مريم - مصر الاسم
أحب الإسلام وأكره المسلمين!؟ العنوان
العقيدة الموضوع
16/10/2008 التاريخ
الدكتور محمد أبو ليلة
المستشار
الأخت السائلة...
بارك الله فيك ونفع بك وعصمك من كل سوء، وأعانك على اعتقاد الصواب والعمل به إن شاء الله.
وإن ما قلته- يا مريم- حول سلبيات بعض المسلمين أمر ملاحظ، ونأسف له معك، ونحن مع كل ما يضيق صدرك به، ولكن إياك أن تخلطي بين سلبيات المسلمين، وبين الإسلام نفسه، وهو الدين الكامل والشامل لمصالح العباد في الدنيا والآخرة.
فالإسلام دين النظافة والطهر والعفاف؛ فمن الناحية البدنية، أوجب الإسلام على المسلم والمسلمة الغسل والضوء نظافة للبدن، وكره الإسلام للمسلم والمسلمة أن يذهبا إلى المسجد بدون طهر وبدون زينة.
قال تعالى : " يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد....."، وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (أرأيتم لو أن نهرا بباب أحدكم، يغتسل فيه كل يوم خمسا، ما تقول: ذلك يبقي من درنه). قالوا: لا يبقى من درنه شيئا، قال: (فذلك مثل الصلوات الخمس، يمحو الله بها الخطايا).
وأمر الإسلام المسلم أن يكون حسن الصورة، وحسن السيرة، وأن يكون
أمينا صادقا محافظا على الأوقات محترما للقيم. ولكن للأسف فإن كثيرا من المسلمين لا يأخذ بهذه التعاليم، مما يسبب حرجا للإسلام نفسه.
أما كراهيتك للمسلمين – يا مريم- فلا أتفق معك فيها؛ لأنه ينبغي ألا تصل كراهية المسلم إلى قلوبنا، بل علينا أن نجتهد في النصح والإرشاد والتقويم. فقد روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "الدين النصيحة، قالوا لمن؟ قال: لله ولرسوله وأئمة المسلمين وعامتهم".
وعلينا أن نحول الإصلاح والتقويم، وأن نضرب المثل بأنفسنا أولا، ونكون قدوة صالحة للآخرين، والمريض من حقه علينا الشفقة والمساعدة، وليس الكره والبغض، وتفضيل الأصحاء عليه فإن هذا ليس من أخلاق الإنسان فضلا عن الإنسان المتدين.
إن ما يمر به المسلمون أمر عارض، قد يتغير، وسوف يتغير حتما عندما يعود المسلمون إلى دينهم، ويطبقونه عمليا في حياتهم، وعندئذ سوف تجدين أن الإسلام قوة محركة وفاعلة، ولا أراني مضطرا إلى أن ألفت نظرك إلى أن المسلمين كانوا على قمة هذا العالم في أمور الدين والدنيا، وكانت بأيديهم مقاليد الأمور، وضربوا المثل الواقعي في النظافة والنظام واحترام العمل، حتى تركوا ما تركوا من علوم ومعارف وصناعات واختراعات وآثار، لا تزال موضع إبهار وتقدير من المسلمين وغير المسلمين.
أرجو أن تفضلي- إذا فضلت- غير المسلمين فيما يفضلون فيه من أمور الدنيا. ولكن إياك أن يصل هذا بك إلى حد التقديس لهم أو الانبهار بما هم عليه، فإن عندهم سلبيات كثيرة أيضا ربما لا تظهر بسبب الثروة التي في أيديهم والتكنولوجيا التي يمتلكونها.
لكن العالم الغربي مثل العالم الإسلامي في حاجة إلى إصلاح شامل، وفي حاجة إلى العودة إلى روح الدين، هذا هو المثل الذي ينبغي عليك أن تقيسي عليه، لا أن تكرهي المسلمين، لأن الكراهية ليست من الدين، ولأنها ستسبب لك عقدة نفسية، ربما أدت بك إلى مزيد من التوتر والاكتئاب والعنف تجاه الآخر.
هناك آيات كثيرة في القرآن الكريم، وهناك أيضا كثير من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم تحثنا على محبة المسلمين، وعلى ضرورة التعاون معهم، والتماس الأعذار لهم، منها على سبيل المثال :
قوله تعالى :" ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون". وقوله أيضا:"..فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم". وقوله تعالى :" محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا
يبتغون فضلا من الله ورضوانا ".
وقوله :" لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون".
وأخيرا، أرجو لك الخير والسلامة والاستقامة. وتابعينا بأخبارك.
طالعي أيضاً :
"مادية الغرب" خطر يهدد إيماني
الحب في الله .. ألف باء الإيمان
تساؤلات "عقلية" وردود "منطقية"
الكلام علي مسؤلية المستشار : محمد أبو ليلة .
أرجو من الإخوة و الأخوات الإضافة .
معلومة و لو بسيطة لكنها قد تفيد الغير .
الرد علي الموضوع أغفل جانب هام جدا جدا أرجو البحث لعلنا نغطيه . ابحث فى " بغض المسلمين . موالاة غير المسلمين . حال المسلمين . سبب تفكك المسلمين . العرقية و القومية .
نفعنا الله و إياكم .
أحب الإسلام وأكره المسلمين!؟ العنوان
العقيدة الموضوع
16/10/2008 التاريخ
الدكتور محمد أبو ليلة
المستشار
الأخت السائلة...
بارك الله فيك ونفع بك وعصمك من كل سوء، وأعانك على اعتقاد الصواب والعمل به إن شاء الله.
وإن ما قلته- يا مريم- حول سلبيات بعض المسلمين أمر ملاحظ، ونأسف له معك، ونحن مع كل ما يضيق صدرك به، ولكن إياك أن تخلطي بين سلبيات المسلمين، وبين الإسلام نفسه، وهو الدين الكامل والشامل لمصالح العباد في الدنيا والآخرة.
فالإسلام دين النظافة والطهر والعفاف؛ فمن الناحية البدنية، أوجب الإسلام على المسلم والمسلمة الغسل والضوء نظافة للبدن، وكره الإسلام للمسلم والمسلمة أن يذهبا إلى المسجد بدون طهر وبدون زينة.
قال تعالى : " يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد....."، وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (أرأيتم لو أن نهرا بباب أحدكم، يغتسل فيه كل يوم خمسا، ما تقول: ذلك يبقي من درنه). قالوا: لا يبقى من درنه شيئا، قال: (فذلك مثل الصلوات الخمس، يمحو الله بها الخطايا).
وأمر الإسلام المسلم أن يكون حسن الصورة، وحسن السيرة، وأن يكون
أمينا صادقا محافظا على الأوقات محترما للقيم. ولكن للأسف فإن كثيرا من المسلمين لا يأخذ بهذه التعاليم، مما يسبب حرجا للإسلام نفسه.
أما كراهيتك للمسلمين – يا مريم- فلا أتفق معك فيها؛ لأنه ينبغي ألا تصل كراهية المسلم إلى قلوبنا، بل علينا أن نجتهد في النصح والإرشاد والتقويم. فقد روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "الدين النصيحة، قالوا لمن؟ قال: لله ولرسوله وأئمة المسلمين وعامتهم".
وعلينا أن نحول الإصلاح والتقويم، وأن نضرب المثل بأنفسنا أولا، ونكون قدوة صالحة للآخرين، والمريض من حقه علينا الشفقة والمساعدة، وليس الكره والبغض، وتفضيل الأصحاء عليه فإن هذا ليس من أخلاق الإنسان فضلا عن الإنسان المتدين.
إن ما يمر به المسلمون أمر عارض، قد يتغير، وسوف يتغير حتما عندما يعود المسلمون إلى دينهم، ويطبقونه عمليا في حياتهم، وعندئذ سوف تجدين أن الإسلام قوة محركة وفاعلة، ولا أراني مضطرا إلى أن ألفت نظرك إلى أن المسلمين كانوا على قمة هذا العالم في أمور الدين والدنيا، وكانت بأيديهم مقاليد الأمور، وضربوا المثل الواقعي في النظافة والنظام واحترام العمل، حتى تركوا ما تركوا من علوم ومعارف وصناعات واختراعات وآثار، لا تزال موضع إبهار وتقدير من المسلمين وغير المسلمين.
أرجو أن تفضلي- إذا فضلت- غير المسلمين فيما يفضلون فيه من أمور الدنيا. ولكن إياك أن يصل هذا بك إلى حد التقديس لهم أو الانبهار بما هم عليه، فإن عندهم سلبيات كثيرة أيضا ربما لا تظهر بسبب الثروة التي في أيديهم والتكنولوجيا التي يمتلكونها.
لكن العالم الغربي مثل العالم الإسلامي في حاجة إلى إصلاح شامل، وفي حاجة إلى العودة إلى روح الدين، هذا هو المثل الذي ينبغي عليك أن تقيسي عليه، لا أن تكرهي المسلمين، لأن الكراهية ليست من الدين، ولأنها ستسبب لك عقدة نفسية، ربما أدت بك إلى مزيد من التوتر والاكتئاب والعنف تجاه الآخر.
هناك آيات كثيرة في القرآن الكريم، وهناك أيضا كثير من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم تحثنا على محبة المسلمين، وعلى ضرورة التعاون معهم، والتماس الأعذار لهم، منها على سبيل المثال :
قوله تعالى :" ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون". وقوله أيضا:"..فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم". وقوله تعالى :" محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا
يبتغون فضلا من الله ورضوانا ".
وقوله :" لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون".
وأخيرا، أرجو لك الخير والسلامة والاستقامة. وتابعينا بأخبارك.
طالعي أيضاً :
"مادية الغرب" خطر يهدد إيماني
الحب في الله .. ألف باء الإيمان
تساؤلات "عقلية" وردود "منطقية"
الكلام علي مسؤلية المستشار : محمد أبو ليلة .
أرجو من الإخوة و الأخوات الإضافة .
معلومة و لو بسيطة لكنها قد تفيد الغير .
الرد علي الموضوع أغفل جانب هام جدا جدا أرجو البحث لعلنا نغطيه . ابحث فى " بغض المسلمين . موالاة غير المسلمين . حال المسلمين . سبب تفكك المسلمين . العرقية و القومية .
نفعنا الله و إياكم .