الواقع أنني أحاول أن أستشف ما يفكر به عقل المسيحي مما زرعوه فيه على مر عمره وأجيب عليه بهدوء وعقلانية ولذلك أصبح كلامي عن رسول الله كما ترون دفاع عن بشريته وزواجه وبيان أنه نبي من الأنبياء تزوج كما تزوجوا جميعا
ولكن دعنا ننظر نظرة علمية.. لم يطرح مهاجمي الإسلام تلك القضايا ويثيرون مسألة مثل زواج الرسول ؟ الواقع أنها حيدة كبيرة وهروب من التفكير المنطقي.. فمحمد –صلى الله عليه وسلم- لم يدعونا لعبادته هو... فلو دعانا لذلك.. لربما نضع تلك المسائل تحت البحث.. لكن دعوته كانت مختلفة.. لقد دعانا لعبادة الله !! نعم... لم يدعنا لنكون محمديين بل دعانا لنكون مسلمين لله – عز وجل- وتنزيهه عما يعتقد به الوثنيون أو النصارى أو اليهود فالله أعلى وأكبر من شتم اليهود والنصارى له
والذي يطعن في شخص مدعي نبوة الواجب أن تكون طعوناته مستنده على أساسات جلية 1- ما هدف محمد –صلى الله عليه وسلم- من إدعاء النبوة ؟ 2- كيف إستطاع محمد –صلى الله عليه وسلم- تأليف القرآن ؟
الواقع أن الأسئلة تبدو سهلة بالنسبة لنصراني سمع ما يردده قساوسته.. لكن غياب حقائق أخفاها عنه القساوسة ومع جهل عوام النصارى بديننا ويكتفون بسماع زكريا بطرس أو غيره من جهلة وكذابين الكنائس.. ولذلك فالحقائق مشوشة للغاية
ولا نخرج من كونه حوار عقلي على أساس التسليم بالمصادر من الجانبين –كما اتفقنا- ونبدأ بالسؤال الأول : ما هدف محمد –صلى الله عليه وسلم- من إدعاء النبوة ؟
قد يقول قائل: الأمر بسيط إنه حب السلطة والمُلك والمال ! وهذا جواب يمكن أن يبدو منطقيا إلا أنه غاب عن ذهن قائله حقائق جلية.. فكونك سلمت بأن الهدف هو حب السلطة والزعامة والمال.. هذا يعني بأنه لم يكن ذو رسالة ولا يأبه لتابعيه.. وهذا ما لا يمكن أن يتخيل من شخصية رسول الله ناهيك أنه –حسب فرضك- لو أتته الرئاسة والزعامة والمال فقد حصل مراده من إدعائه النبوة.. ويكفيني أن تعرف –عزيزي القارئ – أن النبي محمد –صلى الله عليه وسلم- جاءه كل ذلك مقابل أن يتخلى عن إدعاءه النبوة
إجتمع كفار مكة وتكلم عنهم عتبة بن الوليد وهم مجتمعين حول رسول الله فقال عتبة:
إن كان إنما بك الباءه فاختر أي نساء قريش شئت حتى أزوجك عشرا وإن أردت الملك ملكناك علينا و إن كان إنما بك الحاجة جمعنا لك حتى تكون أغنى قريش مالا وإن أردت... وإن أردت
وجاءه عمه "أبو طالب" فعرض عليه العروض السخية التي عرضتها له قريش.. فقال رسول الله كلمته الشهيرة "
والله يا عمي لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يسارى على أن أترك هذا الأمر ما تركته"
وهكذا سقطت إدعاءات النصارى أنه كان يسعى للسلطة أو المال أو النساء لأن هذا كان متاحا بلا مصاعب ثلاث عشرة سنة تعذيب ونكال في مكة وبعدها سنوات من الجهاد والنصب والتعب في المدينة.. وكان منذ البداية كل شئ متاح له في مكة... فأين الدافع... أين الهدف ؟
الواقع أن إدعاء النبوة والكذب جريمة كبيرة..وكل جريمة لابد لها من دوافع.. فلو وجدت رجلا مقتولا له إبن وقد تنازل الأب لإبنه عن كل أملاكه منذ سنوات عديدة.. فبالطبع يصعب تخيل أن الإبن قد قتل الأب... لأن الأموال أمواله فلم يقتل أبيه.. ما هدفه.. ما مصلحته ؟
وكانت الدنيا بحذافيرها من مُلك لبلد مهم مثل مكة وأموال وجاه ومنصب وشرف عند محمد –صلى الله عليه وسلم- فلم يستمر في طريق ربما ينجح أو يفشل طالما جاءه ما يطلب ؟! وهنا تسقط كل دواعي الكذب ويظهر صدق محمد –صلى الله عليه وسلم- في دعوته ورسالته... ولعله لا يماري في هذا إلا جاحد
ولعل الإنسان المثقف البسيط يعرف أن النبي رغم أنه كان له من خمس الغنائم وكان حاكما للأمة إلا أنه عاش حياة بسيطة فتروي نساؤه أنه ما شبع آل بيت محمد ثلاث أيام متتابعة.. وكان يمر الشهر ولا يوقد في بيته نار.. وكان طعامه الأسودان "الماء والتمر" وكان يربط على بطنه حجرين من الجوع في غزوة الخندق.. وسأله أعرابي ذات مرة بغلظة قال "أعطني من مال الله لا من مال أبيك ولا أمك" فأعطاه الرسول قطيعه من الغنم كاملا.. فكان النبي يعطي عطاء الذي لا يخاف من الفقر.. ولم يسكن الفيلات ولا القصور.. بل تروي عائشة أنه كان يصلي بالليل وهي نائمة ومن ضيق الغرفة كان يضطر أن ينبهها أن تسحب رجلها حتى يتمكن من السجود.. وفي مرض موته كانت كل ثروته 7 دنانير أمر أن يتصدق بها قبل موته.. وليلة موته لم يجدوا زيتا يضيئوا به المصابيح... فأي فائدة رجاها من إدعاء النبوة ؟ الواقع أن لكل جريمة هدف... و جريمة كبيرة كالكذب على الله بإدعاء النبوة بلا هدف.. إدعاء سخيف