الخطوة الثانية: فرغ شيئاً من وقتك لابد حتماً حتى ولو ساعة في اليوم لدين الله لتتعلم الدين.. لتفهم الدين فهما صحيحاً على أيدي العلماء العاملين و الدعاة الصادقين.. لا بد أن تفرغ وقتاً من وقتك لتتعلم ..محال أن تنصر شيئاً تجهله!!.. فرض عين عليك يا مسلم و فرض عين عليك أيتها المسلمة.. فرض عين على كل مسلم أن تعلم فروضا الأعيان ليعبد الله عبادة صحيحة.. تتعلم الصلاة/أركان الصلاة/ أحكام الصلاة/ نواقض الصلاة/ مبطلات الصلاة.. تتعلم قبل الصلاة التوحيد و حقيقة التوحيد و مكانة التوحيد و كيف أن النبي صلى الله عليه وسلم ربى الأمة ابتداءاً على التوحيد.. و تتعلم كيفية الصيام و أحكامه و آدابه و سننه.. و تتعلم الزكاة و مقادير الزكاة و كيف تخرج الزكاة.. و تتعلم البيوع إذا كنت تاجراً يتاجر بالدرهم و الدينار..و تتعلم مناسك الحج…. فرض عين عليك أن تتعلم فروض الأعيان لتعبد الله جل و علا عبادة صحيحة فهل تعلمتها؟!!.. هل فرغت شيئاً من وقتك لتجلس بين يدي العلماء و الدعاة لتتعلم دين الله؟…هذه هي الخطوة العملية الثانية ..
الخطوة الثالثة: حملت هم الدين و تعلمت؟ و فهمت؟ يجب عليك بعد ذلك أن تحول هذا الدين الذي تحمل همه و الذي تعلمته و فهمته في حياتك إلى واقع عملي و إلى منهج حياة…
الخطوة الرابعة: إن فعلت ذلك اخطوا على الطريق خطوات عملية لازمة تتمثل في أن تدعو غيرك لهذا الدين الذي تحمل همه و لهذه القضية التي تعتنقها و التي تعلمتها و فهمتها و عملتها.. تحرك بعد ذلك على الفور لدين الله جل و علا لتبلغ غيرك و لتنقل هذا النور فلا تكن زهرة صناعية!! أي من صنع البشر لا تحمل من عالم الزهور إلا اسمها و كن زهرة كالزهرات التي خلقها الله لا تحبس عن الناس أريجها و عطرها فإن من الله عليك بالنور فانقل هذا النور إلى غيرك من المسلمين…
و لتتحرك الأخت المسلمة لتنقل هذا النور إلى غيرها من الأخوات المسلمات، تكثيرك لأخواتك المسلمين الآن في خطبة الجمعة أو في محاضرة من المحاضرات لإغاظة المنافقين لتبين لهم أننا لازلنا نعشق هذا الدين و تحترق قلوبنا له هذا عمل للدين.. جلوسك في مجلس علم لتتعلم عقيدة التوحيد لتعمل بها ولتعلمها غيرك عمل للدين.. جلوسك في حلقة قرآن بعد العصر لتحفظ القرآن و لتحفظه غيرك بعد ذلك عمل للدين.. تربيتك لزوجتك و أولادك تربية طيبة على القرآن و السنة عمل للدين.. اهتمامك بدروسك أيها الطالب المسلم و تفوقك في جامعتك و دراستك و حصولك على المراكز الأولى عمل للدين.. اهتمامك بزوجك أيتها المرأة المسلمة و حفظك لعرضه و حفظك لشرفه ووقوفك إلى جواره في تربية الأولاد تربية طيبة و عدم إلهابك لظهره بالطلبات والنفقات التي لا يقدر عليها عمل للدين.. التزامك أيها الموظف و المسئول المسلم بعملك في مواعيدك المنضبطة و بإخلاصك و تفانيك في خدمة جماهير المسلمين عمل للدين.. صدقك في كلامك و إخلاصك في وفائك في الوعود و العهود عمل للدين.. نشرك لشريط استمعته و استفدت منه عمل للدين.. لصقك لإعلان لخطبة جمعة أو لمحاضرة علم عمل للدين.. غيرتك في قلبك على حرمات الله التي تنتهك عمل للدين.. أمرك بالمعروف و نهيك عن المنكر عمل للدين.. إخلاصك في أي عمل.. عمل للدين.. دعوتك لغيرك بالحكمة و الرحمة عمل للدين.. رفقك في نصيحة إخوانك عمل للدين.. إنفاقك لجنيه على فقير أو يتيم أو مسكين عمل للدين.. تخصيصك لجزء من راتبك لدعوة الله أو للإنفاق على طالب علم أو لداعية من الدعاة عمل للدين.. مساهمتك لبناء مسجد كهذا عمل للدين.. ماذا تريدون بعد ذلك؟؟!!