بدأ باسم الله، والصلاة والسلام على حبيبنا صلى الله عليه وسلم:
تدور الكثير من الأسئلة في ذهن الكثير من الزهرات، ولكنها لا تستطيع أن تبوح بها؛ لأنها تشعر بالخجل منها، ولعل من أخطر وأهم تلك الأسئلة التي تتردد في نفوس كثير من أخواتنا، السؤال عن شريك الحياة، وكيفية اختيار الزوج،وهو ما سيكون موضوع لقائنا عبر هذه المرة.
الزواج الناجح = الاختيار الناجح.
الزواج هو العلاقة الوحيدة المشروعة بين الرجل والمرأة، البعض يعرفه تعريفاً [ مدنياً ] فيقول: هو قدرة الطرفين على الصبر الطويل الممتد.
والبعض يعرفه تعريفاً [ عسكرياً ] فيقول: هو فن إدارة الصراع!!!
ولكن يبقى التعريف القرآني للزواج، وهو أرق التعريفات، وأكثرها بعثاً للتفاؤل...
قال تعالى: [[وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ]] [الروم]
إذاً ...الزواج الناجح= سكن... مودة... رحمة.
سكن... للقلب والنفس والجوارح.
مودة... تحنو وتبعث الدفء.
رحمة... تهون مشقة الرحلة الطويلة.
وأول خطوة نحو الزواج الناجح:
الاختيار الناجح:
ولكن قبل أن أحدثك خلال رحلتي معك عبر الصفحات التالية عن الاختيار الناجح؛ سأمر سريعاً في سطر واحد على الاختيار الفاشل لأقول أنه:
[هو الزواج الذي يقوم على عنصر واحد فقط من عناصر الاختيار مغفلاً باقي العناصر...]
وليس غريباً أن تكون النتيجة الطبيعية لهذا هي أن نسبة الطلاق المعلن عنها رسمياً في مصر قد وصلت 17% في أواخر التسعينات!!
وكأني أريد أن أقول:
الاختيار الناجح هو الذي يراعي جميع العناصر على التوازي: [ الدين، الحب أو القبول النفسي، التكافؤ الاجتماعي والفكري ].
مفاهيم مشوشة:
وتشيع بين بناتنا مفاهيم كثيرة مشوشة حول اختيار شريك الحياة؛ فهناك معانٍ غائبة، وأخرى مقلوبة، وثالثة منقوصة، وأصبح الأمر يحتاج إلى وقفة وبيان، وخاصة في العصر الذي نعيشه، حيث لم يعد التناول السطحي لهذا الأمر سائغاً أو مقبولاً.
قالوا:[ ابحث عن الرفيق قبل الطريق ].
وكلما كان الطريق طويلاً وشاقاً؛ كلما كان اختيار الرفيق حيوياً ودقيقاً.
وإذا كان الطريق هو الحياة والرفيق هو الزوج؛ فإن أهم سؤال في حياتك هو: كيف أختار زوجي؟
أولاً: الدين لماذا؟
من هو الزوج المتدين؟ كيف تعرفينه؟
الدين... لماذا؟
عندما وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم نصيحته للذكور... قال صلى الله عليه وسلم :
[[ اظفر بذات الدين تربت يداك ]]. متفق عليه.
وعندما وجهها للإناث... قال صلى الله عليه وسلم :
[[ إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه؛ إن لا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير ]]. صححه الألباني في إرواء الغليل.
ولقد أثبتت الدراسات الاجتماعية والاستقصاءات أن الدين بالفعل هو أهم عنصر للاختيار عند الإناث، لذلك فأنا لن أحاول إقناعك بأهمية الدين، فأنت بالفعل مقتنعة بهذا، حسب ما تؤكده الدارسات.
ولكني سأطرح عليك بعض الأسئلة المتعلقة بالدين، لنتناقش حولها معاً.
لماذا تبحثين عن الدين؟
عندما سأل هذا السؤال للعشرات من البنات في مثل سنك، كانت الإجابة واحدة من الأربعة التالية أو جميعها معاً:
ليحافظ علي ويحسن معاملتي ولا يظلمني.
حتى أطمئن لاستقامته، وحسن سلوكه فيغض بصره عن سواي من النساء.
ليعينني على طاعة الله، ويحثني على الخير والأعمال الصالحة.
