طارق بن زياد فى طريقة لاندلس
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
أشبـاح جـنّ فـوق صـدر المـاء
تهفـو بأجنحـة مـن الظّلـمـاء ؟
أم تلك عقبان السّمـاء وثبـن مـن
قنن الجبال على الخضـمّ النّائـي ؟
لا، بل سفيـن لحـن تحـت لـواء
لمن السّفيـن تـرى و أيّ لـواء ؟
و من الفتى الجبّار تحـت شراعهـا
متربّـصـا بالـمـوج و الأنــواء
يعلـي بقبضتـه حمـائـل سيـفـه
و يضـمّ تحـت اللّيـل فضـل رداء
و ينيل ضوء النّجـم عالـي جبهـة
مـن وسـم إفريقـيـة السّـمـراء
ذهب ببوتقـة السّنـى مـن ذوبـه
مسحـت محيّـاه يـد الصـحـراء
جلـت فيـه الصحـارى سحـرهـا
تحـت النّجـوم الغـرّ و الأنــداء
و سما بحـر مـا تطامـن موجـه
من قبـل لابـن الواحـة العـذراء
بحـر أساطيـر الخيـال شطوطـه
و مسابـح الإلـهـام و الإيـحـاء
و مـدائـن سحـريّـة شارفـنـه
بنخيلهـا و ضفافهـا الخـضـراء
و معابـد شـمّ ، و آلهـة عـلـى
سفـن ذواهـب بينهـنّ جـوائـي
أبطـال يونـان عـلـى أمـواجـه
من قبـل لابـن الواحـة العـذراء
يتجاذبـون الغـار تحـت سمـائـه
يتنـاشـدون مـلاحـم الشّـعـراء
ما زال يرمي الرّوم و هـو سليلهـم
و يديـل مـن قرطاجـة العصمـاء
حتّـى طلعـت بـه فكنـت حديثـه
عجبـا ! و أيّ عجائـب الأنـبـاء
و يسائلـون بـك البـروق لوامعـا
و الموج فـي الإزبـاد و الإغـراء
من علّم البـدوي نشـر شراعهـا !
و هـداه للإبـحـار و الإرســاء !
أين القفار من البحـار و أيـن مـن
جـنّ الجبـال عرائـس الدّأمـاء ؟
يا ابن القباب الحمر ويحك ! من رمى
بك فـوق هـذي اللّجـة الزّرقـاء
تغـزو بعينيـك الفضـاء و خلفـه
أفـق مـن الأحـلام و الأضــواء
جـزر منـوّرة الثّـغـور كأنّـهـا
قطـرات ضـوء حـفـاف إنــاء
و الشّرق مـن بعـد حقيقـة عالـم
و الغرب مـن قـرب خيالـة رائـي
ضحكت بصفحته المنى و تراقصـت
أطيـاف هـذي الجنّـة الخضـراء
و وثبت فوقها صخورها و تلمّسـت
كفّـاك قلـبـا ثـائـر الأهــواء
فكأنّمـا لـك فـي ذراهـا مـوعـد
ضربـتـه أندلسـيّـة لـلـقـاء !
ووقفت و الفتيان حولك ، و انبـرت
لـك صيحـة مرهوبـة الأصـداء:
هـذي جزيـرة إن جهلتـم أمرهـا
أنتـم بهـا رهـط مـن الغـربـاء
البحـر خلفـي و العـدو إزائــي
ضاع الطّريق إلى السّفين ورائـي !!
... و تلفّتوا فـإذا الخصـمّ سحابـة
حمـراء مطبقـة علـى الأرجــاء
قـد أحـرق الرّبـان كـلّ سفينـة
مـن خلفـه إلاّ شــراع رجــاء
ألقـى عليـه الفجـر خيـط أشعـة
بيضـاء فـوق الصّخـرة الشّمّـاء
و أتى النّهار و سـار فيـه طـارق
يبنـي لملـك الشّـرق أيّ بـنـاء
حتـى إذا عبـرت ليـال طـوّفـت
أحـلامـه بالبـحـر ذات مـسـاء
يرعى على الأفـق المرصّـع قريـة
أعظـم بهـا للغـزو مـن ميـنـاء
مـدّ المسـاء عـلـى خلجانـهـا
ظلاّ ، فنامت فـوق صـدر المـاء !
