رحلة مع القلوب
ففي هذا الزمان الذي كثرت فيه الشبهات والشهوات وابتعدت فيه قلوب كثيرة عن طاعة رب الأرض والسموات وضاعت العقيدة من القلوب فكانت الغفلة عن الآخرة بدءا من الموت وانتهاء بالنار أو الجنات فيجب علينا ان نقف وقفه مع النفس لعل تلك القلوب تستيقظ من هذا السبات العميق فتنقاد ومن خلفها الجوارح إلى طاعة رب الأرض والسموات لتنعم بالنعيم والرضوان فى الدنيا وفى الآخرة
فالقلوب إذا ماتت أو مرضت فإن حياتها وصحتها بيد الله الذي رحمته وسعت كل شئ ومهما عظمت الذنوب فهي شئ وستسعها رحمه الله عز وجل فإن الله عز وجل لما قال
{أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ }الحديد16
قال بعدها : {اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ }الحديد17
فكما أن الله يحي الأرض بعد موتها فهو أيضا يحي القلوب بعد موتها
فالقلوب ثلاثة
القلب الأول : قلب خال من الإيمان وجميع الخير ، فذلك قلب مظلم قد استرح الشيطان من إلقاء الوساوس إليه لأنه قد اتخذه بيتا ووطنا وتحكم فيه بما يريد وتمكن منه غاية التمكن0
والقلب الثاني : قلب قد استنار بنور الإيمان وأوقد فيه مصباحه لكن عليه ظلمة الشهوات وعواصف الأهوية ، فللشيطان هناك إقبال وإدبار ومطامع فالحرب دول وسجال فأوقات غلبته لعدوه أكثر وأوقات غلبه عدوه له أكثر0
أما القلب الثالث : قلب محشو بالإيمان قد استنار بنوره وانقشعت عنه حجب الشهوات وأقلعت تلك الظلمات فلنوره فى صدرة إشراقه
ولذلك الإشراق إيقاد لو دنا منه الوسواس احترق به فهو كالسماء التي حرست بالنجوم فلو دنا منها الشيطان يتخطاها رجم واحترق به 0
وليست السماء بأعظم حرمة من المؤمن وحراسة الله له أتم من حراسة السماء والسماء متعبد الملائكة ومستقر الوحي وفيها أنوار الطاعات ، وقلب المؤمن مستقر التوحيد والمحبة والمعرفة والإيمان وفيه أنوارها فهو أحق أن يحرس ويحفظ من كيد العدو فلا ينال منه شئ 0
وقد مثل ذلك بمثال حسن وهو ثلاث بيوت : بيت للملك فيه كنوز وذخائره وجواهره ، وبيت للعبد فيه كنوزه وذخائره ، وليس كجواهر الملك وذخائره 0
وبيت خال صفر لا شئ فيه 0فجاء اللص يريد ان يسرق أحد البيوت فيمن أيها يسرق ؟
فإن قلت من البيت الخالى كان محالا لأن البيت الخالى ليس فيه شئ يسرق ، ولهذا قبل لأبن عباس رضى الله عنه إن اليهود تزعم أنها لا توسوس فى صلاتها ، فقال وما يصنع الشيطان بالقلب الخراب ؟ وإن قلت : يسرق من بيت الملك كان ذلك كالمستحيل الممتنع ، فإن عليه من الحراس ما لا يستطع اللص الدنو منه ، كيف وحارسه الملك بنفسه ؟ وكيف يدنوا اللص منه ومن حوله الحراس والجند ما حوله ؟ فلم يبق للص إلا البيت الثالث فهو الذى يشن عليه الغارات
فليتأمل اللبيب هذا المثال حق التأمل ولينزله على القلوب فإنها على منواله 0
فقلب خلا من الخير كله وهو قلب الكافر والمنافق فلذلك بيت الشيطان قد احرزه لنفسه واستوطنه واتخذه سكنا ومستقرا فأى شئ يسرق منه وفيه خزائنه وذخائره وشكوكه وخيالاته ووساوسه
وقلب قد امتلاء من جلال الله عز وجل وعظمته ومحبته ومراقبته والحياء منه ، فأي شيطان يجترئ على هذا القلب ؟
الوابل الصيب / للإمام ابن القيم
فإذا أردنا أن نطلب قلوبنا فنطلبها فى ثلاث مواطن
قال ابن مسعود رضي الله عنه اطلب قلبك فى ثلاث مواطن : عند سماع القرآن وفى مجالس الذكر وفى أوقات الخلوة فإن لم تجده فى هذه المواطن فسل الله أن يمن عليك بقلب فإنه لا قلب لك 0
تالله لقد قست قلوبنا فما هى بالقلوب التي تخشع عند سماع القرآن ولا بالقلوب التي تطمئن عند ذكر الله ولا هى بالقلوب التى تراقب الله في الخلوة 0000 إننا فى حاجة شديدة لتجديد الإيمان فى قلوبنا ولذلك أخبرنا صلى الله عليه وسلم بهذا الداء العضال وبالدواء الناجح فقال صلى الله عليه وسلم ( عن الإيمان ليخلق فى جوف أحدكم كما يخلق الثوب فاسألوا الله تعالى : أن يجدد الإيمان فى قلوبكم ) رواه الطبري فى الكبير وصححه الألباني في صحيح الجامع
اللهم جدد الإيمان فى قلوبنا اللهم ءامين
