منتدي الا رسول الله

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدي اسلامي


    قصيدة في القدر لشيخ الإسلام ابن تيمية في الرد على سؤال عن القدر

    أم فرح و مرح
    أم فرح و مرح
    عضو علي درجه مشرف
    عضو علي درجه مشرف


    انثى عدد الرسائل : 1006
    العمر : 55
    البلد : مصر
    الهوايات المفضلة : الدعوة الى الله
    nbsp : قصيدة في القدر لشيخ الإسلام ابن تيمية في الرد على سؤال عن القدر 15781611
    درجات الاجاده : 0
    نقاط : 59786

    قصيدة في القدر لشيخ الإسلام ابن تيمية في الرد على سؤال عن القدر Empty قصيدة في القدر لشيخ الإسلام ابن تيمية في الرد على سؤال عن القدر

    مُساهمة من طرف أم فرح و مرح 30/6/2009, 5:31 pm


    بسم الله الرحمن الرحيم
    قصيدة في القدر لشيخ الإسلام ابن تيمية في الرد على سؤال عن القدر أورده أحد علماء الذميين فقال :
    أيا علماء الدين ذمي دينكم ** تحير دلوه بأوضح حجة
    إذا ما قضى ربي بكفري بزعمكم ** ولم يرضه منى فما وجه حيلتى
    دعانى وسد الباب عنى فهل إلى ** دخولى سبيل بينوا لى قضيتى
    قضى بضلالى ثم قال إرض بالقضا ** فما أنا راض بالذى فيه شقوتى
    .فإن كنت بالمقضى يا قوم راضيا ** فربى لا يرضى بشؤم بليتى
    فهل لى رضا ماليس يرضاه سيدى ** فقد حرت دلونى على كشف حيرتى
    إذا شاء ربى الكفر منى مشيئة ** فهل أنا عاص في إتباع المشيئة
    وهل لى إختيار أن أخالف حكمه ** فبالله فاشفوا بالبراهين غلتى
    فأجاب شيخ الإسلام الشيخ الإمام العالم العلامة أحمد بن تيمية مرتجلا الحمد لله رب العالمين
    سؤالك ياهذا سؤال معاند ** مخاصم رب العرش بارى البرية
    فهذا سؤال خاصم الملأ العلا ** قديما به إبليس أصل البلية
    ومن يك خصما للمهيمن يرجعن ** على أم رأس هاويا في الحفيرة
    ويدعى خصوم الله يوم معادهم ** إلى النار طرا معشر القدرية
    سواء نفوه أو سعوا ليخاصموا ** به الله أو ماروا به للشريعة
    وأصل ضلال الخلق من كل فرقة ** هو الخوض في فعل الاله بعلة
    فإنهمو لم يفهموا حكمة له ** فصاروا على نوع من الجاهلية
    فإن جميع الكون أوجب فعله ** مشيئة رب الخلق بارى الخليقة
    وذات إله الخلق واجبة بما ** لها من صفات واجبات قديمة
    مشيئته مع علمه ثم قدرة ** لوازم ذات الله قاضي القضية
    وإبداعه ما شاء من مبدعاته ** بها حكمة فيه وأنواع رحمة
    ولسنا إذا قلنا جرت بمشيئة ** من المنكري آياته المستقيمة
    بل الحق أن الحكم لله وحده ** له الخلق والأمر الذي في الشريعة
    هو الملك المحمود في كل حالة ** له الملك من غير إنتقاص بشركة
    فما شاء مولانا إلا ** له فإنه يكون ومالا لا يكون بحيلة
    وقدرته لانقص فيها وحكمه ** يعم فلا تخصيص في ذي القضية
    أريد بذا أن الحوادث كلها ** بقدرته كانت ومحض المشيئة
    ومالكنا في كل ماقد أراده ** له الحمد حمدا يعتلى كل مدحة
    فإن له في الخلق رحمته سرت ** ومن حكم فوق العقول الحكيمة
    أمورا يحار العقل فيها إذا رأى ** من الحكم العليا وكل عجيبة
    فنؤمن أن الله عز بقدرة ** وخلق وإبرام لحكم المشيئة
    فنثبت هذا كله لا لهنا ** ونثبت ما فى ذاك من كل حكمة
    وهذا مقام طالما عجز الأولى ** نفوه وكروا راجعين بحيرة
    وتحقيق ما فيه بتبيين غوره ** وتحرير حق الحق في ذي الحقيقة
    هو المطلب الأقصى لوراد بحره ** وذا عسر في نظم هذى القصيدة
    لحاجته إلى بيان محقق ** لأوصاف مولانا الإله الكريمة
    وأسمائه الحسنى وأحكام دينه ** وأفعاله في كل هذى الخليقة
