قالت لي: تقدم شاب لوالدي ليخطبني فماذا أفعل؟
وسأل شاب: أريد أن أخطب فلانة فماذا أفعل؟
أخي القارئ.. أختي القارئة..
ما هي الخطبة؟
وما شروط الخطبة؟
وكيف تتم الخطبة؟
وما حقوق الخاطب؟
وما أهداف الخطبة؟
وما هي حدود العلاقة بينهما؟
هذا ما سنتعرف عليه في موضوعنا "الخطبة..لماذا؟" .
· معنى الخطبة:
الخطبة هي أولى خطوات الزواج، وما هي إلا لون من ألوان مقدمات الزواج ليتعرف كل طرف على الآخر معرفة تجعله على بصيرة من أمره .
الخطبة على وزن فِعلة ويقال خَطَبَ المرأة يخطبها: أي طلبها للزواج بالوسيلة المعروفة بين الناس والخِطبة في الإسلام هي طلب الرجل يد امرأة معينة للتزوج بها، وهي مرحلة بين التفكير في الزواج وبين العقد النهائي الذي يملك به حق الانتفاع بالمرأة.
لماذا شرع الله الخِطبة؟
لقد شرعها الله قبل الارتباط بعقد الزوجية ليتعرف كل من الزوجين على صاحبه ويكون الإقدام على الزواج على هدى وبصيرة.
ونخلص مما سبق أخي القارئ وأختى القارئة أن هناك أهداف للخطبة وهي :
- أنها مقدمة للزواج.
- يمكن من خلالها اختيار الزوجة وجحز الفتاة التي وقع الاختيار عليها.
- ويتم التعارف بين الأسر والتؤكد من عامل الدين والحسب والمال والتكافؤ الاجتماعي.
- ويتم التؤكد من عامل الجمال فالخاطب يرى المخطوبة قبل التقدم إليها، ويراها أهله من النساء كالأم والأخوات عن قرب ويتعرفوا عليها أكثر للتؤكد من اختيار زوجة المستقبل لابنهم الغالي.
· شروط الخطبة :
لا تباح خطبة امرأة إلا إذا توفر فيها شرطان:
الأول: أن تكون خالية من الموانع الشرعية التي تمنع زواجه منها في الحال كأن تكون محرمة عليه بأي سبب من أسباب التحريم المؤبدة أو المؤقتة، المؤبدة كأن تكون عمته أو خالته أو أخته نسبا أو رضاعا وهذا معلوم شرعا وعرفا ، والمؤقتة كأن تكون أخت امرأته، أو امرأة غيره، أو معتدة من طلاق أو فتحرم عليه خطبتها حتى يزول سبب الحرمة.
الثاني: ألا يسبقه غيره إليها بخطبة شرعية.
- الخطبة على الخطبة :
ويحرم على الرجل أن يخطب على خطبة أخيه لما في ذلك من اعتداء على حق الخاطب الأول، واساءة إليه، وقد ينجم عن ذلك التصرف الشقاق بين الأسر ، فعن عقبة بن عامر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((المؤمن أخو المؤمن فلا يحل له أن يبتاع على بيع أخيه، ولا يخطب على خطبة أخيه حتى يذر)) رواه أحمد ومسلم.
وقد روى ابن عمر- رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال : ((لا يخطب أحدكم على خطبة أخيه حتى يترك الخاطب قبله أو يأذن له)).
وتجوز الخطبة لو وقع التصريح بالرد، أو وقعت الإجابة بالتعريض كقولها: لا رغبة عنك، أو لم يعلم الثاني بخطبة الأول، أو لم تقبل أو ترفض، أو أذن الخاطب الأول للثاني.
وإليكم هذه القصة الطريفة :
شاب وقع اختياره على فتاة ولكنه لم يتقدم لخطبتها بسبب الظروف المالية والأسرية حيث أنه ما زال طالبا وهذا لايؤهله للتقدم لخطبة الفتاة، فعرف أن شابا آخر تقدم لخطبتها فذهب هو الآخر للتقدم إليها.
وقد ورد نهي شرعي عن ذلك فقد قال- صلى الله عليه وسلم- (لا يبيع أحدكم على بيع بعض، ولا يخطب بعضكم على خطبة بعض))رواه مسلم.
وهذا النهي له حكمة عظيمة فهو يضمن سلامة المجتمع؛ فالخطبة على الخاطب يورث العداوة والبغضاء، ويؤدي إلى تزكية المرء نفسه وذم غيره مما يولد الكراهية ويقطع الصلة والمودة وقد سئل ابن تيمية عن رجل خطب على خطبة رجل آخر فأجاب قائلا: ( إن الحمد لله ثبت في الصحيح عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: ((لا يحل لرجل أن يخطب على خطبة أخيه، ولا يسأم سومه)) مجموع الفتاوى 70/32
ولذلك اتفق الأئمة الأربعة في المنصوص عنهم وعن غيرهم على تحريم ذلك.
· وإليك أخي القارئ وأختي القارئة هذه الخطة العملية قبل الدخول في اجراءات الخطبة وهي:
1- الدعاء بالتوفيق إلى الزوج والزوجة الصالحة، فالدعاء هو العبادة.
