بين يديَّ الآن مجموعة من الأحاديث الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم , والتي وجبت فيها لعنة الله على أناس بعينهم لصفات يتصفون بها أو أفعال يفعلونها
هذه الأحاديث جمعتها - بتوفيق من الله - من موقع الدرر السنية , فقررت أن أعرضها لكم حديثاً حديثاً , مع بعض الشرح والتفصيل من أهل العلم حسبما أجده في المواقع الإسلامية
وقبل أن أذكر الحديث الأول ... يجب أن نعرف أولاً ما معنى اللعنة
اللعنة - أعاذني الله وإياكم منها - هي الطرد والإبعاد من رحمة الله , ولا حول ولا قوة إلا بالله
وما أدراكم ما رحمة الله !!
يقول حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم :
إن الله خلق الرحمة يوم خلقها مائة رحمة ، فأمسك عنده تسعا وتسعين رحمة ، وأرسل في خلقه كلهم رحمة واحدة ، فلو يعلم الكافر بكل الذي عند الله من الرحمة لم ييأس من الجنة ، ولو يعلم المؤمن بكل الذي عند الله من العذاب لم يأمن من النار
الراوي: أبو هريرة - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 6469
أي أن الرحمة مائة جزء أو مائة رحمة ... جعل الله جزءًا واحدًا منها ليتراحم به الخلق أجمعون - الملائكة والإنس والجن والحيوانات - كل المخلوقات منذ خلق الله هذا الكون
كل هؤلاء يتراحمون بجزء واحد فقط من مائة جزء من الرحمة
وأمسك الله عنده تسعًا وتسعين !!!
فيا لسوء عاقبة من طُـرد من رحمة الله التي وسعت كل شيء !!
اللهم عُمَّنا برحمتك وغفرانك يا رب ... إنك أنت أرحم الراحمين
سأبدأ - إن شاء الله - في سرد الأحاديث التي أوجبت اللعنة لأصناف معينة من الناس بداية من المشاركة القادمة ... وستعجبون أشد العجب إذا عرفتم أن منا ومن أهلينا وأصدقائنا من تنطبق عليهم أوصاف الملعونين , ولا حول ولا قوة إلا بالله
فسارعوا - إخواني - إلى التوبة من الذنب , واسألوا الله المغفرة فإن الله يغفر الذنوب جميعًا إلا الشرك به
هذا هو أول حديث ...
رأيت أن أبدأ الموضوع بتحذير إخواني من هذه العادة البذيئة التي استشرت في مجتمعنا , وهي عادة لعن الآخرين !! ... حتى لا تقع عليهم اللعنة بدلاً من الذي لُعِن !!
والحديث ينص على أنك إذا لعنت شيئًا - أي شيء !! - فإن اللعنة تصيبك أنت إذا لم يكن يستحقها هذا الذي لعنته !!
فكأنك يا أخي تدعو على نفسك باللعنة والعياذ بالله
وللأسف كم هي منتشرة هذه الكلمة على ألسنة الناس ... فهم - بلا شك - لا يعلمون عاقبتها
أما أنت - أخي الحبيب - فقد علمت الآن ... فاحذر أن تلعن غيرك , وحذر إخوانك الذين تعرف فيهم هذه الخصلة السيئة
واعلم أن الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) يقول :
ليس المؤمن بالطعان ، و لا باللعان ، ولا بالفاحش ، و لا بالبذيء
الراوي: عبدالله بن مسعود - خلاصة الدرجة: صحيح على شرط الشيخين - المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 320
ويقول ( صلى الله عليه وسلم ) :
ولعن المؤمن كقتله
الراوي: ثابت بن الضحاك - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 6105
قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) :
أيما امرأة زادت في رأسها شعرا ليس منه ؛ فإنه زور تزيد فيه
الراوي: معاوية بن أبي سفيان - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 2705
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :
" لبس الباروكة على نوعين :
أولاً : أن يُقصد به التجمل ، بحيث يكون للمرأة رأس وافر ، ويحصل به المقصود ، وليس فيه عيب على المرأة : فلبسها لا يجوز ؛ لأن ذلك نوع من الوصل ، وقد لعن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) الواصلة والمستوصلة .
والحالة الثانية : أن لا يكون لها شعر إطلاقاً ، وتكون معيبةً بين النساء ، ولا يمكنها أن تخفي هذا العيب ، ولا يمكن إخفاؤه إلا بلبس الباروكة : نرجو ألا يكون بلبسها حينئذ بأس ؛ لأنها ليست للتجمل ، وإنما لدفع العيب , والاحتياط ألا تلبسها ، وتختمر بما يغطي رأسها حتى لا يظهر عيبها ، والله أعلم " انتهى .
