الحمد لله وكفى ، والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى ، أما بعد :
فبدون مقدماتٍ طويلةٍ ندخل في صلب الموضوع مباشرةً إن شاءَ الله تعالى .
أحدُ إخوانِنا ينوي القيامَ ببحثٍ معالجٍ لمشكلةٍ من المشاكل المتكررةِ يومياً في عالَمِنا المعاصر ، وربما يندرُ بين الجيل الحالي من التزم ولم يمر بمثلها ، ألا وهي مشكلة :
"الأهــــــــــل وموقفهم من الالتــزام"
فحينما تتفتحُ أعيُنُ الشابِّ على الخير وتُبصِرُ نورَ الهدايةِ وتسلكُ قدماه سبلَ الرشادِ يجدُ أمامه مفاجأةً لم يكن يحسبُ لها حساباً ، هي موقف أهل بيته من التزامه ؛ فالكثيرون منهم يقفون من التزامه موقفَ المُعارض والمهاجم وأحياناً ينغص عيشُ الأخِ بسبب مايلقاه (سواءً في بيته من أبيه وأمه وإخوته ، أو في محيط العائلة الأكبر بين أبناء العمومة والأخوال) .
فهم يرفضون مظهره بهذا القميص القصير وبهذه اللحية ، ويتعجبون من عزوفه عن سماع الأغاني ، ويتضجرون من زهده في مشاركتهم سهرتهم أمام التلفاز حين مشاهدتهم للأفلام ووو ، وكذلك فكيف له أن يرفض مصافحة ابنةَ خاله التي تربَّتْ معه كأخته ، ولماذا يمتنع عن الاختلاط بالنساء في قرابته ، إلى غير ذلك من قائمة الانتقادات التي تُوَجَّه له حينذاك ، بل كثيراً يقتنعون بما يُرَوِّجه الإعلام من أنَّ هذا تطرفا وخللا فكريا ووو ويحاولون معالجةَ ولدِهم مما أصابه وتعرفوا هم عليه من خلال الإعلام الفاسد العميل .
وكثيراً ماآلَ الأمرُ بهذا الشابِّ أن ينتكسَ إلى الأبد ويترك الالتزام بغير رجعةٍ مستسلماً لما يراه أمامه .
وعلى الجانب الآخر فترى الفتاةَ كذلكَ منذ أن تخطو أولى خطواتها في طريق الالتزام والتستر تجد في طريقها كثيراً من هذه العراقيل ، وبالطبع هناكَ جوانب أخرى فأحيانا يكون المانع عند الأهل هو الخوف من ضياع فرصة الزواج برجل ثري أو الخوف من ضياع فرصة الزواج بالكُلِّيَّةِ ، وكثيراً ماسمعنا عن رجل قام بتخيير ابنته بين خلع الحجابِ وبين البقاءِ في بيته ولما تمسكت بحجابها طردَها وألقى بها في الشارع ، وكثيراً أيضا ماسمعنا عن أخواتٍ ارتدَيْنَ الحجابَ واستقامتْ أمورُهنَّ ثم إذ بهنَّ يَعَُدنَ مرةً أخرى من حيث أتَيْنَ ويخلعنَ ماارتدَينَ طاعةً للهِ وتنزلقُ أقدامُهنَّ مرةً ثانيةً فيما تطهَّرْنَ منه .
ومشكلات كثيرة جدا من هذا النوع نراها أو نسمع عنها في كل حين ، والكثيرون حاولوا معالجةَ هذه القضيةِ ولكن كان القصور دوما يتمثل في اهتمامهم بتوجيه الرسالة للشاب الملتزم والفتاة الملتزمة دون الاهتمام بمعالجة أفكار وآراء وتوجهات الشِّق الثاني من المشكلة ألاَ وهم الأهل .
فنريد مساعدةَ إخواننا في جمع رؤوس الأفكار المتعلقة بهذا الأمر ، بحيث نلمس بصورةٍ أكبر دوافع الأهل في رفض الالتزام .
لماذا يرفضون الالتزام مع أنهم كانوا يدعونَ اللهَ أن يهديَ أبناءَهم وأن يرشدهم إلى الصواب ؟!!
ماهي أسبابهم ؟
ماهي أفكارهم ؟
ماهي بالتحديد مخاوفهم من هذا الوضع الجديد ؟
ماالذي يفعلونه من أجل التصدي لأولادهم وردِّهم إلى ماكانوا عليه ؟
نريدكم أن تساعدونا بأفكاركم في هذه النقاط .
وكذلك فياحبذا أن تكون المشاركات مجرد أفكار عامة وتنبيه على أشياءَ بعينها بدون التعرض لتفاصيل حياة أحدٍ مِنا ، بحيث نأخذ منكم الفكرةَ فقط دون التعرف على مالن نستفيد بمعرفته .
واللهَ الكريمَ العظيمَ أسأل أن يجعله في ميزان حسناتكم جميعاً .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .