السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بســم الله الـرحمــن الرحيــم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين
نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وسلم.
أما بعد..
إسمعينـــــــــــي.
[ الشيخ محمد حسين يعقوب ] .
أختـــاه.. أختي المسلمة.. نعم أناديكي بأختاه.. لأنكي مسلمة.. إبنة مسلم وابنة مسلمة.
ألستي؟ ألستي أختي؟ ألستي مسلمة.. مؤمنة.. تعرفين الله وتحبينه.. تحبين النبي صلى الله عليه وسلم.. تقرئين القرآن.. ألستي أختي في الله؟.
إسمعيني أختــاه.. إسمعيني أنا وحدي فلن أخدعك كما خدعوكي.. لن أضحك عليكي كما ضحكوا عليكي.. فأنا لا أريد منكي شيئا.. أما هم فيريدون أن ينظروا إلى مفاتنك.. يريدون أن يتأملوا جسدك.. تمهلي أخيتي ولا تهربي..
أنا لا أتحدث مع الشعر الأصفر، لا أتحدث مع أدوات التجميل، لا أتحدث مع العدسات الملونة.. أنا أتحدث مع قلبك النظيف الطاهر.. أتركيني أتحدث معكي في شيء لم تسمعيه من قبل.. لم يحدثك أحدٌ فيه من قبل..
إسمعيني واستمعي لكلام الله... لكلام النبي وأوامره.. ألم تؤمني بالله وبالنبي؟؟ إذا لماذا لستي محجبة؟ ولما لا. ألستي مؤمنةٌ بالقرآن.. أولم يُنَزَّل القرآن على الصحابة! ألم يؤمنوا به؟ أليس هذا هو القرآن.. يا من تؤمني بالقرآن.. ماذا فعل الصحابة حين نزل عليهم.. استمعي لحديث السيدة عائشة.. استمعي لحديث النبي.. استمعي لكلام الله.. لا تنخدعي بالمظاهر.. والصور.. والأضواء.. فما كانت نهاية كل ذلك إلا التـراب.. القبـر.
هل سينظرون إليكي حينما يلتوي وجهك إثر صداع نصفي؟ هل سينظرون إليكي حينما تأكل التجاعيد وجهك؟ هل سيهرولون خلفك مرة أخرى.. لا والله.. بل سيبتعدون عنكيوستجنين الشوك وحدك.
أولا: إني أحبكم في الله واسأل الله جل جلاله أن يجمعنا بهذا الحب في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله، اللهم اجعل عملنا كله صالحاً.. واجعله لوجهك خالصاً ولا تجعل فيه لأحد غيرك شيئا.
أحبتي في الله.. دعوني هذه الليلة أركز الكلام.. اخلّص الكلام مطلقاً للمرأة المسلمة.. وقد يقول البعض.. مرة أخرى.. للمرأة.. ألم نكتفي..!
ما سر اهتمام الدعاة بالمرأة.. قد يقول أحدكم كذلك.. وأقول.. بالعكس، المرأة لم تُعطَى حظها حقها من الاهتمام الدُعوى والتركيز الدُعوى وذلك نتيجة الهجوم الإعلامي والعلماني على الدعاة بخصوص المرأة.. نعم بالعكس.. إن التركيز على المرأة من الجانب الآخر يجعلني أتساءل ماذا يريدون من المرأة ؟ وإذا قلت أنا ماذا يريدون من المرأة ؟ الذين يريدونها عارية.. الذين يريدونها شهوة.. الذين يريدونها ....
الذين يريدونها هكذا كما تراها في الشوارع وفي الفيديو كليب وعلى الشواطئ وفي النوادي وعلى الشاشات في التمثيليات والأفلام..الذين يريدونها هكذا إذا سألناهم ماذا تريدون من المرأة ؟ .
الأوجب أن اسأل نفسي أنا ماذا تريدون من المرأة.. دعاة الإسلام يعني ماذا تريدون من المرأة ؟ .
وأجيب والله والله.. وبالله وتالله.. والله العظيم.. لا نريد شيئا.. إلا.. أن تعبد المرأة الله لتدخل الجنة.
(وما شأنك أنت.. اترك كل امرأة على حريتها.. من تريد أن تعبد الله فالتعبده.. ومن لا تريد ألا تعبده هي حرة) وأقول.. لا.. ما شأني أنا.. ! نعم هذه وراثة ورثناها عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.. ورثنا منه أن نفوسنا تكاد تزهق خوفا أن يدخل احد النار.. رجلا كان أو امرأة..
قال الله سبحانه وتعالى للنبي محمد صلى الله عليه وسلم ( فَلاَ تَذْهَب نَفْسَك عَلَيْهِمْ حَسَرَات ).
