السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إلى أئمة الهدى ومصابيح الدٌّجى: من العلماء الربانيين ، والدعاة المخلصين المتجردين
إلى الشموع التى تحترق لتضئ للأمة طريق الحق والهدى ، إلى قواد سفينة الإنقاذ بقوة وجدارة وسط هذه الرياح الهوجاء والأمواج المتلاطمة
إلى وعى الأمة المستنير ، وفكر الأمة الحُرّ ، وقلب الأمة النابض
وأخيراً إلى جيل صحوتنا المباركة
محمد حسَّان
ذلكم هو طريق الدعوة إلى الله عز وجل طريق نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ويوسف ومحمد – صلوات الله عليهم أجمعين – وطريق أتباعهم من العلماء المخلصين والدعاة الصادقين
ولو كان هذا الطريق سهلاً هيناً ليناً مفروشاً بالزهور والورود والرياحين خالياً من العقبات والأشواك والصخور آمناً من عويل المجرمين من المكذبين والمعارضين والمحاربين لو كان الطريق كذلك لسهل على كل إنسان أن يكون صاحب دعوة ولاختلطت حينئذٍ دعوات الحق ودعاوى الباطل !!
وفى وقت تُشن فيه حملة شرسة ضارية وحرب ضروس هَوْجَاء على الإسلام وأهله شاء الحكيم الخبير جل وعلا أن يبزغ فى الأفق نور يشرق وأمل يتجدد أضحى حقيقة كبيرة لا تنكر بل وأفزعت هذه الحقيقة المشرقة العالم بأسره فها نحن نرى كوكبة كريمة وثلة مباركة من طلائع البعث الإسلامى المرتقب من شباب فى ريعان الصبا وفتيات فى عمر الورود كوكبة تنزلت بفضل الله فى كل بقاع الدنيا كتنزل حبات الندى على الزهرة الظمأى أو كنسمات ربيع باردة معطرة بأنفاس الزهور تأتى هذه الكوكبة لتنضم إلى ركب الدعاة الكريم الموغل فى القدم الضارب فى شعاب الزمان من لدن نوح عليه السلام لتمضى على ذات الطريق مستقيمة الخُطى ، ثابتة الأقدام تجتاز الصخور والحجارة والأشواك نعم ، تسيل دماء وتتمزق هنا وهناك أشلاء ولكن الركب الكريم والموكب المبارك فى طريقه لا ينحنى ولا ينثنى ولا ينكص ولا يحيد لأنه على ثقة مطلقة بنهاية الطريق بانتصار الحق ومحق الباطل فالحق ظاهر خالد والباطل زاهق زائل ولن تستطيع جميع الأفواه ولو اجتمعت أن تطفئ نور الله – عز وجل – ولن يتمكن هذا الدخان الكثيف الأسود المتصاعد تباعاً من أوعية الغل والحقد والحسد المتأججة فى قلوب أعدائنا أن يحجب نور الله – جلَّ وعلا – فهيهات هيهات أين نور السُّهى من شمس الضحى؟! وأين الثرى من كواكب الجوزاء ؟!
يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون ، هو الذى أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون(1)
ولكن لكى تستمر مسيرة هذا الركب الكريم على طول الطريق لابد له من دعاة مخلصين صادقين متجردين لقيادة هذا الركب الطيب بكتاب الله – عز وجل – وسنة رسوله- – بفهم السلف الصالح – رضوان الله عليهم – وببصيرة نافذة ، ووعى حاضر، وفطنة عميقة لكل المؤامرات الموتورة وألوان الحرب المسعورة التى تشن فى الليل والنهار لوقف هذا الركب الزاحف الممتد
ومن ثم يبرز دور الدعاة الصادقين الذين لا يعيشون لأنفسهم وذواتهم بل يعيشون لدعوتهم ودينهم مؤثرين التعب والنصب على ما يراه الآخرون راحة وسكونا وكيف يستريحون ويسكنون وهم يرون دماء أمتهم الجريحة تنزف بغزارة فى كل مكان
لذا فالدعوة هى همهم بالليل والنهار هى فكرهم فى النوم واليقظة هى شغلهم فى السر والعلن يضحون فى سبيلها بالوقت والجهد والمال بل وبالمهج والأرواح ويستعذبون فى سبيل إبلاغها البلاء والفتن والمحن والتعذيب ويخوضون بدعوتهم معركة تلو معركة فى عالم الواقع وعالم الضمير فى عالم الواقع مع الشر والباطل والضلال وفى عالم النفس والضمير مع الشهوات والأهواء والشبهات ولا يعرف حجم هذه المعارك إلا من عرف حجم الباطل وقوته من ناحية وحجم التواءات النفس البشرية إذا طال عليها الأمد من ناحية أخرى
وتبرز أهمية هذا الطراز الخاص من الدعاة فى هذا التوقيت الحرج الذى تمر به الحركة الإسلامية لاسيما إذا علمنا أن العداءات الخارجية للصحوة الإسلامية لم تنجح ولن تنجح بإذن الله فى القضاء عليها نهائيةً لأنها رسالة الله – عز وجل – يحملها المخلصون الخالصون من أبناء الطائفة المنصورة الظاهرة على الحق فى كل زمان ومكان ولكنهم يربكون الحركة إرباكاً شديداً عن طريق النفاذ إلى قلب الحركة واختراق صفوفها لبذر بذور النزاع والشقاق والخلاف وإشعال نار الفتن والأهواء لضرب الصحوة من داخلها تطبيقاً عملياً لمقولتهم الخبيثة الخطيرة التى تقول: إن الشجرة لابد أن يتسبب فى قطعها أحد أغصانها!!
