كيف أتوب عن الصور الإباحية؟
أرجو من سيادتكم الإفادة. أنا شاب في الـ 23 من عمري. تواق لأن أعف نفسي من مشاهدة الصور العارية. أعلم أنها حرام، لكنى لا استطيع البعد. ويشهد لي الكثيرون أنى محترم. لكن أحسبها شهادة عليّ؛ لأني لست كذلك في الواقع، لست ذلك المحترم الذين يتكلمون عنه.
وعندما أرى فتاة تسير بجانبي؛ أفسح لها الطريق لعدم مضايقتها، أو لأني أخاف عليها من نفسي الأمارة بالسوء. ولكنى عندما أجلس أمام الكمبيوتر؛ أنسى احترامي لنفسي. رغم أنني أنصح الشباب بالبعد عن هذه الأشياء.
أريد أن أكون مسلما مطيعا لله عز وجل. فدلوني على الصراط المستقيم.
السؤال
الرد
يقول الدكتور عبد الحكم صالح :
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى، وبعد:
فمجرد اتهامك لنفسك، واعترافك بذنبك، يعد خطوة أولى على طريق التوبة.
أنت يا أخي تعرف أن عند كل منا نفسا أمارة بالسوء، وأن شيطانا مريدا يتربص بنا الدوائر ويقعد لنا كل مرصد.
وتعرف أن وسائل الإغراء والفتنة تحيط بالإنسان ذات اليمين وذات الشمال؛ فالإنسان منا ليس ملاكا يحيى في طاعة، وفي قنوت دائم، وإنما الإنسان مفطور على ازدواجية الاستعداد؛ بمعنى أنه يستطيع أن يتفاعل مع قوى الخير. فيكون أرقى من الملائكة كما يستطيع أن يتفاعل مع قوى الشر؛ فيكون أحط من الشيطان.
فيقول الله عز وجل عن هذا المعنى:{ وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ
أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا }(الشمس:7-10).
إني أعتبر أن استشعارك الخطر؛ معناه أنك تضع قدميك على أعتاب الطريق الصواب. كل الذي عليك أن تضاعف من عزيمتك، وأن تقوي من إرادتك حتى تستطيع التغلب على ما تشكو منه.
وأنصح لك - يا أخي محمود - بأن تكون على وضوء طيلة استيقاظك، وبأن تحرص على شغل أوقات فراغك بالطاعات و القربات دائما.
كما أوصيك في كل أحوالك عامة وفي الأحوال التي تضعف فيها أمام الشيطان خاصة؛ بأن تستشعر عظمة الله وتستحضر رقابته عليك دائما. فلابد أن تثق بأن الله عز وجل يسمعك ويراك وإن لم تكن أنت تراه. ولتستحيي من الملائكة الذين سخرهم الله لحفظك؛ فهم يرونك ويسمعونك في كل حال.
كما أوصيك بأن تنتبه لأن في صحبتك ملكين لا يفارقانك. أحدهما يسجل طاعاتك والآخر يسجل معاصيك. كما أوصيك بأن تكثر من قراءة القرآن وذكر الله وتذكر الموت والوقوف أمام الله للحساب ومن ذكر النار.
كما أنصح لك بالإكثار من زيارة القبور والوقوف أمام قبور الراحلين من أحبابك، والإكثار من الاستغراق في تصور أنك يوما ستسكن في هذه القبور. وستكون وحدك؛ لا أحد معك سوى عملك؛ فإما أن يكون عملا صالحا يؤنسك وينير قبرك، ويجعله روضة من رياض الجنة؛ وإما أن يكون عملا سيئا تشتد معه ظلمة قبرك. ويضيق به قبرك عليك. ويكون حفرة من حفر النار... والله أسأل أن يهديني وإياك سواء السبيل، هذا والله أعلم.
ويضيف الأستاذ مسعود صبري :
أخي الفاضل:
شعرت في حديثك أنك تود لو تكون صالح المظهر والجوهر. وهذه نية لو أخلصت وعملت بما يليق لها. لتبت عن الخطأ الدائم الذي تقوم به.
