منتدي الا رسول الله

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدي اسلامي


2 مشترك

    سلسلة في ظلال آية

    أم فرح و مرح
    أم فرح و مرح
    عضو علي درجه مشرف
    عضو علي درجه مشرف


    انثى عدد الرسائل : 1006
    العمر : 55
    البلد : مصر
    الهوايات المفضلة : الدعوة الى الله
    nbsp : سلسلة في ظلال آية 15781611
    درجات الاجاده : 0
    نقاط : 59786

    سلسلة في ظلال آية Empty سلسلة في ظلال آية

    مُساهمة من طرف أم فرح و مرح 26/2/2009, 12:03 pm


    سلسلة في ظلال آية UpQ42953
    إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً ۖ وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (190)وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (191)وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (192)نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193)عَلَىٰ قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (194) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ (195)
    (الشعراء)
    سلسلة في ظلال آية Qyy42953

    في ظلال آية

    الحلقة الأولى

    سلسلة في ظلال آية Qyy42953

    ورد الفعل (سجرت) في قوله تعالى: {وإذا البحار سجرت}[التكوير6]،
    والفعل (فجرت) في قوله تعالى: {وإذا البحار فجرت} [الانفطار3]،
    سلسلة في ظلال آية Qyy42953
    ولا نكاد نعثر على اختلاف جوهري بين دلالة الفعلين في الأياتين
    فالفعل الأول يفيد أن البحور ملئت وفجر بعضها إلى بعض حتى صارت بحراً واحداً،
    والفعل الثاني يفيد أن البحور فتحت على بعضها بعضاً فاختلط العذب بالمالح، وزال البرزخ الذي بينهما وصارت البحور بحراً واحداً (1).
    سلسلة في ظلال آية Qyy42953
    ولما كانت الدلالتان متقاربتين إلى هذا الحد فينبغي أن نستأنس بالسياق العام للموضعين للكشف عن الإعجاز اللغوي والبلاغي لاختصاص كل موضع منهما بلفظ مختلف.
    فقد ورد الفعل (سجرت) في سياق قوله تعالى:-
    { إذا الشمس كورت (1) وإذا النجوم انكدرت (2)
    وإذا الجبال سيرت (3) وإذا العشار عطلت (4)
    وإذا الوحوش حشرت (5) وإذا البحار سجرت (6)
    وإذا النفوس زوجت (7) وإذا الموءودة سئلت ( 8 )
    بأي ذنب قتلت (9) وإذا الصحف نشرت (10)
    وإذا السماء كشطت (11) وإذا الجحيم سعرت}[التكوير].
    سلسلة في ظلال آية Qyy42953
    إن التأمل في دلالة مادة (سجر) يكشف عن روابط دلالية بين الفعل (سجرت) والسياق العام للآيات،
    ويمكن تحديد الروابط أو الخيوط الدلالية بما هو آت:
    سلسلة في ظلال آية Qyy42953
    1- النار والحرارة: تدل مادة (سجر) على النار والحرارة، فالسجر: الإتّقاد في التنور، والسجور: اسم الحطب، وسجر التنور: أوقده وأحماه (2) وهي دلالات تتقاطع مع قوله تعالى:-
    {وإذا الجحيم سعرت}[التكوير12]،
    ولذلك قال ابن سيده في تفسير قوله تعالى: {وإذا البحار سجرت}،
    "لا وجه إلا أن تكون قد ملئت ناراً" (3)
    وكذلك لا تخفى حرارة الشمس في قوله تعالى: {إذا الشمس كورت}[التكوير1]،
    والحرارة المنبعثة عن النجوم حين تنكدر وتقع على وجه الأرض في قوله تعالى: {وإذا النجوم انكدرت}[التكوير]
    كما أن النار في البحار والجحيم تشكل مشهداً متكاملاً
    "ليقع الوعيد بتسجير البحار وتسعير النار" (4).
    سلسلة في ظلال آية Qyy42953
    2- الإبل: نقول سجرت الناقة: حنّت الناقة فطربت في إثر ولدها،
    وانسجرت الإبل في السير: تتابعت،
    والسّجر: ضرب من سير الإبل(5)، وهو ما يتفاعل مع قوله تعالى: -
    {وإذا العشار عطلت}[التكوير]، فالعشار هي النوق الحوامل
    التي أتى عليها في الحمل عشرة أشهر(6).
    ولا يخفى التناسب بين الفعل سجرت والإبل ( العشار)
    سلسلة في ظلال آية Qyy42953
    3- الوحوش: قيل في تفسير{وإذا الوحوش حشرت}،
    إن الوحوش ملكت وقيّد اضطرابها حتى لا يخرج عن الأرض من الهول،
    فيكون ذلك مأخوذاً من ساجور الكلب وهو خشبة تجعل في عنقه،
    ويقال سجره: إذا شده به (7)،
    فالفعل (سجرت) يناسب حشر الوحوش.
    سلسلة في ظلال آية Qyy42953
    4- الائتلاف والتقارب: تدل مادة (سجر) على ائتلاف الطباع وتقارب السجايا،
    فسجير الرجل: خليله وصفيه، وساجره: صاحبه وصافاه ( 8 )،
    والسجير هو الخليل الذي يسجر في مودة خليله،
    كقولهم: فلان محرق في مودة فلان (9)،
    وهو ما يتفاعل مع قوله تعالى: {وإذا النفوس زوجت}
    أي "قرن بين الرجل الصالح مع الرجل الصالح في الجنة،
    وقرن بين رجل السوء مع رجل السوء في النار.
    وقال عطاء: زوجت نفوس المؤمنين بالحور العين،
    وقرنت نفوس المشركين بالشياطين"(10).
    سلسلة في ظلال آية Qyy42953
    إن السياق هو الرحم الذي يتخلق فيه المعنى،
    إذ إن المعنى في اللفظة المفردة يبقى عائماً على سطح الدلالة،
    لذا ينبغي أن نبحث عن العلائق لربط السطح بالعمق،
    ولا يتأتى هذا إلا بربط المفردات بالسياق،
    وذلك أن "فكرة القالب أو السياق هذه فكرة هامة وخصوصاً
    فيما يتعلق بصلتها بالكلمات، فالكلمات لا تعدو أن تكون رموزاً لأشياء كلية هامة.
    وحينئذٍ ينبغي علينا أن نبحث عن الإطار أولاً
    ثم نبحث عن الكلمات ثانياً"(11).
    سلسلة في ظلال آية Qyy42953

    5- اللون: تدل مادة (سجر) على اختلاط الألوان وتداخلها؛
    فالغدير الأسجر: هو الذي يضرب ماؤه إلى الحمرة،
    وقد قيل في تفسير قوله تعالى: {وإذا البحار سجرت}
    أنها صارت حمراء كالدم (12). وعين سجراء: إذا خالط بياضها حمرة،
    أو إذا خالط بياضها زرقة، أو هي حمرة في زرقة (13)،
    ويتقاطع تمازج الألوان وتداخلها مع حال الرؤية
    حينما تكور الشمس وتنكدر النجوم.
    سلسلة في ظلال آية Qyy42953

    إن شبكة العلاقات الدلالية بين مادة (سجر) والسياق العام لا تتوافر في مادة (فجر)، لذلك جاء الفعل (سجرت) في التكوير، وجاء الفعل (فجرت) في الانفطار. وذلك أن "البنية الدلالية تتكون من معاني النسيج كله، فلو لم تكن هناك علاقة واضحة بين الأجزاء والمجموع لما تكون هذا المجموع، ومناقشة معنى كلمة أو جملة دون ربطها بسياقها في الفقرة أو القطعة أو الفصل أو القول كله تقود إلى أخطاء متتالية في الفهم والتفسير"(14).
    سلسلة في ظلال آية Qyy42953

