السؤال :
ما رأي فضيلتكم فيما يُسمع من نغمات الجوال المزعجة بصوت الموسيقى والحرص عليها وتناقلها حتى أصبحت تُسمع في المساجد ؟
المفتي: محمد صالح المنجد
الإجابة:
الحمد لله
وضع نغمات الجوال على الأصوات الموسيقية منكر ومحرم ويزاد شناعةً وقبحاً وتحريماً ونكارةً عندما يكون في بيوت الله وهي المساجد لأن في ذلك إعلاناً للباطل والمحرم في هذا المكان الفاضل فيكون إثم صاحبه أشد ووزره أعظم ومعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم قد نصّ على تحريم المعازف وهي التي تصدر الأصوات الموسيقية وهذه الجوالات مسجل فيها هذه الأصوات تذاع منها وتتكرر في كل مكالمة تأتي إلى صاحب الجوال وليت شعري ماذا سيكتب في صحائف هؤلاء الذين تعزف جوالاتهم بالموسيقى في بيوت الله أثناء الصلاة فيشوشون على أنفسهم وعلى غيرهم ويجعلون صوت الباطل ومزمار الشيطان يرتفع في بيوت الله .
ألا يتقي هؤلاء ربهم ويتوبون إليه ويقلعون عما هم فيه ويغيرون هذا المنكر خصوصاً وأن البديل المباح موجود من الأصوات الأخرى العادية غير الموسيقية في اختيارات أجراس الهاتف .
ومما ينبه عليه أن جرس الهاتف وإن كان على صوت مباح فإنه ينبغي أن يكتم ويغلق قبل دخول المسجد منعاً للتشويش على عباد الله المصلين .
والله المستعان وإليه المشتكى ولا حول ولا قوة إلا بالله .
[size=21]فتوى فى صور الجوال
إن قيام بعض الشباب بتصوير الفتيات عن طريق التليفون المحمول حرام شرعا، وتزداد الحرمة بتبادل هذه الصور ونشرها عن طريق الرسائل، لما في ذلك من جملة مخالفات أوجزها على النحو التالي:
1- الاعتداء على الحياة الخاصة للآخرين وحرماتهم، وأعراضهم.
2- هذا الفعل فيه تتبع للعورات.
3- فيه إطلاق للبصر لما لا يحل، وقد أمرنا بغض البصر.
4- تبادل الصور ونشرها فيه إشاعة للفاحشة وصدق الله العظيم "إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ" –النور: 19-.
5- هذا السلوك تأباه الفطر السليمة، فالمسلم الحر العفيف لا يرضى هذا الفعل لأهل بيته ولا لغيرهم، وعلى من يفعل ذلك أن يتقي الله في أعراض الناس وحرماتهم، وأن يضع نصب عينه قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم (كما تدين تدان)، وفي صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة، فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر، وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه".
ونفصل القول فنقول وبالله التوفيق:
إن الشريعة الإسلامية الغراء حرصت على حرمات الأشخاص وخصوصياتهم من أن تنتهك بأي صورة ، و تصدت لهذا الانتهاك الخطير لحرمات الأفراد وخصوصياتهم، إيمانا منها بكرامة الإنسان وحقه في المحافظة على خصوصياته وأسراره حيث جاء النهي صريحا من قبل الشارع عن التجسس والذي من شأنه تتبع العورات وانتهاك حرمات الأفراد والتعدي على أسرارهم وكرامتهم فيقول المولى سبحانه وتعالى: "يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا..". –الحجرات: 12-.
فهذه الآية الكريمة تقيم سياجا قويا حول حرمات الأشخاص وحقوقهم وحرياتهم فلا تُمس من قريب أو بعيد تحت أي ذريعة أو ستار، حيث نهت عن تتبع عورات المسلمين بغية الظهور على عيوبهم، فللناس حرماتهم وكرامتهم وأسرارهم التي لا يباح للغير انتهاكها أو المساس بها.
وجاءت السنة النبوية المطهرة وأكدت حرص الشارع على صيانة حرمة الحياة الخاصة للفرد فقال صلى الله عليه وسلم: "إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث ولا تحسسوا ولا تجسسوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا" متفق عليه.
