منتدي الا رسول الله

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدي اسلامي


2 مشترك

    عفونا عنه لصدقه

    *manal
    *manal
    المشرف العام المميز للمنتدي


    انثى عدد الرسائل : 1501
    البلد : alexandria
    الهوايات المفضلة : القراءة
    nbsp : عفونا عنه لصدقه 15781611
    درجات الاجاده : 0
    نقاط : 62420

    عفونا عنه لصدقه Empty عفونا عنه لصدقه

    مُساهمة من طرف *manal 20/11/2007, 11:56 pm

    أتى شابّان إلى الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان في المجلس وهما يقودان رجلاً من البادية فأوقفوه أمامه



    ‏قال عمر: ما هذا



    ‏قالوا : يا أمير المؤمنين ، هذا قتل أبانا



    ‏قال : أقتلت أباهم ؟



    ‏قال: نعم قتلته !



    ‏قال : كيف قتلتَه ؟ ؟



    ‏قال : دخل بجمله في أرضي ، فزجرته ، فلم ينزجر، فأرسلت عليه ‏حجراً ، وقع على رأسه فمات ...



    ‏قال عمر : القصاص ..



    > > ‏الإعدام .. قرار لم يكتب .. وحكم سديد لا يحتاج مناقشة ، لم يسأل عمر عن أسرة هذا الرجل ، هل هو من قبيلة شريفة ؟ هل هو من أسرة قوية ؟



    > > ‏ما مركزه في المجتمع ؟ كل هذا لا يهم عمر - رضي الله عنه - لأنه لا ‏يحابي ‏أحداً في دين الله ، ولا يجامل أحداً على حساب شرع الله ، ولو كان ‏ابنه



    ‏القاتل ، لاقتص منه ..



    > >‏قال الرجل : يا أمير المؤمنين : أسألك بالذي قامت به السماوات والأرض ‏أن تتركني ليلة ، لأذهب إلى زوجتي وأطفالي في البادية ، فأُخبِرُهم ‏بأنك ‏سوف تقتلني ، ثم أعود إليك ، والله ليس لهم عائل إلا الله ثم أنا



    > >‏قال عمر : من يكفلك أن تذهب إلى البادية ، ثم تعود إليَّ ؟



    > > ‏فسكت الناس جميعا ً، إنهم لا يعرفون اسمه ، ولا خيمته ، ولا داره ‏ولا قبيلته ولا منزله ، فكيف يكفلونه ، وهي كفالة ليست على عشرة دنانير ، ولا على ‏أرض ، ولا على ناقة ، إنها كفالة على الرقبة أن تُقطع بالسيف ...



    ‏ومن يعترض على عمر في تطبيق شرع الله ؟ ومن يشفع عنده ؟ ومن ‏يمكن أن يُفكر في وساطة لديه ؟ فسكت الصحابة ، وعمر مُتأثر ، لأنه ‏وقع في حيرة ، هل يُقدم فيقتل هذا الرجل ، وأطفاله يموتون جوعاً هناك أو يتركه فيذهب بلا كفالة ، فيضيع دم المقتول ، وسكت الناس ، ونكّس عمر ‏رأسه ، والتفت إلى الشابين : أتعفوان عنه ؟



    ‏قالا : لا ، من قتل أبانا لا بد أن يُقتل يا أمير المؤمنين ..



    ‏قال عمر : من يكفل هذا أيها الناس ؟!!



    ‏فقام أبو ذر الغفاريّ بشيبته وزهده ، وصدقه ، وقال :


    ‏يا أمير المؤمنين ، أنا أكفله



    ‏قال عمر : هو قَتْل ، قال : ولو كان قتلا !



    ‏قال : أتعرفه ؟



    ‏قال : ما أعرفه ، قال : كيف تكفله ؟



    ‏قال : رأيت فيه سِمات المؤمنين ، فعلمت أنه لا يكذب ، وسيأتي إن شاء ‏الله

    ..

    ‏قال عمر : يا أبا ذرّ ، أتظن أنه لو تأخر بعد ثلاث أني تاركك !



    ‏قال : الله المستعان يا أمير المؤمنين ..



    ‏فذهب الرجل ، وأعطاه عمر ثلاث ليال ٍ، يُهيئ فيها نفسه ، ويُودع ‏أطفاله وأهله ، وينظر في أمرهم بعده ، ثم يأتي ، ليقتص منه لأنه قتل ...



    ‏وبعد ثلاث ليالٍ لم ينس عمر الموعد ، يَعُدّ الأيام عداً ، وفي العصر ‏نادى ‏في المدينة : الصلاة جامعة ، فجاء الشابان ، واجتمع الناس ، وأتى أبو ‏ذر ‏وجلس أمام عمر ، قال عمر: أين الرجل ؟ قال : ما أدري يا أمير المؤمنين !



    ‏وتلفَّت أبو ذر إلى الشمس ، وكأنها تمر سريعة على غير عادتها ، وسكت ‏الصحابة واجمين ، عليهم من التأثر مالا يعلمه إلا الله .



    ‏صحيح أن أبا ذرّ يسكن في قلب عمر ، وأنه يقطع له من جسمه إذا أراد ‏لكن هذه شريعة ، لكن هذا منهج ، لكن هذه أحكام ربانية ، لا يلعب بها ‏اللاعبون ‏ولا تدخل في الأدراج لتُناقش صلاحيتها ، ولا تنفذ في ظروف دون ظروف ‏وعلى أناس دون أناس ، وفي مكان دون مكان ...



    ‏وقبل الغروب بلحظات ، وإذا بالرجل يأتي ، فكبّر عمر ، وكبّر المسلمون ‏معه

    ‏فقال عمر : أيها الرجل أما إنك لو بقيت في باديتك ، ما شعرنا بك ‏وما عرفنا مكانك !!



    ‏قال : يا أمير المؤمنين ، والله ما عليَّ منك ولكن عليَّ من الذي يعلم السرَّ وأخفى !! ها أنا يا أمير المؤمنين ، تركت أطفالي كفراخ ‏الطير لا ماء ولا شجر في البادية ، وجئتُ لأُقتل ..



    ‏فوقف عمر وقال للشابين : ماذا تريان ؟



    ‏قالا وهما يبكيان : عفونا عنه يا أمير المؤمنين لصدقه ..



    ‏قال عمر : الله أكبر ، ودموعه تسيل على لحيته ...



    ‏جزاكما الله خيراً أيها الشابان على عفوكما ، وجزاك الله خيراً يا أبا ‏ذرّ



    ‏يوم فرّجت عن هذا الرجل كربته ، وجزاك الله خيراً أيها الرجل ‏لصدقك ووفائك ..



    ‏وجزاك الله خيراً يا أمير المؤمنين لعدلك ورحمتك ...



    ‏قال أحد المحدثين : والذي نفسي بيده ، لقد دُفِنت سعادة الإيمان ‏والإسلام



    ‏في أكفان عمر !!.
    هبة الله
    هبة الله
    المشرفه المميزه


    انثى عدد الرسائل : 1867
    العمر : 41
    البلد : مصر
    الهوايات المفضلة : القراءة
    nbsp : عفونا عنه لصدقه 15781611
    درجات الاجاده : 12
    نقاط : 62622

    عفونا عنه لصدقه Empty رد: عفونا عنه لصدقه

    مُساهمة من طرف هبة الله 21/11/2007, 7:54 pm

    قصة رائعة أختي جزاك الله خير الجزاء

      الوقت/التاريخ الآن هو 25/11/2024, 2:20 pm