عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الظُّلْمُ ثَلاثَةٌ، فَظُلْمٌ لا يَغْفِرُهُ الله، وَظُلْمٌ يَغْفِرُهُ، وَظُلْمٌ لا يَتْرُكُهُ، فَأَمَّا الظُّلْمُ الَّذِي لا يَغْفِرُهُ الله فَالشِّرْكُ، قَالَ الله: {إنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} وَأَمَّا الظُّلْمُ الَّذِي يَغْفِرُهُ فَظُلْمُ العِباَدِ أَنْفُسَهُمْ فِيمَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الظُّلْمُ الَّذِي لا يَتْرُكُهُ الله فَظُلْمُ الْعِبَادِ بَعْضِهِمْ بَعْضًا حَتَّى يُدَبِّرُ لِبَعْضِهِمْ مِنْ بَعْضٍ". أخرجه الطيالسي (ص 282 ، رقم 2109) . وأخرجه أيضًا: أبو نعيم في الحلية (6/309) ، وحسنه الألباني في " السلسلة الصحيحة " (4 / 560).
وكما نرى إخواني الأعزاء ... فالنوع الأول هو الشرك ولا يغفر الله لمن أشرك به ... والنوع الثاني هو الظلم بين الله تعالى وعباده ويغفره الله تعالى فهو الغني عن العالمين ( ولكن هذا لا يعني التهاون أبداً بالعبادات كالصلاة والصوم والحج وغيرها ، فكل شيء له ميزان وحساب ) ...
والنوع الثالث هو ظلم الناس بعضهم بعضاً كالزنا والربا وأكل مال اليتيم والحرمان من الميراث والابتزاز ( خاصة ابتزاز الشاب لفتاة ومساومتها على عرضها وشرفها ونشر صورها أو مثل ذلك ) والقذف والتشهير بالاشخاص ظلماً والقدح والشتم بأوصاف قبيحة سواء للشخص نفسه أم شتم أهله والأمثلة كثيرة كثيرة ، وهذا الظلم لا يتركه الله ولا يغفره ما دام المظلوم لم يسامح الظالم.
فحذاري حذاري إخواني أخواتي من التهاون ولو بكلمة واحدة بحق إخوانك المسلمين أو بظلمهم بأي طريقة ... فقد يودي ذلك بك إلى قعر جهنم خالدا مخلداً فيها بائس المصير والعياذ بالله من ذلك . أضف إلى ذلك أن عملك هذا سيكون دينا عليك سداده عاجلاً أم آجلاً ، فإن كنت مثلا قد أكلت مال يتيم ، فييسر الله لك بمصيبة تذهب أموالك أو تأخد منك أحد ابناءك . وإذا اعتديت على فتاة سواء على شرفها أو على سمعتها أو أو .. كن على يقين أن الله سييسر من يفعل ذلك في أمك أو أختك أو بنتك ، سنة إلهية ، فكما تدين تدان ، ولا تقل لي أن الفتاة تريد ذلك وأنها راضية بذلك ، فأنت في هذه الحالة تعتدي على شرف أبيها وأمها واخواتها وليس فقط على عرضها .. حذاري حذاري إخواني.