ويتوعد النبي – صلى الله عليه وسلم – أولئك الذين يتتبعون عورات الناس ويبحثون عن معايبهم فيقول صلوات ربي وسلامه عليه: "يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فإنه من اتبع عوراتهم يتبع الله عورته ومن يتبع الله عورته يفضحه في بيته" رواه أبو داود وصححه الشيخ الألباني.
كما روي عنه – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: " لو أن امرأ اطلع عليك بغير إذن فخذفته بحصاة ففقأت عينه لم يكن عليك جناح) –متفق عليه-.
ويتوعد - صلى الله عليه وسلم – من يتجسس عن طريق استراق السمع فحسب بالوعيد الشديد فيقول صلى الله عليه وسلم: " من استمع إلى حديث قوم وهم له كارهون أو يفرون منه صب في أذنيه الآنك يوم القيامة" صححه الألباني في مشكاة المصابيح.
وروي أيضا أنه أتى إلى ابن مسعود رجل فقال هذا فلان تقطر لحيته خمرا، فقال عبد الله: "إنا قد نهينا عن التجسس ولكن إن يظهر لنا شيء نأخذ به" رواه أبو داود وصححه الشيخ الألباني.
فالنهي الوارد في الآية القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة الوارد ذكرها يفيد تحريم التجسس بوجه عام سواء كان واقعا من فرد على فرد أو من السلطة العامة على الأفراد. كما يحظر التجسس آيا كان صورته فيستوي أن يتم بالرؤية وهو ما يسمى باستراق البصر أو بالسمع أو بالتقاط الصورة.
وتبلغ الشريعة الإسلامية مبلغا عظيما حين تحافظ على حرمات الأشخاص وكرامتهم وحرياتهم وتمنع التجسس عنهم حتى لو كان هذا التجسس يرمي إلى تحقيق غاية مشروعة، فالمجتمع الإسلامي الرفيع يجب أن يعيش الناس فيه آمنين على أنفسهم وبيوتهم وعوراتهم وأسرارهم ولا يوجد مبرر مهما يكن لانتهاك حرمات الأنفس والبيوت والأسرار والعورات، حتى ذريعة تتبع الجريمة لا تصلح في النظام الإسلامي ذريعة للتجسس على الناس، ما لم يجاهر المرء بالمعصية، فالمجاهر بمعصيته لا يحرم التجسس عليه لأنه قد ألقى جلباب الحياء عن وجهه وفي هذا يقول الفقهاء: "اللصوص وقطع الطريق أرى أن يطلبوا في مظانهم ويعان عليهم. وطلبهم لا يكون إلا بالتجسس عليهم وتتبع أخبارهم" –تبصرة الحكام لابن فرحون ج2 ص: 186 وما بعدها-.
أما الذي لا يجاهر بمعصيته فلا يجوز لأحد أن يتتبع عورته، فالناس على ظواهرهم وليس لأحد أن يتعقب بواطنهم، وليس لأحد أن يأخذهم إلا بما يظهر منهم من مخالفات وجرائم. ويتجلى ذلك في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الأمير إذا ابتغى الريبة في الناس أفسدهم" –رواه أبو داود وصححه الألباني-.
بل إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا بعدم تتبع العورات بصفة عامة وذلك فيما رواه معاوية – رضي الله عنه – قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم – يقول: "إنك أن اتبعت عورات المسلمين أفسدتهم أو كدت أن تفسدهم" –رواه أبو داود وصححه الألباني-.
فقد أوضح – صلى الله عليه وسلم – النتائج الخطيرة التي تكتنف القيام بانتهاك الخاصة للأفراد وتتبع عوراتهم وهي فساد الخلق وهو الأمر المنهي عنه شرعا.