ومن الفطنة أن يشعر المرء حقيقة ذنبه الذي يرتكبه كأي سلوك بشري، ما الذي دفعه إليه؟ ولماذا يعود إليه؟ وما مكانته من نفسه؟ وهل هو من نفسه أم من الشيطان؟ وما درجة تعلق نفسه به؟ وما العوامل التي ساعدت على بقائه في نفسه؟ وما أفضل طرق العلاج التي توائم نفسه، حتى ولو كان فيها بعض الألم؟.
أتمنى أن تشد الرحال عن ذنبك حتى لا يستشري في خلقك؛ ويصبح كالسرطان الذي أهملته حتى قضى عليك. فالنظرة الحرام تؤدي إلي مهالك مؤكدة إن أصر الإنسان عليها وأتبعها بخطوات وأوامر الشيطان.
ويقيني أنك تسعى إلي الصلاح، فتصرفاتك الإنسانية وسمعتك الحسنة بين الناس ليست من عدم. ولماذا تعتقد بأن الله ابتلاك بحسن ظن الناس فيك؟ فكان الأجدى بك أن تفطن لأن الله يريد مساعدتك بصورتك الحسنة؛ حتى تخجل من نفسك- كما تفعل الآن- وتعود إلى صوابك؟
وبخصوص مشكلتك، فإنني أقترح عليك برنامجاً عملياً على النحو التالي:-
* اجلس مع نفسك، واسألها بكل صراحة: ما الذي يجعلك تشاهد المواقع الإباحية؟.. هل لأنك تجد متعة في مشاهدة العري؟.. هل تشاهد من باب الفضول؟.. هل لأنها تثير شهوتك؟
* انظر: كم تقضي من الوقت؟ وما المردود العملي من هذا؟ لن تجد مردودًا سوىضياع دين/ ضياع وقت/ ضياع واجبات/ غضب الله/ البعد عن مواطن الخير/ موات النفس/... إلخ).
* اسأل نفسك: هل مشاهدة التعري فعلاً متعة؟، ألا يوجد طريقة أخرى لإثارة شهوتك بالحلال؟.. ما تأثير هذا الفعل على نفسك وقلبك؟، هل فعلاً تريد أن تتخلص من هذا الفعل؟
* امسك القلم والورق، واكتب: ما الذي يدفعك لهذا العمل؟ (الأصدقاء/ الفراغ/ البقاء وحدك/... إلخ).
* انظر كيف تعالج كل واحدة: إن كان البقاء وحدك يدفعك في هذا، فاعلم أن الله تعالى يراك. لا تجلس وحدك، نادِ أخاك، أو صديقك، أو أختك، أو زوجتك، أو أمك، أو أي أحد ممن تثق فيه... لا تفتح الإنترنت إلا في وجود أحد من الصالحين... وإذا ظهرت نتيجة طيبة، فعوِّد نفسك على أن تفتحه في وقت لا يكون فيه أحد، بعد استشعار أن الله تعالى معك.
* حاول أن تستمع للقرآن وأنت جالس على جهاز الكمبيوتر.
* أنزل برنامج الذاكر على جهازك.
* تذكر أنك قد تموت وأنت على حالتك هذه، وأنك تبعث عند الله على رؤوس الخلائق، وأنت تشاهد العري.
* اخرج إلى الحدائق والأزهار، وشاهد الخلق، انظر إلى السماء كثيرًا، واستمتع بالنظر إلى السماء والأرض والأشجار والأزهار.
* سر على شاطئ البحر أو النهر، وتمتع بالمنظار الخلابة.
* شاهد من الفضائيات ما هو نافع لك، وأشغل نفسك بالبديل المباح عن الحرام.
* الإنترنت ليس كل شيء في حياتنا، حاول أن تشغل نفسك بأنشطة حية بعيدًا عن الإنترنت والكمبيوتر.
* إن كنت تشكو من شيء دفعك إلى هذا الفعل، فاسع إلى علاجه بشكل فعّال وحقيقي.
* استعن بالله، فما خاب من استعان به ودعاه.
* كافئ نفسك بنزهة، أو أكلة، أو شيء تحبه نفسك، ما دام مباحًا.
* اشكر الله تعالى أن وفقك، فمن شكر الله، زاده الله من نعمه، وليست هناك نعمة أفضل من التزام أوامر الله تعالى.
