السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مما يذكر أنه عندما أراد أحد التابعين الدخول بزوجته أوقفته ثم أثنت على الله وحمدته ثم قالت له: قل لي ما تحب وما لا تحب من الطعام واللباس ومن تحب أن يدخل عليك من أهلك في وجودك وفى غير وجودك ومن تحب ومن لا تحب أن يدخل عليك من جيراننا وأصدقائك ، فأجابها بما أرادت ثم قال: عشت معها عشرون عاماً لم تخطئ في ولا مرة إلا خطأً واحداً كنت أنا السبب فيه ، فيا سبحان الله أين هذه وتلك الأخلاق من أزواج أيامنا السعيدة هذه.
إن الناظر إلى واقعنا المعاصر يرى أن حقيقة المعركة بين الحق والباطل تقع على أرض غير ثابتة هشة تفتقد إلى الثبات وأرض المعركة في وقتنا الحالي هم الشباب فانك عندما تنظر إلى أي مشكلة في أي بيت أو أي مجتمع ترى أن الشباب هم العامل الرئيسي في المشكلة كمقدمات وأسباب وأعراض وعلاج وهنا يطفو على السطح سؤال واحد ، الشباب نتاجُ من؟
فأُجيبُك نتاج أسر مفككة تفتقد إلى التفاهم والعطف والحنان ، أسر لا تجد من يحتضنها فأبٌ يشغله المال وأم يأست من حياتها وتريد الجديد وفتى تشغله الشهوات وفتاةٌ تبحث عن صدر رحب يحتضنها ويعطيها الحنان، أسر مفككة لا ينتج عنها إلا شباب بلا هويةٍ ولا فكر ولا مبادئ ولا عقيدة ، ينتج عن هذه النماذج من الشباب زوجات وبيوت مشوهة الخلقةُ مِلؤها الكره والمشاكل.
وصراحةً فإن الحديث موجهٌ بالأخص إلى فتياتنا وشبابنا في سن الشباب ، أولئك المقبلون على بناء البيوت الصحيحة البنية العامرة بالحب والحنان:
أولاً:- بالنسبة لفتياتنا.
هو أن تعرفي كيف يمكنك أن تجعلي زوجك سعيداً في حياته سعيدا بكِ فخوراً بزوجة الدنيا والآخرة ناجحا في عمله مؤثرا في مجتمعه وبالتالي كيف يمكنك بناء بيت ناجح سليم بنّاء في تكوين مجتمع سليم بناء مجتمع سليم ناجح يقود ذلك العالم المظلم فإن للمرأة دورا عظيم في إرساء قواعد الأسرة وتحقيق سعادتها.
ثانياً:- بالنسبة لشبابنا.
على كل شاب أن يعلم ما يجب له من زوجته كي لا يكلفها فوق طاقتها وحتى يعدل ما بخواطره من تصورات عما ستفعله له زوجته في المستقبل فيكون مهيأ لذلك يفرح بما تبذله من أجله مستعظماً لأفعالها تجاهه لا مستحقراً لها.
الرسالة الأولي: حسن الاستقبال.
وحسن الاستقبال من الأمور التي تسعد الزوج فتمسح عنه باستقبالها الجميل وتلقيها الحسن ما يلقاه الزوج في عمله من مضايقات وفي الشارع من فتن ومغريات وفى الحياة من فتن ومشقات ولحسن الاستقبال عدة آداب نذكرها بإيجاز:
1- طلاقة الوجه:
ولا يخفي عنا كلنا ما تحدثه الابتسامة من أثر في نفس أي إنسان في العلاقات العامة بين الناس وبعضهم البعض لذا فلا يخفى عنا أثر الابتسامة في نفس الزوج.
وعن أبى ذر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجهٍ طليق " ... رواه مسلم.
و" تبسمك في وجه أخيك صدقه " ... رواه الترمذي.
2- التزين والتطيب:
وذلك مما يشرح قلب الزوج ويقر عينه ويجعله فخوراٍ بزوجته مقتنعاٍ بها أن يراها بثياب جميلة نظيفة ووجه وضئ وشعر مصفف ومنمق مع عطر فواح فيشعر حين ذاك بالسرور والارتياح ، وقد جعل الإسلام تلك الصفة من صفات المرأة الصالحة.