حتى أطمئن للتنشئة الصالحة لأولادي.
والآن... أزف إليك هذا النبأ الهام:
لن تتحقق هذه الأمنيات السعيدة -على النحو الذي يرضيك- إلا بشرط واحد وهو:
أن يتوافر [[الدين]] فيك أنت أيضاً:
فعلاقة الزواج هي تفاعل بين شخصين، فإذا نجح هذا التفاعل نجحت العلاقة.
ولذلك فإن الطرفين مسؤولان معاً عن نجاح هذا التفاعل معاً، وبالتالي نجاح العلاقة، وبقدر التجانس تنجح العلاقة، ويحدث التفاعل لذلك فإن:
الزوج المتدين:
سيحسن معاملتك ولا يهينك أو يظلمك، ولكن اتقي الله فيه حتى تعينيه على أن يتقي الله فيك.
سيغض بصره عن النساء، ولكن أعينيه على أن يتعفف بك عمن سواك.
سيعينك على طاعة الله، ولكن اعلمي أن عليك أنت أيضاً أن تعينيه على الطاعة؛ فلا تلقي بتقصيرك على أحد، واعلمي أنك كما تحلمين بمن يوقظك لصلاة الفجر؛ فإنه أيضاً يتصور أنك أنتِ التي ستوقظينه!!
سيساعدك على التنشئة الصالحة لأولادك، ولكن هذا دور مشترك بينكما، ولن يتحقق إلا بتعاونكما معاً من أجله.
أردت أن أقول هذا:
لأبدأ من عندك أنتِ... فكما تكونين سيكون زوجك.
فسارعي إلى الله... وابدئي من الآن.
ولا أريد أن تفهمي من كلامي أن الرجال كلهم سواء، المتدين وغير المتدين طالما أن هناك دوراً مطلوباً منك في كل الأحوال، وهو الذي سيتوقف عليه مدى تفاعل الطرف الآخر، فربما فهمت من كلامي أن الكرة في ملعبك وحدك!!!
بالتأكيد أنا لم أقصد هذا، فهناك فارق كبير بين الزوج الذي لا يأخذ الدين أي مساحة من اهتمامه، وبين الآخر الذي يهتم بالتدين، ورضا الله ولكنه يحتاج لمن تعينه وتساعده.
الأول: كالجسد الميت الذي لا حياة فيه.
أما الثاني: فهو كالجسد الحي الذي يحتاج غذاء ورعاية.
ما هو الدين؟؟؟
ما أكثر ما سمعته من البنات حول تصورهن للدين...
ترى... من هو الشاب المتدين في نظرك؟!!
هو الذي يحفظ القرآن؟!!
هو الذي يدعو إلى الله؟!!
هو الذي يحضر جلسات المسجد؟!!
هو الذي يصلي و لا يدخن السجائر؟!!
ما هي البوصلة التي تدلك عليه؟
هذه البوصلة قد عبر عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم في كلمة [[ ترضون]]!!
الشخص المتدين الذي يناسبك هو الذي ترضين [[دينه]]، فليس هناك شخص متدين تدينا كاملاً تاماً، ولكن كل من يقف على درجة من درجات الدين، ويحظى ببعض عناصر دون الأخرى، فهو متدين بدرجة ما.
لذلك عندما تختارين شريك حياتك؛ عليك أن تقبلي من توفرت فيه عناصر الدين التي ترضيك أنت، والتي تناسب مستواك وتصورك وطموحك.
الذي يصلي ويدخن السجائر... هو على درجة من التدين، هو ليس كافراً.....ولكن هل هذه الدرجة تناسبك؟
الذي يحافظ على صلواته، ويحضر بعض الدروس في المسجد، ولكنه شخص في حاله، لا يشارك في الإصلاح أو الدعوة؛ هو على درجة من التدين..... هل هذه الدرجة تناسبك؟
الذي يشارك في الإصلاح، ولكن لا ينتمي لهذه الحركة الإصلاحية التي تنتمين لها.. هل هذا يناسبك؟
الإجابة عن كل الأسئلة السابقة يجب أن تكون بنعم أولاً، وهي في كل الأحوال تتوقف عليك أنت، وعلى الدين الذي يرضيك أنت، فأنت التي ستتزوجين هذا الشخص على حالته تلك.