ففي هذا الزمان الذي كثرت فيه الشبهات والشهوات وابتعدت فيه قلوب كثيرة عن طاعة رب الأرض والسموات وضاعت العقيدة من القلوب فكانت الغفلة عن الآخرة بدءا من الموت وانتهاء بالنار أو الجنات فيجب علينا ان نقف وقفه مع النفس لعل تلك القلوب تستيقظ من هذا السبات العميق فتنقاد ومن خلفها الجوارح إلى طاعة رب الأرض والسموات لتنعم بالنعيم والرضوان فى الدنيا وفى الآخرة
فالقلوب إذا ماتت أو مرضت فإن حياتها وصحتها بيد الله الذي رحمته وسعت كل شئ ومهما عظمت الذنوب فهي شئ وستسعها رحمه الله عز وجل فإن الله عز وجل لما قال
{أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ }الحديد16
قال بعدها : {اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ }الحديد17
فكما أن الله يحي الأرض بعد موتها فهو أيضا يحي القلوب بعد موتها
فالقلوب ثلاثة
القلب الأول : قلب خال من الإيمان وجميع الخير ، فذلك قلب مظلم قد استرح الشيطان من إلقاء الوساوس إليه لأنه قد اتخذه بيتا ووطنا وتحكم فيه بما يريد وتمكن منه غاية التمكن0
والقلب الثاني : قلب قد استنار بنور الإيمان وأوقد فيه مصباحه لكن عليه ظلمة الشهوات وعواصف الأهوية ، فللشيطان هناك إقبال وإدبار ومطامع فالحرب دول وسجال فأوقات غلبته لعدوه أكثر وأوقات غلبه عدوه له أكثر0
أما القلب الثالث : قلب محشو بالإيمان قد استنار بنوره وانقشعت عنه حجب الشهوات وأقلعت تلك الظلمات فلنوره فى صدرة إشراقه
ولذلك الإشراق إيقاد لو دنا منه الوسواس احترق به فهو كالسماء التي حرست بالنجوم فلو دنا منها الشيطان يتخطاها رجم واحترق به 0
وليست السماء بأعظم حرمة من المؤمن وحراسة الله له أتم من حراسة السماء والسماء متعبد الملائكة ومستقر الوحي وفيها أنوار الطاعات ، وقلب المؤمن مستقر التوحيد والمحبة والمعرفة والإيمان وفيه أنوارها فهو أحق أن يحرس ويحفظ من كيد العدو فلا ينال منه شئ 0
وقد مثل ذلك بمثال حسن وهو ثلاث بيوت : بيت للملك فيه كنوز وذخائره وجواهره ، وبيت للعبد فيه كنوزه وذخائره ، وليس كجواهر الملك وذخائره 0
وبيت خال صفر لا شئ فيه 0فجاء اللص يريد ان يسرق أحد البيوت فيمن أيها يسرق ؟
فإن قلت من البيت الخالى كان محالا لأن البيت الخالى ليس فيه شئ يسرق ، ولهذا قبل لأبن عباس رضى الله عنه إن اليهود تزعم أنها لا توسوس فى صلاتها ، فقال وما يصنع الشيطان بالقلب الخراب ؟ وإن قلت : يسرق من بيت الملك كان ذلك كالمستحيل الممتنع ، فإن عليه من الحراس ما لا يستطع اللص الدنو منه ، كيف وحارسه الملك بنفسه ؟ وكيف يدنوا اللص منه ومن حوله الحراس والجند ما حوله ؟ فلم يبق للص إلا البيت الثالث فهو الذى يشن عليه الغارات
فليتأمل اللبيب هذا المثال حق التأمل ولينزله على القلوب فإنها على منواله 0
فقلب خلا من الخير كله وهو قلب الكافر والمنافق فلذلك بيت الشيطان قد احرزه لنفسه واستوطنه واتخذه سكنا ومستقرا فأى شئ يسرق منه وفيه خزائنه وذخائره وشكوكه وخيالاته ووساوسه
وقلب قد امتلاء من جلال الله عز وجل وعظمته ومحبته ومراقبته والحياء منه ، فأي شيطان يجترئ على هذا القلب ؟
الوابل الصيب / للإمام ابن القيم
فإذا أردنا أن نطلب قلوبنا فنطلبها فى ثلاث مواطن
قال ابن مسعود رضي الله عنه اطلب قلبك فى ثلاث مواطن : عند سماع القرآن وفى مجالس الذكر وفى أوقات الخلوة فإن لم تجده فى هذه المواطن فسل الله أن يمن عليك بقلب فإنه لا قلب لك 0
تالله لقد قست قلوبنا فما هى بالقلوب التي تخشع عند سماع القرآن ولا بالقلوب التي تطمئن عند ذكر الله ولا هى بالقلوب التى تراقب الله في الخلوة 0000 إننا فى حاجة شديدة لتجديد الإيمان فى قلوبنا ولذلك أخبرنا صلى الله عليه وسلم بهذا الداء العضال وبالدواء الناجح فقال صلى الله عليه وسلم ( عن الإيمان ليخلق فى جوف أحدكم كما يخلق الثوب فاسألوا الله تعالى : أن يجدد الإيمان فى قلوبكم ) رواه الطبري فى الكبير وصححه الألباني في صحيح الجامع
اللهم جدد الإيمان فى قلوبنا اللهم ءامين