[size=2
من دلائل النبوة
إيمان ذوى العقول وأهل الألباب من كل أمة بالرسول صلى الله عليه وسلم
اعلم رحمني الله وإياك أن من
دلائل
نبوة نبينا صلى الله عليه وسلم هي مسارعة أهل العقول الراجحة ، وأولي
الألباب من كل أمة وملة ودين إلى الإيمان بالرسول صلى الله عليه وسلم وترك
ما كانوا عليه من الجاهلية والكفر وما زال هذا دأب الناس معه منذ بعثته
وإلى يومنا هذا
. وهؤلاء
أهل العقول الراجحة الذين آمنوا بالنبي صلى الله عليه وسلم إنما آمنوا عن
دليل وبرهان ولم يأخذوا الأمر تقليداً واتباعاً وسنعرض نماذج من هؤلاء
الذين التقوا الرسول وناقشوا معه دليل نبوته واتبعوا دينه ، وكذلك ممن شهد
له بالصدق والحق ولم يتبعه إيثاراً للملك كهرقل أو اشفاقاً من مفارقة قومه
وجماعته كبعض أحبار اليهود
إسلام الصِّديق رضى الله عنه عن دليل وبرهان
فالصديق
أبو بكر الذي هو أول الرجال إيماناً كان إيمانه بالنبي صلى الله عليه وسلم
عن دليل وبرهان ، فإنه قد صادق النبي قبل أن يبعث وعرف من أخلاقه وشمائله
أنه ليس بكذاب وأنه يستحيل عقـلاً أن يعيش رجل أربعين عاماً من عمره لا
تعرف عنه كذبه ثم يشرع بعد ذلك في الكذب على الله الذي هو أشنع الكذب
.
وهكذا علم أبو بكر يقيناً أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم منـزه عن
الغرض ويستحيل أن يكون له دخيلة أو يكون ممن يظهر خلاف ما يبطن ولذلك أسرع
إلى الإيمان به عن ثقة ويقين ، وقد كان لكل أحد وقفة تردد في قبول دعوة
الرسول إلا أبا بكر الصديق رضي الله عنه فإنه
ما إن دعاه النبي إلى الإسلام حتى بادر بالشهادة أن
لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ ما دعوت أحداً للإسلام إلا
كانت له إلا أبا بكر.. ] وروى الإمام البخاري عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : كنت جالساً عند
النبي
صلى الله
عليه وسلم إذ أقبل أبو بكر آخذاً بطرف ثوبه حتى أبدى عن ركبته . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : [ أما صاحبكم فقد غامر فسلم ] ، وقال : إني كان بيني وبين ابن الخطاب شيء ، فأسرعت إليه ثم ندمت ، فسألته
أن يغفر لي فأبى علي فأقبلت إليك ، فقال يغفر الله لك
يا أبا بكر ثلاثاً ، ثم إن عمر ندم فأتى منزل أبي بكر . فسأل أَثَمَّ أبو بكر؟
فقال : لا ، فأتى إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسلم ، فجعل وجه النبي صلى الله عليه وسلم يتمعر حتى أشفق أبو بكر فجثا على ركبتيه . فقال : يا رسول الله : والله أنا كنت أظلم مرتين ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : [ إن الله بعثني إليكم ، فقلتم كذبت ، وقال أبو بكر : صدق ، وواساني بنفسه وماله . فهل أنتم تاركوا لي صاحبي مرتين فما أوذي بعدها ] ( رواه البخاري
) والشاهد أن إسـلام الصديق -وهو أول الناس إسلاماً - كان
عن يقين ودليل وبرهان تحقق لأبي بكر بفضل الصحبة الطويلة قبل البعثة
والمعرفة اليقينية بالرسول صلى الله عليه وسلم ، وقـد كان ثبات الصديق على
هذا الدين ، وضربه المثال الكامل للمؤمن الصديق ، وتطبيقه الرائع الفريد