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
سجود
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
أشبـاح جـنّ فـوق صـدر المـاء
تهفـو بأجنحـة مـن الظّلـمـاء ؟
أم تلك عقبان السّمـاء وثبـن مـن
قنن الجبال على الخضـمّ النّائـي ؟
لا، بل سفيـن لحـن تحـت لـواء
لمن السّفيـن تـرى و أيّ لـواء ؟
و من الفتى الجبّار تحـت شراعهـا
متربّـصـا بالـمـوج و الأنــواء
يعلـي بقبضتـه حمـائـل سيـفـه
و يضـمّ تحـت اللّيـل فضـل رداء
و ينيل ضوء النّجـم عالـي جبهـة
مـن وسـم إفريقـيـة السّـمـراء
ذهب ببوتقـة السّنـى مـن ذوبـه
مسحـت محيّـاه يـد الصـحـراء
جلـت فيـه الصحـارى سحـرهـا
تحـت النّجـوم الغـرّ و الأنــداء
و سما بحـر مـا تطامـن موجـه
من قبـل لابـن الواحـة العـذراء
بحـر أساطيـر الخيـال شطوطـه
و مسابـح الإلـهـام و الإيـحـاء
و مـدائـن سحـريّـة شارفـنـه
بنخيلهـا و ضفافهـا الخـضـراء
و معابـد شـمّ ، و آلهـة عـلـى
سفـن ذواهـب بينهـنّ جـوائـي
أبطـال يونـان عـلـى أمـواجـه
من قبـل لابـن الواحـة العـذراء
يتجاذبـون الغـار تحـت سمـائـه
يتنـاشـدون مـلاحـم الشّـعـراء
ما زال يرمي الرّوم و هـو سليلهـم
و يديـل مـن قرطاجـة العصمـاء
حتّـى طلعـت بـه فكنـت حديثـه
عجبـا ! و أيّ عجائـب الأنـبـاء
و يسائلـون بـك البـروق لوامعـا
و الموج فـي الإزبـاد و الإغـراء
من علّم البـدوي نشـر شراعهـا !
و هـداه للإبـحـار و الإرســاء !
أين القفار من البحـار و أيـن مـن
جـنّ الجبـال عرائـس الدّأمـاء ؟
يا ابن القباب الحمر ويحك ! من رمى
بك فـوق هـذي اللّجـة الزّرقـاء
تغـزو بعينيـك الفضـاء و خلفـه
أفـق مـن الأحـلام و الأضــواء
جـزر منـوّرة الثّـغـور كأنّـهـا
قطـرات ضـوء حـفـاف إنــاء
و الشّرق مـن بعـد حقيقـة عالـم
و الغرب مـن قـرب خيالـة رائـي
ضحكت بصفحته المنى و تراقصـت
أطيـاف هـذي الجنّـة الخضـراء
و وثبت فوقها صخورها و تلمّسـت
كفّـاك قلـبـا ثـائـر الأهــواء
فكأنّمـا لـك فـي ذراهـا مـوعـد
ضربـتـه أندلسـيّـة لـلـقـاء !
ووقفت و الفتيان حولك ، و انبـرت
لـك صيحـة مرهوبـة الأصـداء:
هـذي جزيـرة إن جهلتـم أمرهـا
أنتـم بهـا رهـط مـن الغـربـاء
البحـر خلفـي و العـدو إزائــي
ضاع الطّريق إلى السّفين ورائـي !!
... و تلفّتوا فـإذا الخصـمّ سحابـة
حمـراء مطبقـة علـى الأرجــاء
قـد أحـرق الرّبـان كـلّ سفينـة
مـن خلفـه إلاّ شــراع رجــاء
ألقـى عليـه الفجـر خيـط أشعـة
بيضـاء فـوق الصّخـرة الشّمّـاء
و أتى النّهار و سـار فيـه طـارق
يبنـي لملـك الشّـرق أيّ بـنـاء
حتـى إذا عبـرت ليـال طـوّفـت
أحـلامـه بالبـحـر ذات مـسـاء
يرعى على الأفـق المرصّـع قريـة
أعظـم بهـا للغـزو مـن ميـنـاء
مـدّ المسـاء عـلـى خلجانـهـا
ظلاّ ، فنامت فـوق صـدر المـاء !
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
سجود