بقيت وقفة أخيرة فنقول: إن من يقوم بهذا السلوك المنحرف لا شك أنه قد ظلم نفسه باقترافه للمعصية، وظلم غيره بإيذائهم بهذا السلوك غير السوي، ولن يبرأ من ذلك إلا بالتوبة النصوح، وانتشار هذه الظاهرة وغيرها من العلل الموجودة في المجتمع لا شك أنها تحتاج إلى التصدي لها من قبل المخلصين والغيورين على دينهم وعلى أوطانهم، فتردي الأخلاق في أي مجتمع هو نذير شر بهلاكه، وأول طرق العلاج أن نُعلِّم أبنائنا معنى الطهر والعفاف وأن نربيهم على الفضيلة ومكارم الأخلاق، ولو أن كل رب أسرة راقب ابنته قبل خروجها من بيتها وتيقن أنها ملتزمة بالزي الشرعي الذي أمر الله به لما وجد أصحاب القلوب المريضة متنفسا لفسقهم وفجورهم.
نسأل الله تعالى أن يرزقنا تقواه، وأن يحفظ أعراضنا، وأن يحفظ أبنائنا وأن يجنبهم قرناء السوء.
والله أعلم.
حكم الرسائل الجوالية لتوحيد الدعاء
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تنتشر في هذه الأيام رسائل جواليّـة (بالهاتف النقال) ، و مفادها أن الناس سيقومون بتوحيد الدعاء على اليهود و الأمريكان في زمن معين ، و ذلك بصيغٍ مختلفة ...
فما حكم ذلك من الناحية الشرعية ؟ .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الرد من د. فالح الصغير : قال حفظه الله :
هذه الطريقة ليس لها أصل في الكتاب و السنة ، نعم قد قنت رسول الله صلى الله عليه وسلم شهرا على أقوام من الكفار لظلمهم و اضطهادهم للمسلمين وهذا هو السنة عند النوازل ، وأما توحيد الدعاء عند الإفطار مثلا على أقوام معينين من الكفار الظالمين و إن كان يوحي بالولاء للإسلام و المسلمين إلا أن الطريقة ليست وفق الكتاب والسنة، والواجب الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم في كل صغيرة وكبيرة، و الله أعلم .
نسأل الله لنا و لكِ التوفيق و التسديد و الفهم الصحيح لهذا الدين القويم، و نفع الله تعالى بكِ. وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين .
د. فالح بن محمد فالح الصغير
الأستاذ بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض ] أ.هـ .
أرجو أن لا يفهم البعض عدم جواز الدعاء مطلقا على أعداء الأمة .
يجوز للمسلم الدعاء على أعداء الأمة في جميع الأوقات و خصوصا أوقات الاستجابة و لكن مع مراعاة ماجاء في جواب الشيخ علي الصغير .
(( اللهم دمر الجيش الأمريكي و البريطاني ومن أعانهم و والاهم و اجعل نهايتهم في أرض العراق و مزق أمريكا و بريطانيا كما مزقت الاتحاد السوفيتي إنك سميع مجيب الدعاء آمين ))
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
..تحذير الخلان من جعل ألفاظ الأذان وآيات القرآن رنات لأجهزة النقال..
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته..
التحذير من تنزيل آيات القرآن وألفاظ الأذان رنات لأجهزة النقال
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم أجمعيبن
أما بعد :
فقد انتشر أخيرا بين المسلمين عوامهم وخواصهم اتخاذ ألفاظ الأذان وآيات القرآن رنات لأجهزتهم النقالة ؟ََ!! .
ابتعادا منهم عن نغمات الموسيقى المحرمة رغبة منهم في الخير ولكن _ وكم من مريد للخير لا يدركه _
فألفاظ الأذان وآيات القرآن إنما هي ألفاظ تعبدية ، وقد جعلها الشارع منوطة بأحكام الشرع من قراءة ونداء إلى الصلاة كما جاء في الأحاديث الدالة على ذلك .
فعن مالك بن الحويرث رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( إذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم ) متفق عليه .
وكما جاء عن ابن عمر وعائشة رضي الله عنهما
( إن بلالا يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى ينادي ابن مكتوم )
والأصل الاتباع لا الابتداع ولو كان الدين بالرأي والهوى لكان الأولى النداء بالأذان لصلاة العيد والكسوف لو كان الأمر على ما يراه المرء لنفسه ودينه ، ولكنه دين متبع .
