من عاشقة إلى ملتزمة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:-
أيها الأحبة:
أول سطوري انزف فيها دمع لا حزنا ولا هم ولكنه دمع فرح دمع اغسل فيه غفلتي التي عشتها سنوات او بأحرى لم تكن غفلة بل أشبه بموت حياة لااكتب قصتي للمتعة ولا للعبرة لكن اكتبها لقوله تعالى : {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ }الضحى11 إي و الله أنها نعمه...!!!
كيف لا وأنا كنت أعيش بين ملذات الحياة، ولم احرم نفسي من أي ذنب، ولم يكون هناك شيء يمنعني إلا ذكر الموت، كم كان يرعبني، ومع ذلك لم انته عما كنت أفعله، وبعد غفلة طال أمدها، وذنوب أغرقت قلبي بسواد، وقصص حب نزفت ما بقى لي من مشاعر، ومكالمات كم نستني ما هو الحياء الذي تربيت عليه..
كم سترني الله وكم دعوته واستجاب لي!! وكم عصيته..!!!
وفي عز غفلتي شاءت ظروفي بان أحج، كم سعدت بهذا لا لأني سوف أرى مكة لا بل لأجل السياحة..!!!
أثناء الحج كنت مشغولة بتعب الحج ولم اشعر بأي روحانية، ولكني والحمد لله كنت أدعو بما أحفظ واقرأ من كتب أدعية.
وبعد طواف الوداع حدث شيء غريب لم أفهمه إلى الآن، لأول مرة اشعر بقشعريرة من الذي ارتديت وقمت بتغطيه عيوني وأول آية قريتها بعد خروجي من مكة كانت:
)وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً{2} وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً {3}) [الطلاق: 2-3].
أصبحت ولله الفضل والمنة من الذين هداهم الله إلى طريق الصواب والهداية..
يا الهي ما أعظمك وما أكرمك فعلاً لا استحق كل هذا!!
و الآن وبعد مضي أكثر من سنة قد عرفت ما هي الحياة حقاً قد علمت معنى السعادة الحقيقة..
كم احبـــك يا خالقي وكم أحب كرمك علي، ولا أتمنى ِسواء أن تغفر لي ذنوبي الثقيلة كثقل الجبال..
وفي النهاية أسال الله أن يجعل بين سطوري هذه عبرة ونور يضئ به دروب الغافلين
وإيمان يثبت به قلوب التائبين ويقينا يثبت به الصابرين واسأل لي ولكم الثبات والهداية ويجمعنا في جناته
{أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ } [آل عمران142