برنامج عملى للثبات بعد رمضان
بقلم الشيخ / هاني حلمي
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
- أمَّا بعد -
فأسأل الله تعالى أن يتقبل منَّا إنه هو السميع العليم ، وأن يتوب علينا إنَّه هو التواب الرحيم ، ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب .
مضى رمضان ، وفاز الصالحون بالجوائز ، وبفضل الله تعالى كانت إنجازات هذا العام فوق جميع التصورات ، وحدثت طفرة بين الإخوة في الأعمال الصالحة ، واستجاب الكثيرون لمشروعات الأعمال الفذة التي اقترحناها في برنامج ( العشر الأواخر ) نسأل الله الصدق والإخلاص ، وأن يتقبل منا ، ويثقل بهذا الميزان .
بفضل الله من الشباب من أنعم الله عليه ، فختم في رمضان أكثر من (10 ختمات ) وصل ببعضهم إلى (15 ختمة ) ، وهناك من صلى أكثر من (200 ركعة ) في يوم ووصل ببعضهم إلى (700 ركعة ) ، وهناك من استغفر وسبَّح أكثر من (20 ألف ) مرة في يوم ، ووصل ببعضهم إلى (70 ألف مرة ) .
هذه قصة نجاح مع الله ، وعلامته الاستقامة بعد رمضان ، وأن يثمر في القلب الإيمان ، فبقي علينا اليوم أن نحافظ على ما تمَّ ، وأن نجتهد في ( ما بعد رمضان ) شكرًا لله أن وفقنا لبلوغ رمضان ، ورزقنا فيه الصيام والقيام وتلاوة القرآن وسائر العمل الصالح ، نسأل الله الصدق والإخلاص والقبول .
برنامجنا هذه المرة لما تبقى من شوال وينتهي بذي القعدة ، وسيكون - إن شاء الله - برنامجًا جديدًا في العشر الأوائل من ذي الحجة .
ما قبل البرنامج ..
(1) هناك محفزات كثيرة لابد أن ننتبه إليها ، حتى لا تكون كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثًا ، وحتى لا تهدم ما بنيت .
أولاً : من أهم علامات القبول : الخوف من عدم القبول ، فيتولد من ذلك الإقبال على الطاعة والبُعد عن المعاصي ، والحرص علة عدم الرجوع إلى الذنوب التي تاب لله منها .
ثانيًا : لو كان قلبك نبض بالإيمان واستشعر حلاوة القرب من الرحمن ، فهل تعود لسابق العهد من قسوة القلب ، ألم تعلم أنَّ أعظم الحرمان البُعد عنه ؟!! فلا تسمح لنفسك بذوق مرارة الهجر مرة أخرى .
ثالثًا : لا تعامله معاملة التاجر ، ينشط في المواسم ثمَّ يفتر بعد ذلك انتظارًا لموسم آخر ، فالله أعظم وأجل من ذلك ، فلا تدخل في قوله : " وما قدروا الله حق قدره " .
خطوات عملية للاستقامة على الطريق :
في الطريق إلى الله ثوابت ومتغيرات ، فثبِّت أشياء لا تحتمل عندك الجدال والمناقشة ، وكلما زادت الثوابت علت درجت عنده ، فبعضنا الثابت الذي لا يتغير عنده " الصلوات الخمس ، وبعضنا صار القيام والصيام وتلاوة القرآن ، وبعضنا طلب العلم وأعمال البر، وهكذا " فممن أنت ؟!
هذه هي الثوابت التي لا تحتمل المناقشة بعد رمضان ، ومن عنده همة للزيادة ؟!!
هذه الثوابت لابد أن نجتمع عليها ولا يمكن أن تتغير مهما كانت الظروف :
الصلوات الخمس : في جماعة للرجال ، وفي أول الوقت للجميع
صلاة 12 ركعة نوافل ؛ ليُبنى لنا كل يوم بيتًا في الجنة
- قيام الليل بركعتين ، و أقل شيء بـ 100 آية ، أو جزء من القرآن ؛ لنكون من القانتين عند رب العالمين .
