لا شك أن التعاون والتنسيق والتفاهم بين الوالدين في تربية ورعاية الطفل، أساس أصيل لنجاح عملية التربية، ولبقاء الأسرة متآلفة مترابطة وقوية لا تؤثر فيها العوارض والطوارئ التي تمر في حياة البيوت والأسر غالباً.
فكما أن الطفل يحتاج لعطف وحنان الأم ورعايتها، فإنه يحتاج لأبيه ويتأثر بقدر عظيم بسلوكه معه وباهتمامه به، ويحتاج الطفل إلى أبيه وأمه بنفس قوة الاحتياج، ولكن مع اختلاف الأسلوب والكم فلكلٍ من الوالدين دوره ومهامه.
ولكن ماذا يحدث إذا كان الحال القائم في كثير من البيوت هو اضطلاع الأم بالجانب الأكبر من العملية التربوية، إما لسفر الأب أو انشغاله الشديد في تحصيل المال اللازم للنفقة على الأبناء، وأحياناً ينصرف الأب عن المشاركة في تربية أبنائه لاختلافه الدائم مع زوجته، وأحياناً لعدم معرفة الأب لحجم وحقيقة دوره، وعدم تعوده على تلك المسئولية، وفى هذه الحالة تحاول الأم أن تملأ مكان الأب عند غيابه وغالباً لا تستطيع!
ونحن هنا نقدم لهذه الأم الفاضلة حلاً إيجابيا لهذه المشكلة، فهذه بعض الخطوات لتساعدي زوجك على القيام بدوره بشكل فعّال في تربية أبنائكما:
1- مناقشة الأب مناقشة سليمة في طرق وأساليب تربوية ، مع عدم اتخاذ ما عرفه أحد الزوجين من معلومات حجة لنقد طريقة للآخر.
2- تذكّري أن التآلف بينك وبين زوجك والحب والاحترام والتقدير بين الزوجين هو الذي يأتي بالتوافق والاتفاق على تفاصيل الحياة الأسرية.
3- عندما تتحدثين مع زوجك بهذا الشأن، فتجنبي لهجة الأستاذية والتقويم الصريح، ولا يغيب عن ذهنك أن زوجك هو ربّان السفينة وقائدها والقيّم عليها، مهما كانت مهارتك كأم ومربية من الطراز الأول!!
4- اتركي النقد الهدّام فما كان في علاقة إلا وأفسدها، ولكن أثنى على مزاياه وجهوده، فإذا علم زوجك أنك تقدرين جهده في التغيير لن يرفضه ولن يتشبث برأيه الذي ربما يعرف بينه وبين نفسه أنه خطأ.
5- إذا أردت التغيير فلا تحاولي أن تقيمي الحجة على زوجك، ولا تسمحي للكبر والعناد أن يأخذ طريقه إليه..ساعديه على أن ينبين الحق بنفسه وينطق به.
6- لكل مدخله ومرجعيته، إن كان زوجك مرجعه القرآن والسنة، فلن تجدي جهداً في أن تشيري بلباقة لما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يفعله لأهله.
7- تذكرّي هذه المعادلة: الحب + حسن الظن + الثناء = تغيير جزئي لمن نحب.
8- لا تيأسي من محاولة التفاهم معه على التعاون المشترك من أجل مصلحة الأولاد.
9- ساعديه ليحلم بهم ويتخيلهم في الغد ، أبرزي له أن الأبناء الصالحين هم التجارة الرابحة وأننا إن تعبنا في تربيتهم اليوم فسوف نجني ثمارا طيبة من برّهم لنا في الغد القريب،وحتى إن وافانا الأجل فسننعم بدعائهم لنا.
10- كوني ملهبة لهذه المشاعر، فنحن نتحرك وفق مشاعرنا، وتفكيرنا يتحرك وفق هذه المشاعر التي نشعر بها.
11- وصلى لزوجك ثقتك في أبوته الحانية، دون أن تدفعيه دفعاً ليستشعر الأبوة، ولكن أعطيه الوقت ليستشعرها وساعديه على ذلك.
12- تذكري أن الإنسان لا يقبل على ما يدفع إليه كرهاً، ولكن يندفع إلى ما يحرك المشاعر الجميلة لديه، كما يحب الوجود في المكان الذي يمده بالأمان، ويحقق فيه ذاته،فإذا شعر زوجك أنك تتهمينه دائماً بالتقصير وعدم الكفاءة في دوره كزوج وأب، فلن يحب أن يكون موجوداً في المكان الذي يذكره بهذا الشعور السيئ.
13- وفرّى لزوجك جوّاً هادئاً، ولبّى احتياجاته؛ ليجالس الأبناء وهو مرتاح وهم مرتاحون ومرتبون، وحدثيه عن حبهم له وسؤالهم عنه طوال فترة عمله.
14- لا تجعلي الأبناء مادة شجار بينكما أبداً، ولا تكثري الشكاية منهم أثناء فترات استرخاء زوجك وراحته.
15- عندما تنجح محاولاتك في ارتباطه بالأولاد، حاولي بهدوء إشراكه في تربيتهم، والأخذ برأيه في أمورهم.
16- حاولي ترغيبه في قراءة الكتب التربوية ، بإظهار إعجابك بها واستفادتك منها، أو رشحي له مقتطفات من هنا وهناك أعجبتك ليقرأها، وكذلك افتحي معه نقاشاً حول ما تقرئين من كتابات حول تربية الأبناء، فربما تثير هذه المناقشات فضوله المعرفي، وتدفعه للمطالعات التربوية.