…. والله لا يترك هذا المجال الفسيح إلا مخذول محروم ابذل أي شيء…. أهل الباطل يتحركون بكل قوة… نيتنياهو يعلمنا كيف يكون البذل للعقيدة و هو على الكفر.. و أهل الحق و أهل التوحيد في تقاعس مرير.. بالله عليكم ماذا لو تحرك هذا الجمع الذي يتكون من الآلاف بين يدي!!.. ماذا لو تحرك كل هذا الجمع ليتحولوا إلى دعاة صادقين في مواقع الأعمال و مواطن الإنتاج و على كراسي الوظائف؟؟… ماذا يكون لو تحولوا إلى دعاة صادقين لدين الله جل و علا؟؟… أيها الأخيار الكرام الرسول يحملنا هذه الأمانة " بلغوا عني ولو آية " و الحديث في الصحيحين و يقول صلى الله عليه وسلم " ما من نبي بعثه الله قبلي إلا و كان له من أمته حواريون و أصحاب يأخذون بسنته و يقتدون بأمره ثم إنهم تخلف من بعدهم خلوف… اسأل الله ألا يجعلنا منهم.. فلن تكون من حواريي و أنصار رسول الله إلا إذا حملت هم دعوة النبي في قلبك و إلا إذا تحركت لها و فكرت لها في النوم و اليقظة و السر و العلانية.. يقول ابن القيم في تعليقه على قوله تعالى " قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا و من اتبعن " يقول ابن القيم رحمة الله عليه " لن يكون الرجل من أتباع النبي حتى يدعوا إلى ما دعا إليه النبي على بصيرة "
هل دعوت إلى الله ؟.. هل تحركت لدين الله أيها الحبيب ؟.. هل تحركت لدين الله يا أختاه ؟.. تحركوا أيها المسلمون من الآن! .. الدعوة إلي الله فرض عين على كل مسلم و مسلمة كل بحسب قدرته ، هذا ما قرره علماؤنا في هذا الزمان لأن الكفر انتشر و لأن الإلحاد ظهر و لأن الزندقة كثرت و لأن العلمانيين يهدمون صرح الإسلام في الليل و النهار فيجب عليك أن تتحرك في حدود قدراتك و إمكانياتك و اعمل و لست مسئولاً عن النتيجة ، الله جل و علا يقول " و قل اعملوا فسيرى الله عملكم و رسوله و المؤمنون " ، لا أريد أن أشق أكثر من ذلك على أحبابي و أخواني الذين أراهم يقفون في الشمس قبل أن أرتقي هذا المنبر.. و لذا فأنا ألزم الجميع الآن ترجمة عملية الآن لدين الله سبحانه ألا يفارق هذا المكان أحد صلى معنا إلا و قد ساهم بأي شيء لننهي الدور الأعلى في هذا البيت الكريم المبارك، حتى لا نشق بعد ذلك على إخواننا في صلوات الجمعة فيجدون مكاناً يسمعون فيه قول الله وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم…و ابحث أنت بنفسك عن إخوانك الذين يجمعون فإن كل تبرعات اليوم لتشييد الدور الثاني في هذا البيت الكريم المبارك الذي يمثل منارة للتوحيد و الهدى في محافظة الدقهلية بأكملها…أسأل الله جل و علا أن ينفع به و أن ينفعنا و إياكم بما نسمع و ما نقول و أقول قولي هذا و استغفر الله العظيم لي و لكم.