أرجو من سيادتكم الإفادة. أنا شاب في الـ 23 من عمري. تواق لأن أعف نفسي من مشاهدة الصور العارية. أعلم أنها حرام، لكنى لا استطيع البعد. ويشهد لي الكثيرون أنى محترم. لكن أحسبها شهادة عليّ؛ لأني لست كذلك في الواقع، لست ذلك المحترم الذين يتكلمون عنه.
وعندما أرى فتاة تسير بجانبي؛ أفسح لها الطريق لعدم مضايقتها، أو لأني أخاف عليها من نفسي الأمارة بالسوء. ولكنى عندما أجلس أمام الكمبيوتر؛ أنسى احترامي لنفسي. رغم أنني أنصح الشباب بالبعد عن هذه الأشياء.
أريد أن أكون مسلما مطيعا لله عز وجل. فدلوني على الصراط المستقيم.
السؤال
الرد
يقول الدكتور عبد الحكم صالح :
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى، وبعد:
فمجرد اتهامك لنفسك، واعترافك بذنبك، يعد خطوة أولى على طريق التوبة.
أنت يا أخي تعرف أن عند كل منا نفسا أمارة بالسوء، وأن شيطانا مريدا يتربص بنا الدوائر ويقعد لنا كل مرصد.
وتعرف أن وسائل الإغراء والفتنة تحيط بالإنسان ذات اليمين وذات الشمال؛ فالإنسان منا ليس ملاكا يحيى في طاعة، وفي قنوت دائم، وإنما الإنسان مفطور على ازدواجية الاستعداد؛ بمعنى أنه يستطيع أن يتفاعل مع قوى الخير. فيكون أرقى من الملائكة كما يستطيع أن يتفاعل مع قوى الشر؛ فيكون أحط من الشيطان.
فيقول الله عز وجل عن هذا المعنى:{ وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ
أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا }(الشمس:7-10).
إني أعتبر أن استشعارك الخطر؛ معناه أنك تضع قدميك على أعتاب الطريق الصواب. كل الذي عليك أن تضاعف من عزيمتك، وأن تقوي من إرادتك حتى تستطيع التغلب على ما تشكو منه.
وأنصح لك - يا أخي محمود - بأن تكون على وضوء طيلة استيقاظك، وبأن تحرص على شغل أوقات فراغك بالطاعات و القربات دائما.
كما أوصيك في كل أحوالك عامة وفي الأحوال التي تضعف فيها أمام الشيطان خاصة؛ بأن تستشعر عظمة الله وتستحضر رقابته عليك دائما. فلابد أن تثق بأن الله عز وجل يسمعك ويراك وإن لم تكن أنت تراه. ولتستحيي من الملائكة الذين سخرهم الله لحفظك؛ فهم يرونك ويسمعونك في كل حال.
كما أوصيك بأن تنتبه لأن في صحبتك ملكين لا يفارقانك. أحدهما يسجل طاعاتك والآخر يسجل معاصيك. كما أوصيك بأن تكثر من قراءة القرآن وذكر الله وتذكر الموت والوقوف أمام الله للحساب ومن ذكر النار.
كما أنصح لك بالإكثار من زيارة القبور والوقوف أمام قبور الراحلين من أحبابك، والإكثار من الاستغراق في تصور أنك يوما ستسكن في هذه القبور. وستكون وحدك؛ لا أحد معك سوى عملك؛ فإما أن يكون عملا صالحا يؤنسك وينير قبرك، ويجعله روضة من رياض الجنة؛ وإما أن يكون عملا سيئا تشتد معه ظلمة قبرك. ويضيق به قبرك عليك. ويكون حفرة من حفر النار... والله أسأل أن يهديني وإياك سواء السبيل، هذا والله أعلم.
ويضيف الأستاذ مسعود صبري :
أخي الفاضل:
شعرت في حديثك أنك تود لو تكون صالح المظهر والجوهر. وهذه نية لو أخلصت وعملت بما يليق لها. لتبت عن الخطأ الدائم الذي تقوم به.
