ودخل فنحاص اليهودي على مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يفتعل التأثر والغضب ، والتفت النبي صلى الله عليه وسلم ،وقد قطع حديثه مع جلسائه ، والتفت له الجميع . ثم قال فنحاص ـ بلهجة يحاول أن يكسبها نبرة التهديد ـ يا محمد ، انظر ما صنع بي صاحبك أبو بكر ، وأشار إلى وجهه ، وآثار ضرب شديد بادية عليه .
وقبل أن ينطق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، دخل أبو بكر رضى الله عنه الذي نظر إلى فنحاص نظرة ازدراء واحتقار.
وسأله النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو يشير إلى وجه فنحاص ، هل أنت فعلت هذا يا أبا بكر ؟ .
فقال رضى الله عنه : نعم يا رسول الله ، والذي نفسي بيده ، لولا العهد الذي بيننا وبينهم ، لضربت رأس عدو الله هذا .
فقال عليه الصلاة والسلام ـ واليهودي يرقب هذا الحوار وهو يتمنى أن يثمر شقاق بين النبي وصاحبه ـ ولم يا أبا بكر ؟ وما الذي حملك على ما صنعت ؟
فقال أبو بكر : يا رسول الله إن عدو الله قال قولا عظيما ، فضربت وجهه .
وتطلعت أنظار القوم إلى شفتي أبي بكر رضى الله عنه وكأنها تستنطقها مزيد بيان لهذا القول المجمل ، وقرأ أبو بكر في عيون الحضور طلب المزيد والبيان .
فقال : ذهبت منذ قليل إلى فنحاص ، ودخلت البيت الذي يتدارسون فيه كتابهم ، فوجدت ناسا كثيرا من يهود قد اجتمعوا إليه ، ثم قلت له : ويحك يا فنحاص اتق الله وأسلم ، فوالله إنك لتعلم إن محمدا لرسول الله قد جاءكم بالحق من عنده ، تجدونه مكتوبا في التوراة والإنجيل ، فرد فنحاص قائلا : والله يا أبا بكر ، ما بنا إلى الله من فقر ، وأنه إلينا لفقير ، وما نتضرع إليه كما يتضرع إلينا ، وإنا عنه لأغنياء ، وما هو عنا يغني ، ولو كان عنا غنيا ما استقرضنا أموالنا، أليس صاحبكم هو الذي يتلو عليكم ،{من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه أضعافا كثيرة } ألا ترى معي يا أبا بكر أنه ينهاكم عن الربا ويعطيناه ؟ ولو كان عنا غنيا ما أعطانا الربا ؟
وسكت أبو بكر برهة يلتقط فيها أنفاسه ، بينما تعالت همهمات الاستنكار والغضب من القوم ، وتطاير الشرر من عيونهم سيوفا مصلتة على هذا اليهودي اللعين.
ثم تكلم أبو بكر ـ فقطعت همسات القوم ـ قائلا لرسول الله صلى الله عليه وسلم : فغضبت لقوله هذا ، وضربت وجهه على هذا النحو ، وأشار إلى آثار الضرب على وجه فنحاص .
وسكت أبو بكر .
وتكلم النبي صلى الله عليه وسلم ، موجها خطابه إلى فنحاص ، يسأله عن هذا الذي سمع .
وكانت المفاجأة ، التي أذهلت الجميع .
إذ أنكر فنحاص ، وقال ـ مكذبا لأبي بكر ـ ما قلت ذلك .
وبهت الجميع .
وران الصمت على كل الحضور .
ووضع أبو بكر يده على جبهته في محاولة لكظم غيظه .
وعلت ابتسامة ماكرة صفراء شفتي فنحاص ، الذي أنهى كل هذا الموقف كما قد ظن بهذا الرد القصير السريع ، الذي لا يملك أبو بكر على غيره دليلا ، ولا يستطيع أن يقدم على ما ادعاه برهانا ، وصار ينقل نظرات متلصصة بين النبي صلى الله عليه وسلم وأعز صاحب له وصديق ، يرقب بها نتيجة هذا الموقف الذي أوقع فيه أبا بكر .
وصمت الرسول صلى الله عليه وسلم ، فالرجل قد أنكر ، وليس مع أبي بكر على ما يقول شاهدا أو دليلا ، وهو لا يتصور أبدا أن يكذب أبو بكر كما ادعى عليه هذا اليهودي ، لكن الرجل قد أنكر ما قاله أبو بكر .
ماذا يفعل إذا ؟
وطال صمته .
وتطلع إلى حكم النبي صلى الله عليه وسلم .
وتطلع النبي صلى الله عليه وسلم إلى حكم السماء .
. . .
ونزل القرآن .
ليرد على فنحاص كذبه ، ويثبت صدق أبي بكر فيما قاله .
إذ قال تعالى : " لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء سنكتب ما قالوا وقتلهم الأنبياء بغير حق ونقول ذوقوا عذاب الحريق" .