- صيام الاثنين والخميس ، و 13 ، 14 ، 15 عسى أن يختم لنا بصيام فندخل الجنة
- قراءة جزء من القرآن كل يوم ؛ ليطهر القلب ويشفى من آفات وتتنزل الرحمات.
6-وأذكار الصباح والمساء : فهي طريق استقامة القلب
-الاستغفار ، والصلاة على النبي ، وقول : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك ، وله الحمد وهو على كل شيء قدير ، والباقيات الصالحات من تسبيح وتحميد وتكبير وحوقلة . لتكون من الذاكرين الله كثيرًا فيغفر لك
وأعمال بر من صدقة شبه يومية ، وبر الوالدين ، وصلة رحم ، وزيارة شهرية لمريض ، ومسح رأس يتيم لإدخال السرور على قلب مسلم
مشروعات مقترحة .
1- الصلاة ..
نقترح كل أسبوع أن يكون هناك قيام ب (1000 آية ) ليكتب لك قنطار من الأجر ،
صلاة (33 ركعة نوافل ) [ ركعتا الفجر ، أربع ركعات ضحى ، أربع ركعات قبل الظهر ، أربع ركعات بعده ، أربع ركعات قبل العصر ، اثنين بعد المغرب ، واثنين بعد العشاء ، وإحدى عشر ركعة قيام ] ، ومن أراد الزيادة فليذكر قوله صلى الله عليه وسلم : " صلاة في إثر صلاة كتاب في عليين " فكلما زاد ثقل ميزانه ، فاسجد واقترب .
2- الصيام :
مشروعنا لهذا العام (150 يوم صيام )
شهر مضان ( 30 يوم ) ،وإذا صمت الاثنين والخميس وثلاثة أيام تحصل (110 يوم أو أكثر ) في العام ،
وعندك صيام في التسع الأول من ذي الحجة ،
وصوم يوم تاسوعاء وعاشوراء ،
والإكثار في الأشهر الحرم لاسيما المحرم ،
وكذلك في شعبان فالمطلوب زيادة (10 أيام ) فيكون المجموع (150 يوم ) .
أمَّا صاحب العمل الأرقى فهو من يصوم (180 يوم ) صيام سيدنا داود ، يصوم يومًا ويفطر يومًا ،
وتحقيق العلماء أن النبي صلى الله عليه وسلم كان صيامه يبلغ ذلك ، لكن لا ينتظم على صيام يوم وإفطار يوم ، بل كان يصوم كثيرًا ثم يفطر كثيرًا ، فلو أحصيت الأيام التي صامها لبلغت صوم داود أو أكثر .
3- الصدقة :
كفالة شهرية لبعض الفقراء ، ومساعدة بعض الجمعيات الخيرية بذلك ، والاهتمام بكفالة طلبة العلم الشرعي ، والصدقات الجارية لا سيما في نشر الخير من خلال الكتب والأشرطة النافعة .
4- الذكر والدعاء .
نوصي بشدة الاهتمام بالأذكار الموظفة (ذكر الدخول والخروج من البيت ، أذكار النوم ... الخ )
لذلك من الجميل أن تصطحب كتيبًا للاذكار في هذه المدة ، وتبدأ في حفظ ذكر يوميًا ، حتى تدخل في بشارة الرسول " لا يزال لسانًا رطبًا من ذكر الله " فتبلغ الجنة إن شاء الله .
وهذه بعض الأذكار والأدعية التي أوصانا رسول الله بها ، نوصي بحفظ واحد منها كل أسبوع منها ، إسهامًا في نشر سُنة الحبيب صلى الله عليه وسلم .
الأول : قال صلى الله عليه وسلم : " ما أصاب أحدا قط هم ولا حزن فقال : اللهم إني عبدك بن عبدك بن أمتك ، ناصيتي بيدك ، ماض في حكمك ، عدل فيَّ قضاؤك ، أسألك بكل اسم هو لك ، سميت به نفسك ، أو علمته أحدً ا من خلقك ، أو أنزلته في كتابك ، أو استأثرت به في علم الغيب عندك : أن تجعل القرآن ربيع قلبي ، ونور صدري ، وجلاء حزني ، وذهاب همي . إلا أذهب الله همه وحزنه وأبدله مكانه فرجا
قال فقيل يا رسول الله ألا نتعلمها
فقال بلى ينبغي لمن سمعها أن يتعلمه " [ رواه أحمد وصححه الألباني ] .
