نعم.. " بقايا التزام " , إننا اليوم ولله الحمد والمنة، نرى صحوةٌ مباركةً في كثيرٍ من الأماكن، وكثيرٍ من البلاد، والتي لم تكن بهذه الصورة من فترة، ربما ليست بالبعيدة، وهذا بفضل الله تعالى، ثم جهد العلماء والدعاة والناصحون والمخلصون..
وقد رأيتُ تزايداً في عددِ المقبلينَ على اللهِ، والمدبرين عن الدنيا وحطامها الزائل....
أسألُ اللهَ أن يبارك فيهم، وأن يزيدهم ويثبتنا وإياهم على الحق..
وسألتُ بعض الأخوةِ في بلدان متفرقةٍٍ، عن حال بلادهم؟؟ فبشروني بالخير.. وأن الدعوة تصب في مكانها الصحيح بفضل الله تعالى....
ولكن ثمةَ هُناك َمشكلة أيضاً يجب أن لا نتغافلها ولا نثني الطرف عنها، وهي أن كثيراً من الشبابِ والرجالِ والنساءِ والأخوات امتد به الطريق، وطال به المشوار ،وقل الزاد، فانتكس على عقبيه يطلب الدنيا ثانية؟؟؟
فتجده اليوم بلحيةٍ أخف مما كانت عليه من قبل؟؟؟ وحينما تسأله يقول :
"أصله ... استفتيت ""... إلخ ؟؟الحجج الواهية، والتي لم تكن عنده من قبل..
وتجده بدل أن يصلي الخمس صلوات التي كان يؤديها في الصف الأول، أصبحت عنده ثلاث أو أقل!!!!
وحينما تسأله يقول لك:" صليت في المكان الفلاني وكنت عند فلان وتأخرت ورجعت من العمل متعبا، وفاتتني في نوم و......" إلخ من هذه الأجوبة المريضة؟؟
وتلك الأخت التي كان يزينها نقابها الفضفاض الأسود الذي كساها هيبة ووقار؟ وأصبحت الآن مكشفة، إن شئت قل الوجه، وإن شئت فزد والله المستعان!!!
أحبتي في الله :
رغم أننا نجد عند هؤلاء بقايا لحية ،وبقايا من صلوات، وتمسك ببعض الآثار التي كانت عليهم أيام الإلتزام؟؟ إلا أنّ الشيطان فرق القلوب، وباعد بيننا وبينهم الطرق، وتشعبت الدنيا بهم؟؟
فعلينا حقاً أن نعود بهم إلى ماضيهم العطر؟ ونذكرهم بأيام الطاعات، والقربات.. ونتعظ بهذا الحال المشين، والذي لا نرتضيه لأنفسنا أن نبرر للمعاصي والخطايا، بحججٍ وهمية.؟ ثم نسقط ! وحينها لا ينفعنا بكاء على الصراط، ولا ندم عند الحساب،
ولا توبة في النار ......... نعوذ بالله من هذه الأحوال؟؟
أحبتي في الله :
إن في الجعبة قصصٌ كثيرة، لأخوة لنا لم يبقى في التزامهم إلا جزء من الظاهر؟؟
لكن لا أحب أن أسلك هذا الطريق، لأني أعلم أن ما عندكم يكفي بأن تستشهدوا به، وربما الذهن استحضر الكثير، فعلينا حقاً أن نحتضن أمثال هؤلاء حتى لا يكونوا في الهاوية.
* لمحة : كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر في دعائه من قول:
" اللهم يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلبي على دينك "؟؟؟
9445 - كان أكثر دعائه يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك قالت فقلت يا رسول الله ما أكثر دعاءك يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك قال يا أم سلمة إنه ليس آدمي إلا وقلبه بين أصبعين من أصابع الله فمن شاء أقام ومن شاء أزاغ فتلا معاذ ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا
الراوي: أم سلمة هند بنت أبي أمية - خلاصة الدرجة: حسن - المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3522
فهذا شأن من غُفِرَ لهُ ما تقدمَ من ذنبه وما تأخر؟؟
فكيف بنا نحن الآن، ونحنُ لا نأمن على حالنا طرفة عين، ولا أقل من ذلك ؟
الله َ أسأل أن يرزقني وإياكم الإخلاص في القول والعمل...
كما أسأله سبحانه أن يصلح أحوالنا،ويغفر ذنوبنا ،ويصلح قلوبنا..
اللهم ثبتنا على الحق ..واجعل آخر كلامنا من الدنيا"" لا إله إلا الله""...
وصلى الله وسلم على نبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم
منقول