ومن الفطنة أن يشعر المرء حقيقة ذنبه الذي يرتكبه كأي سلوك بشري، ما الذي دفعه إليه؟ ولماذا يعود إليه؟ وما مكانته من نفسه؟ وهل هو من نفسه أم من الشيطان؟ وما درجة تعلق نفسه به؟ وما العوامل التي ساعدت على بقائه في نفسه؟ وما أفضل طرق العلاج التي توائم نفسه، حتى ولو كان فيها بعض الألم؟.
أتمنى أن تشد الرحال عن ذنبك حتى لا يستشري في خلقك؛ ويصبح كالسرطان الذي أهملته حتى قضى عليك. فالنظرة الحرام تؤدي إلي مهالك مؤكدة إن أصر الإنسان عليها وأتبعها بخطوات وأوامر الشيطان.
ويقيني أنك تسعى إلي الصلاح، فتصرفاتك الإنسانية وسمعتك الحسنة بين الناس ليست من عدم. ولماذا تعتقد بأن الله ابتلاك بحسن ظن الناس فيك؟ فكان الأجدى بك أن تفطن لأن الله يريد مساعدتك بصورتك الحسنة؛ حتى تخجل من نفسك- كما تفعل الآن- وتعود إلى صوابك؟
وبخصوص مشكلتك، فإنني أقترح عليك برنامجاً عملياً على النحو التالي:-
* اجلس مع نفسك، واسألها بكل صراحة: ما الذي يجعلك تشاهد المواقع الإباحية؟.. هل لأنك تجد متعة في مشاهدة العري؟.. هل تشاهد من باب الفضول؟.. هل لأنها تثير شهوتك؟
* انظر: كم تقضي من الوقت؟ وما المردود العملي من هذا؟ لن تجد مردودًا سوىضياع دين/ ضياع وقت/ ضياع واجبات/ غضب الله/ البعد عن مواطن الخير/ موات النفس/... إلخ).
* اسأل نفسك: هل مشاهدة التعري فعلاً متعة؟، ألا يوجد طريقة أخرى لإثارة شهوتك بالحلال؟.. ما تأثير هذا الفعل على نفسك وقلبك؟، هل فعلاً تريد أن تتخلص من هذا الفعل؟
* امسك القلم والورق، واكتب: ما الذي يدفعك لهذا العمل؟ (الأصدقاء/ الفراغ/ البقاء وحدك/... إلخ).
* انظر كيف تعالج كل واحدة: إن كان البقاء وحدك يدفعك في هذا، فاعلم أن الله تعالى يراك. لا تجلس وحدك، نادِ أخاك، أو صديقك، أو أختك، أو زوجتك، أو أمك، أو أي أحد ممن تثق فيه... لا تفتح الإنترنت إلا في وجود أحد من الصالحين... وإذا ظهرت نتيجة طيبة، فعوِّد نفسك على أن تفتحه في وقت لا يكون فيه أحد، بعد استشعار أن الله تعالى معك.
* حاول أن تستمع للقرآن وأنت جالس على جهاز الكمبيوتر.
* أنزل برنامج الذاكر على جهازك.
* تذكر أنك قد تموت وأنت على حالتك هذه، وأنك تبعث عند الله على رؤوس الخلائق، وأنت تشاهد العري.
* اخرج إلى الحدائق والأزهار، وشاهد الخلق، انظر إلى السماء كثيرًا، واستمتع بالنظر إلى السماء والأرض والأشجار والأزهار.
* سر على شاطئ البحر أو النهر، وتمتع بالمنظار الخلابة.
* شاهد من الفضائيات ما هو نافع لك، وأشغل نفسك بالبديل المباح عن الحرام.
* الإنترنت ليس كل شيء في حياتنا، حاول أن تشغل نفسك بأنشطة حية بعيدًا عن الإنترنت والكمبيوتر.
* إن كنت تشكو من شيء دفعك إلى هذا الفعل، فاسع إلى علاجه بشكل فعّال وحقيقي.
* استعن بالله، فما خاب من استعان به ودعاه.
* كافئ نفسك بنزهة، أو أكلة، أو شيء تحبه نفسك، ما دام مباحًا.
* اشكر الله تعالى أن وفقك، فمن شكر الله، زاده الله من نعمه، وليست هناك نعمة أفضل من التزام أوامر الله تعالى.