فلما امتنع الأمر عنهما كان الأولى عدم تنزيل الأذان على أمور الدنيا من جهاز النقال أو المنبه لغير الأذان للتنبيه على الإعلام بدخول الوقت .
فتنزيل هذه الألفاظ من آيات وأذان على أجهزة النقال أخشى أن تدخل في العبث واللهو، ما لم تكن لمجرد سماع القرآن ، لا من أجل جعله نغمة تنبيه على وجود متصل
وتندرج تحت قوله تعالى : )(وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً)
ولا يجوز الاحتجاج أن هذه الألفاظ من الذكر فمن الجائز القيام بها في الأجهزة النقالة أو ساعة المنبه !! .
فأقول :
أن ذكر الله جل في علاه متعبد به على الوجه المشروع وليس المبتدع فشروط العمل الإتباع والإخلاص ولو كان هذا صحيحا لكان من الأولى كما ذكرت أن يكون الأذان
للعيدين وصلاة الكسوف ولو كان جائزا لغير الصلاة ويجوز إنزاله على كل أمر لما نودي ( الصلاة جامعة الصلاة جامعة) .
وكما سبق أن قلت أخشى أن يكون هذا من اللعب واللهو.
وردا على من قال بأن الذي يضع ألفاظ الآذان وآيات القرآن هو من حب سماع القرآن فلماذا تمنعه ؟!! .
فأقول وبالله التوفيق :
التحذير من ذلك ليس من أجل سماع القرآن من النقال كمن أراد أن يسمعه من المسجل أو المذياع وإنما لطريقة السماع ، فالذي يضع الشريط في المسجل يضعه من أجل السماع ولكن من وضعه في النقال وأراد وضعه لغرض آخر وهو التنبيه على وجود متصل فهذا الذي يحذر منه ، فلو أن شخصا ما أراد أن يسمع القرآن وهو لاه أو في مكان نجس لقلنا أن هذا لا يليق بالقرآن ولا يجوز له سماعه ، ولا يحق له الاعتراض بأنه يريد سماع القرآن لأنه لم يسمعه على الوجه المباح .بل وحدث معي شخصيا مع أحد الأخوة عندما انكرت عليه ذلك ولم يستجب لنصحي أن قام شخص بالأتصال به وهو لا يريد أن يرد عليه وفي كل مرة يرن الهاتف وتكون الرنة صوت الأذان ، فلما تكرر هذا الأمر من المتصل أخذ يغلق الهاتف على صوت المؤذن وأخذ يتأفف كلما سمع صوت الهاتف ، فقلت له إنه الأذان أصبحت لا تضيق سماعه وتغلقه ؟!! قال لا وإنما من أجل المتصل أتأفف وأغلق ، فقلت له : هذا صحيح وأتفهمه جيدا، ولكن العمل الذي تقوم به قد وقع على الأذان فلماذا تجعل الأذان وكلام الله عرضة لذلك ؟!! فهل هذا من تعظيم الأذان وكلام الله .
وقد قال تعالى :
(ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ)
وقد سئلت اللجنة الدائمة للإفتاء عن حكم النغمات الموسيقية في الجوال فأجابت :
لا يجوز استعمال النغمات الموسيقية في الهواتف أو غيرها من الأجهزة ، لأن استماع الآلات الموسيقية محرم كما دلت عليه الأدلة الشرعية ويُسْتَغْنَى عنها باستعمال الجرس العادي .
مجلة الدعوة العدد 1795 ص 42 .
وقد ذكر السائل أنه يمكنه ضبط جرس هاتفه على آية قرآنية ، والأولى أن لا يفعل هذا ، فإنه يُخشى أن يكون في هذا نوع امتهان للقرآن الكريم ، فإن الله تعالى أنزل القرآن ليكون كتاب هداية يهدي للتي هي أقوم ، فيُقرأ ، ويُرتَّل ، ويُتَدبر ، ويُعمَل بما فيه ، لا ليكون وسيلة تنبيه فيكفي السائل أن يجعل هاتفه على نغمة الجرس المعتادة . هذا والله أعلم ورد العلم إليه أسلم..
