أبتاه ماذا قد يخط بناني
أبتاه ماذا قد يخط بناني | و الحبل و الجلاد ينتظران | |
هذا كتاب إليك من زنزانة | مقرورة صخرية الجدران | |
الليل من حولي هدوء قاتل | والذكريات تمور فى وجداني | |
والنفس بين جوانحي شفافة | دب الخشوع بها فهز كياني | |
دمع السجين هناك فى أغلاله | ودم الشهيد هنا سيلتقيان | |
أنا لست أدرى هل ستذكر قصتي | أم سوف يعدوها رحى النسيان | |
او أنني سأكون فى تاريخنا | متآمـــرا أم هادم الأوثان | |
كل الذي أدريه ان تجرعي | كأس المذلة ليــس فى إمكاني | |
لو لم أكن فى دعوتي متطلبا | غير الضياء لأمتي لكفاني | |
فإذا سقطُت سقطُت أحمل عزتي | يغلى دم الأحرار فى شرياني | |
إن ابنك المصفـود فى أغلاله | قد سيق نحو الموت غير مدان | |
فاذكر حكايات بأيام الصبا | قد قلتها لى عن عزة الإيمان | |
وإذا سمعت نشيج أمي فى الدجى | تبكى شبابا ضاع فى الريعان | |
وتكتم الحسرات فى أعماقها | ألما تواريه عن الجيــران | |
فاطلب إليها الصفح عنى إنني | لا ابتغى منها سوى الغفران | |
مازال فى سمعي رنين حديثها | ومقالها فى رحمة وحنان | |
ابني إني قد غدوت عليلة | لم يبق لى جلد على الأحزان | |
فأذق فؤادي فرحة بالبحث عن | بنت الحلال ودعك من عصيان | |
كانت لها أمنيــة ريانة | يا حســن أمال لها وأمان | |
والآن لا أدرى بأي جوانح | ستبيت بعـدى أم بأي جنان | |
هذا الذى سطرته لك يا أبى | بعض الذي يجرى بفكر عان | |
وإلى لقاء تحت ظل عدالة | قدسية الأحكام والميزان |