لحقائق الدين وقيمه ، دليل على صدق النبي محمد صلى الله عليه وسلم
إسلام خديجة رضي الله عنها عن دليل وبرهان
وكذلك كان إسلام أم المؤمنين خديجة بنت خويلد رضي الله عنها فإنها قالت للنبي عندما قص عليها خبر ما
رآه في الغار وقال لها
الرسول
: [ لقد خشيت على نفسي ] ولم يكن الرسول يعلم مَنْ هذا الذي نزل عليه في الغار ولا ما كان يريد . فقالت خديجة رضي الله
عنها له : ( لا والله لا يخزيك الله أبداً فإنك لتصل الرحم وتحمل الكل ، وتكسب المعلوم وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق ) ( رواه البخاري ) ثم لما ذهبت به إلى ورقة بن نوفل رضي الله عنه وأخبرهما أن هذا هو الناموس الذي نزل على موسى كان هذا شهادة كذلك
من رجل عليم بالرسالات
. ومن
أجل ذلك كانت خديجة رضي الله عنها أول امرأة أسلمت بل لعلها أول إنسان آمن
بالرسول صلى الله عليه وسلم وكان إيمانها عن دليل وبرهان ولم يكن مجرد
تقليد واتباع لزوج . ولا برهان أعظم مما رأته في النبي صلى الله عليه وسلم
فقد عرفت فيه الصدق والأمانة وصلة الرحم وحسن الخلق والرحمة بالخلق ومثل هذا لا يخزيه الله أبداً
إسلام السابقين من المؤمنين عن دليل وبرهان
وهكذا الشأن في السابقين الأولين من الذين عرفوا
النبي صلى الله عليه وسلم قبل بعثته فإن قريشاً كلها
لم يجربوا عليه كذباً ، بل وكل من تعامل مع النبي بمعاملة بيع أو شراء عرف في النبي صلى الله عليه وسلم
الصدق والأمانة
. ولذلك لما سمعوا أن النبي صلى
الله عليه وسلم يدعو إلى الله ويخبر أنه رسوله بادروا إلى الإيمان به ، عن
دليل ، وبرهان ، وأضيف إلى ذلك مسارعة أمثال الصديق إلى الإيمان فإن
تصديق الصادقين دليل صدق النبي صلى الله عليه
وسلم فإن الصادق يصدقه الصادقون وأما الكذاب فإنه
لا يصدقه ولو ظاهراً إلا من كان على شاكلته من أهل الكذب
من دلائل النبوة
إيمان ذوى العقول وأهل الألباب من كل أمة بالرسول صلى الله عليه وسلم
اعلم رحمني الله وإياك أن من
دلائل
نبوة نبينا صلى الله عليه وسلم هي مسارعة أهل العقول الراجحة ، وأولي
الألباب من كل أمة وملة ودين إلى الإيمان بالرسول صلى الله عليه وسلم وترك
ما كانوا عليه من الجاهلية والكفر وما زال هذا دأب الناس معه منذ بعثته
وإلى يومنا هذا
. وهؤلاء
أهل العقول الراجحة الذين آمنوا بالنبي صلى الله عليه وسلم إنما آمنوا عن
دليل وبرهان ولم يأخذوا الأمر تقليداً واتباعاً وسنعرض نماذج من هؤلاء
الذين التقوا الرسول وناقشوا معه دليل نبوته واتبعوا دينه ، وكذلك ممن شهد
له بالصدق والحق ولم يتبعه إيثاراً للملك كهرقل أو اشفاقاً من مفارقة قومه
وجماعته كبعض أحبار اليهود
إسلام الصِّديق رضى الله عنه عن دليل وبرهان
فالصديق
أبو بكر الذي هو أول الرجال إيماناً كان إيمانه بالنبي صلى الله عليه وسلم
عن دليل وبرهان ، فإنه قد صادق النبي قبل أن يبعث وعرف من أخلاقه وشمائله
أنه ليس بكذاب وأنه يستحيل عقـلاً أن يعيش رجل أربعين عاماً من عمره لا
تعرف عنه كذبه ثم يشرع بعد ذلك في الكذب على الله الذي هو أشنع الكذب
.
وهكذا علم أبو بكر يقيناً أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم منـزه عن
الغرض ويستحيل أن يكون له دخيلة أو يكون ممن يظهر خلاف ما يبطن ولذلك أسرع
إلى الإيمان به عن ثقة ويقين ، وقد كان لكل أحد وقفة تردد في قبول دعوة
الرسول إلا أبا بكر الصديق رضي الله عنه فإنه
ما إن دعاه النبي إلى الإسلام حتى بادر بالشهادة أن
لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ ما دعوت أحداً للإسلام إلا
كانت له إلا أبا بكر.. ] وروى الإمام البخاري عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : كنت جالساً عند
النبي
صلى الله
عليه وسلم إذ أقبل أبو بكر آخذاً بطرف ثوبه حتى أبدى عن ركبته . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : [ أما صاحبكم فقد غامر فسلم ] ، وقال : إني كان بيني وبين ابن الخطاب شيء ، فأسرعت إليه ثم ندمت ، فسألته
أن يغفر لي فأبى علي فأقبلت إليك ، فقال يغفر الله لك
يا أبا بكر ثلاثاً ، ثم إن عمر ندم فأتى منزل أبي بكر . فسأل أَثَمَّ أبو بكر؟
فقال : لا ، فأتى إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسلم ، فجعل وجه النبي صلى الله عليه وسلم يتمعر حتى أشفق أبو بكر فجثا على ركبتيه . فقال : يا رسول الله : والله أنا كنت أظلم مرتين ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : [ إن الله بعثني إليكم ، فقلتم كذبت ، وقال أبو بكر : صدق ، وواساني بنفسه وماله . فهل أنتم تاركوا لي صاحبي مرتين فما أوذي بعدها ] ( رواه البخاري
) والشاهد أن إسـلام الصديق -وهو أول الناس إسلاماً - كان
عن يقين ودليل وبرهان تحقق لأبي بكر بفضل الصحبة الطويلة قبل البعثة
والمعرفة اليقينية بالرسول صلى الله عليه وسلم ، وقـد كان ثبات الصديق على
هذا الدين ، وضربه المثال الكامل للمؤمن الصديق ، وتطبيقه الرائع الفريد
لحقائق الدين وقيمه ، دليل على صدق النبي محمد صلى الله عليه وسلم
إسلام خديجة رضي الله عنها عن دليل وبرهان
وكذلك كان إسلام أم المؤمنين خديجة بنت خويلد رضي الله عنها فإنها قالت للنبي عندما قص عليها خبر ما
رآه في الغار وقال لها
الرسول
: [ لقد خشيت على نفسي ] ولم يكن الرسول يعلم مَنْ هذا الذي نزل عليه في الغار ولا ما كان يريد . فقالت خديجة رضي الله
عنها له : ( لا والله لا يخزيك الله أبداً فإنك لتصل الرحم وتحمل الكل ، وتكسب المعلوم وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق ) ( رواه البخاري ) ثم لما ذهبت به إلى ورقة بن نوفل رضي الله عنه وأخبرهما أن هذا هو الناموس الذي نزل على موسى كان هذا شهادة كذلك
من رجل عليم بالرسالات
. ومن
أجل ذلك كانت خديجة رضي الله عنها أول امرأة أسلمت بل لعلها أول إنسان آمن
بالرسول صلى الله عليه وسلم وكان إيمانها عن دليل وبرهان ولم يكن مجرد
تقليد واتباع لزوج . ولا برهان أعظم مما رأته في النبي صلى الله عليه وسلم
فقد عرفت فيه الصدق والأمانة وصلة الرحم وحسن الخلق والرحمة بالخلق ومثل هذا لا يخزيه الله أبداً
إسلام السابقين من المؤمنين عن دليل وبرهان
وهكذا الشأن في السابقين الأولين من الذين عرفوا
النبي صلى الله عليه وسلم قبل بعثته فإن قريشاً كلها
لم يجربوا عليه كذباً ، بل وكل من تعامل مع النبي بمعاملة بيع أو شراء عرف في النبي صلى الله عليه وسلم
الصدق والأمانة
. ولذلك لما سمعوا أن النبي صلى
الله عليه وسلم يدعو إلى الله ويخبر أنه رسوله بادروا إلى الإيمان به ، عن
دليل ، وبرهان ، وأضيف إلى ذلك مسارعة أمثال الصديق إلى الإيمان فإن
تصديق الصادقين دليل صدق النبي صلى الله عليه
وسلم فإن الصادق يصدقه الصادقون وأما الكذاب فإنه
لا يصدقه ولو ظاهراً إلا من كان على شاكلته من أهل الكذب