    ولا يعني ما تقدم غياب التقاطع الدلالي بين مادة (فجر) و سياقها العام، فقد جاء الفعل (فجرت) في سياق التفرق، إذ يتناسب انفجار البحار مع انفطار السماء وانشقاقها وبعثرة القبور وانتثار النجوم (15) وذلك في قوله تعالى: {إذا السماء انفطرت (1) وإذا الكواكب انتثرت (2) وإذا البحار فجرت (3) وإذا القبور بعثرت} [الانفطار]، وفي مقابل هذا التناسب تحقق تناسب بين الفعل (سجرت) والسياق العام، فقد جاء الفعل سجرت في سياق التجميع، إذ إن انفجار البحار وتحولها إلى بحر واحد، وحشر الوحوش وتجميعها وتزويج النفوس واقترانها بعضها ببعض هو اجتماع وائتلاف يناسب بعضه بعضاً(16)، وهكذا يصبح النص القرآني خلية من الألفاظ تتفاعل وتتجاذب لتبني جسداً دلالياً منظماً ومتكاملاً، إذ "إن النص لم يعد سلسلة لغوية، في هذه الحالة هو حضور واحد يلتقي نسق من أوله بنسق من آخره، تسري ذبذبة كذبذبة الأوتار من كلمة إلى عبارة، فيتردد صداها في مئات الكلمات والعبارات"(17).
    سلسلة في ظلال آية Qyy42953
    بقلم الدكتور: د. عمر عبد الهادي عتيق

    ---------------------------

    (1) انظر: الزمخشري، جار الله: تفسير الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل. دار المعرفة، بيروت، ط1، 2002، ص1182-1185.

    (2) لسان العرب: مادة سجر.

    (3) المصدر نفسه : مادة سجر.

    (4) الأنصاري، أبو يحيى زكريا: فتح الرحمن بكشف ما يلتبس في القرآن. تحقيق: محمد علي الصابوني. عالم الكتب، بيروت، ط1، 1985، ص450.

    (5) لسان العرب: مادة سجر.
    (6) الشوكاني، محمد بن علي بن محمد: فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير. تحقيق: سيد إبراهيم، دار الحديث، القاهرة، ط3، 1997، ج5، ص553.

    (7) الألوسي، أبو الفضل، شهاب الدين السيد محمود: روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني. قرأه وصححه: محمد حسين العرب. دار الفكر، بيروت، 1997، م16، ج30، ص91.

    ( 8 ) لسان العرب: مادة سجر.

    (9) الأصفهاني، الراغب: المفردات في غريب القرآن. ص230.

    (10) الشوكاني، محمد بن علي: فتح القدير. ج5، ص554.

    (11) مصطفى ناصف: نظرية المعنى في النقد العربي. دار الأندلس، ط2، 1981، ص161.

    (12) الشوكاني، محمد بن علي: فتح القدير. ج5، ص554.

    (13) لسان العرب: مادة سجر.

    (14) صلاح فضل: علم الأسلوب – مبادئه وإجراءاته. مؤسسة مختار، القاهرة، 1992، ص93.

    (15) انظر: الغرناطي، أحمد بن إبراهيم بن الزبير الثقفي العاصي: ملاك التأويل القاطع بذي الإلحاد والتعطيل في توجيه المتشابه اللفظ من آي التنزيل. تحقيق: سعيد الفلاح، دار الغرب الإسلامي، بيروت، ط1، 1993، ج2، ص1137-1138.

    (16) المصدر نفسه: ج2، ص1137-1138.

    (17) شكري عياد: اللغة والإبداع- مبادىء علم الأسلوب العربي. ص131.
    والله أعلم
    هدهوده2
    هدهوده2
    عضو علي درجه مشرف
    عضو علي درجه مشرف


    انثى عدد الرسائل : 561
    العمر : 38
    البلد : egypt
    الهوايات المفضلة : Reading & Cooking
    nbsp : سلسلة في ظلال آية 15781611
    درجات الاجاده : 0
    نقاط : 60115

    سلسلة في ظلال آية Empty رد: سلسلة في ظلال آية

    مُساهمة من طرف هدهوده2 26/2/2009, 1:49 pm

    سلسلة في ظلال آية (14)
    أم فرح و مرح
    أم فرح و مرح
    عضو علي درجه مشرف
    عضو علي درجه مشرف


    انثى عدد الرسائل : 1006
    العمر : 55
    البلد : مصر
    الهوايات المفضلة : الدعوة الى الله
    nbsp : سلسلة في ظلال آية 15781611
    درجات الاجاده : 0
    نقاط : 59786

