**********************************************************************************************************************بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ، وبعد ، فإن المتتبع للصحوة الإسلامية يجد أنها في تقدم وأن الأمة تستيقظ ، وأنا في الحقيقة مستبشر خيراً بل ومنبهر لما أراه من رجوع الناس إلى دينهم ومن تدين الشباب والتزامهم بدين الله تبارك وتعالى ،
أما التشكيك والإرجاف والهجوم على دين الله فهذا دليل إفلاس والمستقبل للإسلام ولا يضرنا ما تبثه تلك الفضائيات من تشويه لصور المتدينين والملتزمين وكذلك تلك المسميات والثنائيات التي يفرضونها علينا ومن ذلك :
· فقه البداوة او البادية :
وهذا المصطلح يقصدون به الرجوع إلى الكتاب والسنة وسلف الأمة وقد يقصدون به إعفاء اللحية ولبس المرأة للنقاب أو الجلباب ويقولون أن هذا الفهم أو هذا الفكر إنما هو مستورد من الجزيرة العربية وذلك لما هاجر كثير من الناس إلى دول الخليج بعد طفرة البترول والنفط وقد رجعوا متشبعين بهذا الفكر ، وكأن هذا الفكر ليست له أية مرجعية من كتاب أو سنة !!
وهل ننفى انتمائنا للسلف ؟ فالانتساب للسلف تهمة لا ننفيها وشرف لا ندعيه بل الواجب على كل مسلم أن يلتزم بهذا المنهج المعصوم والحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها فهو أولى بها ، والإنسان أسير الحق ، والحق مقبول من كل من جاء به والباطل مردود على صاحبه كائناً من كان ، وليست المسألة أن اتبع هذا العالم البدوي أو العالم المصري أو غيره ولكن اعرف الحق تعرف أهله واعرف الباطل تعرف من اقتفاه
أنا مسلم وأريد أن أطبق اسلامى سواء كان من علمني ، أريد الرجوع إلى الكتاب والسنة والاعتراف بالجميل ، ولا يصح التهكم بعلماء الأمة المعتبرين فلحومهم مسمومة ، وإن لم يكن العلماء هم الأولياء فليس لله ولى ، ومن عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب ، وطاعة العلماء متقدمة على طاعة و توقير الوالدين ، ولولا العلماء لصار الناس مثل البهائم
أما الملا حدة والزنادقة فإنهم يريدون إلغاء الآيات والتحريف والتبديل وهم الذين يطعنون في علماء المسلمين ، وشيوخ الجزيرة العربية في مجملهم يرجعون إلى الكتاب والسنة وغالبيتهم مذهبهم مذهب الإمام احمد بن حنبل وليسوا معصومين وكل يؤخذ منه ويرد إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم
· احتدام الصراع بين الوطنيين والقوميين العرب
دائما يستخدمون هذا الفخ وهذه الثنائيات ليسقطوا الإسلام من حساباتهم ومن الصراع القائم فتجدهم يقولون : هل أنت ديكتاتوري أم ديمقراطي ؟
لا !! ، أنا مسلم لست هذا ولا ذاك ، لي ديني ومعتقدي ، ولا تختر أنت لي من هذا العفن شيئاً ، أنا أرفض الرأسمالية كما أرفض الاشتراكية كذلك الديمقراطية والديكتاتورية ، والقومية العربية ابنة لهذا العفن والضلال ولدت في بيت المندوب السامي البريطاني وليست لها أعمال أو إنجازات سوى الموسيقى العربية ،
وإلا ففي أوربا يتنقلون بين الدول بالقطارات وبسهولة وبدون تأشيرات أو تعقيدات وكان أولى بها نحن أصحاب الدين الواحد واللغة الواحدة والظروف المحيطة بنا وأعدائنا هم أعداء ديننا
ورواد القومية الأوائل هم أبو جهل وأبو لهب وأشباههم مثل ميشيل عفلق وغيره الذين يقولون " إنا وجدنا آبائنا على أمة وإنا على آثرهم مقتدون " أما المسلمون فعندهم الأخوة الإيمانية تكفيهم وتجمعهم :
أبى الإسلام لا أبا لي سواه إذا افتخروا بقيس أو تميم
عندهم الرابطة التي جمعت بين سلمان الفارسي وبلال الحبشي وصهيب الرومي وأبى بكر القرشي ، نحتاج إلى رابطة إسلامية لا عربية ولا غيرها ، رابطة لا إله إلا الله عليها يكون الولاء والبراء " لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آبائهم أو إخوانهم .." وأي رابطة أخرى قومية أو وطنية مرفوضة ، فالإنسان يهاجر من الأرض التي يعصى الله فيها حتى وإن كانت وطنه ويرحل إلى الأرض التي يعبد الله فيها وان كانت غير وطنه ولنا شاهد في حديث قاتل المائة