2- البحث عن شريك وشريكة الحياة وفق منهج الله ومنهج الله في اختيار الشريك هو- بالنسبة للرجل – كما قال – صلى الله عليه وسلم-: ((إذا جاءكم من ترضون دينه فزوجه، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير))رواه الترمذي من حديث أبي هريرة، وأما بالنسبة للمرأة : فما رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- قال: ((تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك)).
3- الاستخارة: وهي طلب خير الأمرين من الله تعالى ولك في رسول الله أسوة حسنة، فقد استخار الله وعلم أصحابه كيف يستخيرون الله، فقد ورد عن جابر بن عبد الله أنه قال: ((كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمنا السور من القرآن ))، وصلاة الاستخارة ركعتان من غير الفريضة ثم قراءة دعاء الاستخارة وكن واثقا أن الله تعالى سيختار لك ما تحب وما هو أصلح لك.. سواء رأيت ذلك بعينك أم لم تره.
4- الاستشارة وهي طلب المشورة والرأي السديد، واستشارة من تثق بعلمه وأمانته في كل ما تحتاجه في هذا المشروع الطيب ، فالله تعالى يقول: " وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ " آل عمران 159 " وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ "الشورى 38 وقد قيل: إذا استشرت الناس شاركتهم في عقولهم، وقيل : نصف عقلك مع اخيك فاستشره، وقيل : من استشار ذوي الألباب سلك سبيل الرشاد، فالمشورة ليست عيبا أو ضعفا بل تفتح أبوابا لم تكن تدري كيف تفتح، وهي من شيم العقلاء ومن جانبها فقد استبد برأيه.
يقول ابن تيمية- رحمه الله -: ماخاب من استخار ولا ندم من استشار.
والخلاصة: إنه إذا استخار الرجل ربه واشتشار واجتهد فقد قضى ما عليه ويقضي الله عنه في أمره ما يجب.
1- وأخيرا أحب أن أختم بالدعاء وتحين مواطن الإجابة وهي كثيرة نذكر منها :
جوف الليل الآخر، ووقت السحر، ودبر كل صلاة مفروضة، وبين الأذان والإقامة، وعند نزول المطر، وآخر ساعة من نهار الجمعة، وعند شرب ماء زمزم، وفي السجود في الصلاة، والدعاء عند المرض، وبعد التشهد الأخير في الصلاة، ودعاء يوم عرفة في عرفة، و شهر رمضان، والليالي التي ترجى فيها ليلة القدر، وعند السفر.
وفق الله الجميع للزوج الصالح والزوجة الصالحة
وسأل شاب: أريد أن أخطب فلانة فماذا أفعل؟
أخي القارئ.. أختي القارئة..
ما هي الخطبة؟
وما شروط الخطبة؟
وكيف تتم الخطبة؟
وما حقوق الخاطب؟
وما أهداف الخطبة؟
وما هي حدود العلاقة بينهما؟
هذا ما سنتعرف عليه في موضوعنا "الخطبة..لماذا؟" .
· معنى الخطبة:
الخطبة هي أولى خطوات الزواج، وما هي إلا لون من ألوان مقدمات الزواج ليتعرف كل طرف على الآخر معرفة تجعله على بصيرة من أمره .
الخطبة على وزن فِعلة ويقال خَطَبَ المرأة يخطبها: أي طلبها للزواج بالوسيلة المعروفة بين الناس والخِطبة في الإسلام هي طلب الرجل يد امرأة معينة للتزوج بها، وهي مرحلة بين التفكير في الزواج وبين العقد النهائي الذي يملك به حق الانتفاع بالمرأة.
لماذا شرع الله الخِطبة؟
لقد شرعها الله قبل الارتباط بعقد الزوجية ليتعرف كل من الزوجين على صاحبه ويكون الإقدام على الزواج على هدى وبصيرة.
ونخلص مما سبق أخي القارئ وأختى القارئة أن هناك أهداف للخطبة وهي :
- أنها مقدمة للزواج.
- يمكن من خلالها اختيار الزوجة وجحز الفتاة التي وقع الاختيار عليها.
- ويتم التعارف بين الأسر والتؤكد من عامل الدين والحسب والمال والتكافؤ الاجتماعي.
- ويتم التؤكد من عامل الجمال فالخاطب يرى المخطوبة قبل التقدم إليها، ويراها أهله من النساء كالأم والأخوات عن قرب ويتعرفوا عليها أكثر للتؤكد من اختيار زوجة المستقبل لابنهم الغالي.
· شروط الخطبة :
لا تباح خطبة امرأة إلا إذا توفر فيها شرطان:
الأول: أن تكون خالية من الموانع الشرعية التي تمنع زواجه منها في الحال كأن تكون محرمة عليه بأي سبب من أسباب التحريم المؤبدة أو المؤقتة، المؤبدة كأن تكون عمته أو خالته أو أخته نسبا أو رضاعا وهذا معلوم شرعا وعرفا ، والمؤقتة كأن تكون أخت امرأته، أو امرأة غيره، أو معتدة من طلاق أو فتحرم عليه خطبتها حتى يزول سبب الحرمة.
