكبرين وان التكبر يجعل الله عليه سبيلاً وان يكون مبغوضاً منه ومن الناس لأن الناس لا يحبون المتكبرين.
ويذكر أحاديث أهل البيت وكفى بها واعضاً يقول الإمام الصادق عليه السلام: ان في جهنم لوادياً للمتكبرين يقال له: سقر شكا إلى الله عز وجل من شدة حره وسأله أن يأذن له أن يتنفس فتنفس فاحرق جهنم.
نستجير بالله ونسأل الله تبارك وتعالى أن يحسن أخلاقنا وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين
هذه الكلمات إلي الذين يتكبرون في المنتدى......تحياتي