الحمد لله وكـفى وصـلاة وسلام على عبـاده الـذيـن اصطـفى .
وبعـد :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( انما بعثت لأُتمم مكارم الأخلاق ))هـذه كلمات مختـصرة وألفاظ موجزة في بيان شيء من أخـلاق إمـام المتـقين وسيـد المرسلين محمد النبي الكريم لتكون زاداً للمتـقين وعبرة للمعـتبرين ودرسـاً للدارسين وموعظـة للمتـقين يستفيد منها الموظـف في عمله والواعظ في موعظـتـه … إلخ
والله تبارك وتعالى أسأل الله أن ينفعني وينفع من قراءهـا بما فيها من الدروس والمواعظ والتـوجيـهات إنـه ولـي ذلك والقـادر عليـه .
كـثـرة ذكـر اللـه تعـالـى
عن عائشة – رضي الله عنها – قـالت : ( كان رسـول الله صلى الله عليه وسلم يـذكر الله – تعـالـى -علـى كـل أحيـانـه ) .
بكـاؤه وتـعظيمـه لربـه عز وجل
عن ابن مسعود – رضي الله عنه – قال : ( قال لي النبي صلى الله عليه وسلم : ( اقـرأ عليّ القرآن ) قلت : يـا رسول الله أقرأ عليك القرآن وعليك أنزل ؟ قال : ( إني أحب أن أسمعه من غيري ) فقـرأت عليه سورة النساء حتى جئـت إلى هذه الآيـة : " فـكيف إذا جئنا من كل أمـة بشهيد وجئنـا بـك على هـؤلاء شهيداً " قـال : ( حسبك الآن ) فـالتفت إليـه فـإذا عيناه تـذرفـان .
الصبـر على الدعـوة ومشقـاتـه
عن عائشـة – رضي الله عنها – أنهـا قـالت للنبي صلى الله عليه وسلم : ( هل أتى عليكم يوم كان أشـد من يوم أحد ؟ قال : ( لقد لقيت من قومك وكان أشد مالقيت منهم يـوم العقبـة إذ عرضت نفسي ابن عبدياليل بن عبدكلال فلم يجبني إلى ما أردت فـانطلقت وأنا مهموم على وجهي فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب فرفـعت رأسي فـإذا أنا بسحابـة قد أظلتني فنظرت فإذا فيها جبريل عليه السلام فنـاداني فقال : إن الله قد سمع قول قومك لك وماردوا عليك وقد بعث إليك ملك الجبال
لتآمره بما شئت فيهم فناداني ملك الجبال فسلم عليّ ثم قال : يـا محمد إن الله قد سمع قول قومك لك وأنا ملك الجبال وقد بعثـني ربي إليك لتآمرني بأمرك فما شئت : ( إن شـئت أطبقت عليهـم الأخشبين ) .
فقـال النبي صلى الله عليه وسلم : ( بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئاً ) .
الـتـواضـع
عن أبـي هريرة – رضي الله عنه – عن النبي صلى الله عليه وسلم قـال : ( ما بعث الله نبياً إلا رعـى الغنم ) قـال أصحابـه : وأنت ؟ فقـال : ( نعم ، كنت أرعـاهـا على قـراريـط لأهـل مكـة ) .
الحلـم والـرفـق
عن أنس – رضي الله عنه – قال : كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه برد نجراني غليظ الحاشيـة فأدركه أعرابي فجذبه بردائه جذبة شديدة فـنظرت إلى صفحة عاتق النبي صلى الله عليه وسلم وقد أثرت بها حاشية الرداء من شـدة جذبتـه ثم قال : ( يا محمد مر لي من مـال الله الذي عندك فـالتفت إليه فضحك ثم أمـر له بـعطـاء ) .
الـرحمـة بـالأطفـال
عندما قتل جعفر – رضي الله عنه – في مؤتة قالت زوجه
أسماء بنت عميس - رضي الله عنها - : دخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعا بني جعفر فرأيته شمهم وذرفت عيناه فـقلت يـارسول الله أبلغـك عن جعفر شـيء قـال : ( نعم قـتل اليوم ) فـقمنا نبكي ورجع فقال : ( اصنعوا لآل جعفر طعاماً فإنه قد جاء ما يشغلهم ) .
الحـيـــــاء
قـال أبـو سعيد الخـدري – رضي الله عنه – ( كـان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد حيـاءً من العذراء في خدرهـا فإذا رأى شيئاً يكرهه عرفناه في وجهه ) .
الشــورى
مـن ذلك استشارتـه لأصحابـه في الخروج أو البقاء في المدينـة يوم أحد وقـد قـال أبـو هـريرة : ( ما رأيت أحداً أكثر مشـورة لأصحابـه مـن رسول الله صـلى الله عليـه وسلم ) .
المـــزاح
عـن أنس – رضي الله عنه – قال : ( كان ابن لأم سليم يقال له أبو عمير كان النبي صلى الله عليه وسلم ربما مازحه إذا جاء فدخل يوماً يمازحه فوجده حزينـاً فقال: ( مالي أرى ألا عمير حزينـاً؟ ) فقـالوا : يا رسول الله مات نعزه الذي كـان يلعب به فجعل يناديـه : ( يـا أبى عمير ما فـعل النغـير ) .
عـدم التضجر والاكثـار من الـكلام
عن أنس – رضي الله عنه – قال : ( ولقد خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما قال لي قط : أُف ولا قـال لشيء فعلته : لـمَ فعلتـه ؟ ولا لشيء لـمَ أفعلـه : ألا فـعلت كذا ؟
الرحمـة بـالنسـاء
شبه النساء بالقوارير حيث كان عليه الصلاة والسلام في بعض أسفاره وكانت مـعه نساء منهن أم سليم وغـلام أسود يقال له أنجشة يحدو فقـال له النبي صلى الله عليه وسلم : ( يا أنجشة رويـدك سوقـاً بـالقواير ) .
حـسـن المعـاشـرة
عـن عائشـة – رضي الله عنها – قـالت : ( كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا بلغـه عن الرجـل الشـيء لـم يقل : ما بـال فـلان يقول ولـكن يقـول: ما بـال أقـوامٍ يقـولـون كـذا وكـذا ) .
الرحمة بالأعداء في الحرب والسلم
أنه عفا عن غورث بن الحارث على الرغم من محاولتـه قتله _ عليه الصلاة والسلام _ فجاء غورث إلى قـومه بعد ذلك فقـال : جـئـتكم من عند خير النـاس .
التـقـشـف فـي الفـراش
تقول عائشة _ رضي الله عنها _ : ( إنما كان فراش النبي صلى الله عليه وسلم الذي ينام عليه أدمـاً حشوه ليف )
..والحمدلله رب العالمين