الثاني : عن جابر بن عبد الله قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كما يعلمنا السورة من القرآن يقول ( إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل : اللهم إني أستخيرك بعلمك ، وأستقدرك بقدرتك ، وأسألك من فضلك العظيم ، فإنك تقدر ولا أقدر ، وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب ، اللهم إن كنت تعلم أنَّ هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري ، أو قال عاجل أمري وآجله ، فاقدره لي ويسره لي ، ثم بارك لي فيه ، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري ، أوقال في عاجل أمري وآجله ، فاصرفه عني ، واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم أرضني به . قال ويسمي حاجته " [ رواه البخاري ]
الثالث : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا كنز الناس الذهب والفضة فاكنزوا هؤلاء الكلمات : اللهم إني أسألك الثبات في الأمر ، والعزيمة على الرشد ، وأسألك شكر نعمتك ، وأسألك حسن عبادتك ، وأسألك قلبا سليما ، وأسألك لسانا صادقا ، وأسألك من خير ما تعلم ،وأعوذ بك من شر ما تعلم ، واستغفرك لما تعلم إنك أنت علام الغيوب " [ رواه أحمد بإسناد حسن ]
الرابع : عن سعد بن أبي وقاص قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلمنا هؤلاء الكلمات كما تعلم الكتابة ( اللهم إني أعوذ بك من البخل ، وأعوذ بك من الجبن وأعوذ بك من أن نرد إلى أرذل العمر ، وأعوذ بك من فتنة الدنيا وعذاب القبر . [ رواه البخاري ]
الخامس : عن ابن مسعود قال : وكان – يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم - يعلمنا كلمات ولم يكن يعلمناهن كما يعلمنا التشهد : اللهم ألف بين قلوبنا ، وأصلح ذات بيننا، واهدنا سبل السلام ، ونجنا من الظلمات إلى النور ، وجنبنا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ، وبارك لنا في أسماعنا وأبصارنا وقلوبنا ، وأزواجنا وذرياتنا ، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم ، واجعلنا شاكرين لنعمتك مثنين بها قابليها وأتمها علينا " [ رواه أبو داود وصححه الألباني ]
السادس : عن زيد بن أرقم قال : لا أعلمكم إلا ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا يقول : " اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل ، والبخل والجبن، والهرم وعذاب القبر ، اللهم آت نفسي تقواها ، وزكها أنت خير من زكاها ، أنت وليها ومولاها ، اللهم إني أعوذ بك من قلب لا يخشع ، ومن نفس لا تشبع ، وعلم لا ينفع ، ودعوة لا يستجاب لها " .[ رواه النسائي وصححه الألباني ]
السابع : عن عبد الله بن عمرو قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا يقول :
اللهم فاطر السموات والأرض ، عالم الغيب والشهادة ، أنت رب كل شيء وإله كل شيء ، أشهد أن لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك ، وأن محمدا عبدك ورسولك والملائكة يشهدون ، أعوذ بك من الشيطان وشركه ، وأعوذ بك أن أقترف على نفسي إثما ، أو أجره على مسلم .
[ رواه أحمد وصححه الألباني ]
الثامن : عن عبد الله بن عمرو قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا كلمات نقولهن عند النوم من الفزع ، بسم الله أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه وشر عباده ومن همزات الشياطين وان يحضرون ، وكان عبد الله بن عمرو يعلمها من بلغ من ولده أن يقولها عند نومه ،ومن كان منهم صغيرا لا يعقل ان يحفظها كتبها له فعلقها في عنقه " [ رواه أحمد بإسناد محتمل للتحسين ]
التاسع : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ألا أعلمك كلمات إذا قلتهن غفر الله لك و إن كنت مغفورا لك ؟ قل : " لا إله إلا الله العلي العظيم ، لا إله إلا الله الحكيم الكريم ، لا إله إلا الله سبحان الله رب السموات السبع و رب العرش العظيم " [رواه الترمذي وصححه الألباني ]
العاشر : عن أبي أمامة رضي الله عنه قال رآني النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أحرك شفتي فقال لي بأي شيء تحرك شفتيك يا أبا أمامة
فقلت أذكر الله يا رسول الله
فقال : ألا أخبرك بأكثر وأفضل من ذكرك بالليل والنهار
قلت بلى يا رسول الله .
