الكاتب القدير المارقال من مقال له في الساحات أما بعد:
فليست الولايات الكبرى هي التي حسناتها وسيئاتها كبار، بل إني أحسب أن الإعلام في عصرنا لا يقلّ عن الولايات الكبرى في هذه الخاصية، فطبيعة الإعلام في انتشاره وقوة تأثيره واهتمام الناس به يجعل من حسنات الإعلام حسنات كبار، ومن سيئاته سيئات كبار.
فإليك – أخي الإعلامي المسلم – دعوة بأن تستشعر هذه المعنى المهم وأنت تمارس عملك الإعلامي، فالعمل الذي تقوم به عملٌ متعدٍ، فإن كان خيراً فهو خير واسع ينالك فيه من الأجر والخير ما لا تحسب، وإن كان شراً فهو شر مستطير يصلك من الإثم والوزر ما لا تقصد ولم ترد.
أيها الإعلامي الموفّق:
إن الأخطاء التي يقع فيها الإنسان فيما بينه وبين ربّه ليست كالأخطاء التي يقع فيها الإعلامي ويسير بها في العالمين، فتهاونك في بعض السلوكيات ووقوعك في بعض المخالفات يجب أن لا يدعوك إلى التهاون في الوقوع بمثلها أو غيرها في الوسيلة الإعلامية التي تعمل بها، فإن السيئة المعلنة والمنتشرة ليست كالخاصّة والمستترة، بل إني أرى أن وقوعك في بعض المخالفات يجب أن يكون دافعاً لك لأن تجتهد في كسب حسنات ومصالح تكون مكفّرة لها ورافعة لمقامك ودرجاتك.
أخي الإعلامي:
إنّ النبي صلى الله عليه وسلم حكم على ابن آدم الذي سنّ القتل بأن عليه وزر جميع القتل الذي يحصل في الأرض لأنه هو أول من بدأ بالقتل، فعليه وزر جميع القتل الذي يحصل مع أنّه لم يدعو إليه، فما بالك بمن يدعو إلى الحرام ويحسّنه وينشره بين الناس!.
إذا سمحت لي – أخي الإعلامي – أن أبثك شيئاً مما في نفسي، فإني - والله – أغبطك على وسيلتك الإعلامية التي أنت عليها، وأتمنى لو يتهيأ لي ما تهيأ لك لأنال بعض الدرجات والحسنات التي لا يمكن لي أن أصل لها من إلا خلال الموقع الذي أنت فيه.
تذكّر – أيها الإعلامي – أنك ومن خلال عملك الإعلامي قد تصل إلى مقامات ودرجات من الخير والبرّ والفضل لا يمكن أن يصل لها العابد الصائم القائم، ولا حتى العالم الذي شابت لحيته في التعليم والخير، لأنه قد تهيأ لك طريق لم يتهيأ لهم، فربّما تكون دونهم في العلم والدين والقدر لكنّه من خلال استغلالك لموقعك الإعلامي قد تنال من الدرجات وتحوز من الخيرات ما لا يقدرون على الوصول إليه، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، فأرجو أن لا يقعدنّك ما تراه من مخالفات أو قصور في نفسك عن الرقيّ في تلك الدرجات العلى.
استشعر – أخي المسلم - أن الملايين من الناس يستمعون إلى قولك ، ويتابعون ما تدعوهم إليه، ويتأثرون بالرسائل التي ترسلها إليهم، فإن كانت تلك الكلمات والرسائل تدعو إلى الخير، وتحثّ على المعروف، وتعزّز في النفوس القيم والمعاني الشريعة السامية, فهنيئاً لك الأجر والثواب الجزيل عن كلّ عين رأتك أو أذن سمعتك، وعن كلّ فعل أو قول تثمره تلك الرسائل الطاهرة.
وإن كانت تلك الرسائل صوراً محرّمة ودعايات ماجنة وكلمات مخزية ودعوات آثمة، تحارب الفضيلة، وتنفّر الناس عن التدين، وتنشر فيهم الشهوات والشبهات فتعساً لهذه الإعلام البائس كم سيحمّل ظهرك من الأثقال والأوزار التي لا يعلم بها إلا الله، وما أحقر الدنيا وما فيها من جاه ومال حين تكون سبباً لملء صحائف الأعمال من الأثقال التي لم تعملها وربّما لم تعلم عنها.
هي رسالة صادقة مشفقة إليك أخي الإعلامي لأن تكون مفتاح خيرٍ، مغلاق شر، وقد لا تكون موافقاً لي في كثير مما ذكرته لك ، لكنك – قطعاً – لن تخالفني في أنك يجب أن لا تكون بوابةً يدخل منها ما لا يرضي ربّك ولا يتفق مع قيمك ليصل إلى الملايين فتتحمّل أوزارهم وأثقالاً كنتَ في غنىً عنها، وأظنّك أعقل وأفقه من أن تنساق إلى التهاون في الحدود الشرعية في الإعلام بناءً على موقف مسبق من جماعة أو شخص أو فكر.
وتقبّل الله منّي ومنك صالح الأعمال، وتقبّل تحيّة طيبة من أخيك المارقال.
