توعد زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن الاتحاد الأوروبي بـ"رد قاس" على إعادة نشر الرسوم المسيئة للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم).
وقال بن لادن في تسجيل صوتي جديد بث على الإنترنت تزامن مع ذكرى المولد النبوي الشريف والذكرى الخامسة لغزو العراق إن الرسوم التي نشرتها صحيفة دانماركية وصحف أخرى في أوروبا "جزء من حملة صليبية جديدة كان لبابا الفاتيكان باع طويل فيها".
وخاطب بن لادن من وصفهم بالعقلاء في الاتحاد الأوروبي، قائلا "إن نشر تلك الرسوم هدفه اختبار المسلمين في دينهم، والجواب هو ما ترون لا ما تسمعون فلتثكلن أمهاتنا إن لم ننصر رسول الله صلى الله عليه وسلم".
وأضاف زعيم القاعدة في تسجيله الصوتي أن "العداء بين البشر قديم ولكن عقلاء الأمم حرصوا في جميع العصور على الالتزام بآداب الخلاف وأخلاق القتال، إلا أنكم في صراعكم معنا تخليتم عن كثير من أخلاق القتال عمليا وإن كنتم ترفعون شعاراتها نظريا".
وتابع قائلا إن أوروبا تستهدف عن عمد النساء والأطفال المسلمين "مجاراة لحليفها الذي أوشك هو وسياساته العدوانية على الرحيل من البيت الأبيض"، في إشارة إلى الرئيس الأميركي جورج بوش.
وشدد على أن هذه الأعمال لم تهزم المسلمين وإنما "تزيدهم إصرارا على الثأر لأهلهم واخراج الغزاة من بلادهم".
وحسب بن فنزكي المحلل في موقع "إنتل سنتر" وهو موقع أميركي متخصص في المواقع الإسلامية، فإن هذه الرسالة هي "تهديد واضح للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ومؤشر على إمكانية حصول هجوم كبير مستقبلا".
من جهته قال الخبير في الشؤون الإسلامية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية الدكتور ضياء رشوان للجزيرة إن رسالة بن لادن الجديدة تختلف عن رسائله الأخرى، فهي أكثر تحريضا على الجهات التي تقف وراء نشر الرسوم المسيئة للرسول الكريم وهي محددة بقضية معينة وهي قضية الرسوم.
وأضاف أنها تمثل كذلك رسالة إلى القيادات الإسلامية ذات الصلة بأن "لا فائدة من الحوار مع الفاتيكان"، والدعوة للمواجهة المباشرة مع من يصفهم بأعداء الإسلام.
يشار إلى أن آخر رسالة لبن لادن الذي يشتبه بأنه مختبئ في مكان ما على الحدود بين أفغانستان وباكستان تعود إلى 29 ديسمبر/ كانون الأول الماضي حذر فيها المسلمين من تقديم أي دعم للحكومة العراقية المدعومة من الولايات المتحدة ووعد بـ"تحرير فلسطين".