قال تقول " سبحان الله عدد ما خلق ، سبحان الله ملء ما خلق ، سبحان الله عدد ما في الأرض ، سبحان الله ملء ما في الأرض والسماء ، سبحان الله عدد ما أحصى كتابه ، سبحان الله ملء ما أحصى كتابه سبحان الله عدد كل شيء ، سبحان الله ملء كل شيء ، الحمد لله عدد ما خلق ، والحمد لله ملء ما خلق ، والحمد لله عدد ما في الأرض والسماء ، والحمد لله ملء ما في الأرض والسماء ، والحمد لله عدد ما أحصى كتابه ، والحمد لله ملء ما أحصى كتابه ، والحمد لله عدد كل شيء والحمد لله ملء كل شيء " [رواه أحمد وابن أبي الدنيا وصححه الألباني ]
5- القرآن .
- نوصي بالالتحاق بمقرأة لإجادة القراءة بأحكام التجويد .
- بالنسبة للقراءة نقترح :
من ختم في رمضان ختمة ... يحافظ على هذا الورد فيقرأ كل يوم جزء .
من ختم (ختمتين أو ثلاث ) ... ورده جزء ونصف في اليوم .
من ختم ( 4 -5 ختمات ) ورده جزءان ختمتان في الشهر .
من ختم ( 6 - 7 ختمات ) ورده ثلاثة أجزاء يختم ثلاث في الشهر .
من ختم (8-10 ختمات ) يختم كل أسبوع .
- بالنسبة للحفظ .
إذا حفظت من القرآن الكريم في اليوم ( آية واحدة فقط ) تحفظ القرآن كله في مدة 17 سنة و7 أشهر و9 أيام
وإذا حفظت في اليوم 5 آيات تحفظ القرآن في 3 سنوات و6 اشهر و 7 أيام .
وإذا حفظت في اليوم 15 آية تحفظ القرآن في 1 سنة و 2 شهر و 1 يوماً.
وإذا حفظت في اليوم 20 آية تحفظ القرآن في 10 شهر و 16 يوماً .
وإذا حفظت في اليوم صفحة تحفظ القرآن .. في 1 سنة و8 شهر و12 يوماُ .
وإذا حفظت في اليوم صفحتين تحفظ القرآن .. في 10 أشهر و 6 أيام فقط .
إنها فرصة العمر حتى ترتقي ( اقرأ وارق ورتل ) .
- فليكن شعارنا :
فرَّغ ساعة وارتق عشر درجات في الجنة بحفظ عشر آيات فقط .
- بر بوالديك وألبسهما التاج يوم القيامة .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من قرأ القرآن وتعلم وعمل به ألبس والداه يوم القيامة تاجا من نور ضوؤه مثل ضوء الشمس ويكسى والداه حلتين لا يقوم لهما الدنيا فيقولان بم كسينا هذا فيقال بأخذ ولدكما القرآن " [ رواه الحاكم وقال صحيح على شرط مسلم وحسنه الألباني ]
أعتق رقبتك من النار فمازال الفرصة سانحة بعد رمضان ، فاحفظ القرآن ، فقد قال صلى الله عليه وسلم : " لو جمع القرآن في إهاب ما أحرقه الله بالنار " [ رواه البيهقي وحسنه الألباني ] .
وأخيرًا : التدبر وفهم القرآن .
مشروعنا تفسير جزئي عمَّ وتبارك من أحد التفاسير التالية ( زبدة التفاسير للأشقر ، مختصر ابن كثير للمباركفوري ، أيسر التفاسير للجزائري ، تفسير السعدي )
نسأل الله تعالى أن يرزقنا الصدق والإخلاص في القول والعمل .
ملحة الختام :
قالوا : أرجى الأعمال للقبول ما لا تراه عينك ، ولا تحدث به نفسك ، وتحتقره في جنب فيض نعم ربك الكريم .فالعمل المقبول مرفوع " إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه " فلا تراه العين .