[/size]
ما رأي فضيلتكم فيما يُسمع من نغمات الجوال المزعجة بصوت الموسيقى والحرص عليها وتناقلها حتى أصبحت تُسمع في المساجد ؟
المفتي: محمد صالح المنجد
الإجابة:
الحمد لله
وضع نغمات الجوال على الأصوات الموسيقية منكر ومحرم ويزاد شناعةً وقبحاً وتحريماً ونكارةً عندما يكون في بيوت الله وهي المساجد لأن في ذلك إعلاناً للباطل والمحرم في هذا المكان الفاضل فيكون إثم صاحبه أشد ووزره أعظم ومعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم قد نصّ على تحريم المعازف وهي التي تصدر الأصوات الموسيقية وهذه الجوالات مسجل فيها هذه الأصوات تذاع منها وتتكرر في كل مكالمة تأتي إلى صاحب الجوال وليت شعري ماذا سيكتب في صحائف هؤلاء الذين تعزف جوالاتهم بالموسيقى في بيوت الله أثناء الصلاة فيشوشون على أنفسهم وعلى غيرهم ويجعلون صوت الباطل ومزمار الشيطان يرتفع في بيوت الله .
ألا يتقي هؤلاء ربهم ويتوبون إليه ويقلعون عما هم فيه ويغيرون هذا المنكر خصوصاً وأن البديل المباح موجود من الأصوات الأخرى العادية غير الموسيقية في اختيارات أجراس الهاتف .
ومما ينبه عليه أن جرس الهاتف وإن كان على صوت مباح فإنه ينبغي أن يكتم ويغلق قبل دخول المسجد منعاً للتشويش على عباد الله المصلين .
والله المستعان وإليه المشتكى ولا حول ولا قوة إلا بالله .
[size=21]فتوى فى صور الجوال
إن قيام بعض الشباب بتصوير الفتيات عن طريق التليفون المحمول حرام شرعا، وتزداد الحرمة بتبادل هذه الصور ونشرها عن طريق الرسائل، لما في ذلك من جملة مخالفات أوجزها على النحو التالي:
1- الاعتداء على الحياة الخاصة للآخرين وحرماتهم، وأعراضهم.
2- هذا الفعل فيه تتبع للعورات.
3- فيه إطلاق للبصر لما لا يحل، وقد أمرنا بغض البصر.
4- تبادل الصور ونشرها فيه إشاعة للفاحشة وصدق الله العظيم "إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ" –النور: 19-.
5- هذا السلوك تأباه الفطر السليمة، فالمسلم الحر العفيف لا يرضى هذا الفعل لأهل بيته ولا لغيرهم، وعلى من يفعل ذلك أن يتقي الله في أعراض الناس وحرماتهم، وأن يضع نصب عينه قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم (كما تدين تدان)، وفي صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة، فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر، وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه".
ونفصل القول فنقول وبالله التوفيق:
إن الشريعة الإسلامية الغراء حرصت على حرمات الأشخاص وخصوصياتهم من أن تنتهك بأي صورة ، و تصدت لهذا الانتهاك الخطير لحرمات الأفراد وخصوصياتهم، إيمانا منها بكرامة الإنسان وحقه في المحافظة على خصوصياته وأسراره حيث جاء النهي صريحا من قبل الشارع عن التجسس والذي من شأنه تتبع العورات وانتهاك حرمات الأفراد والتعدي على أسرارهم وكرامتهم فيقول المولى سبحانه وتعالى: "يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا..". –الحجرات: 12-.
فهذه الآية الكريمة تقيم سياجا قويا حول حرمات الأشخاص وحقوقهم وحرياتهم فلا تُمس من قريب أو بعيد تحت أي ذريعة أو ستار، حيث نهت عن تتبع عورات المسلمين بغية الظهور على عيوبهم، فللناس حرماتهم وكرامتهم وأسرارهم التي لا يباح للغير انتهاكها أو المساس بها.
وجاءت السنة النبوية المطهرة وأكدت حرص الشارع على صيانة حرمة الحياة الخاصة للفرد فقال صلى الله عليه وسلم: "إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث ولا تحسسوا ولا تجسسوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا" متفق عليه.
