كل شيء بالخناق إلا النوم عند الأطفال بالاتفاق... هذه حقيقة تثبتها كل يوم الدراسات النفسية الحديثة
علي عينات عشوائية من أطفال العالم. المشكلة أننا لا نعرف كيف نعقد اتفاقا محببا مع الأطفال حول
النوم مبكرا.. بل نكاد لا نعرف بعض المعلومات الأساسية عن عوالمهم الداخلية.
فالنوم عند الأطفال الصغار( حتى الثالثة) يعني الانفصال عن الوالدين والحضن الدافئ واللعب الممتع..
وعند الأطفال الكبار بعد الثالثة يعني تركهم لصراعات داخلية أو اضطرابات عضوية.. ولوضع هذا
الاتفاق المحب تقول الدكتورة هناء عبد الله أستاذ علم النفس بكلية التربية النوعية :
" لابد من الالتزام بوقت محدد ثابت لموعد النوم والاستيقاظ و لاتتغير هذه الأوقات إلا في المناسبات
الخاصة, وساعات قبل النوم لابد أن تكون هادئة ومرحة بعد وجبة خفيفة للعشاء.. كما يستحب التمهيد
للنوم ليذهب الأطفال بكل حب إليه دون عناء إضافة الى أهمية قراءة قصة للأطفال قبل النوم أو الحديث
معهم حديثا شخصيا. و لامانع من أن يأخذ الطفل لعبته المفضلة المحببة معه عند النوم لأنها تعمل على
زيادة إحساسه بالمحبة والأمان"
وتضيف الدكتورة هناء عبد الله: كل حالة من حالات اضطراب النوم
لها علاج فمثلا:
إذا كان الطفل يبكي قبل الذهاب إلي النوم أو إذا استيقظ في منتصف الليل
. وهذا قد يحدث غالبا في سن الثالثة فعلينا معرفة المؤشرات التي تدل على أن بكاء الطفل ليس لشد
الانتباه و انما لأنه مريض أو مبتل أو متألم فان كان يريد فقط لفت الأنظار يفضل حمله فترة قصيرة
وإعادته إلى السرير ثم الاطمئنان عليه كل نصف ساعة..
فالطفل الذي لديه هذه العادة سوف يبكي في أول ليلة ثم يتوقف بالتدريج لو كان الوالدان حازمين.
أما الطفل الذي يعاني من الخوف من الظلام فلابد من معاملته بلطف
واحترام وتفهم لخوفه وتزويد غرفته بضوء خافت وإعطاء الغرفة لمسة من الجمال ويفضل توفير
صحبة جيدة للطفل بأن ينام مثلا مع أخوته أو مع لعبته المفضلة. ولابد من الحزم في حالة خروج الطفل
من السرير بعد دخوله للنوم بفترة قصيرة, أو إذا أراد أن ينام في سرير الوالدين وذلك بمرافقة الطفل
إلى غرفته والحديث إليه والعمل على راحته والبقاء بجواره إلى أن يبدأ بالنعاس.