الشيخ هانى حلمى
بقلم الشيخ / هاني حلمي
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
- أمَّا بعد -
فأسأل الله تعالى أن يتقبل منَّا إنه هو السميع العليم ، وأن يتوب علينا إنَّه هو التواب الرحيم ، ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب .
مضى رمضان ، وفاز الصالحون بالجوائز ، وبفضل الله تعالى كانت إنجازات هذا العام فوق جميع التصورات ، وحدثت طفرة بين الإخوة في الأعمال الصالحة ، واستجاب الكثيرون لمشروعات الأعمال الفذة التي اقترحناها في برنامج ( العشر الأواخر ) نسأل الله الصدق والإخلاص ، وأن يتقبل منا ، ويثقل بهذا الميزان .
بفضل الله من الشباب من أنعم الله عليه ، فختم في رمضان أكثر من (10 ختمات ) وصل ببعضهم إلى (15 ختمة ) ، وهناك من صلى أكثر من (200 ركعة ) في يوم ووصل ببعضهم إلى (700 ركعة ) ، وهناك من استغفر وسبَّح أكثر من (20 ألف ) مرة في يوم ، ووصل ببعضهم إلى (70 ألف مرة ) .
هذه قصة نجاح مع الله ، وعلامته الاستقامة بعد رمضان ، وأن يثمر في القلب الإيمان ، فبقي علينا اليوم أن نحافظ على ما تمَّ ، وأن نجتهد في ( ما بعد رمضان ) شكرًا لله أن وفقنا لبلوغ رمضان ، ورزقنا فيه الصيام والقيام وتلاوة القرآن وسائر العمل الصالح ، نسأل الله الصدق والإخلاص والقبول .
برنامجنا هذه المرة لما تبقى من شوال وينتهي بذي القعدة ، وسيكون - إن شاء الله - برنامجًا جديدًا في العشر الأوائل من ذي الحجة .
ما قبل البرنامج ..
(1) هناك محفزات كثيرة لابد أن ننتبه إليها ، حتى لا تكون كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثًا ، وحتى لا تهدم ما بنيت .
أولاً : من أهم علامات القبول : الخوف من عدم القبول ، فيتولد من ذلك الإقبال على الطاعة والبُعد عن المعاصي ، والحرص علة عدم الرجوع إلى الذنوب التي تاب لله منها .
ثانيًا : لو كان قلبك نبض بالإيمان واستشعر حلاوة القرب من الرحمن ، فهل تعود لسابق العهد من قسوة القلب ، ألم تعلم أنَّ أعظم الحرمان البُعد عنه ؟!! فلا تسمح لنفسك بذوق مرارة الهجر مرة أخرى .
ثالثًا : لا تعامله معاملة التاجر ، ينشط في المواسم ثمَّ يفتر بعد ذلك انتظارًا لموسم آخر ، فالله أعظم وأجل من ذلك ، فلا تدخل في قوله : " وما قدروا الله حق قدره " .
خطوات عملية للاستقامة على الطريق :
في الطريق إلى الله ثوابت ومتغيرات ، فثبِّت أشياء لا تحتمل عندك الجدال والمناقشة ، وكلما زادت الثوابت علت درجت عنده ، فبعضنا الثابت الذي لا يتغير عنده " الصلوات الخمس ، وبعضنا صار القيام والصيام وتلاوة القرآن ، وبعضنا طلب العلم وأعمال البر، وهكذا " فممن أنت ؟!
هذه هي الثوابت التي لا تحتمل المناقشة بعد رمضان ، ومن عنده همة للزيادة ؟!!
هذه الثوابت لابد أن نجتمع عليها ولا يمكن أن تتغير مهما كانت الظروف :
الصلوات الخمس : في جماعة للرجال ، وفي أول الوقت للجميع
صلاة 12 ركعة نوافل ؛ ليُبنى لنا كل يوم بيتًا في الجنة
- قيام الليل بركعتين ، و أقل شيء بـ 100 آية ، أو جزء من القرآن ؛ لنكون من القانتين عند رب العالمين .
- صيام الاثنين والخميس ، و 13 ، 14 ، 15 عسى أن يختم لنا بصيام فندخل الجنة
- قراءة جزء من القرآن كل يوم ؛ ليطهر القلب ويشفى من آفات وتتنزل الرحمات.