16/9/1428هـhttps://il.packet.me.uk/dmirror/http/alsaha.fares.net/sahat?14@88.92gci6fZ4qI.0@.3baa690a
فليست الولايات الكبرى هي التي حسناتها وسيئاتها كبار، بل إني أحسب أن الإعلام في عصرنا لا يقلّ عن الولايات الكبرى في هذه الخاصية، فطبيعة الإعلام في انتشاره وقوة تأثيره واهتمام الناس به يجعل من حسنات الإعلام حسنات كبار، ومن سيئاته سيئات كبار.
فإليك – أخي الإعلامي المسلم – دعوة بأن تستشعر هذه المعنى المهم وأنت تمارس عملك الإعلامي، فالعمل الذي تقوم به عملٌ متعدٍ، فإن كان خيراً فهو خير واسع ينالك فيه من الأجر والخير ما لا تحسب، وإن كان شراً فهو شر مستطير يصلك من الإثم والوزر ما لا تقصد ولم ترد.
أيها الإعلامي الموفّق:
إن الأخطاء التي يقع فيها الإنسان فيما بينه وبين ربّه ليست كالأخطاء التي يقع فيها الإعلامي ويسير بها في العالمين، فتهاونك في بعض السلوكيات ووقوعك في بعض المخالفات يجب أن لا يدعوك إلى التهاون في الوقوع بمثلها أو غيرها في الوسيلة الإعلامية التي تعمل بها، فإن السيئة المعلنة والمنتشرة ليست كالخاصّة والمستترة، بل إني أرى أن وقوعك في بعض المخالفات يجب أن يكون دافعاً لك لأن تجتهد في كسب حسنات ومصالح تكون مكفّرة لها ورافعة لمقامك ودرجاتك.
أخي الإعلامي:
إنّ النبي صلى الله عليه وسلم حكم على ابن آدم الذي سنّ القتل بأن عليه وزر جميع القتل الذي يحصل في الأرض لأنه هو أول من بدأ بالقتل، فعليه وزر جميع القتل الذي يحصل مع أنّه لم يدعو إليه، فما بالك بمن يدعو إلى الحرام ويحسّنه وينشره بين الناس!.
إذا سمحت لي – أخي الإعلامي – أن أبثك شيئاً مما في نفسي، فإني - والله – أغبطك على وسيلتك الإعلامية التي أنت عليها، وأتمنى لو يتهيأ لي ما تهيأ لك لأنال بعض الدرجات والحسنات التي لا يمكن لي أن أصل لها من إلا خلال الموقع الذي أنت فيه.
تذكّر – أيها الإعلامي – أنك ومن خلال عملك الإعلامي قد تصل إلى مقامات ودرجات من الخير والبرّ والفضل لا يمكن أن يصل لها العابد الصائم القائم، ولا حتى العالم الذي شابت لحيته في التعليم والخير، لأنه قد تهيأ لك طريق لم يتهيأ لهم، فربّما تكون دونهم في العلم والدين والقدر لكنّه من خلال استغلالك لموقعك الإعلامي قد تنال من الدرجات وتحوز من الخيرات ما لا يقدرون على الوصول إليه، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، فأرجو أن لا يقعدنّك ما تراه من مخالفات أو قصور في نفسك عن الرقيّ في تلك الدرجات العلى.
استشعر – أخي المسلم - أن الملايين من الناس يستمعون إلى قولك ، ويتابعون ما تدعوهم إليه، ويتأثرون بالرسائل التي ترسلها إليهم، فإن كانت تلك الكلمات والرسائل تدعو إلى الخير، وتحثّ على المعروف، وتعزّز في النفوس القيم والمعاني الشريعة السامية, فهنيئاً لك الأجر والثواب الجزيل عن كلّ عين رأتك أو أذن سمعتك، وعن كلّ فعل أو قول تثمره تلك الرسائل الطاهرة.
وإن كانت تلك الرسائل صوراً محرّمة ودعايات ماجنة وكلمات مخزية ودعوات آثمة، تحارب الفضيلة، وتنفّر الناس عن التدين، وتنشر فيهم الشهوات والشبهات فتعساً لهذه الإعلام البائس كم سيحمّل ظهرك من الأثقال والأوزار التي لا يعلم بها إلا الله، وما أحقر الدنيا وما فيها من جاه ومال حين تكون سبباً لملء صحائف الأعمال من الأثقال التي لم تعملها وربّما لم تعلم عنها.
هي رسالة صادقة مشفقة إليك أخي الإعلامي لأن تكون مفتاح خيرٍ، مغلاق شر، وقد لا تكون موافقاً لي في كثير مما ذكرته لك ، لكنك – قطعاً – لن تخالفني في أنك يجب أن لا تكون بوابةً يدخل منها ما لا يرضي ربّك ولا يتفق مع قيمك ليصل إلى الملايين فتتحمّل أوزارهم وأثقالاً كنتَ في غنىً عنها، وأظنّك أعقل وأفقه من أن تنساق إلى التهاون في الحدود الشرعية في الإعلام بناءً على موقف مسبق من جماعة أو شخص أو فكر.
وتقبّل الله منّي ومنك صالح الأعمال، وتقبّل تحيّة طيبة من أخيك المارقال.
16/9/1428هـhttps://il.packet.me.uk/dmirror/http/alsaha.fares.net/sahat?14@88.92gci6fZ4qI.0@.3baa690a