منتدي الا رسول الله

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدي اسلامي


3 مشترك

    * * * يــــوم ينفــــخ في الصــــور * * *

    tetoooouae
    tetoooouae
    المشرف المميز


    ذكر عدد الرسائل : 2288
    العمر : 49
    البلد : EGYPT
    الهوايات المفضلة : FRIENDSHIP,INTERNET,SPORTS
    nbsp : * * * يــــوم ينفــــخ في الصــــور * * * 15781611
    درجات الاجاده : 0
    نقاط : 62848

    مع التحية * * * يــــوم ينفــــخ في الصــــور * * *

    مُساهمة من طرف tetoooouae 10/1/2008, 12:10 pm

    أتمنى أن يقرأ الجميع الموضوع من اوله لآخره .. اعرف أنه طويل بعض الشيء لكن اتمنى ان لا اجد أحدا منكم يقول لي شكرا وهو لم يقرا سوى عنوان الموضوع ..
    الموضوع يصور بعض أهوال يوم المحشر وماذا سيحدث لإبليس وماذا سيحدث بعد النفخ بالصور رحمنا الله واياكم برحمته ..

    بسم الله الرحمن الرحيم ..

    قال تعالى : ( يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين )

    إن قيام الساعة يكون على ثلاث مراحل تبدأ بالنفخ في الصور حيث نفخة الفزع التي تعتبر اول مبادئ يوم القيامة..
    تطول نفخة الفزع وتدوم لفترة لا يعلمها الا الخبير الحكيم حتى تكون نفخة الصعق.

    وقد قال تعالى : (وما ينظر هؤلاء الا صيحة واحدة مالها من فواق).
    ثم يمر زمن لا يعلمه الا الله .. قد يكون زمنا طويلا اذا ما قيس بمقاييس الدنيا.. ولكنه قصير اذا ما قيس بمقاييس الآخرة .. بعد ذلك تكون النفخة الأخيرة وهي نفخة البعث والقيام للحساب والجزاء.

    بعد الحشر وأهواله تتجمع المخلوقات كلها من انس وجن وحيوان في أرض المحشر .. بلاد الشام ..
    والرب .. الرب على عرشه فوق كل العباد .. يراقب أفعال جميع المخلوقات .. لا يغفل لحظة ولا تفوته هفوة .. اشتد غضبه وزاد سخطه.

    واسرافيل مازال ممسكا بالصور وواضعه على فيه.. شاخصا بصره الى العرش .. ينتظر الإشارة من رب العالمين بالنفخ في اية لحظة.
    اخيرا أتى أمر الله.. أمر اسرافيل بالنفخ في الصور .. فينفخ النفخة الأولى .. واذا بصوت قوي شديد يدوي في كل مكان .. واذا بالفزع يسود الوجود .. وفجأة !!

    ساد الصمت على وجه الأرض .. توقف القتل والشجار بين المخلوقات .. فارتفعت يد القاتل عن المقتول .. ونزل النمر عن فريسته .. كش الثعبان .. وتوقفت الحشرات.. ذهلت كل المخلوقات .. كل ينظر حوله ويرفع راسه الى السماء ليبحث عن مصدر الصوت الرهيب .. ويتساءل في صمت وذهول .. ماهذا الصوت ؟! ما هذا الصوت ؟!

    قال تعالى : ( ويوم ينفخ في الصور ففزع من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله )

    حانت اللحظة الأخيرة .. لحظة .. لحظة الإحتضار .. هاهي ذي الدنيا بأسرها تحتضر وهذي هي الجبال التي تنتشر من حول زحام المخلوقات وفي وسطهم وفي سائر بقاع الأرض .. الجبال الراسية الشامخة .. تهتز .. تقتلع تماما من جذورها .. لقد نسفها رب العالمين نسفا .. فصارت هباءا منبثا .. واستوت الأرض فلم يعد فيها جبال ولا اعوجاج .. لكنها ترتج .. تهتز وترتجف .. زلازل .. زلازل رهيبة .. الأرض تميد بأهلها وكأنها سفينة في وسط بحر هائج تضربها الأمواج من كل اتجاه.. فتعلوا الأصوات تعلو وتعلو بالصراخ والفزع .. من شدة الخوف والرعب .. وتضع كل ذات حمل حملها .. ويشيب الإنسان .. وتتساقط بعض المخلوقات صرعى من هول الفزع.