ويتوعد النبي – صلى الله عليه وسلم – أولئك الذين يتتبعون عورات الناس ويبحثون عن معايبهم فيقول صلوات ربي وسلامه عليه: "يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فإنه من اتبع عوراتهم يتبع الله عورته ومن يتبع الله عورته يفضحه في بيته" رواه أبو داود وصححه الشيخ الألباني.
كما روي عنه – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: " لو أن امرأ اطلع عليك بغير إذن فخذفته بحصاة ففقأت عينه لم يكن عليك جناح) –متفق عليه-.
ويتوعد - صلى الله عليه وسلم – من يتجسس عن طريق استراق السمع فحسب بالوعيد الشديد فيقول صلى الله عليه وسلم: " من استمع إلى حديث قوم وهم له كارهون أو يفرون منه صب في أذنيه الآنك يوم القيامة" صححه الألباني في مشكاة المصابيح.
وروي أيضا أنه أتى إلى ابن مسعود رجل فقال هذا فلان تقطر لحيته خمرا، فقال عبد الله: "إنا قد نهينا عن التجسس ولكن إن يظهر لنا شيء نأخذ به" رواه أبو داود وصححه الشيخ الألباني.
فالنهي الوارد في الآية القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة الوارد ذكرها يفيد تحريم التجسس بوجه عام سواء كان واقعا من فرد على فرد أو من السلطة العامة على الأفراد. كما يحظر التجسس آيا كان صورته فيستوي أن يتم بالرؤية وهو ما يسمى باستراق البصر أو بالسمع أو بالتقاط الصورة.
وتبلغ الشريعة الإسلامية مبلغا عظيما حين تحافظ على حرمات الأشخاص وكرامتهم وحرياتهم وتمنع التجسس عنهم حتى لو كان هذا التجسس يرمي إلى تحقيق غاية مشروعة، فالمجتمع الإسلامي الرفيع يجب أن يعيش الناس فيه آمنين على أنفسهم وبيوتهم وعوراتهم وأسرارهم ولا يوجد مبرر مهما يكن لانتهاك حرمات الأنفس والبيوت والأسرار والعورات، حتى ذريعة تتبع الجريمة لا تصلح في النظام الإسلامي ذريعة للتجسس على الناس، ما لم يجاهر المرء بالمعصية، فالمجاهر بمعصيته لا يحرم التجسس عليه لأنه قد ألقى جلباب الحياء عن وجهه وفي هذا يقول الفقهاء: "اللصوص وقطع الطريق أرى أن يطلبوا في مظانهم ويعان عليهم. وطلبهم لا يكون إلا بالتجسس عليهم وتتبع أخبارهم" –تبصرة الحكام لابن فرحون ج2 ص: 186 وما بعدها-.
أما الذي لا يجاهر بمعصيته فلا يجوز لأحد أن يتتبع عورته، فالناس على ظواهرهم وليس لأحد أن يتعقب بواطنهم، وليس لأحد أن يأخذهم إلا بما يظهر منهم من مخالفات وجرائم. ويتجلى ذلك في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الأمير إذا ابتغى الريبة في الناس أفسدهم" –رواه أبو داود وصححه الألباني-.
بل إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا بعدم تتبع العورات بصفة عامة وذلك فيما رواه معاوية – رضي الله عنه – قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم – يقول: "إنك أن اتبعت عورات المسلمين أفسدتهم أو كدت أن تفسدهم" –رواه أبو داود وصححه الألباني-.
فقد أوضح – صلى الله عليه وسلم – النتائج الخطيرة التي تكتنف القيام بانتهاك الخاصة للأفراد وتتبع عوراتهم وهي فساد الخلق وهو الأمر المنهي عنه شرعا.
