تحذير هام اخوتي في الله ارجو الدخول

جزاك الله خيرا يا أم أمامة وليتنا فعلا نتحصن بالعلم الشرعي , وأورد هنا جانبا من ردي على هذا الموضوع والذي أوردته في حينه هناك :


أورد النووي -رحمه الله- في " رياض الصالحين " باب ( الوالي العادل ) عن أبي هنيدة وائل بن حجر – رضي الله عنه – قال : سأل سلمة بن يزيد الجعفي رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – فقال : يا نبي الله ، أرأيت إن قامت علينا أمراء يسألونا حقهم ، ويمنعونا حقنا ، فما تأمرنا؟فأعرض عنه ، ثم سأله ، فقال رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم - : " اسمعوا وأطيعوا ، فإنما عليهم ما حملوا ، وعليكم ما حملتم ". رواه مسلم ، كتاب الإمارة .


وعن عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم - : " إنها ستكون من بعدي أثرة ، وأمور تنكرونها ".قالوا : يا رسول الله ، كيف تأمر من أدرك منا ذلك؟ قال : " تؤدون الحق الذي عليكم ، وتسألون الله الذي لكم ". متفق عليه.


وعن ابن عباس – رضي الله عنهما – أن رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – قال : " من كره من أميره شيئا فليصبر ، فإنه من خرج من السلطان شبرا مات ميتة جاهلية ". متفق عليه.


جاء في شرح الشيخ العثيمين –رحمه الله- لرياض الصالحين :


هذه الأحاديث التي ذكرها المؤلف فيها أن النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – سئل عن أمراء يطلبون حقهم من السمع والطاعة لهم ولكنهم يمنعون الحق الذي عليهم فأمر النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – أن نؤدي لهم حقهم ، وأن عليهم ما حملوا وعلينا ما حملنا ، فنحن حملنا السمع والطاعة ، وهم حملوا أن يحكموا فينا بالعدل ، وألا يظلموا أحدا ، وأن يقيموا حدود الله على عباد الله ، وأن يقيموا شريعة الله في أرض الله ، وأن يجاهدوا أعداء الله، هذا الذي يجب عليهم فإن قاموا به فهذا هو المطلوب ، وإن لم يقوموا به فإننا لا نقول لهم : أنتم لم تؤدوا الحق الذي عليكم فلا نؤدي الذي لكم !! هذا حرام , يجب أن نؤدي الحق الذي علينا فنسمع ونطيع .


وهذا الذي دل عليه الحديث هو مذهب أهل السنة والجماعة ، مذهب السلف الصالح ؛ السمع والطاعة للأمراء وعدم إثارة الضغائن عليهم , وعدم إثارة الأحقاد عليهم , هذا مذهب أهل السنة والجماعة .


حتى الإمام أحمد – رحمه الله – يضربه السلطان ويجره بالبغال حتى يغمى عليه في الأسواق – وهو إمام أهل السنة – ومع ذلك يدعو للسلطان ويسميه " أمير المؤمنين " .


ثم قال – رحمه الله - بعد هذا :


لا يجوز لنا أن نتكلم بين العامة فيما يثير الضغائن على ولاة الأمور ، وفيما يسبب البغضاء لهم ، لأن في ذلك مفسدة كبيرة . قد يتراءى للإنسان أن هذه غيرة , وأن هذا صدع بالحق ؛ والصدع بالحق لا يكون من وراء حجاب ، الصدع بالحق أن يكون ولي الأمر أمامك وتقول له : أنت فعلت كذا وهذا لا يجوز , تركت كذا وهذا واجب .


أما سب ولي الأمر والتشهير به فهذا ليس من الصدع بالحق ، بل هذا من الفساد ، هذا مما يوجب إيغار الصدور وكراهة ولاة الأمور والتمرد عليهم ، وربما يفضي إلى ما هو أكبر ؛ إلى الخروج عليهم .


وكل هذه أمور يجب أن نتفطن لها ، ويجب أن نسير فيها على ما سار عليه أهل السنة والجماعة .

والشر ليس يدفع بالشر ، ادفع الشر بالخير ، أما أن تدفع الشر بالشر , فإن كان مثله فلا فائدة , وإن كان أشر منه – كما هو الغالب في مثل هذه الأمور – فإن ذلك مفسدة كبيرة .


نسأل الله أن يهدي ولاة أمورنا وأن يهدي رعيتنا إلى ما يلزمها ، وأن يوفق الجميع للقيام بما يجب عليه .

انتهى كلام الشيخ – رحمه الله –.


أسأل الله أن يرينا الحق حقا وأن يرزقنا اتباعه وأن يرينا الباطل باطلا وأن يرزقنا اجتنابه .

جزاكم الله خيرا اخوتي في الله على مروركم الرائع
وجزى الله الاخ السلفي الاثري
والاخت كن مع الله
على المداخلة المفيدة
جعلها الله في ميزان حسناتكم.