6-وأذكار الصباح والمساء : فهي طريق استقامة القلب
-الاستغفار ، والصلاة على النبي ، وقول : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك ، وله الحمد وهو على كل شيء قدير ، والباقيات الصالحات من تسبيح وتحميد وتكبير وحوقلة . لتكون من الذاكرين الله كثيرًا فيغفر لك
وأعمال بر من صدقة شبه يومية ، وبر الوالدين ، وصلة رحم ، وزيارة شهرية لمريض ، ومسح رأس يتيم لإدخال السرور على قلب مسلم
مشروعات مقترحة .
1- الصلاة ..
نقترح كل أسبوع أن يكون هناك قيام ب (1000 آية ) ليكتب لك قنطار من الأجر ،
صلاة (33 ركعة نوافل ) [ ركعتا الفجر ، أربع ركعات ضحى ، أربع ركعات قبل الظهر ، أربع ركعات بعده ، أربع ركعات قبل العصر ، اثنين بعد المغرب ، واثنين بعد العشاء ، وإحدى عشر ركعة قيام ] ، ومن أراد الزيادة فليذكر قوله صلى الله عليه وسلم : " صلاة في إثر صلاة كتاب في عليين " فكلما زاد ثقل ميزانه ، فاسجد واقترب .
2- الصيام :
مشروعنا لهذا العام (150 يوم صيام )
شهر مضان ( 30 يوم ) ،وإذا صمت الاثنين والخميس وثلاثة أيام تحصل (110 يوم أو أكثر ) في العام ،
وعندك صيام في التسع الأول من ذي الحجة ،
وصوم يوم تاسوعاء وعاشوراء ،
والإكثار في الأشهر الحرم لاسيما المحرم ،
وكذلك في شعبان فالمطلوب زيادة (10 أيام ) فيكون المجموع (150 يوم ) .
أمَّا صاحب العمل الأرقى فهو من يصوم (180 يوم ) صيام سيدنا داود ، يصوم يومًا ويفطر يومًا ،
وتحقيق العلماء أن النبي صلى الله عليه وسلم كان صيامه يبلغ ذلك ، لكن لا ينتظم على صيام يوم وإفطار يوم ، بل كان يصوم كثيرًا ثم يفطر كثيرًا ، فلو أحصيت الأيام التي صامها لبلغت صوم داود أو أكثر .
3- الصدقة :
كفالة شهرية لبعض الفقراء ، ومساعدة بعض الجمعيات الخيرية بذلك ، والاهتمام بكفالة طلبة العلم الشرعي ، والصدقات الجارية لا سيما في نشر الخير من خلال الكتب والأشرطة النافعة .
4- الذكر والدعاء .
نوصي بشدة الاهتمام بالأذكار الموظفة (ذكر الدخول والخروج من البيت ، أذكار النوم ... الخ )
لذلك من الجميل أن تصطحب كتيبًا للاذكار في هذه المدة ، وتبدأ في حفظ ذكر يوميًا ، حتى تدخل في بشارة الرسول " لا يزال لسانًا رطبًا من ذكر الله " فتبلغ الجنة إن شاء الله .
وهذه بعض الأذكار والأدعية التي أوصانا رسول الله بها ، نوصي بحفظ واحد منها كل أسبوع منها ، إسهامًا في نشر سُنة الحبيب صلى الله عليه وسلم .
الأول : قال صلى الله عليه وسلم : " ما أصاب أحدا قط هم ولا حزن فقال : اللهم إني عبدك بن عبدك بن أمتك ، ناصيتي بيدك ، ماض في حكمك ، عدل فيَّ قضاؤك ، أسألك بكل اسم هو لك ، سميت به نفسك ، أو علمته أحدً ا من خلقك ، أو أنزلته في كتابك ، أو استأثرت به في علم الغيب عندك : أن تجعل القرآن ربيع قلبي ، ونور صدري ، وجلاء حزني ، وذهاب همي . إلا أذهب الله همه وحزنه وأبدله مكانه فرجا
قال فقيل يا رسول الله ألا نتعلمها
فقال بلى ينبغي لمن سمعها أن يتعلمه " [ رواه أحمد وصححه الألباني ] .