    وهذا بحمد الله قد بان ظاهرا ** وإلهامه للخلق أفضل نعمة
    وقد قيل في هذا وخط كتابه ** بيان شفاء للنفوس السقيمة
    فقولك لم قد شاء مثل سؤال من ** يقول فلم قد كان في الأزلية
    وذاك سؤال يبطل العقل وجهه ** وتحريمه قد جاء في كل شرعة
    وفى الكون تخصيص كثير يدل من ** له نوع عقل أنه بإرادة
    إصداره عن واحد بعد واحد ** أو القول بالتجويز رمية حيرة
    ولا ريب في تعليق كل مسبب ** بما قبله من علة موجبية
    بل الشأن في الأسباب أسباب ما ترى ** وإصدارها عن حكم محض المشيئة وقولك لم شاء الإله هو الذي ** أزل عقول الخلق في قعر حفرة
    فإن المجوس القائلين بخالق ** لنفع ورب مبدع للمضرة
    سؤالهم عن علة السر أو قعت ** أوائلهم في شبهة الثنوية
    وأن ملاحيد الفلاسفة الأولى ** يقولون بالفعل القديم لعلة
    بغوا علة للكون بعد انعدامه ** فلم يجدوا ذاكم فضلوا بضلة
    وأن مبادى الشر في كل أمة ** ذوى ملة ميمونة نبوية
    بخوضهمو في ذاكم صار شركهم ** وجاء دروس البينات بفترة
    ويكفيك نقضا أن ما قد سألته ** من العذر مردود لدى كل فطرة
    فأنت تعيب الطاعنين جميعهم ** عليك وترميهم بكل مذمة
    وتنحل من والاك صفو مودة ** وتبغض من ناواك من كل فرقة
    وحالهم في كل قول وفعلة ** كحالك ياهذا بأرجح حجة
    وهبك كففت اللوم عن كل كافر ** وكل غوى خارج عن محجة
    فيلزمك الاعراض عن كل ظالم ** على الناس في نفس ومال وحرمة
    و لا تغضبن يوما على سافك دما **ولا سارق مالا لصاحب فاقة
    ولا شاتم عرضا مصونا وإن علا ** ولا ناكح فرجا على وجه غية
    ولا قاطع للناس نهج سبيلهم ** ولا مفسد في الأرض في كل وجهة
    ولا شاهد بالزور إفكا وفرية ** ولا قاذف للمحصنات بزنية
    ولا مهلك للحرث والنسل عامدا ** ولا حاكم للعالمين برشوة
    وكف لسان اللوم عن كل مفسد ** ولا تأخذن ذا جرمة بعقوبة
    وسهل سبيل الكاذبين تعمدا ** على ربهم من كل جاء بفرية
    وإن قصدوا إضلال من يستجيبهم ** بروم فساد النوع ثم الرياسة
    وجادل عن الملعون فرعون إذ طغى ** فأغرق في أليم إنتقاما بغضبة
    وكل كفور مشرك بإلهه ** وآخر طاغ كافر بنبوة
    كعاد ونمروذ وقوم لصالح ** وقوم لنوح ثم أصحاب أيكة
    وخاصم لموسى ثم سائر من أتى ** من الأنبياء محييا للشريعة
    على كونهم قد جاهدوا الناس إذ بغوا ** ونالوا من المعاصى بليغ العقوبة
    وإلا فكل الخلق في كل لفظة ولحظة ** عين أو تحرك شعرة
    وبطشة كف أو تخطى قديمة ** وكل حراك بل وكل سكينة
    همو تحت أقدار الإله وحكمه ** كما أنت فيما قد أتيت بحجة
    وهبك رفعت اللوم عن كل فاعل ** فعال ردى طردا لهذى المقيسة
    فهل يمكن رفع الملام جميعه ** عن الناس طرا عند كل قبيحة
    وترك عقوبات الذين قد إعتدوا ** وترك الورى الإنصاف بين الرعية
    فلا تضمنن نفس ومال بمثله ** ولا يعقبن عاد بمثل الجريمة
    وهل في عقول الناس أو في طباعهم ** قبول لقول النذل ما وجه حيلتى
    ويكفيك نقضا ما بجسم بن آدم صبى ** ومجنون وكل بهيمة
    من الألم المقضى في غير حيلة ** وفيما يشاء الله أكمل حكمة
    إذا كان في هذا له حكمة فما ** يظن بخلق الفعل ثم العقوبة
    وكيف ومن هذا عذاب مولد ** عن الفعل فعل العبد عند الطبيعة
    كآكل سم أوجب الموت أكله ** وكل بتقدير لرب البرية
    فكفرك ياهذا كسم أكلته ** وتعذيب نار مثل جرعة غصة
    ألست ترى في هذه الدار من جنى ** يعاقب إما بالقضا أو بشرعة
    ولاعذر للجاني بتقدير خالق ** كذلك في الأخرى بلا مثنوية