    سلسلة في ظلال آية Empty رد: سلسلة في ظلال آية

    مُساهمة من طرف أم فرح و مرح 2/3/2009, 7:03 am

    جزاكى الله خير أختى الحبيبة هدهوده

    حفظكى ربى ورعاكى

    وعلى طريق الخير سدد خطاكى
    أم فرح و مرح
    أم فرح و مرح
    عضو علي درجه مشرف
    عضو علي درجه مشرف


    انثى عدد الرسائل : 1006
    العمر : 55
    البلد : مصر
    الهوايات المفضلة : الدعوة الى الله
    nbsp : سلسلة في ظلال آية 15781611
    درجات الاجاده : 0
    نقاط : 59786

    سلسلة في ظلال آية Empty رد: سلسلة في ظلال آية

    مُساهمة من طرف أم فرح و مرح 2/3/2009, 7:11 am

    سلسلة في ظلال آية Gru73957

    في ظلال آية

    الحلقة الثانية

    سلسلة في ظلال آية Gru73957

    ما الفرق بين النهي عن القرب والنهي عن التعدي ؟

    سلسلة في ظلال آية Gru73957

    ورد النهي في (فلا تقربوها) في قوله تعالى:-
    {تلك حدود الله فلا تقربوها}[البقرة187]

    وورد (فلا تعتدوها) في قوله تعالى:-
    {تلك حدود الله فلا تعتدوها}[البقرة229].

    سلسلة في ظلال آية Gru73957

    وقد اختص النهي في الآية الأولى بسياق الاعتكاف في المسجد، والمنهي عنه في هذا السياق هو مباشرة النساء في فترة الاعتكاف، وذلك من قوله تعالى:{ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد تلك حدود الله فلا تقربوها}[البقرة187] والمنهي عنه أمر عظيم، إذ روي عن قتادة "كان الرجل إذا اعتكف خرج فباشر امرأته ثم رجع إلى المسجد، فنهاهم الله عن ذلك (1) ولكن لماذا قال (فلا تقربوها) في الآية الأولى، و(فلا تعتدوها) في الآية الثانية؟

    يتجلى سبب اختصاص (فلا تقربوها) بسياق مباشرة النساء من خلال الدلالات التي تفيدها مادة (قرب)، فالمقاربة والقراب: المشاغرة للنكاح (2)، وقربان المرأة: غشيانها (3) ويبدو النهي عن مباشرة النساء بلفظ القرب يقتصر على المباشرة أو الجماع المحرم، كما في مباشرة الرجل لزوجته في فترة الاعتكاف، أو الجماع في فترة الحيض كما في قوله تعالى: {ولا تقربوهن حتى يطهرن}[البقرة222]. أو اقتراف الزنا، كما في قوله تعالى: {ولا تقربوا الزنا}[الإسراء32]. وما يعزز اختصاص مادة (قرب) بالمباشرة المحرمة قوله تعالى:{ولا تقربوهن حتى يطهرن فإذا تطهرن فأتوهن}[البقرة222]، فقد جاء النهي في حالة الحيض بلفظ القرب، وفي حالة الطهارة جاء الأمر بالمباشرة بلفظ الإتيان.

    كما أن مادة (قرب) تتقاطع مع سياق الآية ذاتها، فالقرب: طلب الماء ليلاً (4)، وهو ما يتناسب مع قوله تعالى:{وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر}[البقرة187].

    لقد شكل النهي بلفظة القرب علائق دلالية سياقية، فلم يعد معنى القرب محصوراً على النهي، كما أن النهي بلفظة القرب في هذا السياق قد أحالنا إلى مواضع أخرى في القرآن تحقق فيها التناسب بين النهي بلفظة القرب ودلالة السياق.