ونزل كذلك في أبي بكر رضى الله عنه ، وما بلغه في هذا الموقف من الغضب : "ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور"
وفرح المسلمون .
وخزي فنحاص .
ولعنة الله على اليهود .
وقبل أن ينطق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، دخل أبو بكر رضى الله عنه الذي نظر إلى فنحاص نظرة ازدراء واحتقار.
وسأله النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو يشير إلى وجه فنحاص ، هل أنت فعلت هذا يا أبا بكر ؟ .
فقال رضى الله عنه : نعم يا رسول الله ، والذي نفسي بيده ، لولا العهد الذي بيننا وبينهم ، لضربت رأس عدو الله هذا .
فقال عليه الصلاة والسلام ـ واليهودي يرقب هذا الحوار وهو يتمنى أن يثمر شقاق بين النبي وصاحبه ـ ولم يا أبا بكر ؟ وما الذي حملك على ما صنعت ؟
فقال أبو بكر : يا رسول الله إن عدو الله قال قولا عظيما ، فضربت وجهه .
وتطلعت أنظار القوم إلى شفتي أبي بكر رضى الله عنه وكأنها تستنطقها مزيد بيان لهذا القول المجمل ، وقرأ أبو بكر في عيون الحضور طلب المزيد والبيان .
فقال : ذهبت منذ قليل إلى فنحاص ، ودخلت البيت الذي يتدارسون فيه كتابهم ، فوجدت ناسا كثيرا من يهود قد اجتمعوا إليه ، ثم قلت له : ويحك يا فنحاص اتق الله وأسلم ، فوالله إنك لتعلم إن محمدا لرسول الله قد جاءكم بالحق من عنده ، تجدونه مكتوبا في التوراة والإنجيل ، فرد فنحاص قائلا : والله يا أبا بكر ، ما بنا إلى الله من فقر ، وأنه إلينا لفقير ، وما نتضرع إليه كما يتضرع إلينا ، وإنا عنه لأغنياء ، وما هو عنا يغني ، ولو كان عنا غنيا ما استقرضنا أموالنا، أليس صاحبكم هو الذي يتلو عليكم ،{من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه أضعافا كثيرة } ألا ترى معي يا أبا بكر أنه ينهاكم عن الربا ويعطيناه ؟ ولو كان عنا غنيا ما أعطانا الربا ؟
وسكت أبو بكر برهة يلتقط فيها أنفاسه ، بينما تعالت همهمات الاستنكار والغضب من القوم ، وتطاير الشرر من عيونهم سيوفا مصلتة على هذا اليهودي اللعين.
ثم تكلم أبو بكر ـ فقطعت همسات القوم ـ قائلا لرسول الله صلى الله عليه وسلم : فغضبت لقوله هذا ، وضربت وجهه على هذا النحو ، وأشار إلى آثار الضرب على وجه فنحاص .
وسكت أبو بكر .
وتكلم النبي صلى الله عليه وسلم ، موجها خطابه إلى فنحاص ، يسأله عن هذا الذي سمع .
وكانت المفاجأة ، التي أذهلت الجميع .
إذ أنكر فنحاص ، وقال ـ مكذبا لأبي بكر ـ ما قلت ذلك .
وبهت الجميع .
وران الصمت على كل الحضور .
ووضع أبو بكر يده على جبهته في محاولة لكظم غيظه .
وعلت ابتسامة ماكرة صفراء شفتي فنحاص ، الذي أنهى كل هذا الموقف كما قد ظن بهذا الرد القصير السريع ، الذي لا يملك أبو بكر على غيره دليلا ، ولا يستطيع أن يقدم على ما ادعاه برهانا ، وصار ينقل نظرات متلصصة بين النبي صلى الله عليه وسلم وأعز صاحب له وصديق ، يرقب بها نتيجة هذا الموقف الذي أوقع فيه أبا بكر .
وصمت الرسول صلى الله عليه وسلم ، فالرجل قد أنكر ، وليس مع أبي بكر على ما يقول شاهدا أو دليلا ، وهو لا يتصور أبدا أن يكذب أبو بكر كما ادعى عليه هذا اليهودي ، لكن الرجل قد أنكر ما قاله أبو بكر .
ماذا يفعل إذا ؟
وطال صمته .
وتطلع إلى حكم النبي صلى الله عليه وسلم .
وتطلع النبي صلى الله عليه وسلم إلى حكم السماء .
. . .
ونزل القرآن .
ليرد على فنحاص كذبه ، ويثبت صدق أبي بكر فيما قاله .
إذ قال تعالى : " لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء سنكتب ما قالوا وقتلهم الأنبياء بغير حق ونقول ذوقوا عذاب الحريق" .
ونزل كذلك في أبي بكر رضى الله عنه ، وما بلغه في هذا الموقف من الغضب : "ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور"
وفرح المسلمون .
وخزي فنحاص .
ولعنة الله على اليهود .