بقيت وقفة أخيرة فنقول: إن من يقوم بهذا السلوك المنحرف لا شك أنه قد ظلم نفسه باقترافه للمعصية، وظلم غيره بإيذائهم بهذا السلوك غير السوي، ولن يبرأ من ذلك إلا بالتوبة النصوح، وانتشار هذه الظاهرة وغيرها من العلل الموجودة في المجتمع لا شك أنها تحتاج إلى التصدي لها من قبل المخلصين والغيورين على دينهم وعلى أوطانهم، فتردي الأخلاق في أي مجتمع هو نذير شر بهلاكه، وأول طرق العلاج أن نُعلِّم أبنائنا معنى الطهر والعفاف وأن نربيهم على الفضيلة ومكارم الأخلاق، ولو أن كل رب أسرة راقب ابنته قبل خروجها من بيتها وتيقن أنها ملتزمة بالزي الشرعي الذي أمر الله به لما وجد أصحاب القلوب المريضة متنفسا لفسقهم وفجورهم.
نسأل الله تعالى أن يرزقنا تقواه، وأن يحفظ أعراضنا، وأن يحفظ أبنائنا وأن يجنبهم قرناء السوء.
والله أعلم.
حكم الرسائل الجوالية لتوحيد الدعاء
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تنتشر في هذه الأيام رسائل جواليّـة (بالهاتف النقال) ، و مفادها أن الناس سيقومون بتوحيد الدعاء على اليهود و الأمريكان في زمن معين ، و ذلك بصيغٍ مختلفة ...
فما حكم ذلك من الناحية الشرعية ؟ .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الرد من د. فالح الصغير : قال حفظه الله :
هذه الطريقة ليس لها أصل في الكتاب و السنة ، نعم قد قنت رسول الله صلى الله عليه وسلم شهرا على أقوام من الكفار لظلمهم و اضطهادهم للمسلمين وهذا هو السنة عند النوازل ، وأما توحيد الدعاء عند الإفطار مثلا على أقوام معينين من الكفار الظالمين و إن كان يوحي بالولاء للإسلام و المسلمين إلا أن الطريقة ليست وفق الكتاب والسنة، والواجب الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم في كل صغيرة وكبيرة، و الله أعلم .
نسأل الله لنا و لكِ التوفيق و التسديد و الفهم الصحيح لهذا الدين القويم، و نفع الله تعالى بكِ. وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين .
د. فالح بن محمد فالح الصغير
الأستاذ بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض ] أ.هـ .
أرجو أن لا يفهم البعض عدم جواز الدعاء مطلقا على أعداء الأمة .
يجوز للمسلم الدعاء على أعداء الأمة في جميع الأوقات و خصوصا أوقات الاستجابة و لكن مع مراعاة ماجاء في جواب الشيخ علي الصغير .
(( اللهم دمر الجيش الأمريكي و البريطاني ومن أعانهم و والاهم و اجعل نهايتهم في أرض العراق و مزق أمريكا و بريطانيا كما مزقت الاتحاد السوفيتي إنك سميع مجيب الدعاء آمين ))
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
..تحذير الخلان من جعل ألفاظ الأذان وآيات القرآن رنات لأجهزة النقال..
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته..
التحذير من تنزيل آيات القرآن وألفاظ الأذان رنات لأجهزة النقال
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم أجمعيبن
أما بعد :
فقد انتشر أخيرا بين المسلمين عوامهم وخواصهم اتخاذ ألفاظ الأذان وآيات القرآن رنات لأجهزتهم النقالة ؟ََ!! .
ابتعادا منهم عن نغمات الموسيقى المحرمة رغبة منهم في الخير ولكن _ وكم من مريد للخير لا يدركه _
فألفاظ الأذان وآيات القرآن إنما هي ألفاظ تعبدية ، وقد جعلها الشارع منوطة بأحكام الشرع من قراءة ونداء إلى الصلاة كما جاء في الأحاديث الدالة على ذلك .
فعن مالك بن الحويرث رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( إذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم ) متفق عليه .
وكما جاء عن ابن عمر وعائشة رضي الله عنهما
( إن بلالا يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى ينادي ابن مكتوم )
والأصل الاتباع لا الابتداع ولو كان الدين بالرأي والهوى لكان الأولى النداء بالأذان لصلاة العيد والكسوف لو كان الأمر على ما يراه المرء لنفسه ودينه ، ولكنه دين متبع .