    إن انقياد المعنى في بعض الأحيان لا يكون يسيراً على القارئ الباحث حينما يكتفي بالوقوف على ضفاف الألفاظ إذ "إن من المعاني ما يوجد مرتسما في كل فكر ومتصوراً في كل خاطر ومنها ما يكون ارتسامه في بعض الخواطر دون بعض، ومنها ما لا ارتسام له في خاطر وإنما يتهدى إليه بعض الأفكار في وقت ما فيكون من استنباطه (5).
    سلسلة في ظلال آية Gru73957
    أما مجيء (فلا تعتدوها) في الآية الثانية فقد تناسب مع خاتمة الآية وهي قوله تعالى: {فأولئك هم الظالمون}، فالاعتداء والظلم بينهما علائق دلالية، فالعادي هو الظالم، وأصله من تجاوز الحد في الشيء، والاعتداء والتعدي والعدوان بمعنى الظلم (6).

    وسياقا الآيتين يتفاوتان في الأمر المنهي عنه، إذ إن المنهي عنه في الآية الأولى هو مباشرة النساء في فترة الاعتكاف في المسجد، والمنهي عنه في الآية الثانية هو أخذ الأزواج من مهور زوجاتهم، وذلك في قوله تعالى: {ولا يحل لكم أن تأخذوا مما آتيتموهن شيئاً}[البقرة229]، ويترتب على هذا التفاوت أن النهي عن مباشرة النساء في فترة الاعتكاف أشد وذلك لعظم المنهي عنه كما أن النهي عن القرب يشمل النهي عن فعل محرم بنفسه والنهي عن وسائله الموصلة إليه (7)، أما النهي في الآية الثانية فهو أخف، لأنه نهي عن التجاوز، أي أن المرأة إذا افتدت لمهرها وخالعت زوجها لم يكن عليها إثم ( 8 ).
    سلسلة في ظلال آية Gru73957

    بقلم الدكتور: عمر عبد الهادي عتيق

    ---------------------------

    (1) الزمخشري، جار الله: الكشاف. ص115.

    (2) لسان العرب: مادة قرب.

    (3) الأصفهاني، الراغب: المفردات في غريب القرآن. ص401.

    (4) لسان العرب: مادة قرب.

    (5) القرطاجني، حازم: منهاج البلغاء وسراج الأدباء. ص192.

    (6) لسان العرب: مادة عدا.

    (7) انظر: السعدي، عبد الرحمن بن ناصر: تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان. بيت الأفكار الدولية، عمان، 1998، ص54.

    (Cool الخطيب الإسكافي: درة التنزيل. ص36.

    والله أعلم
    أم فرح و مرح
    أم فرح و مرح
    عضو علي درجه مشرف
    عضو علي درجه مشرف


    انثى عدد الرسائل : 1006
    العمر : 55
    البلد : مصر
    الهوايات المفضلة : الدعوة الى الله
    nbsp : سلسلة في ظلال آية 15781611
    درجات الاجاده : 0
    نقاط : 59786

    سلسلة في ظلال آية Empty رد: سلسلة في ظلال آية

    مُساهمة من طرف أم فرح و مرح 5/3/2009, 7:03 am

    سلسلة في ظلال آية BhZ32135

    في ظلال آية

    الحلقة الثالثة

    سلسلة في ظلال آية BhZ32135

    عذاب أليم وعذاب قريب وعذاب عظيم

    سلسلة في ظلال آية BhZ32135

    وقع تبادل بين (أليم) في قوله تعالى:-
    {فيأخذكم عذاب أليم} [الأعراف73]

    و(قريب) في قوله تعالى:-
    {فيأخذكم عذاب قريب} [هود64]

    و(يوم عظيم) في قوله تعالى:-
    {فيأخذكم عذاب يوم عظيم}[الشعراء156].

    سلسلة في ظلال آية BhZ32135

    وقد وردت البدائل المتغيرة في سياق قصة ناقة صالح، وتميز كل سياق في المواضع الثلاثة بحدث جعله يقتضي وصفاً للعذاب مختلفاً عن الوصف في الموضع الآخر.

    ففي الأعراف ذكر السياق قوم صالح وكثرة تحديهم واستهزائهم وعتوّهم وكفرهم وذلك في قوله تعالى: {قال الذين استكبروا إنا بالذي آمنتم به كافرون}[الأعراف76]. ولم يرد في هود والشعراء تحديهم ولا عتوّهم واستكبارهم فاستحقوا أن يذكر لهم العذاب الأليم في الأعراف(1).