الحمد لله رب العالمين .. و أشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له و اشهد أن سيدنا محمداً عبده و رسوله .. اللهم صلي و سلم و زد و بارك عليه و على آله و أصحابه وأحبابه و أتباعه و على كل من اهتدى بهديه و استن بسنته و اقتفى أثره إلى يوم الدين، أما بعد… فيا أيها الأحبة الكرام لا أريد أن أفارق الأحبة إلا وقد سكبت الأمل في القلوب سكباً بأن المستقبل لهذا الدين فإن عنصرنا الأخير هو رابعاً : فجر الإسلام قادم… حتى نعلم يقيناً أن الله سينصر دينه بنا أو بغيرنا "و ما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفأن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم و من ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئاً و سيجزي الله الشاكرين" إن انصرفت عن مجالس العلم فلن تضر الله شيئا .. إن تقاعست عن الإنفاق لدين الله فإن الله هو الغني.. إن انصرفت عن العمل لدين الله فإن الله لا يريد منك عملا!!.. أنت الخسران.. الله جل و علا لا تنفعه طاعة و لا تضره معصية و هو القادر على كل شيء،و لكنه يأمرك لأنه يريد بك و لك الخير "يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا علي إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين" فالله سبحانه ناصر دينه بنا أو بغيرنا.. و إن المستقبل للإسلام رغم كيد الفجار و المنافقين و العلمانيين.. إن المستقبل لدين الله جل و علا بموعود الله و بموعود رسول الله فلا أقول هذا الكلام رجماً بالغيم و لا من باب الأحلام الوردية لتسكين الآلام و تضميد الجراح لا!.. بل هذا هو قرآن ربنا يتلى و هذه هي أحاديث نبينا تسمع إن المستقبل لهذا الدين و إن أشد ساعات الليل سواداً هي الساعة التي يليها ضوء الفجر و ضوء الإسلام قادم بإذن الله جل و علا.. إن الذي يسطل في الأمر في نهاية المطاف أيها الشباب ليس هو ضخامة الباطل و لكن الذي يسطل في الأمر هو قوة الحق ولا شك أبداً أن معنى الحق الذي من أجله خلق الله السماوات و الأرض و الجنة و النار و من أجله أنزل الله الكتب و أرسل الرسل،معنا رصيد فطرة الكون..معنا رصيد فطرة الإنسان التي فطرت على التوحيد و قبل كل ذلك و بعد كل ذلك.. معنا الله .. و يالها والله من معية كريمة لو علم الموحدون قدرها ولو عرف المسلمون عظمتها و جلالها " ما قدروا الله حق قدره " فالمستقبل للدين و نصرة الله لدين الله جل وعلا وعد منه سبحانه ووعد من نبيه الصادق الذي لا ينطق عن الهوى قال تعالى " إنا لننصر رسلنا و الذين آمنوا في الحياة الدنيا و يوم يقوم الأشهاد " ، قال تعالى " و لقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين إنهم لهم المنصورون و إن جندنا لهم الغالبون " قال تعالى " وعد الله الذين آمنوا ـ آمنوا ـ منكم و عملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم و ليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم و ليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا " قال تعالى " هو الذي أرسل رسوله بالهدى و دين الحق ليظهره على الدين كله و لو كره المشركون " ، " يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم و الله متم نوره و لو كره الكافرون " قال تعالى " و الله غالب على أمره و لكن أكثر الناس لا يعلمون " قال تعالى " إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون " و الذين كفروا إلى جهنم يحشرون "… و أختم بهذا الحديث الصحيح الذي رواه البخاري و مسلم من حديث أبي هريرة أنه صلى الله عليه و سلم قال : لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهودي وراء الحجر و الشجر فيقول الحجر و الشجر يا مسلم يا عبد الله ورائي يهودي تعال فاقتله إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود " .. فالله ناصر دينه بنا أو بغيرنا.. فهل ستتقاعس و تتخلى عن هذا الشرف؟!.. هيا سابق الزمن!، قبل أن يأتيك ملك الموت فتندم يوم لا ينفع الندم … أمانة أطوق بها أعناق كل مسلم و مسلمة على وجه الأرض يستمع إلى هذه الكلمات معي الآن أو عبر شريط الكاسيت بعد ذلك اللهم إني قد بلغت .. اللهم فاشهد يا رب العالمين.