    وتقدير رب الخلق للذنب موجب ** لتقدير عقبى الذنب إلا بتوبة
    وما كان من جنس المتاب لرفعه ** عواقب أفعال العباد الخبيثة
    كخير به تمحى الذنوب ودعوة ** تجاب من الجاني ورب شفاعة
    وقول حليف الشر إني مقدر ** علي كقول الذئب هذى طبيعتى
    وتقديره للفعل يجلب نقمة ** كتقديره الأشياء طرا بعلة
    فهل ينفعن عذر الملوم بأنه ** كذا طبعه أم هل يقال لعثرة
    أم الذم والتعذيب أوكد للذي طبيعته ** فعل الشرور الشنيعة
    فإن كنت ترجو أن تجاب بما عسى ** ينجيك من نار الإله العظيمة
    فدونك رب الخلق فاقصده ضارعا ** مريدا لأن يهديك نحو الحقيقة
    وذلل قياد النفس للحق واسمعن ** ولا تعرضن عن فكرة مستقيمة
    وما بان من حق فلا تتركنه ** ولا تعص من يدعو لأقوم شرعة
    ودع دين ذا العادات لاتتبعنه ** وعج عن سبيل الأمة الغضبية
    ومن ضل عن حق فلا تقفونه ** وزن ما عليه الناس بالمعدلية
    هنالك تبدو طالعات من الهدى ** تبشر من قد جاء بالحنيفية
    بملة إبراهيم ذاك إمامنا ** ودين رسول الله خير البرية
    فلا يقبل الرحمن دينا سوى الذى ** به جاءت الرسل الكرام السجية
    وقد جاء هذا الحاشر الخاتم الذي ** حوى كل خير في عموم الرسالة
    وأخبر عن رب العباد بأن من ** غدا عنه في الأخرى بأقبح خيبة
    فهذى دلالات العباد لحائر ** وأما هداه فهو فعل الربوبة
    وفقد الهدى عند الورى لايفيد من ** غدا عنه بل يجزى بلا وجه حجة
    وحجة محتج بتقدير ربه ** تزيد عذابا كإحتجاج مريضة
    وأما رضانا بالقضاء فإنما ** أمرنا بأن نرضى بمثل المصيبة
    كسقم وفقر ثم ذل وغربة ** وما كان من مؤذ بدون جريمة
    فأما الأفاعيل التى كرهت لنا ** فلا ترتضى مسخوطة لمشيئة
    وقد قال قوم من أولى العلم لأرضا ** بفعل المعاصي والذنوب الكبيرة
    وقال فريق نرتضى بقضائه ** ولا نرتضي المقضى أقبح خصلة
    وقال فريق نرتضي بإضافة ** إليه وما فينا فنلقى بسخطة
    كما أنها للرب خلق وأنها ** لمخلوقة ليست كفعل الغريزة
    فنرضى من الوجه الذي هو خلقه ** ونسخط من وجه إكتساب الخطيئة
    ومعصية العبد المكلف تركه ** لما أمر المولى وإن بمشيئة
    فإن إله الخلق حق مقاله ** بأن العباد في جحيم وجنة
    كما أنهم في هذه الدار هكذا ** بل البهم في الآلام أيضا ونعمة
    وحكمته العليا إقتضت ما إقتضت من ** الفروق بعلم ثم أيد ورحمة
    يسوق أولى التعذيب بالسبب الذي ** يقدره نحو العذاب بعزة
    و يهدي أولى التنعيم نحو نعيمهم ** بأعمال صدق في رجاء وخشية
    وأمر إله الخلق بين مابه يسوق ** أولى التنعيم نحو السعادة
    فمن كان من أهل السعادة أثرت ** أوامره فيه بتيسير صنعة
    ومن كان من أهل الشقاوة لم ينل ** بأمر ولا نهى بتقدير شقوة
    ولامخرج للعبد عما به قضى ** ولكنه مختار حسن وسوأة
    فليس بمجبور عديم الإرادة ** ولكنه شاء بخلق الإرادة
    ومن أعجب الأشياء خلق مشيئة ** بها صار مختار الهدى بالضلالة
    فقولك هل إختار تركا لحكمة ** كقولك هل إختار ترك المشيئة
    وإختار أن لا إختار فعل ضلالة ** ولو نلت هذا الترك فزت بتوبة
    وذا ممكن لكنه متوقف ** على ما يشاء الله من ذي المشيئة
    فدونك فافهم مابه قد أجبت من ** معان إذا إنحلت بفهم غزيزة
    أشارت الى أصل يشير إلى الهدى ** و لله رب الخلق أكمل مدحة
    و صلى إله الخلق جل جلاله ** على المصطفى المختار خير البرية .
    مجموع الفتاوى لابن تيمية 8/ص245 – 255 .


      الوقت/التاريخ الآن هو 21/11/2024, 8:55 am