    أما في هود فقد وصف العذاب بـ(قريب)، لأنه ذكر المدة الزمنية وهي ثلاثة أيام وذلك في قوله تعالى: {فعقروها فقال تمتعوا في داركم ثلاثة أيام ذلك وعد غير مكذوب}[هود65]، فذكر المدة التي بينهم وبين هلاكهم وقرب ما توعدهم به من عذاب الله لهم(2) وقيل أن وصف العذاب بالقرب لأنه عذاب في الدنيا(3).

    أما في الشعراء فقد وصف العذاب بـ(يوم عظيم) لأنه ذكر قبل الآية اليومين المقسومين بين الناقة وبينهم وذلك في قوله تعالى: {قال هذه ناقة لها شرب ولكم شرب يوم معلوم}[الشعراء155]، فذكر كلمة يوم إشارة إلى اليوم الذي يحدث فيه عقر الناقة، "كأنه قال لهم إن منعتموها يومها بعقر تنزلونه بها أخذكم عذاب يوم عظيم، فيوم تؤلمونها فيه فيكون به يوم يؤلمكم الله فيه بعذاب الاستئصال وهو يوم عظيم عليكم (4) وهكذا نلاحظ دور السياق في ربط الدلالة الجزئية بالدلالة الكلية ودور الجزء في الكشف عن الكل إذ "إن الجملة ذات دلالة جزئية، ولا يمكن أن نتصور بالتحديد الدلالة الحقيقية لكل جملة داخل ما يسمى بكلية النص إلا بمراعاة الدلالات السابقة واللاحقة في ذلك التسلسل/التتابع الجملي، إذ ينظر إلى النص مهما صغر حجمه على أنه وحدة كلية مترابطة الأجزاء(5)
    سلسلة في ظلال آية BhZ32135
    ولابد للباحث في لغة القرآن أن يستنهض قدرته اللغوية ويمعن فكره بهدف تأمل أواصر القرابة بين الآيات أو أجزاء النص القرآني حتى لا يقف فهمه حينما يلاحظ العبارات المتماثلة أو المتشابهة في ألفاظها على حدود التكرار ولو كانت في سياق القصة أو الحادثة الواحدة، إذ إن "معرفة المناسبات والربط بين الآيات ليست أمراً توقيفياً، ولكنها تعتمد على اجتهاد المفسر ومبلغ تذوقه لإعجاز القرآن وأسراره البلاغية وأوجه بيانه الفريد، فإذا كانت المناسبة دقيقة المعنى منسجمة مع السياق متفقة مع الأصول اللغوية في علوم العربية، كانت مقبولة لطيفة(6)

    واستئناساً بما تقدم لا نطمئن إلى ما ذهب إليه الزركشي في معرض حديثه عن فوائد التكرير، بأن التغيرات اللفظية في القصة الواحدة تعود إلى "أن المعاني التي اشتملت عليها القصة الواحدة من هذه القصص صارت متفرقة في تارات التكرير فيجد البليغ ـ لما فيها من التغييرـ ميلاً إلى سماعها، لما جبلت عليه النفوس من حب التنقل في الأشياء المتجددة التي لكل منها حصة من الالتذاذ به مستأنفة(7)
    سلسلة في ظلال آية BhZ32135
    بقلم الدكتور: د. عمر عبد الهادي عتيق

    ---------------------------

    (1) انظر: السامرائي، فاضل صالح: التعبير القرآني. ص235.

    (2) انظر: الخطيب الإسكافي: درة التنزيل. ص114.

    (3) انظر: الألوسي: محمود: روح المعاني. م7، ج12، ص135.

    (4) الخطيب الإسكافي: درة التنزيل. ص114.

    (5) بحيري، سعيد حسن: علم لغة النص. ص139.
    (6) القطان، مناع: مباحث في علوم القرآن. مكتبة وهبة، القاهرة، ط12، 2002، ص92.

    (7) الزركشي، بدر الدين: البرهان في علوم القرآن. ج3، ص28.

