إن الله وملائكته يصلون على النبي ، ياأيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً
ذخائر الحجرة النبوية الشريفة
من روائع الذخائر النبوية الشريفة وإهداءات المقصورة
في صحيح الإمام مسلم قالت السيدة أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها
عن جبة رسول الله التي عندها ( هذه كانت عند عائشة
حتى قبضت فلما قبضت قبضتها وكان النبي يلبسها فنحن نغسلها للمرضى
يستشفى بها ) من الغرائز البشرية الثابتة والتي لا ينكرها أي عاقل تعلق
الناس بتتبع أخبار وأثار من أحب من أصحابه أو قرابته أو العظماء من
الحكام والعلماء ممن له معزة في قلبه فإذا كان ذلك لا ينكر على من تعلق
بقرين له من البشر فما بالنا بخير البشر سيد المرسلين سيد ولد ادم أجمعين
عليه أفضل الصلاة وأذكى التسليم نبينا وحبيبنا وسيدنا الذي اوجب علينا الحق
سبحانه وتعالى أن لا نكتفي بذكره في قلوبنا بل بالإجهار في هذه الرابطة القوية
في اوجب العبادات وهي الصلاة حيث نجهر باسمه الشريف مقرونا بتوحيد الله
فالآذان والإقامة تشمل ذكره خمسة وعشرون مرة أما الصلاة عليه فهي في
كل تشهد في صلاتنا المكتوبة أو المنقولة وقد أوصل بعض العلماء عدم تمام
الصلاة ما لم يكتمل التشهد بالصلاة والمباركة .
فهل هناك من البشر من حظي بمثل هذه المنزلة من الذكر سواء عقلنا ذلك
أو قلناه بدون تدبر فإذا كان هذا الأمر يتعلق باسمه الحبيب عليه الصلاة
والسلام فما بالنا بما لامس جسده الشريف من ملابس أو أدوات أو آلات
أو شعرات منه فقد ورد في الأثر الصحيح تمسك الصحابة
الكرام أو تابعيهم ومن بعدهم بهذه الذخائر وحرصهم الشديد على التمسك بها
ورؤيتها ودفع الغالي والثمين للحصول عليها إن لم تكن من ملكهم أصلا الأمر
لم يكن بالبساطة والسهولة التي يتصورها البعض فهذا سيدنا عبد الله بن عمر
بكا كل ما ذكر رسول الله عنده وثبت عنه رضي الله عنه تتبع جميع آثار النبي
أثرا أثرا أما تبرك الصحابة الكرام بآثاره الكريمة فتعجز المكتبات
من عدها أو حصرها وما تباركهم بذلك إلا بإقراره وموافقته
وقد روي عن انس بن مالك قال ( رأيت رسول الله والحلاق يحلق شعر رأسه وقد
أطاف به أصحابه فما يريدون أن تقع شعرة إلا في يد رجل ) ونحن عندما نورد ما
استطعنا الوصول إليه من الذخائر إنما نسند صحة سند ملكيتها وأولويتها
لمن هي في حوزته الآن فأثار النبي قد تبرك بها الصحابة في حياتهم وبعد انتقاله
كما تبرك بها التابعون وتابعوهم والى يوم الدين فلم تقف البركة على ذاته بل شملت
كل ما مسه من طعام أو أدوات كماء وضوئه وسؤر شرابه وبقيت طعامه وملابسه
فكان الصحابة يتداوون بماء وضوئه بل من لم يصب بللاً من ماء وضوئه كان يأخذ
من بلل يد صاحبه كما ذكر ذلك الإمام البخاري في كتاب الصلاة
ومن جملة ما اعتنى به المسلمون هو كسوة الحجرة الشريفة التي تضم قبر الرسول
وصاحبيه وكان أول من كسا الحجرة هي الخيزران أم هارون الرشيد حيث كسته من
الزنانير وشبائك الحرير ثم توالى بعد ذلك على شرف كسوتها الحكام حتى صارت
ترسل الكسوة من مصر كل ست سنين من الديباج الأسود مرقوما بالحرير الأبيض
ولها طراز منسوج بالفضة والذهب دائر عليها ثم بعد ذلك تولى ملوك آل عثمان
هذا الأمر فكانوا يرسلون الكسوة من الديباج الأخضر وكلها مطرزة مكتوبة وعليها
زنار من الأطلس الأحمر مكتوب بالقصب المموه وكان آخرها التي أمر بصناعتها
السلطان عبد المجيد خان سنة 1259 هجري ووصلت مع محمل الحاج الشامي بعد
وفاة السلطان عبد المجيد كما وصل معها قطع من الأطلس الأحمر مكتوب فيها بالقصب
اسم النبي واسم صاحبيه فعلقت على الكسوة أمام القبور الشريفة .