عن بن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر رضى الله عنه:
" ألا أخبرك بخير ما يكنز المرء؟ المرأة الصالحة إذا نظر إليها سرته وإذا أمرها أطاعته وإذا غاب عنها حفظته في نفسها وماله " ... رواه أبو داود.
ولتحقيق هذه الصفة أهمية قصوى خاصةً في هذه الأيام التي انتشر فيها التفنن في التبرج الخليع والسفور الفظيع وما تراه من النساء في الشوارع.
3- الأخبار السارة:
أختي الفتاة إعلمي أن الله عز وجل أراد منكِ أن تكوني سكن لزوجك وكلمة ( سكن ) تعنى الراحة والهدوء والبشرى والسكينة لذا يستحسن بكى أيتها الفتاة المقبلة على تلك الحياة الرقيقة أن تستقبلي زوجك دائما بالأخبار السارة والأحاديث السعيدة مما مر بكِ خلال اليوم لا الأحداث السيئة التي تجلب إليه الهم والحزن أو الطلبات التي لا تنتهي والتي ترهق عاتقه دائماً بالتفكير في كيفية قضائها.
وانظري أيتها الفتاة إلى موقف الصحابية الجليلة أم سليم امرأة أبى طلحة رضي الله عنهما وكيف استقبلت زوجها بخبر وفاة ابنهما بكل حكمة ورقة وحنان وصبر على المشقة.
عن أنس رضي الله عنه قال: مات ابن لأبي طلحة من أم سليم فقالت لأهلها لا تحدثوا أبا طلحة بخبر ابنه حتى أكون أنا من أحدثه فجاء فقربت له عشاء فأكل وشرب ثم تصنعت له أحسن ما كانت تتصنع قبل ذلك فوقع بها فلما رأت أنه قد شبع وأصاب منها قالت يا أبا طلحة أرأيت لو أن قوما أعاروا عيرتهم أهل بيت وطلبوا عيرهم ألهم أن يمنعوهم ؟
قال: لا
قالت: فإن كانت هذه الأمانة لله ؟
قال: فهي أحق أن ترد.
قالت: فاحتسب ابنك عند الله.
قال: فغضب ثم قال أتركتني حتى إذا تلطفت ثم أخبرتني بابني فانطلق حتى أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بما كان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بارك الله لكما في ليلتكما.
قال: فحملت.
قال: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر وهي معه وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتى المدينة من سفر لا يُطّرِقُها طرقاً فدنوا من المدينة فجاءها المخاض فاحتبس عليها أبو طلحة وانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال: يقول أبا طلحة: إنك لتعلم يا رب أنه يعجبني الخروج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج وأدخل معه إذا دخل وقد احتبست بما ترى.
تقول أم سليم يا أبا طلحة ما أجد الذي أجد انطلق فانطلقنا وضربها المخاض حين قدما فولدت غلاماً فقالت لي يا أنس لا يرضعه أحد حتى تفدوا به على رسول الله(صلى الله عليه وسلم) فلما أصبح احتملته فانطلقت به إلى رسول الله(صلى الله عليه وسلم) وبعث معه أبو طلحه بذرات.
فقال رسول الله(صلى الله عليه وسلم) أمعه شيء؟
قال : نعم بذرات.
فأخذها النبي فمضغها ثم وضعها في فم الصبي ثم حنكه وسماه عبد الله " ... (متفق عليه).
فقال رجل من الأنصار فرأيت تسعة أولاد كلهم قد حفظوا القرءان أي من أولاد عبد الله المولود.
هكذا تصنع الأم في مدرسة النبوة فأين ذلك من صنيع نسائنا اليوم ( اللاتي يصنعن من الحبة قبة ، أمك عملت أختك قالت الواد عيان البت عندها ... وعايزين ... وفين فلوس ... مش أبو فلان جارنا ... ).
4- عبارات الأشواق والارتياح:
وهى من الأشياء التي تسعد الزوج وتمسح عنه عناء العمل أن تستقبله الزوجة بعبارات الأشواق الحارة والانتظار لعودته الحميدة للأنس بقربه والسعادة في ظله فإن ذلك مما يقوى أواصر المحبة والألفة وينشر أجنحة السعادة والرحمة.
5- إعداد الطعام وإتقانه:
فإن كانت عودة الزوج في وقت الطعام فيحسن بكِ أن تجهزيه وتتقني عمله ولا عيب فيكِ أن تبحثي عما تتقنه الأخريات وتتعلمين منهم فإن كثيراً من الأزواج إذا جاعت بطونهم طاشت عقولهم وأحلامهم وعليكِ أن تحسني الصناعة إحساناً. فإن الله كتب الإحسان على كل شيء.
( إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه )
حتى يأكل الزوج أصابعه من شدة إعجابه!!
الرسالة الثانية: تجميل الصوت وترقيقه.
من طبيعة المرأة جمال الصوت ورقته وحسنه ونعومته وتلك الطبيعة فطرها الله عليها لتغرى الرجل بخطابها فواجب المرأة المسلمة أن تخص زوجها برقة خطابها ونعومته ولا تتعداه لغيره لئلا تكون فتنة وقد أوحى القرءان الكريم بذلك فقال تعالى:
( يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفاً ) ... {32} سورة الأحزاب.
قال المفسرون في تلك الآية:
هذا نهى من الله تبارك وتعالى عن ترقيق الخطاب ولين القول إذا خاطبن الرجال الأجانب لأن ذلك يهيج غرائز ذوى القلوب المريضة والنفوس العليلة فيؤدى إلى وقوع الفتن العريضة أما الزوج فيحسن بها أن تخاطبه بأرق الأصوات وأنعم النبرات والمزاح والدعابة لتدخل عليه السرور والطرب ، ومن ذلك على سبيل المثال مناداته بأجمل الأسماء التي يحبها ووصفه بأفضل الصفات الموجودة فيه والتي يحبها.
الرسالة الثالثة: التزيّن والتطيّب.
التزين والتطيّب فطرة في الأنثى لذا فهي تحب أن تبدو حسناء الصورة رشيقة البدن طيبة الرائحة والإسلام يحث على ذلك ويزيد على تنظيمه وتهذيبه حتى لا تكون فتنه ومصيبة.
ولكن معنا عدة نقاط: حث الإسلام على الزينة وثناؤه:
1- إن الله جميل يحب الجمال:
وكفى بكِ فخراً أن الجمال من صفات الإله.
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله(صلى الله عليه وسلم):
" إن الله جميل يحب الجمال." ... رواه مسلم.
2- الزينة من سنن الفطرة:
عن أبى أيوب الأنصاري قال قال رسول الله(صلى الله عليه وسلم):
" الحياء والتعطر والسواك والنكاح من سنن المرسلين " ... رواه الترمذي.
3- التطيب عند طهر الحيض:
حث النبي(صلى الله عليه وسلم) على ذلك لإزالة الرائحة الكريهة وتثبيتاً للنظافة والزينة وجلباً لمحبة زوجها.
(عن عائشة رضي الله عنها قالت:
" إن امرأة سألت النبي(صلى الله عليه وسلم)عن غسلها من الحيض فأمرها كيف تغتسل وقال خذي فرصه من مسك فتطهري بها.
قالت: كيف أتطهر بها.
قال: تطهري بها.
قالت: كيف؟
قال: سبحان الله سبحان الله!!!!!! تطهري .
قالت عائشة: فاجتذبتها إليّ فقلت: تتبعي أثر الدم) ... متفق عليه.
4- أثر التزين والتطيب:
قال بعض العلماء: تزين المرأة لزوجها وتطيبها من أقوى أسباب المحبة والألفة بينهما وعدم الكراهية والنفرة ، لأن العين ومثلها الأنف رائد القلب ، فإذا استحسنت منظراً أوصلته إلى القلب ، فحصلت المحبة وإذا نظرت منظراً بشعاً أو ما لا يعجبها من زى أو لباس ... تلقيه إلى القلب فتحصل الكراهية والنفرة ، ولهذا كان من وصايا نساء العرب لبعضهن: إياك أن تقع عين زوجك على شيء يستقبحه أو يشم منك ما يستقبحه.
5- أوقات الزينة:
وللزينة أوقات بعينها يستحب لك أختاه أن تحرصي فيها على التزين لزوجك بغض النظر عن أهمية الزينة عموماً ومن تلك الأوقات:
أ- أوقات الجماع:
خاصة أن التطيب ينشط الأعضاء فينبغي تحريه عند هذا اللقاء .
ب- أوقات العودة من السفر وطول الغيبة:
خاصة إن التزين والتطيب مما يطفئ حرارة الأشواق عند إياب الزوج إلى زوجته السكن المريح ، ومن أجل ذلك حذر رسول صلى الله عليه وسلم إن يأتي الرجل أهله من السفر فجأة دون أعلامهم.
عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
" إذا طال أحدكم الغيبة فلا يطرقن أهله ليلاً " ... رواه الترمذي.
" إذا جئت من سفر، فلا تأتِ أهلك طروقاً ، حتى تستعد المغيبة وتمتشط الشعثة ، وعليك بالكيس " ...رواه الخمسة إلا النسائي.
ويكفى لنا أن الرسول صلى الله عليه وسلم أخر دخول جيش العسرة إلى المدينة حتى تعلم زوجة سيدنا جابر بن عبد الله برجوعه فتتجهز له.
ج- أوقات الفتنة:
في أيامنا هذه كأوقات الرجوع من الأفراح التي انتشر فيها العري والسفور والتفنن في الزينة ، وعند الرجوع من النزهة التي تقومان بها خارج البيت حيث يرى ما يرى بالخارج.
6- نصائح:
(أ) لا تغالي في الصرف على الزينة واللباس.
(ب) احرصي على تعدد أنواع الزينة فإن المألوف يمل بطول الوقت.
(ج) تحري ما يحب الزوج من أنواع العطور والماكياج وأنواع الثياب ورقتها وزهاوتها وشكل تسريحة الشعر وغير ذلك.
مما يذكر أنه عندما أراد أحد التابعين الدخول بزوجته أوقفته ثم أثنت على الله وحمدته ثم قالت له: قل لي ما تحب وما لا تحب من الطعام واللباس ومن تحب أن يدخل عليك من أهلك في وجودك وفى غير وجودك ومن تحب ومن لا تحب أن يدخل عليك من جيراننا وأصدقائك ، فأجابها بما أرادت ثم قال: عشت معها عشرون عاماً لم تخطئ في ولا مرة إلا خطأً واحداً كنت أنا السبب فيه ، فيا سبحان الله أين هذه وتلك الأخلاق من أزواج أيامنا السعيدة هذه.
إن الناظر إلى واقعنا المعاصر يرى أن حقيقة المعركة بين الحق والباطل تقع على أرض غير ثابتة هشة تفتقد إلى الثبات وأرض المعركة في وقتنا الحالي هم الشباب فانك عندما تنظر إلى أي مشكلة في أي بيت أو أي مجتمع ترى أن الشباب هم العامل الرئيسي في المشكلة كمقدمات وأسباب وأعراض وعلاج وهنا يطفو على السطح سؤال واحد ، الشباب نتاجُ من؟
فأُجيبُك نتاج أسر مفككة تفتقد إلى التفاهم والعطف والحنان ، أسر لا تجد من يحتضنها فأبٌ يشغله المال وأم يأست من حياتها وتريد الجديد وفتى تشغله الشهوات وفتاةٌ تبحث عن صدر رحب يحتضنها ويعطيها الحنان، أسر مفككة لا ينتج عنها إلا شباب بلا هويةٍ ولا فكر ولا مبادئ ولا عقيدة ، ينتج عن هذه النماذج من الشباب زوجات وبيوت مشوهة الخلقةُ مِلؤها الكره والمشاكل.
وصراحةً فإن الحديث موجهٌ بالأخص إلى فتياتنا وشبابنا في سن الشباب ، أولئك المقبلون على بناء البيوت الصحيحة البنية العامرة بالحب والحنان:
أولاً:- بالنسبة لفتياتنا.