سؤال شائع بين البنات:
تقدم لي شاب على خلق، أبي وأمي سعيدان به، ويدعواني لقبوله، ولكني لا أرحب بفكرة الارتباط به، ليس متديناً بالدرجة التي أقبلها، فكل علاقته بالدين أنه يصلي فقط، أبي وأمي يؤكدان لي أن سيتغير بعد الزواج، فهل أقبله أم أرفضه؟
وأقول لك:
عندما توافقين على الارتباط بشخص ما؛ تأكدي من قبولك له كما هو، وتأكدي أنه يتمتع بالحد الأدنى من المميزات التي تتمسكين بها، وأن عيوبه في الحدود المقبولة لك؛ لأن التغيير أمر في علم الغيب، قد يحدث، وقد لا يحدث، فلا تبن زواجك على أمل حدوثه.
واعلمي أن زوجك سيكون له عليك حق الاحترام والطاعة، لذلك تأكدي أنك راضية تماماً عن دينه وخلقه وأنك تحترمينه، وتقتنعين به... وإلا...
فإذا تزوجت به وفي عقلك ازدراء لمستوى سلوكه وتدينه؛ فإنك ستعذبينه وتعذبين نفسك أيضاً.
كيف أعرف تدينه؟
اسألي المقربين له عن أخلاقه، وعن معاملته لأهله وأبويه وجيرانه وزملائه، اسأليه هو نفسه عن معنى الدين عنده، وكيف يتعهد ما بينه وبين خالقه.
واهتمي بالخلق والجوهر قبل المظهر:
فأهل القرآن مثلا هم العاملون به، وليسوا من ينطبق عليهم قول الله تعالى: [[كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً]][ الجمعة:5].
وإنما هم من ينطبق عليهم وصف السيدة عائشة للنبي صلى الله عليه وسلم: [[كان خلقه القرآن]]. صححه الألباني في صحيح الجامع
واطمئني... إن أمامك فترة لا بأس بها في الخطوبة لتكشفي خلقه الحقيقي من خلال المواقف والأحداث.
لا تنبهري بعدد الأجزاء التي يحفظها من القرآن، أو عدد الدروس التي يحضرها في الأسبوع، ولكن دعي المواقف تتكلم وتكشف.
منقول
تدور الكثير من الأسئلة في ذهن الكثير من الزهرات، ولكنها لا تستطيع أن تبوح بها؛ لأنها تشعر بالخجل منها، ولعل من أخطر وأهم تلك الأسئلة التي تتردد في نفوس كثير من أخواتنا، السؤال عن شريك الحياة، وكيفية اختيار الزوج،وهو ما سيكون موضوع لقائنا عبر هذه المرة.
الزواج الناجح = الاختيار الناجح.
الزواج هو العلاقة الوحيدة المشروعة بين الرجل والمرأة، البعض يعرفه تعريفاً [ مدنياً ] فيقول: هو قدرة الطرفين على الصبر الطويل الممتد.
والبعض يعرفه تعريفاً [ عسكرياً ] فيقول: هو فن إدارة الصراع!!!
ولكن يبقى التعريف القرآني للزواج، وهو أرق التعريفات، وأكثرها بعثاً للتفاؤل...
قال تعالى: [[وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ]] [الروم]
إذاً ...الزواج الناجح= سكن... مودة... رحمة.
سكن... للقلب والنفس والجوارح.
مودة... تحنو وتبعث الدفء.
رحمة... تهون مشقة الرحلة الطويلة.
وأول خطوة نحو الزواج الناجح:
الاختيار الناجح:
ولكن قبل أن أحدثك خلال رحلتي معك عبر الصفحات التالية عن الاختيار الناجح؛ سأمر سريعاً في سطر واحد على الاختيار الفاشل لأقول أنه:
[هو الزواج الذي يقوم على عنصر واحد فقط من عناصر الاختيار مغفلاً باقي العناصر...]
وليس غريباً أن تكون النتيجة الطبيعية لهذا هي أن نسبة الطلاق المعلن عنها رسمياً في مصر قد وصلت 17% في أواخر التسعينات!!
وكأني أريد أن أقول:
الاختيار الناجح هو الذي يراعي جميع العناصر على التوازي: [ الدين، الحب أو القبول النفسي، التكافؤ الاجتماعي والفكري ].