    والله أعلم
    أم فرح و مرح
    أم فرح و مرح
    عضو علي درجه مشرف
    عضو علي درجه مشرف


    انثى عدد الرسائل : 1006
    العمر : 55
    البلد : مصر
    الهوايات المفضلة : الدعوة الى الله
    nbsp : سلسلة في ظلال آية 15781611
    درجات الاجاده : 0
    نقاط : 59786

    سلسلة في ظلال آية Empty رد: سلسلة في ظلال آية

    مُساهمة من طرف أم فرح و مرح 12/3/2009, 8:23 am


    سلسلة في ظلال آية 3wv41998
    في ظلال آية
    الحلقة الرابعة
    سلسلة في ظلال آية 3wv41998
    ورد الفعل (جاءها) في قوله تعالى{فلما جاءها نودي}[النمل8]،
    والفعل (أتاها) في قوله تعالى: {فلما أتاها نودي}[القصص30].
    سلسلة في ظلال آية 3wv41998
    فما الفرق بين المجيء والإتيان؟ تفيد مادة (أتى) أن الإتيان أسهل وأيسر من المجيء، فالمواتاة: حسن المطاوعة والموافقة، والميتاء: الطريق العامر

    والأتي: النهر يسوقه الرجل إلى أرضه، والإيتاء: الإعطاء، وتأتى فلان لحاجته: إذا ترفق لها وأتاها من وجهها، وأتيت الماء: سهلت سبيله ليخرج إلى موضع. والأتو: الاستقامة في السير والسرعة(1) وهي معان لا تتوافر في مادة (جاء).
    وقد اتكأ السامرائي على الشواهد القرآنية للتدليل على الفرق بين المجيء والإتيان إذ "يستعمل المجيء لما فيه صعوبة ومشقة، أو لما هو أصعب وأشق مما تستعمل له (أتى)"
    (2) وذلك نحو قوله تعالى: {فإذا جاء أمرنا وفار التنور} [المؤمنون27]، و{وجاءت سكرة الموت بالحق} [ق19]، و{لقد جئت شيئا نكراً} [الكهف74].
    وقد نوه السامرائي إلى قوله تعالى: {هل أتاك حديث الغاشية} [الغاشية1]، فقد ورد الفعل (أتاك) في سياق الشدة والصعوبة ولم يرد الفعل (جاءك)؛ لأن "الذي جاء هنا هو الحديث وليس الغاشية"(3).
    ووقف السامرائي وقفات تأملية بين سياق الفعل (أتى) وسياق الفعل (جاء) تحقيقاً للفرق بينهما، فأورد قوله تعالى: {أتى أمر الله فلا تستعجلوه سبحانه وتعالى عما يشركون}[النحل1]، وقوله تعالى: {فإذا جاء أمر الله قضي بالحق وخسر هنالك المبطلون} [غافر78].
    وعقب بقوله "وبأدنى نظر يتضح الفرق بين التعبيرين، فإن مجيء الثاني أشق وأصعب لما فيه من قضاء وخسران، في حين لم يزد في الآية الأولى على الإتيان فاختار لما هو أصعب واشق (جاء) ولما هو أيسر (أتى) (4)
    ومن الباحثين المحدثين من رفض توجيهات السامرائي واتخاذ سياقي السهولة والصعوبة منطلقا للتفريق بين دلالة (أتى) ودلالة (جاء)، فقد ذهب محمد المنجد إلى أن الفعل (أتى) والفعل (جاء) قد وردا في سياقين متشابهين وذلك في قوله "أما دلالة الإتيان على المجيء بسهولة فينقضه تساوي اللفظين في سياقين متشابهين هما قوله تعالى: {إلا من أتى الله بقلب سليم} [الشعراء89]، وقوله تعالى: {إذ جاء ربه بقلب سليم} [الصافات84] (5) ، وما ذهب إليه المنجد فيه نظر؛ لأن السياقين ليسا متشابهين كما قال، فقد وقع الفعل (أتى) في آية الشعراء في سياق إتيان المؤمن الذي سلم قلبه من آفات الكفر والمعاصي يوم القيامة(6) فمن يأتي ربه بقلب سليم يكون مطمئناً، وما يعزز هذا الاطمئنان الآية التالية لسياق الإتيان وهي قوله تعالى: {وأزلفت الجنة للمتقين} [الشعراء90].