يجب ان نشير انه منذ بداية العهد النبوي وحتى زماننا لم تنقطع إهداءات المسلمين
من خلفاء وسلاطين وملوك وعامة المسلمين الموسرين منهم والمحبين لم تنقطع
الإهداءات التي تنوعت واختلفت وشملت الكنوز والهدايا وقناديل وشمعدانات الذهب
والفضة ومجامر وصناديق مذهبة وتعاليق وذلك كله محلى بأنفس وأثمن
المجوهرات من ياقوت وزمرد والماس وأحجار كريمة قل أن يوجد لها مثيل
في عصرنا الحالي وبالرغم من أن كثرة هذه الاهداءات قد امتلأت بها مخازن
المسجد النبوي والحجرة الشريفة إلا انه كان هناك في الجانب الآخر من استغل
هذه الهدايا إما بإجازة بيعها والانتفاع بريعها في عمارة وصيانة المسجد والحجرة
أو أخذها فقط لوجهة نظر شرعية أو سياسية هو يعتقدها كما تعرضت الحجرة
النبوية الشريفة والمسجد النبوي ومخازنها للسطو والنهب والسلب عدة مرات
على يد بعض الأمراء وضعاف النفوس وكان آخر هذه الحملات التي حصلت لنقل
كنوز المسجد النبوي والحجرة النبوية الشريفة ما سطره لنا التاريخ من قيام فخري
باشا وهو آخر حكام آل عثمان العسكريين على المدينة المنورة قبل زوال سلطانهم
عليها إبان الحرب العالمية الأولى حيث عمد إلى إدخال قطار الحجاز إلى اقرب موقع
ممكن من المسجد النبوي الشريف حيث نقل هذه الكنوز إلى تركيا ومن جملة ما حمل
معه الكوكب الدري وسميت رحلة القطار هذه بقطار ( الأمانات المقدسة ) وجرت
سنة 1335 هجري الموافق 1917 ميلادي وفي ما يلي صورة لقطار الأمانات
المقدسة التقطها فخري باشا بنفسه وما بقي من هذه الكنوز تم حفظه ورعايته
في صناديق خاصة وبطريقة جيدة في المسجد النبوي الشريف ضمن مكتبته الداخلية
والجزء الآخر ضمن مكتبة الملك عبد العزيز العامة ريثما يتم عرضها في متحف
المسجد النبوي الشريف المزمع إقامته لهذا الغرض
وهذه صورة قطار الأمانات المقدسة آنف الذكر
تم تخصيص غرفة خاصة جداً لحفظ وعرض البردة ( جبة ) رسول الله في جناح
الأمانات المقدسة في متحف قصر توب كابي في اسطنبول صنعت لها العديد من
الصناديق والحوافظ التي كانت توضع بداخلها وكل منها مسجل عليه تاريخ صنعها
ومهديها للمتحف محاطة بالمقتنيات النبوية الشريفة التي حصل عليها السلاطين
العثمانيين وما تم نقله في قطار الأمانات المقدسة من المدينة المنورة لتركيا .
عمائمه
في كتب السيرة العطرة لسيدنا رسول الله نجد ثلاثة ألوان تغلب على عمائمه التي
جاء ذكرها وهي العمامة البيضاء وهذه أكثرها ذكراً والعمامة السوداء والعمامة الصفراء
من ضمن كنوز الحجرة النبوية التي نقلت من المدينة المنورة لتركيا صندوق
السيدة فاطمة الزهراء الذي كان يستخدم منها شخصياً وفي هذا الصندوق
العديد من المتعلقات الشخصية للسيدة فاطمة منها قميص وجبة وبعض أجزاء
من أدواتها وملابسها المختلفة التي تنسب لها وجميعها معروضة حاليا في جناح
الأمانات المقدسة في متحف قصر توب كابي في اسطنبول
وهذا قميص فخر النساء ( فاطمة الزهراء )
كما يطلق عليه والكتابات والرسوم
التي على القميص لم تكن موجودة أصلا في حياتها رضي الله عنها
ولكن تم إضافتها في عصور متأخرة
جبة السيدة فاطمة
راية رسول الله
استخدم الخلفاء الراشدون ومن بعدهم بعض خلفاء بني أمية والعباسيون
واستقر الأمر في بدايات الخلافة العثمانية استخدموا راية رسول الله التي
سلمها لسيدنا علي بن أبي طالب في فتح خيبر في السنة السابعة من الهجرة
وقد كانت راية حمراء تم تثبيتها في الخلافة العثمانية على قطعة من الصوف
الأخضر وأداروا حلولها أسماء العشرة المبشرين بالجنة وهي محفوظة الآن
في المتحف الإسلامي في اسطنبول
راية فتح خيبر استخدمها العثمانيون في معظم فتوحاتهم
الكسوة والستائر على جدران الحجرة النبوية من الداخل
صورة نادرة وجميلة لجزء من كسوة الحجرة النبوية الشريفة
جزء من كسوة الحجرة النبوية الشريفة تظهر دقة وجمال النسخ والتطريز
ستارة الجزء العلوي من الكسوة حول الحجرة النبوية
وكذلك أبواب المقصورة ( الحجرات )
الستارة الأمامية والخلفية للمنبر النبوي الشريف
علامة مقابل القبر الشريف بها الصلاة على الرسول مطرزة بالذهب والفضة
علامة مقابل القبر الشريف آيات قرآنية مطرزة بالقصب والفضة
علامات مقابل القبور الشريفة
لسيدنا أبي بكر الصديق وسيدنا عمر الفاروق مطرزة بالقصب والفضة
تعاليق نحاسية محلاة بالفضة والذهب وعشرات الأحجار الكريمة
كانت حول الحجرة النبوية الشريفة داخل المقصورة