مفاهيم مشوشة:
وتشيع بين بناتنا مفاهيم كثيرة مشوشة حول اختيار شريك الحياة؛ فهناك معانٍ غائبة، وأخرى مقلوبة، وثالثة منقوصة، وأصبح الأمر يحتاج إلى وقفة وبيان، وخاصة في العصر الذي نعيشه، حيث لم يعد التناول السطحي لهذا الأمر سائغاً أو مقبولاً.
قالوا:[ ابحث عن الرفيق قبل الطريق ].
وكلما كان الطريق طويلاً وشاقاً؛ كلما كان اختيار الرفيق حيوياً ودقيقاً.
وإذا كان الطريق هو الحياة والرفيق هو الزوج؛ فإن أهم سؤال في حياتك هو: كيف أختار زوجي؟
أولاً: الدين لماذا؟
من هو الزوج المتدين؟ كيف تعرفينه؟
الدين... لماذا؟
عندما وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم نصيحته للذكور... قال صلى الله عليه وسلم :
[[ اظفر بذات الدين تربت يداك ]]. متفق عليه.
وعندما وجهها للإناث... قال صلى الله عليه وسلم :
[[ إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه؛ إن لا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير ]]. صححه الألباني في إرواء الغليل.
ولقد أثبتت الدراسات الاجتماعية والاستقصاءات أن الدين بالفعل هو أهم عنصر للاختيار عند الإناث، لذلك فأنا لن أحاول إقناعك بأهمية الدين، فأنت بالفعل مقتنعة بهذا، حسب ما تؤكده الدارسات.
ولكني سأطرح عليك بعض الأسئلة المتعلقة بالدين، لنتناقش حولها معاً.
لماذا تبحثين عن الدين؟
عندما سأل هذا السؤال للعشرات من البنات في مثل سنك، كانت الإجابة واحدة من الأربعة التالية أو جميعها معاً:
ليحافظ علي ويحسن معاملتي ولا يظلمني.
حتى أطمئن لاستقامته، وحسن سلوكه فيغض بصره عن سواي من النساء.
ليعينني على طاعة الله، ويحثني على الخير والأعمال الصالحة.
حتى أطمئن للتنشئة الصالحة لأولادي.
والآن... أزف إليك هذا النبأ الهام:
لن تتحقق هذه الأمنيات السعيدة -على النحو الذي يرضيك- إلا بشرط واحد وهو:
أن يتوافر [[الدين]] فيك أنت أيضاً:
فعلاقة الزواج هي تفاعل بين شخصين، فإذا نجح هذا التفاعل نجحت العلاقة.
ولذلك فإن الطرفين مسؤولان معاً عن نجاح هذا التفاعل معاً، وبالتالي نجاح العلاقة، وبقدر التجانس تنجح العلاقة، ويحدث التفاعل لذلك فإن:
الزوج المتدين:
سيحسن معاملتك ولا يهينك أو يظلمك، ولكن اتقي الله فيه حتى تعينيه على أن يتقي الله فيك.
سيغض بصره عن النساء، ولكن أعينيه على أن يتعفف بك عمن سواك.
سيعينك على طاعة الله، ولكن اعلمي أن عليك أنت أيضاً أن تعينيه على الطاعة؛ فلا تلقي بتقصيرك على أحد، واعلمي أنك كما تحلمين بمن يوقظك لصلاة الفجر؛ فإنه أيضاً يتصور أنك أنتِ التي ستوقظينه!!
سيساعدك على التنشئة الصالحة لأولادك، ولكن هذا دور مشترك بينكما، ولن يتحقق إلا بتعاونكما معاً من أجله.
أردت أن أقول هذا:
لأبدأ من عندك أنتِ... فكما تكونين سيكون زوجك.
فسارعي إلى الله... وابدئي من الآن.
ولا أريد أن تفهمي من كلامي أن الرجال كلهم سواء، المتدين وغير المتدين طالما أن هناك دوراً مطلوباً منك في كل الأحوال، وهو الذي سيتوقف عليه مدى تفاعل الطرف الآخر، فربما فهمت من كلامي أن الكرة في ملعبك وحدك!!!
بالتأكيد أنا لم أقصد هذا، فهناك فارق كبير بين الزوج الذي لا يأخذ الدين أي مساحة من اهتمامه، وبين الآخر الذي يهتم بالتدين، ورضا الله ولكنه يحتاج لمن تعينه وتساعده.