فلما امتنع الأمر عنهما كان الأولى عدم تنزيل الأذان على أمور الدنيا من جهاز النقال أو المنبه لغير الأذان للتنبيه على الإعلام بدخول الوقت .
فتنزيل هذه الألفاظ من آيات وأذان على أجهزة النقال أخشى أن تدخل في العبث واللهو، ما لم تكن لمجرد سماع القرآن ، لا من أجل جعله نغمة تنبيه على وجود متصل
وتندرج تحت قوله تعالى : )(وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً)
ولا يجوز الاحتجاج أن هذه الألفاظ من الذكر فمن الجائز القيام بها في الأجهزة النقالة أو ساعة المنبه !! .
فأقول :
أن ذكر الله جل في علاه متعبد به على الوجه المشروع وليس المبتدع فشروط العمل الإتباع والإخلاص ولو كان هذا صحيحا لكان من الأولى كما ذكرت أن يكون الأذان
للعيدين وصلاة الكسوف ولو كان جائزا لغير الصلاة ويجوز إنزاله على كل أمر لما نودي ( الصلاة جامعة الصلاة جامعة) .
وكما سبق أن قلت أخشى أن يكون هذا من اللعب واللهو.
وردا على من قال بأن الذي يضع ألفاظ الآذان وآيات القرآن هو من حب سماع القرآن فلماذا تمنعه ؟!! .
فأقول وبالله التوفيق :
التحذير من ذلك ليس من أجل سماع القرآن من النقال كمن أراد أن يسمعه من المسجل أو المذياع وإنما لطريقة السماع ، فالذي يضع الشريط في المسجل يضعه من أجل السماع ولكن من وضعه في النقال وأراد وضعه لغرض آخر وهو التنبيه على وجود متصل فهذا الذي يحذر منه ، فلو أن شخصا ما أراد أن يسمع القرآن وهو لاه أو في مكان نجس لقلنا أن هذا لا يليق بالقرآن ولا يجوز له سماعه ، ولا يحق له الاعتراض بأنه يريد سماع القرآن لأنه لم يسمعه على الوجه المباح .بل وحدث معي شخصيا مع أحد الأخوة عندما انكرت عليه ذلك ولم يستجب لنصحي أن قام شخص بالأتصال به وهو لا يريد أن يرد عليه وفي كل مرة يرن الهاتف وتكون الرنة صوت الأذان ، فلما تكرر هذا الأمر من المتصل أخذ يغلق الهاتف على صوت المؤذن وأخذ يتأفف كلما سمع صوت الهاتف ، فقلت له إنه الأذان أصبحت لا تضيق سماعه وتغلقه ؟!! قال لا وإنما من أجل المتصل أتأفف وأغلق ، فقلت له : هذا صحيح وأتفهمه جيدا، ولكن العمل الذي تقوم به قد وقع على الأذان فلماذا تجعل الأذان وكلام الله عرضة لذلك ؟!! فهل هذا من تعظيم الأذان وكلام الله .
وقد قال تعالى :
(ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ)
وقد سئلت اللجنة الدائمة للإفتاء عن حكم النغمات الموسيقية في الجوال فأجابت :
لا يجوز استعمال النغمات الموسيقية في الهواتف أو غيرها من الأجهزة ، لأن استماع الآلات الموسيقية محرم كما دلت عليه الأدلة الشرعية ويُسْتَغْنَى عنها باستعمال الجرس العادي .
مجلة الدعوة العدد 1795 ص 42 .
وقد ذكر السائل أنه يمكنه ضبط جرس هاتفه على آية قرآنية ، والأولى أن لا يفعل هذا ، فإنه يُخشى أن يكون في هذا نوع امتهان للقرآن الكريم ، فإن الله تعالى أنزل القرآن ليكون كتاب هداية يهدي للتي هي أقوم ، فيُقرأ ، ويُرتَّل ، ويُتَدبر ، ويُعمَل بما فيه ، لا ليكون وسيلة تنبيه فيكفي السائل أن يجعل هاتفه على نغمة الجرس المعتادة . هذا والله أعلم ورد العلم إليه أسلم..
[/size]