أما الثنائيات ( تكون رأسمالي أو اشتراكي ، تكون ديكتاتوري أو ديمقراطي ، تكون وطني أو قومي ) فكل هذا وأشباهه مرفوض " ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين"
·
بغى المفتى لمواجهة المدِّ السلفي
أما المفتى فالثورة كبيرة عليه الآن من هنا ومن هناك ، ومن سل سيف البغي قتل به
فقد أجاز تقبيل ضريح الحسين ، وهذا لا يجوز كما لا يجوز تقبيل الأحجار والأشجار وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقبل الحجر الأسود ويقول إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أن رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك ، والحجر الأسود هذا من الجنة ولكن باقي الأحجار في الكعبة والأستار لا يجوز تقبيلها أو التمسح بها ، أما التبرك بآثار رسول الله صلى الله عليه وسلم فوارد ومشروع مثل شعره ونخامته وفضل وضوءه وعرقه ونحن نقف على ما ورد به الشرع والنصوص ولا نغالي
أما الضلال المبين والتناقض الصارخ فيقول المفتى على جمعة : " الختان مكرمة للنساء كما ورد في الفقه ، وأنا أرى عدم مشروعيته !!!! ؟؟"
فكلامه هذا مصيبة وكأنه يشرع مع الله .. هذا دليل على انتكاسة عقل
فالأدلة الشرعية على ثبوت ختان الإناث كما قال صلى الله عليه وسلم " إذا التقى الختانان وجب الغسل " وقال " أشمى ولا تنهكي " للمرآة الخافضة ، إلى غيره كثير من الأدلة ثم يذهب هذا المفتى إلى تجريم الختان وهذا تهريج واضطراب وسفه وهو غلو وبغى من المفتى يواجه به المد السلفي وهذا دليل إفلاس
·
فتاوى إرضاع الكبير والبحث عن الشهرة
ومن الأشياء العجيبة والأحداث المريبة تلك الفتوى التي صدرت من رئيس قسم الحديث بالأزهر بخصوص إرضاع الموظفة لزميلها بالعمل حتى لا تكون خلوة بين رجل وامرأة أجنبية عنه ، وهذه الفتوى ولدت ميتة ورفضها كل الناس والعلماء وهى بمثابة تكريس للواقع السيئ والمفترض أن الواقع لا يبرر ، وهى فتوى لا تحتاج إلى رد
كيف ترضع الموظفة زميلها ؟ ومن يرضى بذلك ؟
وكيف تتكشف لزميلها ؟ وأين زوجها ؟
وماذا تفعل لو نقلت لمكان آخر ؟ هل سترضع الزميل الآخر ؟
وإذا دخل عليها أحد وهى ترضع هذا الزميل ماذا يكون الحال ؟
وشأن هذا الدكتور كمن صعد لأعلى البناية ليرمى نفسه من فوقها طلبا للشهرة وهو مرض عضال ، فلا عقل ولا فهم ، قال تعالى " ففهمناها سليمان وكلاً آتينا حكماً وعلماً " وكان ابن تيمية إذا استشكل عليه أمر دعا " اللهم يا معلم إبراهيم علمني ويا مفهم سليمان فهمني ، فالحق أبلج والباطل لجلج ، أما الرضاعة الذي يحرم به ما يحرم من النسب هو ما كان في السن الصغير : السنتين الرضا ع الذي ينبت اللحم وينشز العظم كما قرر جمهور العلماء والحديث الذي استشهد به حالة خاصة كحالة الاضطرار لأن سالم مولى أبى حذيفة كان متبنيه أبو حذيفة وكان يعتبرها أمه وقد كان غلاماً يتيماً لا ملجأ له ولا مكان يؤيه فأين يذهب ؟ ولا قياس للموظفة مع هذه الحالة
فلا داعي للتدليس وإضفاء هالات حول الحديث ويقول أنه في البخاري ومسلم ويريد توثيق عقد الرضاعة ويقول لا بد من أن يلتقم من الثدي ؟
من أين جاء بهذا ؟ وأين درس هذا؟ لا ندرى وقد قال الإمام النووي : أن سالم قدم له اللبن ولم تكشف عليه ولم يرى ثديها ، وللعلماء قواعد وأحكام للرضاعة يجب الرجوع إليها ولا داعي للهزيمة النفسية
فمن أرضى الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس
ومن أرضى الله بسخط الناس رضي الله عليه وأرضى عليه الناس
*************************************************************************************************************************
url=http://www.up-alswalf.com/][/url]