الثاني: ألا يسبقه غيره إليها بخطبة شرعية.
- الخطبة على الخطبة :
ويحرم على الرجل أن يخطب على خطبة أخيه لما في ذلك من اعتداء على حق الخاطب الأول، واساءة إليه، وقد ينجم عن ذلك التصرف الشقاق بين الأسر ، فعن عقبة بن عامر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((المؤمن أخو المؤمن فلا يحل له أن يبتاع على بيع أخيه، ولا يخطب على خطبة أخيه حتى يذر)) رواه أحمد ومسلم.
وقد روى ابن عمر- رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال : ((لا يخطب أحدكم على خطبة أخيه حتى يترك الخاطب قبله أو يأذن له)).
وتجوز الخطبة لو وقع التصريح بالرد، أو وقعت الإجابة بالتعريض كقولها: لا رغبة عنك، أو لم يعلم الثاني بخطبة الأول، أو لم تقبل أو ترفض، أو أذن الخاطب الأول للثاني.
وإليكم هذه القصة الطريفة :
شاب وقع اختياره على فتاة ولكنه لم يتقدم لخطبتها بسبب الظروف المالية والأسرية حيث أنه ما زال طالبا وهذا لايؤهله للتقدم لخطبة الفتاة، فعرف أن شابا آخر تقدم لخطبتها فذهب هو الآخر للتقدم إليها.
وقد ورد نهي شرعي عن ذلك فقد قال- صلى الله عليه وسلم- (لا يبيع أحدكم على بيع بعض، ولا يخطب بعضكم على خطبة بعض))رواه مسلم.
وهذا النهي له حكمة عظيمة فهو يضمن سلامة المجتمع؛ فالخطبة على الخاطب يورث العداوة والبغضاء، ويؤدي إلى تزكية المرء نفسه وذم غيره مما يولد الكراهية ويقطع الصلة والمودة وقد سئل ابن تيمية عن رجل خطب على خطبة رجل آخر فأجاب قائلا: ( إن الحمد لله ثبت في الصحيح عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: ((لا يحل لرجل أن يخطب على خطبة أخيه، ولا يسأم سومه)) مجموع الفتاوى 70/32
ولذلك اتفق الأئمة الأربعة في المنصوص عنهم وعن غيرهم على تحريم ذلك.
· وإليك أخي القارئ وأختي القارئة هذه الخطة العملية قبل الدخول في اجراءات الخطبة وهي:
1- الدعاء بالتوفيق إلى الزوج والزوجة الصالحة، فالدعاء هو العبادة.
2- البحث عن شريك وشريكة الحياة وفق منهج الله ومنهج الله في اختيار الشريك هو- بالنسبة للرجل – كما قال – صلى الله عليه وسلم-: ((إذا جاءكم من ترضون دينه فزوجه، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير))رواه الترمذي من حديث أبي هريرة، وأما بالنسبة للمرأة : فما رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- قال: ((تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك)).
3- الاستخارة: وهي طلب خير الأمرين من الله تعالى ولك في رسول الله أسوة حسنة، فقد استخار الله وعلم أصحابه كيف يستخيرون الله، فقد ورد عن جابر بن عبد الله أنه قال: ((كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمنا السور من القرآن ))، وصلاة الاستخارة ركعتان من غير الفريضة ثم قراءة دعاء الاستخارة وكن واثقا أن الله تعالى سيختار لك ما تحب وما هو أصلح لك.. سواء رأيت ذلك بعينك أم لم تره.
4- الاستشارة وهي طلب المشورة والرأي السديد، واستشارة من تثق بعلمه وأمانته في كل ما تحتاجه في هذا المشروع الطيب ، فالله تعالى يقول: " وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ " آل عمران 159 " وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ "الشورى 38 وقد قيل: إذا استشرت الناس شاركتهم في عقولهم، وقيل : نصف عقلك مع اخيك فاستشره، وقيل : من استشار ذوي الألباب سلك سبيل الرشاد، فالمشورة ليست عيبا أو ضعفا بل تفتح أبوابا لم تكن تدري كيف تفتح، وهي من شيم العقلاء ومن جانبها فقد استبد برأيه.
يقول ابن تيمية- رحمه الله -: ماخاب من استخار ولا ندم من استشار.
والخلاصة: إنه إذا استخار الرجل ربه واشتشار واجتهد فقد قضى ما عليه ويقضي الله عنه في أمره ما يجب.
1- وأخيرا أحب أن أختم بالدعاء وتحين مواطن الإجابة وهي كثيرة نذكر منها :
جوف الليل الآخر، ووقت السحر، ودبر كل صلاة مفروضة، وبين الأذان والإقامة، وعند نزول المطر، وآخر ساعة من نهار الجمعة، وعند شرب ماء زمزم، وفي السجود في الصلاة، والدعاء عند المرض، وبعد التشهد الأخير في الصلاة، ودعاء يوم عرفة في عرفة، و شهر رمضان، والليالي التي ترجى فيها ليلة القدر، وعند السفر.
وفق الله الجميع للزوج الصالح والزوجة الصالحة