بسم الله الرحمن الرحيم
تابعت بكل الم اليوم تقرير مراسل الجزيرة من مخيم للاجئين بجوار كابل , تكلمت فيه ام افغانية مسلمة ومحجبة , عن رغبتها وزوجها في بيع ابنتهما البالغة من العمر 6 سنوات بمبلغ 300 دولا فقط لا غير ..
واضافت ان البرد على الابواب , وانها لاتملك ما تقوت به بقية اطفالها الاربع , بعد ان سافر ابوهم للشمال بحثا عن فرصة للحصول على رزقه ..
قد يكون الكثير منا اسمع لهذا التقرير !!!
تواردت على الذهن افكار عدة منها :
ان عمر هذه الطفلة يبلغ عمر احتلال افغانستان من قبل قوات التحرير الغربية !!
وان القوات الغربية بقيادة امريكا اعلنت ولا تزال انها تعيد أعمار البلاد, وانها جاءت كي تعيد الامن والاستقرار والرخاء للشعب هناك ..فنتج عنه ان الشعب بدأ ببيع بناته ..هكذا يكون التحرير , وهكذا يكون الرخاء
وانه وفي عهد طالبان الذي قال العالم الغربي انه جاء ليخلص البلاد من ظلمهم ...انتشر الامن وعم السلام ربوع البلاد , وتقلص انتاج المخدرات الى الخمس مما كان عليه وعشر ما هي عليه الان !!
وان الدعارة تلاشت تقريبا , مع العلم ان طالبان استلمت إدارة الحكم , وفي كابل سوق خاص للدعارة !
هنا اتوقف لاقول : ايقن سياسي غربي معاصر وهو بلير, بان العقيدة او الدين من اهم العناصر التي تساعد في نشر العدالة وحرب الفقر, ومع ذلك جيشه لا زال يجيع اهل افغانستان , ويريد اجبارهم بالقبول بالتبعية له وبأي ثمن ؟
متى يفهم الغرب انه اداة تدمير وتخريب لكل ما هو جميل وحي في هذه الدنيا ؟ وان افكارة التي يسوقها بقوة العسكر حول الارض ما هي الا افكار تدميرية رجعية متخلفة , ولا تمس من قريب ولا من بعيد الحرية , والعدالة , والتطور ..
يبدو لي من خط سير الغرب المعاصر انهم يخافون ولا يفهمون , فلا يمكن افهامهم الا بما يريدون افهام الغير به , من الضرب بالاحذية الى المقاومة وبكل قوة متوفرة دون اي رادع لكي يطردهم من ارضه , ويعيدها لمن يفهمها , واهل منى ادرى بشعابها , والا سيبيع الكثير من المسلمين ابنائهم وبناتهم يوما ما ..ولا احسبه ببعيد ..والله اعلم