هو أن تعرفي كيف يمكنك أن تجعلي زوجك سعيداً في حياته سعيدا بكِ فخوراً بزوجة الدنيا والآخرة ناجحا في عمله مؤثرا في مجتمعه وبالتالي كيف يمكنك بناء بيت ناجح سليم بنّاء في تكوين مجتمع سليم بناء مجتمع سليم ناجح يقود ذلك العالم المظلم فإن للمرأة دورا عظيم في إرساء قواعد الأسرة وتحقيق سعادتها.
ثانياً:- بالنسبة لشبابنا.
على كل شاب أن يعلم ما يجب له من زوجته كي لا يكلفها فوق طاقتها وحتى يعدل ما بخواطره من تصورات عما ستفعله له زوجته في المستقبل فيكون مهيأ لذلك يفرح بما تبذله من أجله مستعظماً لأفعالها تجاهه لا مستحقراً لها.
الرسالة الأولي: حسن الاستقبال.
وحسن الاستقبال من الأمور التي تسعد الزوج فتمسح عنه باستقبالها الجميل وتلقيها الحسن ما يلقاه الزوج في عمله من مضايقات وفي الشارع من فتن ومغريات وفى الحياة من فتن ومشقات ولحسن الاستقبال عدة آداب نذكرها بإيجاز:
1- طلاقة الوجه:
ولا يخفي عنا كلنا ما تحدثه الابتسامة من أثر في نفس أي إنسان في العلاقات العامة بين الناس وبعضهم البعض لذا فلا يخفى عنا أثر الابتسامة في نفس الزوج.
وعن أبى ذر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجهٍ طليق " ... رواه مسلم.
و" تبسمك في وجه أخيك صدقه " ... رواه الترمذي.
2- التزين والتطيب:
وذلك مما يشرح قلب الزوج ويقر عينه ويجعله فخوراٍ بزوجته مقتنعاٍ بها أن يراها بثياب جميلة نظيفة ووجه وضئ وشعر مصفف ومنمق مع عطر فواح فيشعر حين ذاك بالسرور والارتياح ، وقد جعل الإسلام تلك الصفة من صفات المرأة الصالحة.
عن بن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر رضى الله عنه:
" ألا أخبرك بخير ما يكنز المرء؟ المرأة الصالحة إذا نظر إليها سرته وإذا أمرها أطاعته وإذا غاب عنها حفظته في نفسها وماله " ... رواه أبو داود.
ولتحقيق هذه الصفة أهمية قصوى خاصةً في هذه الأيام التي انتشر فيها التفنن في التبرج الخليع والسفور الفظيع وما تراه من النساء في الشوارع.
3- الأخبار السارة:
أختي الفتاة إعلمي أن الله عز وجل أراد منكِ أن تكوني سكن لزوجك وكلمة ( سكن ) تعنى الراحة والهدوء والبشرى والسكينة لذا يستحسن بكى أيتها الفتاة المقبلة على تلك الحياة الرقيقة أن تستقبلي زوجك دائما بالأخبار السارة والأحاديث السعيدة مما مر بكِ خلال اليوم لا الأحداث السيئة التي تجلب إليه الهم والحزن أو الطلبات التي لا تنتهي والتي ترهق عاتقه دائماً بالتفكير في كيفية قضائها.
وانظري أيتها الفتاة إلى موقف الصحابية الجليلة أم سليم امرأة أبى طلحة رضي الله عنهما وكيف استقبلت زوجها بخبر وفاة ابنهما بكل حكمة ورقة وحنان وصبر على المشقة.
عن أنس رضي الله عنه قال: مات ابن لأبي طلحة من أم سليم فقالت لأهلها لا تحدثوا أبا طلحة بخبر ابنه حتى أكون أنا من أحدثه فجاء فقربت له عشاء فأكل وشرب ثم تصنعت له أحسن ما كانت تتصنع قبل ذلك فوقع بها فلما رأت أنه قد شبع وأصاب منها قالت يا أبا طلحة أرأيت لو أن قوما أعاروا عيرتهم أهل بيت وطلبوا عيرهم ألهم أن يمنعوهم ؟
قال: لا
قالت: فإن كانت هذه الأمانة لله ؟
قال: فهي أحق أن ترد.
