الوقفة الثالثة والأخيرة
إياكم والعجب والغرور فلا تقل صمت رمضان كله أو قمته كله فقد جاء النهي عن ذلك
وقال تعالى في سورة المدثر : " ولا تمنن تستكثر"
فنحن نعبد الله وقلوبنا منكسرة , وجلة ألا يقبل الله منا.
أخرج الترمذي -كتاب تفسير القرآن- من حديث عائشة-رضي الله عنها-أنها قالت : "سألت رسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم-عن هذه الآية : "والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة"
قالت عائشة : " أهم الذين يشربون الخمر ويسرقون؟" قال : "لا يا بنت الصديق , ولكنهم الذين يصومون ويصلون ويتصدقون وهم يخافون ألا يقبل منهم.أولئك الذين يسارعون في الخيرات."
السلسلة الصحيحة-الألباني-برقم 162
جاء في تفسير السعدي-رحمه الله-عند تفسيره لللآية التي معنا (آية 60من سورة المؤمنون-بتصرف يسير) :
والذين يؤتون ما آتوا-------> أي : يعطون من أنفسهم من كل ما يقدرون عليه من صلاة وزكاة وحج وصدقة وغير ذلك...ومع هذا.....
قلوبهم وجلة-------> أي : خائفة
أنهم إلى ربهم راجعون-------> أي : خائفة عند عرض أعمالها عليه , والوقوف بين يديه , أن تكون أعمالهم غير منجية من عذاب الله , لعلمهم بربهم وما يستحقه من أصناف العبادات.
وللشيخ الألباني-رحمه الله-كلام نفيس في السلسلة الصحيحة تعليقا على الحديث حيث قال :
" والسر في خوف المؤمنين أن لا تقبل عبادتهم , ليس هو خشيتهم أن لا يوفيهم الله أجورهم فإن هذا خلاف وعد الله إياهم في مثل قوله تعالى " فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيوفيهم أجورهم" النساء 73
بل لإنه ليزيدهم عليها كما قال : "ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله" فاطر 30
والله تعالى لا يخلف وعده كما قال في كتابه , وإنما السر أن القبول متعلق بالقيام بالعبادة كما أمر الله-عز وجل-وهم لا يستطيعون الجزم بأنهم قاموا بها على مراد الله بل يظنون أنهم قصروا في ذلك ولهذا فهم يخافون أن لا تقبل منهم. انتهى كلام الشيخ الألباني
ولا ننسى أبدا حديث رسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم-الذي أخرجه البخاري وابن ماجه أن عثمان بن عفان قال : "رأيت رسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم-توضأ وهو في هذا المجلس فأحسن الوضوء , ثم قال :
"من توضأ مثل هذا الوضوء ثم أتى المسجد فركع ركعتين ثم جلس, غفر ما تقدم من ذنبه." قال : وقال النبي : "لا تغتروا."
جاء في فتح الباري :
لا تغتروا-------> أي : لا تحملوا الغفران على عمومه في جميع الذنوب , فتسترسلوا في الذنوب اتكالا على غفرانها بالصلاة. فإن الصلاة التي تكفر الذنوب هي المقبولة , ولا اطلاع لأحد عليه
وجاء في شرح السندي لسنن ابن ماجه :
ولا تغتروا-------> أي : بهذا الفضل عن الاجتهاد في الخيرات.
أسأل الله ألا يجعلنا من المغرورين وأن يجعلنا من المقبولين المعتقين من النار. آمين آمين آمين
إياكم والعجب والغرور فلا تقل صمت رمضان كله أو قمته كله فقد جاء النهي عن ذلك
وقال تعالى في سورة المدثر : " ولا تمنن تستكثر"
فنحن نعبد الله وقلوبنا منكسرة , وجلة ألا يقبل الله منا.
أخرج الترمذي -كتاب تفسير القرآن- من حديث عائشة-رضي الله عنها-أنها قالت : "سألت رسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم-عن هذه الآية : "والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة"
قالت عائشة : " أهم الذين يشربون الخمر ويسرقون؟" قال : "لا يا بنت الصديق , ولكنهم الذين يصومون ويصلون ويتصدقون وهم يخافون ألا يقبل منهم.أولئك الذين يسارعون في الخيرات."
السلسلة الصحيحة-الألباني-برقم 162
جاء في تفسير السعدي-رحمه الله-عند تفسيره لللآية التي معنا (آية 60من سورة المؤمنون-بتصرف يسير) :
والذين يؤتون ما آتوا-------> أي : يعطون من أنفسهم من كل ما يقدرون عليه من صلاة وزكاة وحج وصدقة وغير ذلك...ومع هذا.....
قلوبهم وجلة-------> أي : خائفة
أنهم إلى ربهم راجعون-------> أي : خائفة عند عرض أعمالها عليه , والوقوف بين يديه , أن تكون أعمالهم غير منجية من عذاب الله , لعلمهم بربهم وما يستحقه من أصناف العبادات.
وللشيخ الألباني-رحمه الله-كلام نفيس في السلسلة الصحيحة تعليقا على الحديث حيث قال :
" والسر في خوف المؤمنين أن لا تقبل عبادتهم , ليس هو خشيتهم أن لا يوفيهم الله أجورهم فإن هذا خلاف وعد الله إياهم في مثل قوله تعالى " فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيوفيهم أجورهم" النساء 73
بل لإنه ليزيدهم عليها كما قال : "ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله" فاطر 30
والله تعالى لا يخلف وعده كما قال في كتابه , وإنما السر أن القبول متعلق بالقيام بالعبادة كما أمر الله-عز وجل-وهم لا يستطيعون الجزم بأنهم قاموا بها على مراد الله بل يظنون أنهم قصروا في ذلك ولهذا فهم يخافون أن لا تقبل منهم. انتهى كلام الشيخ الألباني
ولا ننسى أبدا حديث رسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم-الذي أخرجه البخاري وابن ماجه أن عثمان بن عفان قال : "رأيت رسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم-توضأ وهو في هذا المجلس فأحسن الوضوء , ثم قال :
"من توضأ مثل هذا الوضوء ثم أتى المسجد فركع ركعتين ثم جلس, غفر ما تقدم من ذنبه." قال : وقال النبي : "لا تغتروا."
جاء في فتح الباري :
لا تغتروا-------> أي : لا تحملوا الغفران على عمومه في جميع الذنوب , فتسترسلوا في الذنوب اتكالا على غفرانها بالصلاة. فإن الصلاة التي تكفر الذنوب هي المقبولة , ولا اطلاع لأحد عليه
وجاء في شرح السندي لسنن ابن ماجه :
ولا تغتروا-------> أي : بهذا الفضل عن الاجتهاد في الخيرات.
أسأل الله ألا يجعلنا من المغرورين وأن يجعلنا من المقبولين المعتقين من النار. آمين آمين آمين