منتدي الا رسول الله

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدي اسلامي


2 مشترك

    الثلاثة الذين خلفوا

    tetoooouae
    tetoooouae
    المشرف المميز


    ذكر عدد الرسائل : 2288
    العمر : 49
    البلد : EGYPT
    الهوايات المفضلة : FRIENDSHIP,INTERNET,SPORTS
    nbsp : الثلاثة الذين خلفوا 15781611
    درجات الاجاده : 0
    نقاط : 62838

    منقول الثلاثة الذين خلفوا

    مُساهمة من طرف tetoooouae 10/1/2008, 8:39 pm

    قد يكون الجهاد فرض عين على المسلم، كما لو عينه الإمام ، ولا يجوزله التخلف عنه حينئذ إلا لعذر شرعي . لذلك عندما يستنفر النبي صلى الله عليه وسلم المؤمنين للجهاد يخرج كل مسلم صادق ، ولا يتخلف إلا أهل الأعذار الشرعية أو أهل النفاق، ولكن في غزوة تبوك تخلف ثلاثة رجال كعب بن مالك و مرارة بن ربيع و هلال ابن أبي أمية عن الغزو مع الرسول صلى الله عليه وسلم من غير عذر شرعي ولا نفاق.

    تخلف الثلاثة عن الغزو الذي كان في زمان الحر والشدة ، ولكن رغم فداحة الذنب وعظمته تجاوز الله عنهم وغفر لهم صنيعهم ، لأنهم كانوا صادقين مع أنفسهم ومع الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، لم يخادعوه ولم يأتوا بأعذار كاذبة ، بل صدقوا واعترفوا بتخلفهم ، ولجؤوا إلى الله تائبين مستغفرين فتاب الله عليهم .

    ولندع أحدهم وهو كعب بن مالك يقدم سردا ملخصا لهذه المحنة:
    قال كعب : غزا النبي صلى الله عليه وسلم تلك الغزوة، حين طابت الثمار، فتجهز رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتجهز المسلمون معه ، ولم أتجهز وأقول في نفسي سألحق بهم حتى إذا خرجوا ظننت أني مدركهم، وليتني فعلت ، فلما انفرط الأمر ، أصبحت وحدي بالمدينة لا أرى إلا رجلاً مغموصاً عليه في النفاق - أي مشهورا به - أو رجلاً ممن عذر الله من الضعفاء، فلما بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عاد راجعا من تبوك حضرني الفزع، فجعلت أتذكر الكذب، وأقول : بماذا أخرج من سخط رسول الله ؟ واستعين على ذلك بكل ذي رأي من أهلي ، فلما دنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة، زال عني الباطل، وعلمت أني لا أنجو منه إلا بالصدق، فأجمعت أن أصدقه .

    فلما وصل رسول الله صلى الله عليه وسلم للمدينة بدأ بالمسجد وجلس للناس ، فجاء المخلفون وجعلوا يعتذرون له ويحلفون، فيقبل منهم ظواهرهم ويستغفر لهم ، وكانوا بضعا وثمانين رجلاًَ ، فجئت فسلمت عليه، فتبسم تبسم المغضب ، فقال لي ، ما خلفك ؟ قلت: يا رسول الله والله لو جلست إلى غيرك من أهل الدنيا ، لخرجت من سخطه بعذر ولقد أعطيت جدلاً ، والله ما كان لي عذر حين تخلفت عنك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أما هذا فقد صدق ، فقم حتى يقضي الله فيك .
    فخرجت من عنده فلحقني بعض أهلي يلوموني على أني لم أعتذر، ويستغفر لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حتى هممت أن أرجع عن صدقي، فسألت هل قال أحد بمثل ما قلت؟ فذكروا لي رجلين صالحين: مرارة بن الربيع و هلال بن أبي أمية وكان فيهما لي أسوة .ثم إن رسول الله نهى عن محادثتنا نحن الثلاثة ، فاجتبنا الناس ، وتغيروا لنا ، فتنكرت لي نفسي والأرض ، أما صاحبيّ فاستكانا وقعدا في بيتيهما ، أما أنا فأصلى مع المسلمين وأطوف الأسواق ولا يكلمني أحد حتى أقاربي .بينما أنا في هذا الحال إذا جاءت رسالة من ملك غسان يقول لي : الحق بنا نواسيك بعد أن هجرك صاحبك ، قلت: هذا من البلاء أيضا ، فحرقت الرسالة ، فلما مضت أربعون ليلة إذ رسول من النبي صلى الله عليه وسلم يأمرني باعتزال امرأتي فقلت : الحقي بأهلك ، وكان الأمر باعتزال النساء لصاحبيّ أيضاً .فلما مضت خمسون ليلة أذن الله بالفرج وجاءت التوبة ، قال كعب: فما أنعم الله علي بنعمة بعد الإسلام ، أعظم في نفسي من صدقي رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ ، و الله ما أعلم أحداً ابتلاه الله بصدق الحديث بمثل ما ابتلاني .

    والآيات التي نزلت في توبتهم هي قوله تعالى:{ وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا أن لاملجأ من الله إلا إليه ثم تاب عليهم ليتوبوا إن الله هو التواب الرحيم * يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين } ( التوبة:118،119).

    وهكذا أزاح الله هذه الغشاوة المحزنة عن هؤلاء النفر الثلاثة، بعدما كادوا يقعون في الهلاك بسبب تخلفهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فضاقت عليهم الأرض رغم رحابتها، وضاقت عليهم أنفسهم، فعلموا أن الملجأ من الله لا يتم إلا بالعودة إليه، فاستجاب الله لهم ،وغفر زلتهم، وهذه القصة اشتملت على فوائد و عبر كثيرة :

    منها: أن القعود عن الجهاد عند استنفار الإمام يعد إثما كبيرا في الإسلام تجب التوبة منه.
    ومنها: تعامل الصحابة مع أمر النبي صلي الله عليه وسلم، وتنفيذهم له ،حتى ولو كان الأمر يتعلق بأقاربهم.ومنها: ولاء الصحابة الصادق لله ،فرغم فداحة الحادثة وصعوبة المقاطعة لم يفكركعب بن مالك في اللحاق بالكافرين ولم يلتفت إلى عرضهم .ومنها: قيمة الصدق في الإسلام ، وكيف أن الصدق هدى الثلاثة إلى البر ورضوان الله، اللهم ارزقنا الصدق، واحشرنا مع الصديقين.
    avatar
    leena.m
    عضو نشيط جدا
    عضو نشيط جدا


    انثى عدد الرسائل : 280
    العمر : 40
    البلد : الاردن
    الهوايات المفضلة : المطالعة
    بلد العضو : الثلاثة الذين خلفوا Iraqflsmnwmxm4
    nbsp : الثلاثة الذين خلفوا 15781611
    درجات الاجاده : 0
    نقاط : 61860

    منقول رد: الثلاثة الذين خلفوا

    مُساهمة من طرف leena.m 11/1/2008, 4:55 pm

    قصة جميلة وفيها العبر الكثيرة , واذا سمحت لي اخي اريد ان أضبف بعض الدروس والعبر من قصة كعب بن ماك وهذه العبر ذكرها الدكتور عبد الرحمن الذاكر بمحاضرة له بعنوان ( قد أتأخر ولكن لأسبق الجميع ) , طبعا كانت هذه الدروس مأخوذه من كامل النص و حتى من سنده و الموضوع طوييييييييييييييييييييييييل فهي عبارة عن 256 فائدة مستخرجة , اكثر شئ عجبني كان مشاركة أولاد كعب بن مالك القصة فراوي القصة هو عبد الله بن كعب بن مالك , وهذا دليل على مشاركة الابناء في ذالك الوقتمجالس ابائهم ,وايضا اعتراف الاباء بالاخطاء امام اولادهم فالاعتراف بالخطأ أمام الأبناء أمر محمود...
    مع أن المتعارف عليه لدى عامة الناس اللجاجة وعدم الاعتراف واختلاق المعاذير...
    وهذا من الانهزامية وضعف الشخصية وعدم تقدير النفس...
    فالحديث: (عن ابن شهاب... عن عبدالرحمن بن عبدالله بن كعب بن مالك...)...
    وكان قائد كعب رضي الله عنه من بنيه حين عمي... , , وايضا اعجبني ما قاله الدكتور عن موضوع التسويف ا, فالتسويف يضعف الهمم حتى ولو كانت القدرات كبيرة...
    والأعمال الكبيرة تعتمد على الهمم أكثر من اعتمادها على الإمكانات بل إن الهمم توجد الإمكانات... فإمكانات كعب أكثر من إمكانات كثير من الصحابة... ومع ذلك لم يخرج مع النبي صلى الله عليه وسلم بل سوف بالخروج حتى تفارط الجيش..
    التسويف والتأجيل سبب في الانقطاع عن تحقيق فرص المسابقة...
    قال الحسن البصري: (أحذركم سوف...)...

    موضوعك جميل بارك الله فيك ولو في مجال كان ذكرت فوائد أخرى والله الموفق جزاك الله الجنة


      الوقت/التاريخ الآن هو 21/11/2024, 3:01 pm