وهذه خواطر جراح وأفراح لابن من أبناء الصحوة يألم لألمها ، ويحزن لحزنها ، ويسعد لفرحها أقدمها على استحياء لإخوانى الفضلاء من الدعاة خاصة ومن أبناء الصحوة عامة وإن كنت لعلى يقين جازم أنه لا ينبغى أن يتصدى للحديث عن هذا الموضوع الكبير إلا من توفرت لديه الأهلية علماً وفهماً وعملاً ولكن قد يتحرك المرءُ من منطلق الاحساس والشعور بالمسئولية الكبيرة الملقاة على عاتقه لا من منطلق الشعور بالأهلية والقاعدة تقول : "من عدم الماء تيمَّمَ بالتراب" والرسول يقول : "الدين النصيحة (ثلاثا) قلنا لمن يا رسول الله ؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم"(1)
فإن وفقت فذلك فضل الله عز وجل وإن أخطأت فاستغفر الله عز وجل وأطلب من الأحبة النصح والبيان وأخيراً أسأل الله جل وعلا أن يجعلها نصيحة خالصة لوجهه وأن ينفع بها وأن يقر أعيننا بنصرة الإسلام وعز المسلمين إنه ولى ذلك ومولاه وصل الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين
أبو أحمد محمد بن حسان
السعودية فى 26 جمادى الأول 1413هـ
الموافق 2 نوفمبر 1992م
لتحميل خواطر الشيخ محمد حسان الدعويه بجراحها وامالها اضغط على هذا الرابط
http://www.mohamedhassan.org/khawater.doc
إلى أئمة الهدى ومصابيح الدٌّجى: من العلماء الربانيين ، والدعاة المخلصين المتجردين
إلى الشموع التى تحترق لتضئ للأمة طريق الحق والهدى ، إلى قواد سفينة الإنقاذ بقوة وجدارة وسط هذه الرياح الهوجاء والأمواج المتلاطمة
إلى وعى الأمة المستنير ، وفكر الأمة الحُرّ ، وقلب الأمة النابض
وأخيراً إلى جيل صحوتنا المباركة
محمد حسَّان
ذلكم هو طريق الدعوة إلى الله عز وجل طريق نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ويوسف ومحمد – صلوات الله عليهم أجمعين – وطريق أتباعهم من العلماء المخلصين والدعاة الصادقين
ولو كان هذا الطريق سهلاً هيناً ليناً مفروشاً بالزهور والورود والرياحين خالياً من العقبات والأشواك والصخور آمناً من عويل المجرمين من المكذبين والمعارضين والمحاربين لو كان الطريق كذلك لسهل على كل إنسان أن يكون صاحب دعوة ولاختلطت حينئذٍ دعوات الحق ودعاوى الباطل !!
وفى وقت تُشن فيه حملة شرسة ضارية وحرب ضروس هَوْجَاء على الإسلام وأهله شاء الحكيم الخبير جل وعلا أن يبزغ فى الأفق نور يشرق وأمل يتجدد أضحى حقيقة كبيرة لا تنكر بل وأفزعت هذه الحقيقة المشرقة العالم بأسره فها نحن نرى كوكبة كريمة وثلة مباركة من طلائع البعث الإسلامى المرتقب من شباب فى ريعان الصبا وفتيات فى عمر الورود كوكبة تنزلت بفضل الله فى كل بقاع الدنيا كتنزل حبات الندى على الزهرة الظمأى أو كنسمات ربيع باردة معطرة بأنفاس الزهور تأتى هذه الكوكبة لتنضم إلى ركب الدعاة الكريم الموغل فى القدم الضارب فى شعاب الزمان من لدن نوح عليه السلام لتمضى على ذات الطريق مستقيمة الخُطى ، ثابتة الأقدام تجتاز الصخور والحجارة والأشواك نعم ، تسيل دماء وتتمزق هنا وهناك أشلاء ولكن الركب الكريم والموكب المبارك فى طريقه لا ينحنى ولا ينثنى ولا ينكص ولا يحيد لأنه على ثقة مطلقة بنهاية الطريق بانتصار الحق ومحق الباطل فالحق ظاهر خالد والباطل زاهق زائل ولن تستطيع جميع الأفواه ولو اجتمعت أن تطفئ نور الله – عز وجل – ولن يتمكن هذا الدخان الكثيف الأسود المتصاعد تباعاً من أوعية الغل والحقد والحسد المتأججة فى قلوب أعدائنا أن يحجب نور الله – جلَّ وعلا – فهيهات هيهات أين نور السُّهى من شمس الضحى؟! وأين الثرى من كواكب الجوزاء ؟!
يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون ، هو الذى أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون(1)
ولكن لكى تستمر مسيرة هذا الركب الكريم على طول الطريق لابد له من دعاة مخلصين صادقين متجردين لقيادة هذا الركب الطيب بكتاب الله – عز وجل – وسنة رسوله- – بفهم السلف الصالح – رضوان الله عليهم – وببصيرة نافذة ، ووعى حاضر، وفطنة عميقة لكل المؤامرات الموتورة وألوان الحرب المسعورة التى تشن فى الليل والنهار لوقف هذا الركب الزاحف الممتد
ومن ثم يبرز دور الدعاة الصادقين الذين لا يعيشون لأنفسهم وذواتهم بل يعيشون لدعوتهم ودينهم مؤثرين التعب والنصب على ما يراه الآخرون راحة وسكونا وكيف يستريحون ويسكنون وهم يرون دماء أمتهم الجريحة تنزف بغزارة فى كل مكان
لذا فالدعوة هى همهم بالليل والنهار هى فكرهم فى النوم واليقظة هى شغلهم فى السر والعلن يضحون فى سبيلها بالوقت والجهد والمال بل وبالمهج والأرواح ويستعذبون فى سبيل إبلاغها البلاء والفتن والمحن والتعذيب ويخوضون بدعوتهم معركة تلو معركة فى عالم الواقع وعالم الضمير فى عالم الواقع مع الشر والباطل والضلال وفى عالم النفس والضمير مع الشهوات والأهواء والشبهات ولا يعرف حجم هذه المعارك إلا من عرف حجم الباطل وقوته من ناحية وحجم التواءات النفس البشرية إذا طال عليها الأمد من ناحية أخرى
وتبرز أهمية هذا الطراز الخاص من الدعاة فى هذا التوقيت الحرج الذى تمر به الحركة الإسلامية لاسيما إذا علمنا أن العداءات الخارجية للصحوة الإسلامية لم تنجح ولن تنجح بإذن الله فى القضاء عليها نهائيةً لأنها رسالة الله – عز وجل – يحملها المخلصون الخالصون من أبناء الطائفة المنصورة الظاهرة على الحق فى كل زمان ومكان ولكنهم يربكون الحركة إرباكاً شديداً عن طريق النفاذ إلى قلب الحركة واختراق صفوفها لبذر بذور النزاع والشقاق والخلاف وإشعال نار الفتن والأهواء لضرب الصحوة من داخلها تطبيقاً عملياً لمقولتهم الخبيثة الخطيرة التى تقول: إن الشجرة لابد أن يتسبب فى قطعها أحد أغصانها!!
وهذه خواطر جراح وأفراح لابن من أبناء الصحوة يألم لألمها ، ويحزن لحزنها ، ويسعد لفرحها أقدمها على استحياء لإخوانى الفضلاء من الدعاة خاصة ومن أبناء الصحوة عامة وإن كنت لعلى يقين جازم أنه لا ينبغى أن يتصدى للحديث عن هذا الموضوع الكبير إلا من توفرت لديه الأهلية علماً وفهماً وعملاً ولكن قد يتحرك المرءُ من منطلق الاحساس والشعور بالمسئولية الكبيرة الملقاة على عاتقه لا من منطلق الشعور بالأهلية والقاعدة تقول : "من عدم الماء تيمَّمَ بالتراب" والرسول يقول : "الدين النصيحة (ثلاثا) قلنا لمن يا رسول الله ؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم"(1)
فإن وفقت فذلك فضل الله عز وجل وإن أخطأت فاستغفر الله عز وجل وأطلب من الأحبة النصح والبيان وأخيراً أسأل الله جل وعلا أن يجعلها نصيحة خالصة لوجهه وأن ينفع بها وأن يقر أعيننا بنصرة الإسلام وعز المسلمين إنه ولى ذلك ومولاه وصل الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين
أبو أحمد محمد بن حسان
السعودية فى 26 جمادى الأول 1413هـ
الموافق 2 نوفمبر 1992م
لتحميل خواطر الشيخ محمد حسان الدعويه بجراحها وامالها اضغط على هذا الرابط
http://www.mohamedhassan.org/khawater.doc