[size=18]بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله غافر الذنب وقابل التوبة ..
والصلاة والسلام على البشير النذير والسراج المنير
إمام التائبين وسيد المستغفرين والناس أجمعين ..
أما بعد ..
كان يسكن مع أمه العجوز في بيت متواضع وكان يقضي معظم وقته أمام شاشة التلفاز
كان مغرما" بمشاهدة الأفلام والمسلسلات ويسهر الليالي من أجل ذلك
لم يكن يذهب إلى المسجد ليؤدي الصلاة المفروضة مع المسلمين طالما نصحته أمه العجوز لأداء الصلاة فكان
يستهزء بها ويسخر منها ولا يعيرها أي إهتمام .
مسكينة تلك الأم
إنها لا تملك شيئا وهي المرأة الكبيرة الضعيفة
إنها تتمنى لو أن الهداية تباع فتشتريها لإبنها و وحيدها بكل ما تملك إنها لا تملك إلا شيئا واحدا" ..
واحدا" فقط إنه
الدعــــــــــــــاء
إنه
سهام الليل التي لا تخطئ ..
فبينما هو يسهر طوال الليل أمام تلك المناظر المزرية (( عصمنا الله جميعا" ))
كانت هي تقوم في جوف الليل تدعو له بالهداية والصلاح ..
ولا عجب في ذلك فإنها عاطفة الأمومة التي لا تساويها عاطفة أيا" كانت .
وفي ليلة من الليالي حيث السكون والهدوء وبينما هي رافعة
كفيها تدعو الله وقد سالت الدموع على خديها ..
دموع الحزن والألم إذا بصوت يقطع ذلك الصمت الرهيب .. صوت غريب ..
خرجت الأم مسرعة بإتجاه الصوت وهي تصرخ ولدي حبيبي فلما دخلت عليه فإذا بيده المسحاة وهو يحطم ذلك
الجهاز الذي طالما عكف عليه و إنشغل به عن طاعة الله وطاعة أمه
وترك من أجله الصلوات المكتوبة ثم إنطلق إلى أمه ليقبل رأسها ويديها وفي تلك اللحظه
وقفت الأم مندهشة مما رأت والدموع على خديها ولكنها في هذه المرة ليست دموع الحزن والألم
وإنما دموع الفرح والسرور وهكذا إستجاب الله لدعائها فكانت الهداية ..
(( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان )) .
[/size]