قالت: فاحتسب ابنك عند الله.
قال: فغضب ثم قال أتركتني حتى إذا تلطفت ثم أخبرتني بابني فانطلق حتى أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بما كان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بارك الله لكما في ليلتكما.
قال: فحملت.
قال: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر وهي معه وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتى المدينة من سفر لا يُطّرِقُها طرقاً فدنوا من المدينة فجاءها المخاض فاحتبس عليها أبو طلحة وانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال: يقول أبا طلحة: إنك لتعلم يا رب أنه يعجبني الخروج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج وأدخل معه إذا دخل وقد احتبست بما ترى.
تقول أم سليم يا أبا طلحة ما أجد الذي أجد انطلق فانطلقنا وضربها المخاض حين قدما فولدت غلاماً فقالت لي يا أنس لا يرضعه أحد حتى تفدوا به على رسول الله(صلى الله عليه وسلم) فلما أصبح احتملته فانطلقت به إلى رسول الله(صلى الله عليه وسلم) وبعث معه أبو طلحه بذرات.
فقال رسول الله(صلى الله عليه وسلم) أمعه شيء؟
قال : نعم بذرات.
فأخذها النبي فمضغها ثم وضعها في فم الصبي ثم حنكه وسماه عبد الله " ... (متفق عليه).
فقال رجل من الأنصار فرأيت تسعة أولاد كلهم قد حفظوا القرءان أي من أولاد عبد الله المولود.
هكذا تصنع الأم في مدرسة النبوة فأين ذلك من صنيع نسائنا اليوم ( اللاتي يصنعن من الحبة قبة ، أمك عملت أختك قالت الواد عيان البت عندها ... وعايزين ... وفين فلوس ... مش أبو فلان جارنا ... ).
4- عبارات الأشواق والارتياح:
وهى من الأشياء التي تسعد الزوج وتمسح عنه عناء العمل أن تستقبله الزوجة بعبارات الأشواق الحارة والانتظار لعودته الحميدة للأنس بقربه والسعادة في ظله فإن ذلك مما يقوى أواصر المحبة والألفة وينشر أجنحة السعادة والرحمة.
5- إعداد الطعام وإتقانه:
فإن كانت عودة الزوج في وقت الطعام فيحسن بكِ أن تجهزيه وتتقني عمله ولا عيب فيكِ أن تبحثي عما تتقنه الأخريات وتتعلمين منهم فإن كثيراً من الأزواج إذا جاعت بطونهم طاشت عقولهم وأحلامهم وعليكِ أن تحسني الصناعة إحساناً. فإن الله كتب الإحسان على كل شيء.
( إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه )
حتى يأكل الزوج أصابعه من شدة إعجابه!!
الرسالة الثانية: تجميل الصوت وترقيقه.
من طبيعة المرأة جمال الصوت ورقته وحسنه ونعومته وتلك الطبيعة فطرها الله عليها لتغرى الرجل بخطابها فواجب المرأة المسلمة أن تخص زوجها برقة خطابها ونعومته ولا تتعداه لغيره لئلا تكون فتنة وقد أوحى القرءان الكريم بذلك فقال تعالى:
( يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفاً ) ... {32} سورة الأحزاب.
قال المفسرون في تلك الآية:
هذا نهى من الله تبارك وتعالى عن ترقيق الخطاب ولين القول إذا خاطبن الرجال الأجانب لأن ذلك يهيج غرائز ذوى القلوب المريضة والنفوس العليلة فيؤدى إلى وقوع الفتن العريضة أما الزوج فيحسن بها أن تخاطبه بأرق الأصوات وأنعم النبرات والمزاح والدعابة لتدخل عليه السرور والطرب ، ومن ذلك على سبيل المثال مناداته بأجمل الأسماء التي يحبها ووصفه بأفضل الصفات الموجودة فيه والتي يحبها.
الرسالة الثالثة: التزيّن والتطيّب.