    بينما هم على هذي الحال اذا بظلام دامس يعم الوجود .. ماهذا ! لقد انطفأ نور الشمس وكذلك القمر وسائر الكواكب ..

    الدنيا ظلام في ظلام .. ففزع الجن الى الإنس وائتنس به وكذلك سائر المخلوقات.

    رباه ! ما هذا ! يا لهول انتقامك ! سبحانك يالله.. يا قادر يا جبار ! السماء أيضا تحتضر ! تتشقق ! تتكور منها الشمس وتظل تهوي..! تهوي عبر بعد سحيق! ويقع القمر ! وسائر الكواكب والنجوم ..

    تشتعل النيران وينتشر الدخان .. وعلى ضوء النيران تشهد المخلوقات كل الأهوال.

    يفزع الإنس الى الجن والجن الى الإنس .. الكل يتساءل في حيرة وقلق .. ما الحل؟ ماذا عسانا أن نفعل؟
    وأخيرا اقترح الجن على الإنس أن ينطلقوا الى ماء البحر علهم يجدون سبيلا للخلاص .. والأرض مازالت تميل بهم في كل اتجاه .. فانطلق الجن على راسهم ابليس .. تبعهم الإنس .. منهم من يتعثر في الطريق .. ومنهم من تكفئه الأرض على وجهه فيسير زاحفا .. ومنهم من يحاول الإستناد على أخيه حتى يصلوا الى ماء البحر بسلام .. وهاهم قد وصلوا في النهاية الى ماء البحر المنشود .. واذا بالمفاجأة الكبرى .. مفاجأة لم تخطر لهم على بال .

    إلهي ! حتى البحار أيضا تحتضر ! تفجرت كل الحواجز التي بينها .. لقد صارت البحار بحرا واحدا هائلا عظيما مملوءا بالمياه عن آخره .

    وقف الجميع أمام البحر مذهولين .. ياللهول ! النجوم والكواكب تتساقط أغلبها في البحر .. والقمر أيضا .. هاهي ذي الشمس وقد وقعت هي الأخرى من على بعدها السحيق .. وانطلقت البراكين مدوية هائلة من قاع البحر .. وانفجرت ذرات الماء .. انفجارا هائلا مروعا .. مدويا في كل مكان .. واشتعلت النار .. نار شديدة لا مثيل لها في الوجود .. اشتعلت من تحت قعر البحر .. من أعماق أعماق الأرض .. انتشرت .. ظلت تعلو وتعلو .. حتى غدت نارا ذات عمق سحيق .. وضاع الأمل الأخير .. وقف الإنس مع الجن حيارى مقهورين .. الجميع يتساءل في ذهول ! أهذا ماء البحر ؟ أهذا الماء الذي جئنا نلتمس منه الخلاص ! أهكذا يسجر البحر ! .. يتحول ماؤه الى نار تتأجج ! فظيع ما نرى ! فظيع !

    زلزال الأرض مازال يشتد ويشتد .. وصوت النفخ في الصور مازال دائما لم يفتر بعد .. والنار من أمام الجميع تشتعل بهولها المريع ..

    وهاهو إبليس .. يجري في كل اتجاه .. تميد به الأرض .. يتعثر تارة ويزحف أخرى .. والنار من أمامه تتأجج لم ير لها مثيلا في عالم الدنيا .. فتعود به الذكرى الى الماضي البعيد .. يوم تحدى رب العالمين .. يوم توعده الحكيم القهار بنار الجحيم .. انهار ابليس .. اشتعلت نيران الحسرة والندم في أعماق أعماقه .. هاهو يصرخ ثائرا : لا .. لا يا رب العالمين .

    لقد خر ابليس ساجدا ! متوسلا متذللا ! انه يبكي ويصرخ ! ينادي ويقول : ربي ! مرني أن اسجد لمن شئت .

    ذهلت الشياطين .. واجتمعوا حوله يتساءلون : يا سيدنا : الى من تفزع؟! التفت اليهم ابليس منهارا باكيا : الى رب العالمين الذي أنظرني الى يوم الدين .. وهذا هو اليوم المعلوم .

    الجميع يرددون في ذهول (الإنس منهم والجان) : اليوم المعلوم ؟! رب العالمين ! اذن الله مجود ! العالم الآخر حق ! البعث والجزاء أيضا حق ! وما نراه اليوم من أهوال إنما هي بعض أهوال يوم القيامة ! ونحن ! نحن اليوم في يوم القيامة ؟! مع كل تلك الأخوال مازلنا في أول يوم القيامة ؟! فما مصيرنا بعد ذلك ؟! أما من مفر يخلصنا من ذلك الجحيم المحتوم ! أحقا جاء وعد الله ! أحقا انتهى كل شيء ! الموت علينا محتوم ومصيرنا ليس الا الجحيم والعذاب الأبدي ! ضيعت نفسك يا ابليس .. ضيعت نفسك يا ملعون وضيعتنا معك .

    واذا بصوت ينادي ويقول : يا ايها الناس : (أتى أمر الله فلا تستعجلوه ) وينهار الجميع .. تملأ الحسرة والندم أعماق كل الموجودين .. والأرض ما زالت تميد بهم .. يتعثرون ويعتدلون .. والصوت مازال مدويا في أرجاء المكان .. وتتعالى الصيحات : لا .. لا يا رب .. أعطني فرصة .. فرصة اخيرة ..لا اريد الموت ... اني أريد الحياة .. أود لو أعيش .. لو عادت الي الحياة من جديد سافعل كل ما تامرني به .. أي شيء .. مرني يا ربي بما تريد ولو القي بنفسي في أحضان تلك النيران المتأججة .. أود لو اموت وابعث الى النعيم .. لا اريد الجحيم الأبدي .. لا اريده .. أخشاه وامقته .. أرجوك يا الهي : تقبل دعوات عبد ذليل يتوسل اليك .. فرصة ! فرصة اخيرة يا ارحم الراحمين أنا لا أحتمل النار .. لا احتمل عذابها .. ارحمني .. ارحمني برحمتك يا الهي يا عظيم .. لقد آمنت بك .. أجل .. أنت ربي .. بل ورب العالمين .

    و ابليس ما زال ساجدا .. يصلي ويدعو .. يصرخ باكيا منهارا : مرني يا رب أن اسجد لمن شئت .. مرني أن اسجد لمن شئت . واذا بالنفخة الثانية صوتها يدوي في كل مكان .. يعلو ويعلو .. إنها نفخة الصعق واذا بالسماء تتصدع كلها صدعة واحدة الى السماء السابعة .. انها تهوي على الأرض .. والأرض أيضا.. ها هي تتصدع صدعة واحدة وتنشق الى سابع أرض.

    الهي ! ما هذا ! الملائكة تتطاير من السماء باشكال مخيفة مروعة .. ترفرف بأجنحتها .. وتصل الى الأرض .. انها تنزع أرواح المخلوقات .. تنزعها نزعا مهينا مؤلما .. الجميع يتألم .. الكل يصرع ويموت .. وانطبقت السماء على الأرض .. احتضرت الدنيا .. وانتهى كل شيء .. وماتت جميع المخلوقات .. صعق من في السماوات ومن في الأرض الا من شاء الله.

    هكذا انتهى الصراع .. الصراع بين ابليس وآدم .. محي الشر وأبيد الفساد .. و مات ابليس . وانتهت الأسطورة .. اسطورة خلافة الإنسان على الأرض .. مات الإنسان .. وضاعت الخلافة .. واحتضرت الأرض .. محي العالم بأسره .. صعق الوجود وفنى فأمسى لا وجود .

    وبقي عالم الملكوت الأعلى .. فجاء ملك الموت الى الجبار .. قال : يا رب ! مات أهل السماوات والأرض الا من شئت.
    فيقول الله وهو أعلم بمن بقي : فمن بقي ؟
    يجيب ملك الموت : بقيت أنت الحي الذي لا تموت وبقيت حملة عرشك و بقي جبريل وميكائيل وبقيت انا .
    فيقول الله عز وجل : فليمت جبريل وميكائيل.
    يذهل العرش .. ينطقه الله تعالى .. فيتساءل : يا رب : يموت جبريل وميكائيل ؟! فيقول الرب : اسكت ! فإني كتبت الموت على كل من كان تحت عرشي.

    فيموتان ثم يأتي ملك الموت الى المهيمن الجبار فيقول :

    قد مات جبريل و ميكائيل ولم يبق الا أنت الحي الذي لا تموت وبقي حملة العرش وبقيت انا . فيقول الخبير الحكيم : فليمت حملة عرشي.

    فيموتون و يأمر الله العرش فيقبض الصور من اسرافيل ثم يأتي ملك الموت الى الملك القدوس ويوقل : يا رب قد مات حملة عرشك.

    فيقول سبحانه وتعالى وهو أعلم بمن بقي : فمن بقي؟

    يجيب ملك الموت : يا رب بقيت أنت الحي الذي لا تموت وبقيت انا.

    فيقول الله : أنت خلق من خلقي خلقتك لما أردت فمت . فيموت .

    هكذا يفنى العالم كله .. يفنيه الله الذي لا يموت أبدا .. الذي كان آخرا كما كان اولا .. فلم يبق الا هو .. الله الذي أوجد الوجود ثم افناه وأعاده كما كان .. الله الواحد القهار .. الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولك يكن له كفوا أحد .. فيطوي السماوات والأرض بكل ما حوتا من مخلوقات فانية ميتة لا حياة فيها كطي السجل للكتاب .. فيقبض الله الأرض جميعا والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى .. ويتجلى بعظمته وجبروته .. ينادي بمنتهى القوة والعظمة الإلهية الجبارة .. ينادي الملك القدوس المهيمن ويقول : أين ملوك الأرض ! اين الجبارون ! اين المتكبرون ! لمن الملك اليوم؟!

    لا احد يرد .. فلم يبق الا وجهه ذو الجلال والإكرام .. والكون كله فان بين يديه .. في حالة سكون .. سكون.

    ثم يكرر سبحانه وتعالى ويقول مرة أخرى : لمن الملك اليوم ؟!

    فما من سميع ولا من كجيب ولآخر مرة يقولها عز وجل ثم يجيب بنفسه فيقول : (لمن الملك اليوم ؟! لله الواحد القهار)

    سبحانك يا رب..


    المراجع .. كتاب علامات الساعة الصغرى والكبرى..
    *manal
    *manal
    المشرف العام المميز للمنتدي


    انثى عدد الرسائل : 1501
    البلد : alexandria
    الهوايات المفضلة : القراءة
    nbsp : * * * يــــوم ينفــــخ في الصــــور * * * 15781611
    درجات الاجاده : 0
    نقاط : 62390

    مع التحية رد: * * * يــــوم ينفــــخ في الصــــور * * *

    مُساهمة من طرف *manal 5/4/2008, 2:12 am



    *(يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاء كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ) (الأنبياء : 104 )



    *(وَمَا يَنظُرُ هَؤُلَاء إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً مَّا لَهَا مِن فَوَاقٍ) (صـ : 15 )



    *(وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ) (النمل : 87 )



    *(أَتَى أَمْرُ اللّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) (النحل : 1 )



    *(يَوْمَ هُم بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ) (غافر : 16 )

    tetoooouae
    tetoooouae
    المشرف المميز


    ذكر عدد الرسائل : 2288
    العمر : 49
    البلد : EGYPT
    الهوايات المفضلة : FRIENDSHIP,INTERNET,SPORTS
    nbsp : * * * يــــوم ينفــــخ في الصــــور * * * 15781611
    درجات الاجاده : 0
    نقاط : 62848

    مع التحية رد: * * * يــــوم ينفــــخ في الصــــور * * *

    مُساهمة من طرف tetoooouae 5/4/2008, 7:45 am

    اللهم امتنا علي التوحيد

    اللهم ارضي عنا يارب

    اللهم امنا يوم الفزع الاكبر
    zmzm
    zmzm
    المشرفه المميزه


    انثى عدد الرسائل : 3063
    البلد : egypt
    nbsp : * * * يــــوم ينفــــخ في الصــــور * * * 15781611
    درجات الاجاده : 0
    نقاط : 62040

    مع التحية رد: * * * يــــوم ينفــــخ في الصــــور * * *

    مُساهمة من طرف zmzm 3/7/2008, 3:44 am





    * * * يــــوم ينفــــخ في الصــــور * * * Printer * * * يــــوم ينفــــخ في الصــــور * * * Ar1lتفسير القرطبي* * * يــــوم ينفــــخ في الصــــور * * * Ar1r
    الآية: 98 {قال هذا رحمة من ربي فإذا جاء وعد ربي جعله دكاء وكان وعد ربي حقا}
    قوله تعالى: "قال هذا رحمة من ربي" القائل ذو القرنين، وأشار بهذا إلى الردم، والقوة عليه، والانتفاع به في دفع ضرر يأجوج ومأجوج. وقرأ ابن أبي عبلة "هذه رحمة من ربي". "فإذا جاء وعد ربي" أي يوم القيامة. وقيل: وقت خروجهم. "جعله دكاء وكان وعد ربي حقا" أي مستويا بالأرض؛ ومنه قوله تعالى: "إذا دكت الأرض" [الفجر: 21] قال ابن عرفة: أي جعلت مستوية لا أكمة فيها، ومنه قوله تعالى: "جعله دكاء" قال اليزيدي: أي مستويا؛ يقال: ناقة دكاء إذا ذهب سنامها. وقال القتبي: أي مدكوكا ملصقا بالأرض. وقال الكلبي: قطعا متكسرا؛ قال:
    هل غير غاد دك غارا فانهدم
    وقال الأزهري: يقال دككته أي دققته. ومن قرأ "دكاء" أراد جعل الجبل أرضا دكاء، وهي الرابية التي لا تبلغ أن تكون جبلا وجمعها دكاوات. قرأ حمزة وعاصم والكسائي "دكاء" بالمد على التشبيه بالناقة الدكاء، وهي التي لا سنام لها، وفي الكلام حذف تقديره: جعله مثل دكاء؛ ولا بد من تقدير هذا الحذف. لأن السد مذكر فلا يوصف بدكاء. ومن قرأ "دكا" فهو مصدر دك يدك إذا هدم ورض؛ ويحتمل أن يكون "جعل" بمعنى خلق. وينصب "دكا" على الحال. وكذلك النصب أيضا في قراءة من مد يحتمل الوجهين.
    الآية: 99 {وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض ونفخ في الصور فجمعناهم جمعا}
    قوله تعالى: "وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض" الضمير في "تركنا" لله تعالى؛ أي تركنا الجن والإنس يوم القيامة يموج بعضهم في بعض. وقيل: تركنا يأجوج ومأجوج "يومئذ" أي وقت كمال السد يموج بعضهم في بعض. واستعارة الموج لهم عبارة عن الحيرة وتردد بعضهم في بعض، كالمولهين من هو وخوف؛ فشبههم بموج البحر الذي يضطرب بعضه في بعض. وقيل: تركنا يأجوج ومأجوج يوم انفتاح السد يموجون في الدنيا مختلطين لكثرتهم. قلت: فهذه ثلاثة أقوال أظهرها أوسطها، وأبعدها آخرها، وحسن الأول؛ لأنه تقدم ذكر القيامة في تأويل قوله تعالى: "فإذا جاء وعد ربي". والله أعلم.
    قوله تعالى: "ونفخ في الصور" والصور قرن من نور ينفخ فيه، النفخة الأولى للفناء والثانية للإنشاء. وليس جمع صورة كما زعم بعضهم؛ أي ينفخ في صور الموتى على ما نبينه. روى مسلم من حديث عبدالله بن عمرو (.... ثم ينفخ في الصور فلا يسمعه أحد إلا أصغى ليتا ورفع ليتا - قال - وأول من يسمعه رجل يلوط حوض إبله - قال فيصعق ويصعق الناس ثم يرسل الله - أو قال ينزل الله - مطرا كأنه الطل فتنبت منه أجساد الناس ثم ينفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون) وذكر الحديث. وكذا في التنزيل "ثم نفخ فيه أخرى" [الزمر: 68]ولم يقل فيها؛ فعلم أنه ليس جمع الصورة. والأمم مجمعة على أن الذي ينفخ في الصور إسرافيل عليه السلام. قال أبو الهيثم: من أنكر أن يكون الصور قرنا فهو كمن ينكر العرش والميزان والصراط، وطلب لها تأويلات. قال ابن فارس: الصور الذي في الحديث كالقرن ينفخ فيه، والصور جمع صورة. وقال الجوهري: الصور القرن. قال الراجز:
    لقد نطحناهم غداة الجمعين نطحا شديدا لا كنطح الصورين
    ومنه قوله: "ويوم ينفخ في الصور". قال الكلبي: لا أدري ما هو الصور. ويقال: هو جمع صورة مثل بسرة وبسر؛ أي ينفخ في صور الموتى والأرواح. وقرأ الحسن "يوم ينفخ في الصور". والصور (بكسر الصاد) لغة في الصور جمع صورة والجمع صوار، وصيار (بالياء لغة فيه. وقال عمرو بن عبيد: قرأ عياض "يوم ينفخ في الصور" فهذا يغني به الخلق. والله أعلم. قات: وممن قال إن المراد بالصور في هذه الآية جمع صورة أبو عبيد. وهذا وإن كان محتملا فهو مردود بما ذكرناه من الكتاب والسنة. وأيضا لا ينفخ في الصور للبعث مرتين؛ بل ينفخ فيه مرة واحدة؛ فإسرافيل عليه السلام ينفخ في الصور الذي هو القرن والله عز وجل يحيى الصور. وفي التنزيل "فنفخنا فيه من روحنا" [التحريم: 12].
    قوله تعالى: "فجمعناهم جمعا" يعني الجن والإنس في عرصات القيامة.
    الآية: 100 {وعرضنا جهنم يومئذ للكافرين عرضا}
    أي أبرزناها لهم.
    zmzm
    zmzm
    المشرفه المميزه


    انثى عدد الرسائل : 3063
    البلد : egypt
    nbsp : * * * يــــوم ينفــــخ في الصــــور * * * 15781611
    درجات الاجاده : 0
    نقاط : 62040

    مع التحية رد: * * * يــــوم ينفــــخ في الصــــور * * *

    مُساهمة من طرف zmzm 3/7/2008, 3:46 am

    الآية: 101 {الذين كانت أعينهم في غطاء عن ذكري وكانوا لا يستطيعون سمعا}
    قوله تعالى: "الذين كانت أعينهم" في موضع خفض نعت "للكافرين". "في غطاء عن ذكري" أي هم بمنزلة من عينه مغطاة فلا ينظر إلى دلائل الله تعالى. "وكانوا لا يستطيعون سمعا" أي لا يطيقون أن يسمعوا كلام الله تعالى، فهم بمنزلة من صم.
    الآية: 102 {أفحسب الذين كفروا أن يتخذوا عبادي من دوني أولياء إنا أعتدنا جهنم للكافرين نزلا}
    قوله تعالى: "أفحسب الذين كفروا" أي ظن. وقرأ علي وعكرمة ومجاهد وابن محيصن "أفحسب" بإسكان السين وضم الباء؛ أي كفاهم. "أن يتخذوا عبادي" يعني عيسى والملائكة وعزيرا. "من دوني أولياء" ولا أعاقبهم؛ ففي الكلام حذف. وقال الزجاج: المعنى؛ أفحسبوا أن ينفعهم ذلك.
    الآيات: 103 - 105 {قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا، الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا، أولئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه فحبطت أعمالهم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا}
    فيه دلالة على أن من الناس من يعمل العمل وهو يظن أنه محسن وقد حبط سعيه، والذي يوجب إحباط السعي إما فساد الاعتقاد أو المراءاة، والمراد هنا الكفر. روى البخاري عن مصعب قال: سألت أبي "قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا" أهم الحرورية؟ قال: لا؛ هم اليهود والنصارى. وأما اليهود فكذبوا محمدا صلى الله عليه وسلم، وأما النصارى فكفروا بالجنة، فقالوا: لا طعام فيها ولا شراب؛ والحرورية الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه؛ وكان سعد يسميهم الفاسقين. والآية معناها التوبيخ؛ أي قل لهؤلاء الكفرة الذين عبدوا غيري: يخيب سعيهم وآمالهم غدا؛ فهم الأخسرون أعمالا، وهم "الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا" في عبادة من سواي. قال ابن عباس: (يريد كفار أهل مكة). وقال عليSadهم الخوارج أهل حروراء. وقال مرة: هم الرهبان أصحاب الصوامع). وروي أن ابن الكواء سأله عن الأخسرين أعمالا فقال له: أنت وأصحابك. قال ابن عطية: ويضعف هذا كله قوله تعالى بعد ذلك: "أولئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه فحبطت أعمالهم" وليس من هذه الطوائف من يكفر بالله ولقائه والبعث والنشور، وإنما هذه صفة مشركي مكة عبدة الأوثان، وعلي وسعد رضي الله عنهما ذكرا أقواما أخذوا بحظهم من هذه الآية. و"أعمالا" نصب على التمييز. و"حبطت" قراءة الجمهور بكسر الباء. وقرأ ابن عباس "حبطت" بفتحها.
    قوله تعالى: "فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا" قراءة الجمهور "نقيم" بنون والعظمة. وقرأ مجاهد بياء الغائب؛ يريد فلا يقيم الله عز وجل، وقرأ عبيد بن عمير "فلا يقوم" ويلزمه أن يقرأ "وزن" وكذلك قرأ مجاهد "فلا يقوم لهم يوم القيامة وزن". قال عبيد بن عمير: يؤتى يوم القيامة بالرجل العظيم الطويل الأكول الشروب فلا يزن عند الله جناح بعوضة.
    قلت: هذا لا يقال مثله من جهة الرأي، وقد ثبت معناه مرفوعا صحيحي البخاري ومسلم عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إنه ليأتي الرجل العظيم السمين يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة اقرؤوا إن شئتم (فلا نقيم له يوم القيامة وزنا). والمعنى أنهم لا ثواب لهم، وأعمالهم مقابلة بالعذاب، فلا حسنة لهم توزن في موازين القيامة ومن لا حسنة له فهو في النار. وقال أبو سعيد الخدري: يؤتى بأعمال كجبال تهامة فلا تزن شيئا. وقيل: يحتمل أن يريد المجاز والاستعارة؛ كأنه قال: فلا قدر لهم عندنا يومئذ؛ والله أعلم. وفي هذا الحديث من الفقه ذم السمن لمن تكلفه، لما في ذلك من تكلف المطاعم والاشتغال بها عن المكارم، بل يدل على تحريم الأكل الزائد على قدر الكفاية المبتغى به الترفه والسمن. وقد قال صلى الله عليه وسلم: (إن أبغض الرجال إلى الله تعالى الحبر السمين) ومن حديث عمران بن حصين عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (خيركم قرني ثم الذين يلونهم - قال عمران فلا أدري أذكر بعد قرنه قرنين أو ثلاثة - ثم إن من بعدكم قوما يشهدون ولا يستشهدون ويخونون ولا يؤتمنون وينذرون ولا يوفون ويظهر فيهم السمن) وهذا ذم. وسبب ذلك أن السمن المكتسب إنما هو من كثرة الأكل والشره، والدعة والراحة والأمن والاسترسال مع النفس على شهواتها، فهو عبد نفسه لا عبد ربه، ومن كان هذا حاله وقع لا محالة في الحرام، وكل لحم تولد عن سحت فالنار أولى به؛ وقد ذم الله تعالى الكفار بكثرة الأكل فقال: "والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوى لهم" [محمد: 12] فإذا كان المؤمن يتشبه بهم، ويتنعم بتنعمهم في كل أحواله وأزمانه، فأين حقيقة الإيمان، والقيام بوظائف الإسلام؟ ! ومن كثر أكله وشربه كثر نهمه وحرصه، وزاد بالليل كسله ونومه، فكان نهاره هائما، وليله نائما. وقد مضى في "الأعراف" هذا المعنى؛ وتقدم فيها ذكر الميزان، وأن له كفتين توزن فيهما صحائف الأعمال فلا معنى للإعادة. وقال عليه الصلاة والسلام حين ضحكوا من حمش ساق ابن مسعود وهو يصعد النخلة: (تضحكون من ساق توزن بعمل أهل الأرض) فدل هذا على أن الأشخاص توزن؛ ذكره الغزنوي.

      الوقت/التاريخ الآن هو 22/11/2024, 5:54 am