الثاني : عن جابر بن عبد الله قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كما يعلمنا السورة من القرآن يقول ( إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل : اللهم إني أستخيرك بعلمك ، وأستقدرك بقدرتك ، وأسألك من فضلك العظيم ، فإنك تقدر ولا أقدر ، وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب ، اللهم إن كنت تعلم أنَّ هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري ، أو قال عاجل أمري وآجله ، فاقدره لي ويسره لي ، ثم بارك لي فيه ، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري ، أوقال في عاجل أمري وآجله ، فاصرفه عني ، واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم أرضني به . قال ويسمي حاجته " [ رواه البخاري ]
الثالث : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا كنز الناس الذهب والفضة فاكنزوا هؤلاء الكلمات : اللهم إني أسألك الثبات في الأمر ، والعزيمة على الرشد ، وأسألك شكر نعمتك ، وأسألك حسن عبادتك ، وأسألك قلبا سليما ، وأسألك لسانا صادقا ، وأسألك من خير ما تعلم ،وأعوذ بك من شر ما تعلم ، واستغفرك لما تعلم إنك أنت علام الغيوب " [ رواه أحمد بإسناد حسن ]
الرابع : عن سعد بن أبي وقاص قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلمنا هؤلاء الكلمات كما تعلم الكتابة ( اللهم إني أعوذ بك من البخل ، وأعوذ بك من الجبن وأعوذ بك من أن نرد إلى أرذل العمر ، وأعوذ بك من فتنة الدنيا وعذاب القبر . [ رواه البخاري ]
الخامس : عن ابن مسعود قال : وكان – يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم - يعلمنا كلمات ولم يكن يعلمناهن كما يعلمنا التشهد : اللهم ألف بين قلوبنا ، وأصلح ذات بيننا، واهدنا سبل السلام ، ونجنا من الظلمات إلى النور ، وجنبنا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ، وبارك لنا في أسماعنا وأبصارنا وقلوبنا ، وأزواجنا وذرياتنا ، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم ، واجعلنا شاكرين لنعمتك مثنين بها قابليها وأتمها علينا " [ رواه أبو داود وصححه الألباني ]
السادس : عن زيد بن أرقم قال : لا أعلمكم إلا ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا يقول : " اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل ، والبخل والجبن، والهرم وعذاب القبر ، اللهم آت نفسي تقواها ، وزكها أنت خير من زكاها ، أنت وليها ومولاها ، اللهم إني أعوذ بك من قلب لا يخشع ، ومن نفس لا تشبع ، وعلم لا ينفع ، ودعوة لا يستجاب لها " .[ رواه النسائي وصححه الألباني ]
السابع : عن عبد الله بن عمرو قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا يقول :
اللهم فاطر السموات والأرض ، عالم الغيب والشهادة ، أنت رب كل شيء وإله كل شيء ، أشهد أن لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك ، وأن محمدا عبدك ورسولك والملائكة يشهدون ، أعوذ بك من الشيطان وشركه ، وأعوذ بك أن أقترف على نفسي إثما ، أو أجره على مسلم .
[ رواه أحمد وصححه الألباني ]
الثامن : عن عبد الله بن عمرو قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا كلمات نقولهن عند النوم من الفزع ، بسم الله أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه وشر عباده ومن همزات الشياطين وان يحضرون ، وكان عبد الله بن عمرو يعلمها من بلغ من ولده أن يقولها عند نومه ،ومن كان منهم صغيرا لا يعقل ان يحفظها كتبها له فعلقها في عنقه " [ رواه أحمد بإسناد محتمل للتحسين ]
التاسع : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ألا أعلمك كلمات إذا قلتهن غفر الله لك و إن كنت مغفورا لك ؟ قل : " لا إله إلا الله العلي العظيم ، لا إله إلا الله الحكيم الكريم ، لا إله إلا الله سبحان الله رب السموات السبع و رب العرش العظيم " [رواه الترمذي وصححه الألباني ]
العاشر : عن أبي أمامة رضي الله عنه قال رآني النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أحرك شفتي فقال لي بأي شيء تحرك شفتيك يا أبا أمامة
فقلت أذكر الله يا رسول الله
فقال : ألا أخبرك بأكثر وأفضل من ذكرك بالليل والنهار
قلت بلى يا رسول الله .
