وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ اليكم أحبتى العلاج العاجل يقول الله تعالى في سورة الشعراء على لسان إبراهيم عليه السلام
{ الذي خلقني فهو يهدين، والذي هو يطعمني ويسقين، وإذا مرضت فهو يشفين،
والذي يميتني ثم يحيين، والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين }.
الآيات: 78 - 82 سورة الشعراء.
قال إبراهيم: { وإذا مرضت فهو يشفين } أي إذا وقعت في مرض فإنه لا يقدر على شفائي أحد غيره بما
يقدر من الأسباب الموصلة إليه . قال: "مرضت" رعاية للأدب وإلا فالمرض والشفاء من الله عز وجل جميعا.
يقول صاحب كتاب جوامع مفاتيح الشفاء: وحقيقةُ التوكّل القيام بالأسباب مع اعتماد القلب على
المسبِّب وهو الله, بحيث لا يطمئنّ إلى الأسباب ولا يركن إليها ولا يرجوها، كما أنّه لا يُهْملها
أو يبطلها، فالتوكل عمل قلبي، وأما عمل الأسباب فعمل بدني. وليكن العبد بما في
يدِ الله أوثق منه بما في يده هو، وإذا قويَ التوكّل وعظم الرجاء أذِن الله بالفرج إن شاء.
وإياك والتعلق بالأسباب، فكم من مريض تعلق قلبه بالطبيب فخُذل, أو بالدواء فما نفعه,
فقد يصرف الطبيب العلاج لرجلين: المرض واحد, والعلاج واحد, والطبيب واحد،
فُيشفى هذا ولا يُشفى الآخر،
بل أعجب من ذلك، ما يقع لبعض المرضى أنه يتداوى من مرض بدواء معين فيبرأ، ثم يعتريه ذلك
المرض نفسه، فيتداوى بذلك الدواء السابق فلا يبرأ، بل كم من دواء انقلب داءً.
وهذا مما يجعل المريض يتوكل على الله وحده في حصول الشفاء، إذ ليس كل دواء مؤدى للشفاء,
فإن الدواء قد لا يكون موافقاً للمريض, وقد يكون موافقاً للمريض والمرض، لكن في الجسم
ما يمنع قابليته وتأثيره, أو يكون فات وقت الانتفاع بالدواء, أو لا يكون مناسباً في كميته بزيادة
أو نقصان، فعُلم بذلك وجوب تعلق القلب بالله عز وجل, فالأسباب والمسببات بيده، والشفاء تحت
إرادته وتصرفه وتوفيقه، فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن
{ الذي خلقني فهو يهدين، والذي هو يطعمني ويسقين، وإذا مرضت فهو يشفين،
والذي يميتني ثم يحيين، والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين }.
الآيات: 78 - 82 سورة الشعراء.
قال إبراهيم: { وإذا مرضت فهو يشفين } أي إذا وقعت في مرض فإنه لا يقدر على شفائي أحد غيره بما
يقدر من الأسباب الموصلة إليه . قال: "مرضت" رعاية للأدب وإلا فالمرض والشفاء من الله عز وجل جميعا.
يقول صاحب كتاب جوامع مفاتيح الشفاء: وحقيقةُ التوكّل القيام بالأسباب مع اعتماد القلب على
المسبِّب وهو الله, بحيث لا يطمئنّ إلى الأسباب ولا يركن إليها ولا يرجوها، كما أنّه لا يُهْملها
أو يبطلها، فالتوكل عمل قلبي، وأما عمل الأسباب فعمل بدني. وليكن العبد بما في
يدِ الله أوثق منه بما في يده هو، وإذا قويَ التوكّل وعظم الرجاء أذِن الله بالفرج إن شاء.
وإياك والتعلق بالأسباب، فكم من مريض تعلق قلبه بالطبيب فخُذل, أو بالدواء فما نفعه,
فقد يصرف الطبيب العلاج لرجلين: المرض واحد, والعلاج واحد, والطبيب واحد،
فُيشفى هذا ولا يُشفى الآخر،
بل أعجب من ذلك، ما يقع لبعض المرضى أنه يتداوى من مرض بدواء معين فيبرأ، ثم يعتريه ذلك
المرض نفسه، فيتداوى بذلك الدواء السابق فلا يبرأ، بل كم من دواء انقلب داءً.
وهذا مما يجعل المريض يتوكل على الله وحده في حصول الشفاء، إذ ليس كل دواء مؤدى للشفاء,
فإن الدواء قد لا يكون موافقاً للمريض, وقد يكون موافقاً للمريض والمرض، لكن في الجسم
ما يمنع قابليته وتأثيره, أو يكون فات وقت الانتفاع بالدواء, أو لا يكون مناسباً في كميته بزيادة
أو نقصان، فعُلم بذلك وجوب تعلق القلب بالله عز وجل, فالأسباب والمسببات بيده، والشفاء تحت
إرادته وتصرفه وتوفيقه، فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن