فلنتزود ...... من القرآن أرانى أشعر بالعجز عند الكتابة حول موضوع الزاد على الطريق
وخاصة حول كيفية التزود وكيف ننهل من زاد الإيمان و التقوى و الهداية و النور ،
فالأمر ليس أمر خبرة وتجربة ومعرفة لكنَّه بالدرجة الأولى
يرجع الى تفضل المعطى الوهاب سبحانه وتعالى { يختص برحمته من يشاء }
وهو الذى يمنُّ علينا بالهداية والإيمان ويفيض بأنواره
ورحمته بلا حدود فلا حرج على فضل الله .
{ يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا علىّ إسلامكم
بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين } ،
{ ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل
له من بعده وهو العزيز الحكيم } .
الله مصدر كل خير :
فالله سبحانه مصدر كل خير ولكنه تفضلاً منه ورحمة بنا أرشدنا
الى الوسائل والأسباب التى نأخذ بها كى نستجلب هذا الزاد منه سبحانه ،
ولو دققنا لوجدنا أن الأمر بالدرجة الأولى يرجع الى حال
العبد الذى يقف بباب ربه يسأله ليعطيه ،
فيطلع منه ربه على خضوعه وخشوعه وذله وافتقاره إليه وخوفه
منه وخشيته له ورجائه منه وطمعه فى رحمته ،
هذا هو الأصل ثم تأتى بعد ذلك الوسائل والأسباب ،
وبقدر صدق العبد فى هذه الأحوال يكون العطاء و الفضل من الله الوهاب .
من هنا أجدنى أشعر بالإشفاق على نفسى وقد يصل الإشفاق
الى الخوف عندما أجدنى أتعرض لإرشاد غيرى فى هذا الأمر وقد لا أكون أهلاً لذلك .
ولكن أمام إحساسى بالحاجة الماسة و الضرورة الملحة
لهذا الزاد بالنسبة لكل من يسلك طريق
الدعوة فإنى أستعين بالله وأكتب لمحات للاسترشاد بها .
ولما كان هذا الزاد شأن كل زاد قابل للزيادة و النقصان ،
بل قد يتعرض للنفاد ،
لزم أن يحرص كل منا على تجديده وزيادته
و المحافظة عليه من النقصان و النفاد ،
وكما سنرى نجد أن الله قد يسر لنا
الأسباب وفى كل الأوقانت دون عوائق .
كتب الاستاذ/ مصطفي مشهور