قال تقول " سبحان الله عدد ما خلق ، سبحان الله ملء ما خلق ، سبحان الله عدد ما في الأرض ، سبحان الله ملء ما في الأرض والسماء ، سبحان الله عدد ما أحصى كتابه ، سبحان الله ملء ما أحصى كتابه سبحان الله عدد كل شيء ، سبحان الله ملء كل شيء ، الحمد لله عدد ما خلق ، والحمد لله ملء ما خلق ، والحمد لله عدد ما في الأرض والسماء ، والحمد لله ملء ما في الأرض والسماء ، والحمد لله عدد ما أحصى كتابه ، والحمد لله ملء ما أحصى كتابه ، والحمد لله عدد كل شيء والحمد لله ملء كل شيء " [رواه أحمد وابن أبي الدنيا وصححه الألباني ]
5- القرآن .
- نوصي بالالتحاق بمقرأة لإجادة القراءة بأحكام التجويد .
- بالنسبة للقراءة نقترح :
من ختم في رمضان ختمة ... يحافظ على هذا الورد فيقرأ كل يوم جزء .
من ختم (ختمتين أو ثلاث ) ... ورده جزء ونصف في اليوم .
من ختم ( 4 -5 ختمات ) ورده جزءان ختمتان في الشهر .
من ختم ( 6 - 7 ختمات ) ورده ثلاثة أجزاء يختم ثلاث في الشهر .
من ختم (8-10 ختمات ) يختم كل أسبوع .
- بالنسبة للحفظ .
إذا حفظت من القرآن الكريم في اليوم ( آية واحدة فقط ) تحفظ القرآن كله في مدة 17 سنة و7 أشهر و9 أيام
وإذا حفظت في اليوم 5 آيات تحفظ القرآن في 3 سنوات و6 اشهر و 7 أيام .
وإذا حفظت في اليوم 15 آية تحفظ القرآن في 1 سنة و 2 شهر و 1 يوماً.
وإذا حفظت في اليوم 20 آية تحفظ القرآن في 10 شهر و 16 يوماً .
وإذا حفظت في اليوم صفحة تحفظ القرآن .. في 1 سنة و8 شهر و12 يوماُ .
وإذا حفظت في اليوم صفحتين تحفظ القرآن .. في 10 أشهر و 6 أيام فقط .
إنها فرصة العمر حتى ترتقي ( اقرأ وارق ورتل ) .
- فليكن شعارنا :
فرَّغ ساعة وارتق عشر درجات في الجنة بحفظ عشر آيات فقط .
- بر بوالديك وألبسهما التاج يوم القيامة .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من قرأ القرآن وتعلم وعمل به ألبس والداه يوم القيامة تاجا من نور ضوؤه مثل ضوء الشمس ويكسى والداه حلتين لا يقوم لهما الدنيا فيقولان بم كسينا هذا فيقال بأخذ ولدكما القرآن " [ رواه الحاكم وقال صحيح على شرط مسلم وحسنه الألباني ]
أعتق رقبتك من النار فمازال الفرصة سانحة بعد رمضان ، فاحفظ القرآن ، فقد قال صلى الله عليه وسلم : " لو جمع القرآن في إهاب ما أحرقه الله بالنار " [ رواه البيهقي وحسنه الألباني ] .
وأخيرًا : التدبر وفهم القرآن .
مشروعنا تفسير جزئي عمَّ وتبارك من أحد التفاسير التالية ( زبدة التفاسير للأشقر ، مختصر ابن كثير للمباركفوري ، أيسر التفاسير للجزائري ، تفسير السعدي )
نسأل الله تعالى أن يرزقنا الصدق والإخلاص في القول والعمل .
ملحة الختام :
قالوا : أرجى الأعمال للقبول ما لا تراه عينك ، ولا تحدث به نفسك ، وتحتقره في جنب فيض نعم ربك الكريم .فالعمل المقبول مرفوع " إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه " فلا تراه العين .
الشيخ هانى حلمى