الأول: كالجسد الميت الذي لا حياة فيه.
أما الثاني: فهو كالجسد الحي الذي يحتاج غذاء ورعاية.
ما هو الدين؟؟؟
ما أكثر ما سمعته من البنات حول تصورهن للدين...
ترى... من هو الشاب المتدين في نظرك؟!!
هو الذي يحفظ القرآن؟!!
هو الذي يدعو إلى الله؟!!
هو الذي يحضر جلسات المسجد؟!!
هو الذي يصلي و لا يدخن السجائر؟!!
ما هي البوصلة التي تدلك عليه؟
هذه البوصلة قد عبر عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم في كلمة [[ ترضون]]!!
الشخص المتدين الذي يناسبك هو الذي ترضين [[دينه]]، فليس هناك شخص متدين تدينا كاملاً تاماً، ولكن كل من يقف على درجة من درجات الدين، ويحظى ببعض عناصر دون الأخرى، فهو متدين بدرجة ما.
لذلك عندما تختارين شريك حياتك؛ عليك أن تقبلي من توفرت فيه عناصر الدين التي ترضيك أنت، والتي تناسب مستواك وتصورك وطموحك.
الذي يصلي ويدخن السجائر... هو على درجة من التدين، هو ليس كافراً.....ولكن هل هذه الدرجة تناسبك؟
الذي يحافظ على صلواته، ويحضر بعض الدروس في المسجد، ولكنه شخص في حاله، لا يشارك في الإصلاح أو الدعوة؛ هو على درجة من التدين..... هل هذه الدرجة تناسبك؟
الذي يشارك في الإصلاح، ولكن لا ينتمي لهذه الحركة الإصلاحية التي تنتمين لها.. هل هذا يناسبك؟
الإجابة عن كل الأسئلة السابقة يجب أن تكون بنعم أولاً، وهي في كل الأحوال تتوقف عليك أنت، وعلى الدين الذي يرضيك أنت، فأنت التي ستتزوجين هذا الشخص على حالته تلك.
سؤال شائع بين البنات:
تقدم لي شاب على خلق، أبي وأمي سعيدان به، ويدعواني لقبوله، ولكني لا أرحب بفكرة الارتباط به، ليس متديناً بالدرجة التي أقبلها، فكل علاقته بالدين أنه يصلي فقط، أبي وأمي يؤكدان لي أن سيتغير بعد الزواج، فهل أقبله أم أرفضه؟
وأقول لك:
عندما توافقين على الارتباط بشخص ما؛ تأكدي من قبولك له كما هو، وتأكدي أنه يتمتع بالحد الأدنى من المميزات التي تتمسكين بها، وأن عيوبه في الحدود المقبولة لك؛ لأن التغيير أمر في علم الغيب، قد يحدث، وقد لا يحدث، فلا تبن زواجك على أمل حدوثه.
واعلمي أن زوجك سيكون له عليك حق الاحترام والطاعة، لذلك تأكدي أنك راضية تماماً عن دينه وخلقه وأنك تحترمينه، وتقتنعين به... وإلا...
فإذا تزوجت به وفي عقلك ازدراء لمستوى سلوكه وتدينه؛ فإنك ستعذبينه وتعذبين نفسك أيضاً.
كيف أعرف تدينه؟
اسألي المقربين له عن أخلاقه، وعن معاملته لأهله وأبويه وجيرانه وزملائه، اسأليه هو نفسه عن معنى الدين عنده، وكيف يتعهد ما بينه وبين خالقه.
واهتمي بالخلق والجوهر قبل المظهر:
فأهل القرآن مثلا هم العاملون به، وليسوا من ينطبق عليهم قول الله تعالى: [[كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً]][ الجمعة:5].
وإنما هم من ينطبق عليهم وصف السيدة عائشة للنبي صلى الله عليه وسلم: [[كان خلقه القرآن]]. صححه الألباني في صحيح الجامع
واطمئني... إن أمامك فترة لا بأس بها في الخطوبة لتكشفي خلقه الحقيقي من خلال المواقف والأحداث.
لا تنبهري بعدد الأجزاء التي يحفظها من القرآن، أو عدد الدروس التي يحضرها في الأسبوع، ولكن دعي المواقف تتكلم وتكشف.
منقول