التزين والتطيّب فطرة في الأنثى لذا فهي تحب أن تبدو حسناء الصورة رشيقة البدن طيبة الرائحة والإسلام يحث على ذلك ويزيد على تنظيمه وتهذيبه حتى لا تكون فتنه ومصيبة.
ولكن معنا عدة نقاط: حث الإسلام على الزينة وثناؤه:
1- إن الله جميل يحب الجمال:
وكفى بكِ فخراً أن الجمال من صفات الإله.
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله(صلى الله عليه وسلم):
" إن الله جميل يحب الجمال." ... رواه مسلم.
2- الزينة من سنن الفطرة:
عن أبى أيوب الأنصاري قال قال رسول الله(صلى الله عليه وسلم):
" الحياء والتعطر والسواك والنكاح من سنن المرسلين " ... رواه الترمذي.
3- التطيب عند طهر الحيض:
حث النبي(صلى الله عليه وسلم) على ذلك لإزالة الرائحة الكريهة وتثبيتاً للنظافة والزينة وجلباً لمحبة زوجها.
(عن عائشة رضي الله عنها قالت:
" إن امرأة سألت النبي(صلى الله عليه وسلم)عن غسلها من الحيض فأمرها كيف تغتسل وقال خذي فرصه من مسك فتطهري بها.
قالت: كيف أتطهر بها.
قال: تطهري بها.
قالت: كيف؟
قال: سبحان الله سبحان الله!!!!!! تطهري .
قالت عائشة: فاجتذبتها إليّ فقلت: تتبعي أثر الدم) ... متفق عليه.
4- أثر التزين والتطيب:
قال بعض العلماء: تزين المرأة لزوجها وتطيبها من أقوى أسباب المحبة والألفة بينهما وعدم الكراهية والنفرة ، لأن العين ومثلها الأنف رائد القلب ، فإذا استحسنت منظراً أوصلته إلى القلب ، فحصلت المحبة وإذا نظرت منظراً بشعاً أو ما لا يعجبها من زى أو لباس ... تلقيه إلى القلب فتحصل الكراهية والنفرة ، ولهذا كان من وصايا نساء العرب لبعضهن: إياك أن تقع عين زوجك على شيء يستقبحه أو يشم منك ما يستقبحه.
5- أوقات الزينة:
وللزينة أوقات بعينها يستحب لك أختاه أن تحرصي فيها على التزين لزوجك بغض النظر عن أهمية الزينة عموماً ومن تلك الأوقات:
أ- أوقات الجماع:
خاصة أن التطيب ينشط الأعضاء فينبغي تحريه عند هذا اللقاء .
ب- أوقات العودة من السفر وطول الغيبة:
خاصة إن التزين والتطيب مما يطفئ حرارة الأشواق عند إياب الزوج إلى زوجته السكن المريح ، ومن أجل ذلك حذر رسول صلى الله عليه وسلم إن يأتي الرجل أهله من السفر فجأة دون أعلامهم.
عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
" إذا طال أحدكم الغيبة فلا يطرقن أهله ليلاً " ... رواه الترمذي.
" إذا جئت من سفر، فلا تأتِ أهلك طروقاً ، حتى تستعد المغيبة وتمتشط الشعثة ، وعليك بالكيس " ...رواه الخمسة إلا النسائي.
ويكفى لنا أن الرسول صلى الله عليه وسلم أخر دخول جيش العسرة إلى المدينة حتى تعلم زوجة سيدنا جابر بن عبد الله برجوعه فتتجهز له.
ج- أوقات الفتنة:
في أيامنا هذه كأوقات الرجوع من الأفراح التي انتشر فيها العري والسفور والتفنن في الزينة ، وعند الرجوع من النزهة التي تقومان بها خارج البيت حيث يرى ما يرى بالخارج.
6- نصائح:
(أ) لا تغالي في الصرف على الزينة واللباس.
(ب) احرصي على تعدد أنواع الزينة فإن المألوف يمل بطول الوقت.
(ج) تحري ما يحب الزوج من أنواع العطور والماكياج وأنواع الثياب ورقتها وزهاوتها وشكل تسريحة الشعر وغير ذلك.