الرئيسية
الحمد لله وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله صلي الله عليه وسلم .... ثم أما بعد ....
أحبتي في الله
التزام الطريق الصالح في الحياة الذي يكون منتهاه الجنة بفضل الله تعالي بفهم أفضل من سلكوا هذا الطريق ، وسابقونا عليه هم سلفنا الصالح رضوان الله عليهم أجمعين .
=*= =*= =*= =*= =*= =*=
وسأجمل سر غياب الطريق الصالح عنا أو بالأحري سر غيابنا عنه في بضع نقاط أرجو أن تجد منكم آذاناً صاغية وقلوباً واعية :
1-لعل " من وجهة نظري وأظن أنكم معي في ذلك " أكثر شىء ابعدنا عن هذا الطريق الصالح هو تكلمنا في العلماء بغير دليل ولا وازع من دين ولا اقصد هنا مشايخنا وفقط من أهل السنة أعزهم الله ورفع قدرهم بل طائفة المبتدعة بدعاً لا يخرجون بها عن حظيرة الإسلام كعلماء الإخوان وغيرهم فقد تنكبنا عن الطريق وسرنا بغير هدي في مفاوز الرد علي من نقول عليهم ضلالاً مما نتج عنه وقوعنا بغير قصد في أعراضهم وفي أمور تجعل الكلام عنهم والذي نسميه " الرد علي أهل البدع " يصل في أغلي الأحيان الي الغيبة وفي بعضها الي البهتان والعياذ بالله تعالي فصرنا ننكر لاهواء شخصية وامور عاطفية بعيدة كل البعد عن الدليل الشرعي الواضح من كتاب أو سنة أو غيره ، ومن المصائب التي ابتلينا به قول " حدثني بذلك ثقة " ولا أدري هل الثقة هو من يساهم في زيادة هوة الخلاف بين العلماء أم الثقة هو من يعمق روابط الكره والشحناء بين اخوانه من الملتزمين فهل هذا ثقة !!!
يا أحبتنا في الله لقد تهنا في مهمهات الردي يوم أن صار كلامنا بلا دليل نصي ولا تأصيل علمي فلم نتعلم بداية أصول وضوابط وقواعد الرد علي المخالف بل كل واحد منا أصبح اليوم عالماً جسوراً يخوض غمار الرد علي أهل البدع أو من يحسبهم كذلك وهو لا يعلم أنه مغبون والعياذ بالله فلو شغل نفسه بطلب العلم الشرعي النافع لكان أزكي له واطهر قبل أن ينشغل بالرد دون ضوابط علي أهل البدع فيقع بذلك إما في الغيبة أو البهتان .
وما أريد قوله في هذه النقطة حتي نخرج منها بسلام نعم للرد علي اهل البدع ولكن قاعدتنا في ذلك لا افراط ولا تفريط وأذكر في هذا المقام قول أحد علماء الجرح والتعديل " إذا اجتمع في الراوي جرحان كان الأول منهما كافياً لإسقاطه وعدم الاعتداد بروايته كان الثاني غيبة !!!! " .
المطلوب الآن : كل واحد يحسب مع نفسه كم وقع في الغيبة أو البهتاااااان .
ليس هذا فحسب : فغيبة العلماء ليست كغيبة العامة من الناس بل إن غيبتهم مصيبة كبري وداهية عظمي يقول ابن عساكر : " واعلم أخي وفقك الله أن لحوم العلماء مسمومة وعادة الله في هتك منتقصيهم معلومة ومن وصفهم بالثلب ابتلاه الله تعالي قبل موته بمرض القلب "
وقانا الله واياكم شر أمراض القلوب .
فيا أخي وحبيبي في الله من الإنصاف إذا رددت علي احداً ممن خالف منهج نبينا المعصوم وصحابته رضوان الله عليهم أن ترد علي بدعته وفقط ولا تسقطه بالكلية فهذا ليس من الإنصاف في شئ فقد يكون " الذي ترد عليه " من الذين كانوا ينافحون عن دين الله عزوجل قبل حتي أن تكون أنت ماءاً مهيناً في صلب أبيك بل من الممكن أن يكون أبوك لم يولد أصلأ !!! وتذكر أخي رعاك الله أنك قد تكون امتداداً لدعوة هذا المبتدع " من وجهة نظرك " فكل من هؤلاء المشايخ كان يضرب بسهم في الدعوة الي الله الي أن وصلت اليك هذه الدعوة هم من ذاقوا الويلات في السجون والمعتقلات وطردوا وعذبوا وأهينت كرامتهم حتي يوصلوا دين الله عزوجل اليك ثم تكون مكافأتك انت لهم ومن علي مقعدك الوثير وتحت هواء المكيف المنعش وبدون دليل ولا برهان وتقول هذا الشيخ مبتدع !!! وأكرر بدون دليل وغالباً يكون كلامك بصيغة " حدثني ثقة " والله المستعان .
فاحفظ لسانك أيهـا الإنسان ******** لا يلـدغنك إنه ثـعـبانُ
كم في المقابر من قتيل لسانه ******** كانت تهاب لقاءه الشجعانُ
واعلم أخي أن
الصمت زين والسكوت شجاعة ****** فإذا نطقت فلا تكن مكثاراً
فـإذا نـدمـت على سكوتك مـــرة ****** فلتندمن على الكلام مراراً
هذا ما وفقت الي قوله
واسال الله بأسماءه الحسني وصفاته العلي أن ينفع بهذا الكلام
وأن يجعلني واياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه .
لا تنسوني من صالح دعائكم وجزاكم الله خيراً
