في يوم الجمعة الموافق 16 رمضان لعام 1428 ، كنت أقلب القنوات وإذا بخطبة الجمعة قد بدأ بثها عبر أثير قناة الشارقة فقلت هذا خيرٌ كثير قد ساقهُ الله لي ..
الشاهد .. عند مشاهدتي للخطبة أن العجب أصابني من الخطيب فقد كان يغمض عينيه وهو يخطب وينظر للأعلى كأنه يخاطب السماء .. فدار بيني وبين نفسي حوار، لعل الخطيب يتأسى بالشيخ محمد حسين يعقوب ، وذلك لأني حضرتُ له محاضرةً فكان طول المحاضرة مغمض العين لأن الحضور كان للنساء فكان- بارك الله فيه- طوال الساعة والنصف مغمض العين ، ولكن الخطيب في صلاة الجمعة عندهُ الحضور من الرجال، ثم تركت هذا الحوار ورجعت مرة أخرى لأستمع للخطبة وبعد انتهائها تفاجات بأن الخطيب أعمى، فقلت: سبحان الله العمى عمى القلب وليس البصر .. كم منا قلبه أعمى عن ذكر الله والتدبر في حسن عبادته ..
انتظرت لبرهةٍ وإذا بالإمام يكبر للصلاة ونقلت الكاميرا إلى المصلين.. يا الله ماذا أرى سبحان من أسكن قلب هذا المقعد لذكره، وبارك الله في من أحسن رعايته، لا تستغرب/بي من كلامي فقط تأمل/ي وتفكر / ي معي يا عبد الله ..
أخي .. أختي .. إن هذا المقعد لهو حجةٌ لكل من يتقاعس عن أداء فرائض الله، و بالأخص فريضة الصلاة، اذا كان فينا من له العذر لكي يتخلف عن صلاة الجماعه فلعله ذلك المقعد.. ولكنه لم يترك لنا الحجة بعده .. فسعى إلى بيت الله .. يذكره و يعظم شعائره .. ولعل هذا الموقف يعود بنا الى حديثه صلى الله عليه و سلم..
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ أَعْمَى [وهو ابن أم مكتوم] فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهُ لَيْسَ لِي قَائِدٌ يَقُودُنِي إِلَى الْمَسْجِدِ فَسَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُرَخِّصَ لَهُ فَيُصَلِّيَ فِي بَيْتِهِ ، فَرَخَّصَ لَهُ ، فَلَمَّا وَلَّى دَعَاهُ ، فَقَالَ : هَلْ تَسْمَعُ النِّدَاءَ بِالصَّلاةِ ؟ قَالَ : نَعَمْ . قَالَ : فَأَجِبْ . ولفظ أبي داود (552) وابن ماجه (792) : ( لا أَجِدُ لَكَ رُخْصَةً ) والحديث : قال عنه النووي : إسناده صحيح أو حسن .
فإذا كان الأعمى لا رخصة له : فالبصير أولى أن لا تكون له رخصة ... فكم من بصير فينا يسمع النداء فلا يجيب.. اترككم مع هذا التساؤل ..[b]