، في الصحيحين من حديث أنس رضي الله عنه
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
المرء مع من أحب .
اللهم إنا نحب نبيك صلى الله عليه وسلم والصالحين أجمعين
فاحشرنا معهم بمنك وكرمك .
أحبتي :
للمحبة في الله شروط منها :
1 ـ أن تكون لله ، فكل عمل لغير الله لا يقبله الله ،
ومعنى كونها لله أنها لا تتأثر ببياض أو سواد أو حزب أو جماعة أو بلد
أو عرق بل هي لله وحده لا شريك له .
2 ـ أن تكون على الطاعة ، فالحب في الله طاعة لله ،
فهل تستغل طاعة الله لشيء محرم ؟ ! .
3 ـ أن تشتمل على التناصح ، فالمؤمن ناصح للمؤمنين أجمعين ،
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول كما في صحيح مسلم من حديث
أبي رقية تميم بن أوس الداري رضي الله عنه :
الدين النصيحة الدين النصيحة الدين النصيحة .
أحبتي
للمحبة في الله واجبات منها :
1 ـ إخبار من يحب .
فعن المقداد بن معدِيكرب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
إذا أحب الرجل أخاه فليخبره أنه يحبه . رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن .
2 ـ أن تحب له ما تحب لنفسك .
لحديث أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه .
3 ـ الهدية .
في سنن البيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
تهادوا تحابوا .
4 ـ إفشاء السلام .
في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أولا أدلكم على شيء
إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم .
5 ـ البذل والتزاور .
والمقصود البذل بمعناه الواسع بذل من الوقت والجهد والعلم والمال .
إن أخاك الحق من كان معـك * * * ومن يضـر نفسه لينفعك
ومن إذا ريب الزمان صـدعك * * * شتت فيك شمله ليجمعك
6 ـ حرارة العاطفة :
روى الطبراني في الأوسط من حديث عائشة قالت : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم
فقال يا رسول الله إنك لأحب إلي من نفسي وإنك لأحب إلي من ولدي وإني لأكون
في البيت فأذكرك فما أصبر حتى آتي فأنظر إليك وإذا ذكرت موتي وموتك عرفت أنك
إذا دخلت الجنة رفعت مع النبيين وإني إذا دخلت الجنة خشيت أن لا أراك ، فلم يرد
عليه النبي صلى الله عليه وسلم فأنزل الله ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم ... "
ومن عجـب ٍ أني أحـن إليهم * * * وأسأل عنهم من لقيت وهم معي
وتطلبهم عيني وهم في سوادها * * * ويشتاقهم قلبي وهم بين أضلعي
أتســعدنا بقــربكم الليـالي * * * وصبح الوصل يمحو القاطعات ِ
أحبتي :
هيا نشوق الآذان بشيء من أخبار أولئك الأعلام :
* في البخاري وغيره عن عبد الرحمن بن عوف قال :
آخى النبي صلى الله عليه وسلم بيني وبين سعد بن الربيع ، فقال سعد :
إني أكثر الأنصار مالا ً، فأقسم لك شطر مالي ، وانظر أي زوجتيَّ هويت نزلت لك
عنها فإذا هي حلت تزوجتها ، فقال له عبد الرحمن:لا حاجة لي في ذلك ولكن هل من سوق ٍ فيه تجارة ؟ .
* وهذا علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول لابنه الحسن : يا بني الغريب من ليس له حبيب .
* وقال الحسن البصري : إخواننا أحب إلينا من أهلينا ، إخواننا يذكروننا بالآخرة وأهلونا يذكروننا بالدنيا .
* ، وقال بعض السلف إن الذباب ليقع على صديقي فيشق علي .
* وهؤلاء سافروا فلما أظلم عليهم الليل دخلوا غار وكان البرد شديد وليس للغار
باب فانظروا لروعة فعل أحد المحبين يقول فقمت مقام الباب أي أنه اشتغل
في تلك بعمل جسده بابا للغار حتى لا يدخل البرد فيؤذي أحبابه .
وأختم بهذه الأبيات الرائعة للإمام الشافعي رحمه الله :
إذا المرء لا يرعـاك إلا تكلفــا * * * فدعه ولا تكثر عليه التأسفــــا
ففي الناس أبدال وفي الترك راحة * * * وفي القلب صبر للحبيب ولو جفـا
فما كل من تهـواه يهواك قلبـه * * * ولا كل من صافيته لك قد صفــا
إذا لم يكـن صـفو الود طبيعـة * * * فلا خيـر في ود يجيء تكلفـــا
ولا خير في خِل ٍ يخـون خليـله * * * ويلقـاه من بعـد المودة بالجـفـا
وينـكر عيشا ً قد تقـادم عهـده * * * ويظهـر سرا ً كان بالأمس قد خفا
سلام ٌ على الدنيا إذا لم يكـن بها * * * صديق ٌصدوق ٌصادق الوعد منصفا
وتقبلوا مني حبي لكم جميعا في الله ،
وغدا نلقى الأحبة محمد صلى الله عليه وسلم
وصحبه رضي الله عنهم أجمعين .
كتبها من يرجو عفو ربه /
أيمـــن ســـــــامي
العام على موقع الفقه