هل تحفظ القرآن ؟
أخواتى الحبيبات ..
قبل أن أحدثكم عن أهمية القرآن الكريم كوحى و كلام الله عز وجل ، أود أن أحدثكم عن تجربة شخصية حدثت لى أشعرتنى بأهمية القرآن وضرورة تواجده فى حياتى وأهمية أن أكون من حاملات هذا الكتاب .. أملأ نفسى وجوفى به وليس فقط أن أكتفى بحمله .
لقد سبق وأن منّ الله علىّ بحفظ جزءى عمّ وتبارك ونصف سورة البقرة فى وقت وجيز ولله الحمد وكنت أتابع الحفظ فى أحد دور تحفيظ القرآن ولكنى توقفت فى رمضان الماضى وخصوصا مع ظروف الدراسة ( أو هكذا أوجد لى الشيطان سببا وجيهاً).. وقد كنت أداوم فى رمضان الماضى على الدعاء عن طريق سماع الجزء الأخير لأحد شرائط أ. عمرو خالد .. وبصراحة عندما كان يدعى بالدعاء " اللهم إنى أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته فى كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو أستأثرت به فى علم الغيب عندك ....." وإلى هذه اللقطة من الجزء الأول من الدعاءكنت أشعرأنه يسأل الله بكلمات قوية جدا .. فكنت أقول أنه من المؤكد بأن باقى الدعاء سوف يكون الدعاء بالفردوس أو الزوج الصالح أو ... ولكنى وجدت تكملة الدعاء كما يلى ... " أن تجعل القرآن الكريم ربيع قلوبنا وجلاء همومنا وأحزاننا " ..
أقول لكم بصراحة كنت لا أشعر بالقيمة العظيمة للقرآن حتى أنى كنت أتابع معه النصف الأول من الدعاء وعندما يأتى إلى مضمون الدعاء نفسه .. كنت أكمل دعائى الخاص بأمور أخرى
كان هذا حالى ولم ألتفت إلى خطأ تفكيرى حتى كانت محاولاتى فى هذه الأجازة الماضية أن أعاود الحفظ.. حاولت مرارا الذهاب إلى (الدار) لأحفظ.. كان عندى حالة ركود وعدم حماس فى الحفظ .. حتى إنى لم أذهب غير مرة واحدة فقط وتوقفت بعدها لا لشىء إلا لأنى لم أراجع الكم المفروض علىّ تسميعه.. وكان موعد الدار كل جمعة صباحا...يوم الجمعه الذى من المفترض أن يستيقظ فيه كل مسلم بنشاط قلبى فهو أحد الأيام الخاصة فى حياة المسلم .. ولكن ... لايمكننى أن أقول لكم كيف كان حالى عندما أستيقظ فى ذلك اليوم .. كنت أحس بضيق شديد فى صدرى وتأنيب ضمير لإنى لم أذهب للحفظ ومع ذلك كنت لازلت أستشعر هذا الركود فى قلبى.. كأن شيىء ينقصنى ليعيننى على حفظ القرآن ... صدقونى يا أخوتى شعرت بأحد أيام الجمعة بالحزن يملؤنى وعلى الرغم إننى كنت ذاهبة فى زيارة بالساحل الشمالى يعنى من المفروض أن أكون سعيدة .. ولكن بالعكس كنت حزينة لدرجة إنى بكيت فى الطريق وذلك لعجزى عن تفسير سبب ما يحدث لى وعدم قدرتى على المواصلة مع القرآن ... ولكنى فجأة تذكرت هذا الدعاء والذى كنت أستقل أهميته وأجهل دوره فى منحى البركة التى كان يعطيها الله لى وتعيننى على الحفظ .. " اللهم إنى أسألك بكل إسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته فى كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به فى علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا وجلاء همومنا وأحزاننا "
والآن ومع بداية الأجازة أعرف بأن الشيطان يوسوس للكثر منكم سواء كان طالبا أو ربة منزل أو مشغولا بالعمل ألا يذهب للحفظ فى دار لتعليم القرآن .. إنه يوم واحد فى الأسبوع .. فقط عليك أن تنوى وسوف ترى البركة فى الوقت الذى سوف يمنحه الله لك فى حياتك كلها.. مع أهلك .. مع أبنائك ، مع زوجتك أو زوجك ..
فقد أردت فقط أن أذكركم بأهمية القرآن واطلب منكم جميعا المحاولة فى البدء.. حتى لو كنت مشغول .. فقط أنوى وإن شاء الله ربنا سوف يعينك
هناك بعض النوايا التى يمكن أن تضعوها فى الاعتبار قبل بدء الحفظ :
1- ما أجمل أن تكون من أهل الله وخاصته كما قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم
2- أجمل شعوريمكن أن يغمرنا هو الأخوة فى الله والصحبة الصالحة وبأننا فعلا أمة واحدة تتعاون على البر والتقوى.. ولاتحقرن من المعروف شيئا .. من يعلم ؟ أليس من الممكن أن يكون ذلك هو السبب الذى يرحمنا به الله عندما يجد اتحادنا القوى فى حفظ كلماته .. ويكون السبب فى دخولنا الجنة زمرا ؟؟؟ اللهم آمين
3- لاتكن مثل البيت الخرب لأنه لايملأ جوفك شىء من القرآن كما قال الحبيب صلى الله عليه وسلم
4- الكثير من الحسنات التى سوف تحصلين عليها مع المواظبة على الحفظ
5- القرآن هو المؤنس الوحيد لك فى القبر
هناك الكثير من النوايا الأخرى التى يمكن أن تأخذوها أيضا ولكن جاهدوا أنفسكم وجاهدوا الشيطان وطبعا لا تنسوا المواظبة على الدعاء :
" اللهم إنى أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته فى كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به فى علم الغيب عندك أن تجعل القرآن الكريم ربيع قلوبنا وجلاء همومنا وأحزاننا .. اللهم ارزقنا تلاوته أناء الليل وأطراف النهار على الوجه الذى يرضيك عنّا"
اللهم لاتحرمنا هذا الفضل .. السلام عليكم .... أختكم المحبة لكن فى الله
منقولــــــــــــــ
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"
من صام يوما فى سبيل الله باعد الله عنه جهنم مسيرة مائة عام" صحيح الجامع 6330