" فتاوى نور على الدرب " .
وقال رحمه الله أيضاً :
" الباروكة محرمة ، وهي داخلة في الوصل ، وإن لم تكن وصلاً فهي تظهر رأس المرأة على وجه أطول من حقيقته فتشبه الوصل ، وقد لعن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) الواصلة والمستوصلة ، لكن إن لم يكن على رأس المرأة شعر أصلاً ، أو كانت قرعاء : فلا حرج من استعمال الباروكة ليستر هذا العيب ؛ لأن إزالة العيوب جائزة ، ولهذا أذن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) لمن قطعت أنفه في إحدى الغزوات أن يتخذ أنفاً من ذهب " انتهى .
" مجموع فتاوى الشيخ العثيمين " ( 11 / جواب السؤال رقم 68 )
المصدر : موقع islamqa
الرابط : http://islamqa.com/index.php?pg=print&ref=101430&ln=ara
ويقول الشيخ عائض القرني :
هذه اللعنة للنساء، لكن -والله- وجد من بعض الشباب الذين ضيعوا لا إله إلا الله ، وجهلوا لا إله إلا الله، وضيعوا أصالتهم ، وكرامتهم ، وعزهم ، وإباءهم ، ونخوتهم ؛ من يوصل شعره , ويركب الباروكة على رأسه فهو حقيق باللعنة من الله من فوق سبع سموات !!
المصدر : موقع islamweb
الرابط : http://audio.islamweb.net/audio/inde...&audioid=19325
ثلاثة أصناف أخرى ملعونة من النساء ...
فأما الصنف الأول ( الوشم ) :
................................
قال القرطبي في تفسيره :
والوشم يكون في اليدين ، وهو : أن يغرز ظهر كف المرأة ومعصمها بإبرة ثم يحشى بالكحل أو بالنثور فيخضر
والمستوشمة : التي يُفعل ذلك بها
وقال الشيخ عائض القرني :
الواشمة: هي التي تضع الوشمة في خد النساء، والوشم كالحبر، وكالصبغ الأخضر والأسود وما يدخل في حكمه، فهي: تأتي بعقاقير معها وبمخايط، وتدخل الوشم في خدود النساء فهي ملعونة
والواشمات: هن اللواتي يأتين بالوشم ويضعنه في خدودهن وعلى أنوفهن وتحت شفاههن، فهن ملعونات، وهذا الوشم حرام
والصنف الثاني ( النمص ) :
.............................
قال ابن حجر في فتح الباري :
والمتنمصة : التي تطلب النماص ، والنامصة : التي تَفعله ، والنماص : إزالة شعر الوجه بالمنقاش ، ويسمَّى المنقاش منماصاً لذلك ، ويقال : إن النماص يختص بإزالة شعر الحاجبين لترفيعهما أو تسويتهما
قال أبو داود في السنن : النامصة التي تنقش الحاجب حتى ترقه
وقال الشيخ عائض :
النامصة: هي التي تقلع شعر حاجبها، وتنتف شعر حواجبها لتزججه، وتطريه، فهذه ملعونة
والمتنمصة التي تستدعيه، وتحبذه، وتفعله بنفسها بواسطة هذه النامصة
والصنف الثالث ( التفلج ) :
.............................
قال الشيخ عائض :
المتفلجات : هن اللواتي يوشرن أسنانهن، وينشرن أسنانهن، ويحددنها فهن ملعونات، أو يجعلن فرجات بين الثنايا والأسنان
والعلة من لعن هؤلاء الأصناف الثلاثة :
.........................................
قال القرطبي في تفسيره :
وهذه الأمور كلها قد شهدت الأحاديث بلعن فاعلها وأنها من الكبائر ، واختلف في المعنى الذي نهى لأجلها ، فقيل : لأنها من باب التدليس ، وقيل : من باب تغيير خلق الله تعالى كما قال ابن مسعود ، وهو أصح ، وهو يتضمن المعنى الأول ، ثم قيل : هذا المنهي عنه إنما هو فيما يكون باقياً ؛ لأنه من باب تغيير خلق الله تعالى ، فأما مالا يكون باقياً كالكحل والتزين به للنساء فقد أجاز العلماء ذلك
المصادر : islamweb - islamqa
أسأل الله - عز وجل - أن يعمَّني وإياكم برحمته الواسعة , وأن يفيض علينا من فضله العظيم
منفـــــــــــــــــوووووووول