من ديـوان الشافعـي
الجـزء الثـاني
المهلكات الثلاث
ثلاث هن مهلكة الأنـام
وداعية الصحيح إلى السقام
دوام مُدامة ودوام وطء
وإدخال الطعام على الطعـام
العلم رفيق نافع
علمي معي حـيثمــا يمّمت ينفعني
قلبي وعاء لـه لا بطــن صـنـدوق
إن كنت في البيت كان العلم فيه معي
أو كنت في السوق كان العلم في السوق
تول أمورك بنفسك
ما حك جلدك مثل ظفرك
فتـول أنت جميع أمرك
وإذا قصدت لحـاجــة
فاقصد لمعترف بفضلك
فتنة عظيمة
فســاد كبيـر عالم متهتك
وأكبر منه جـاهل متنسك
هما فتنة في العالمين عظيمة
لمن بهما في دينه يتمسك
دعوة إلى التعلم
تعلم فليس المرء يولد عالـمــا
وليس أخو علم كمن هو جاهـل
وإن كبير القوم لا علم عـنـده
صغير إذا التفت عليه الجحافل
وإن صغير القوم إن كان عالما
كبير إذا ردت إليه المحـافـل
إدراك الحكمة ونيل العلم
لا يدرك الحكمة من عمره
يكدح في مصلحة الأهـل
ولا ينــال العلم إلا فتى
خال من الأفكار والشغـل
لو أن لقمان الحكيم الذي
سارت به الركبان بالفضل
بُلي بفقر وعـيـال لمـا
فرق بين التبن والبقــل
أبواب الملوك
إن الملوك بـلاء حيثما حـلـوا
فلا يكن لك في أبو أبهم ظــل
ماذا تؤمل من قوم إذا غضبـوا
جاروا عليك وإن أرضيتهم ملوا
فاستعن بالله عن أبو أبهم كرمـا
إن الوقوف على أبوابهــم ذل
العلم بين المنح والمنع
أأنثر درا بين سارحة البهــم
وأنظم منثورا لراعية الغنـم
لعمري لئن ضُيعت في شر بلدة
فلست مُضيعا فيهم غرر الكلم
لئن سهل الله العزيز بلطفــه
وصادفت أهلا للعلوم والحكـم
بثثت مفيدا واستفدت ودادهـم
وإلا فمكنون لدي ومُكْتتـــم
ومن منح الجهال علما أضاعـه
ومن منع المستوجبين فقد ظلم
العيب فينا
نعيب زماننا والعيب فينا
ما لزمانا عيب سوانا
ونهجو ذا الزمان بغير ذنب
ولو نطق الزمان لنا هجانا
وليس الذئب يأكل لحم ذئب
ويأكل بعضنا بعضا عيانا
ياواعظ الناس
يا واعظ الناس عما أنت فاعله
يا من يعد عليه العمر بالنفس
احفظ لشيبك من عيب يدنسه
إن البياض قليل الحمل للدنس
كحامل لثياب الناس يغسلها
وثوبه غارق في الرجس والنجس
تبغي النجاة ولم تسلك طريقتها
إن السفينة لا تجري على اليبس
ركوبك النعش ينسيك الركوب على
ما كنت تركب من بغل و من فرس
يوم القيامة لا مال ولا ولد
وضمة القبر تنسي ليلة العرس
الصديق الصدوق
إذا المرء لا يرعاك إلا تكلفا
فدعه ولا تكثر عليه التأسفا
ففي الناس أبدال وفي الترك راحة
وفي القلب صبر للحبيب وإن جفا
فما كل من تهواه يهواك قلبه
ولا كل من صافيته لك قد صفا
إذا لم يكن صفو الوداد طبيعة
فلا خير في ود يجيء تكلفا
ولا خير في خل يخون خليله
ويلقاه من بعد المودة بالجفا
وينكر عيشا قد تقادم عهده
ويظهر سرا كان بالأمس قد خفا
سلام على الدنيا إذا لم يكن بها
صديق صدوق صادق الوعد منصفا
في القناعة
تعمدني بنصحك في انفرادي
وجنبني النصيحة في الجماعة
فإن النصح بين الناس نوع
من التوبيخ لا أرضى استماعه
وإن خالفتني وعصيت قولي
فلا تجزع إذا لم تعط طاعه
فضل السكـوت
وجدت سكوتي متجرا فلزمته
إذا لم أجد ربحا فلست بخاسر
وما الصمت إلا في الرجال متاجر
وتاجره يعلو على كل تاجر
اللهم اجعلنا ممن دعاك فاجبته,واستهداك فهديته
واستنصرك فنصرته ,وتوكل عليك فكفيته ,
وتاب اليك فقبلته . اللهم طهر قلوبنا من النفاق واعمالنا من الرياء ,
والستنا من الكذب واعيننا من الخيانة ,
انك تعلم خائنة الاعين وما تخفى الصدور .
اللهم امين يارب العالمين.
--------------------