    سلسلة في ظلال آية 3wv41998
    أما الفعل (جاء) في آية الصافات فقد وقع في سياق بدء مواجهة سيدنا إبراهيم عليه السلام لقومه الذين يعبدون الأصنام، ولا شك أنها مواجهة تتسم بصعوبة بالغة. وعليه فإن توجيهات السامرائي لا يبطلها ما ذهب إليه المنجد.
    وقد حاول محمد المنجد أن يؤسس معياراً للتفريق بين الإتيان والمجيء، فذهب إلى أن الإتيان يقع في سياق الغموض والشك والجهل وعدم القصد، واحتج بقوله تعالى: {لعلي آتيكم منها بقبس أو أجد على النار هدى} [طه10]، وأن المجيء يقع في سياق العلم واليقين وتحقق الوقوع والقصد، واحتج بقوله تعالى: {فلما جاءها نودي}[النمل8] (7)، ولم يستند المنجد فيما ذهب إليه إلى أصول لغوية لتكون دليلاً على وجود علاقة بين الفعل (أتى) وسياق الغموض والشك، والفعل (جاء) وسياق العلم واليقين، أما ما ذهب إليه السامرائي فهو معزز بالأصول اللغوية التي تدل على وجود علائق بين مادة (أتى) وسياق السهولة، ومادة (جاء) وسياق الصعوبة والمشقة.
    وأورد السامرائي قوله تعالى: {حتى إذا استيئس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فنجي من نشاء ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين} [يوسف110] وقوله: {ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا وأوذوا حتى أتاهم نصرنا ولا مبدل لكلمات الله ولقد جاءك من نبإ المرسلين}[الأنعام34].
    ويعقب بقوله "ومن الواضح أن الحالة الأولى أشق وأصعب وذلك أن الرسل بلغوا درجة الاستيئاس، وهي أبعد وأبلغ... ثم انظر إلى خاتمة الآيتين ترى الفرق واضحاً، فما ذكره من نجاة المؤمنين، ونزول اليأس على الكافرين في آية يوسف مما لا نجده في آية الأنعام يدلك على الفرق بينهما ( 8 )
    وبناء على ما تقدم، فإن ما قطعه موسى عليه السلام على نفسه في النمل أصعب مما في القصص، ففي النمل قطع على نفسه أن يأتيهم بخبر أو شهاب قبس، وذلك في قوله تعالى: {إذ قال موسى لأهله إني آنست ناراً سآتيكم منها بخبر أو آتيكم بشهاب قبس لعلكم تصطلون} [النمل7]. أما في القصص فقد ترجى ذلك في قوله تعالى: {قال لأهله امكثوا إني آنست ناراً لعلي آتيكم منها بخبر أو جذوة من النار لعلكم تصطلون} [القصص29]. والقطع أشد وأشق من الترجي( 8 ).
    ونلاحظ أن الفرق الدلالي بين المجيء والإتيان قد امتد إلى الاختيارات النحوية، ففي سياق الفعل (جاءها) اقترنت السين بالفعل التي توحي بالتوكيد في قوله (سآتيكم) وفي سياق الفعل (أتاها) لم يقترن الفعل بالسين، إذ وردت قرينة الترجي (لعلي آتيكم).
    سلسلة في ظلال آية 3wv41998
    بقلم الدكتور: د. عمر عبد الهادي عتيق
    ---------------------------
    (1) لسان العرب: مادة أتى.
    (2) السامرائي ،فاضل صالح: لمسات بيانية في نصوص من التنزيل. دار عمار، عمان، ط2، 2001، ص97.
    (3) المرجع نفسه، ص98.
    (4) السامرائي ،فاضل صالح: لمسات بيانية في نصوص من التنزيل. ص98.
    (5) المنجد، محمد نور الدين: الترادف في القرآن. دار الفكر، دمشق، ط ، 1997، ص145.
    (6) الزمخشري، جار الله: الكشاف. ص763.
    (7) المنجد، محمد نور الدين المنجد،: الترادف في القرآن. ص145.
    ( 8 ) السامرائي فاضل صالح: لمسات بيانية. ص99.
    (9) المرجع نفسه، ص105.

    والله أعلم


      الوقت/التاريخ الآن هو 21/11/2024, 11:54 am