وقال سبحانه وتعالى ( فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عََلَى آثَارِهِمْ إِن لَمْ يُؤْمِنُوْا بِهَذَا الحَدِيثِ أَسَفَا ).
إذا النبي صلى الله عليه وسلم كانت نفسه ستموت حسرة على لأن الناس لم تؤمن..
هذا هو الميراث.. وراثة ورثناها عن النبي صلى الله عليه وسلم.. آخذين نفس سكِّته.. نقول يا ناس وحِّدوا الله.. يا ناس اعبدوا الله.. يا ناس ارحموا أنفسكم.. يا ناس لا تدخلوا جهنم..يا ناس الطريق من هنا.. يا ناس.. إن الله يقول لكم أنه غفورٌ رحيم.. وإن عذابي هو العذاب الأليم..
وراثة.. لقد ورثنا ذلك من النبي.. أننا نفعل هكذا.. فلذلك.. (ما شأنك أنت وشأن المرأة؟) هذا هو شأني.. شأني وشأنها؟ .
أنني أتمنى أن يدخل الناس الجنة..
(وماذا ستستفيد عند دخولهم الجنة ؟) ورااااثــــــــــــــــــة يا ناس افهموني.
النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ورّثنا هذه النقطة.. إن قلوبنا تأكلنا على الناس، نأمل أن يدخل كل الناس الجنة، نتمنى أن هذه المرأة المتبرجة تذوق حلاوة الصلاة، تذوق حلاوة القرآن، تحس بطعم الذِكر، ترى حياتها، لأنها لم تذق ولم ترى المسكينة، غلبانة، إنضحك عليها، خدعوها..حسناً.. أرجوكم.. أتركوني هذه الليلة أكلم أختي المسلمة.. أختي المنبهرة بفتنة الغرب.. أختي المتمردة على آداب الإسلام.. أختي المخدوعة بأضواء الليل..
الآن سيقفز من وسطكم شخص ما ويضرب على رأسه وعلى قدميه.. (أختي ! تقول لها أختي ! ) نعم أختي. هي مسلمة ولم تكفر.
ألستي مسلمة ؟ (نعم بالطبع..) وأنا أقول لكي أنتي مسلمة.. ابنة مسلم وابنة مسلمة.. بداخلك خير..
أريد أن أتحدث معك اليوم بهدوء.... إنهم يقولون عليَّ أني أصرخ.. فلن أصرخ.. سأحاول ألا أصرخ.. لأحدث عقلك الحكيم.. أريد أن أوقظ عندك عاطفتك الكامنة في أعماقك بِحُب الله. .. والنبي محمد.. وزوجاته.. (خديجة وعائشة).. وبناته (فاطمة وزينب) أريد أن أوقظ فيكي تلك الأشياء المدفونة منذ قديم الأزل.. لم يكلمك أحد فيها.. ولم تسمعي عنها أبدا.. أريد أن ألمــس وجدانك الحي.. مشاعرك الصادقة، الحب العظيم.. الدفين... في أغوار نفسك.. فطرتك السليمة، نعم.. أريد أن أكلم هذا.. وليس الشعر الأصفر.. ولا الميك أب.. ولا الحذاء كعب 7 سم......هذا ليس أنتي..
رجل صيدلي حكى لي هذه القصة.. انه دخلت عليه امرأة الصيدلية، ويقول قلت:. ( كل شيء فيها صحيحا.. لون شعرها مناسب مع لون الجيبة، ولون الآيلاينر مناسب مع لون الحذاء، ولون حقيبة اليد مناسب مع لون البلوزة، قال بعد ذلك.. فوجئت بها تطلب محلول للعدسات، قلت.. حسناً.. إن هذا ليس لون عينيها.. إنها عدسات ! وتريد أيضاً صبغة بلون شعرها قلت.. حسناً إنه ليس شعرها.. إنها صبغة ! بعد ذلك نَقَرَت على المكتب بأظافرها.. فطار ظفر من أظافرها.. يااه.. إنها ليست أظافرها.. ثم مبيض للبشرة .. كماان ! اكتشفت أن كل شيء فيها خطأ ).
وأنا أيضا أقول هكذا.. أن التي تمشي في الطرقات ليست أنتي، لا.. لا لست أنتي.. لست أنتي المسلمة الطيبة، صاحبة القلب الحنون، لست أنتي المسلمة الأصيلة صاحبة العقل الراجح، لست أنتي.. التي ترقص على الشاشات لست أنتي، الأخرى شيطانة.. لست أنتي لا..
حسناً.. الذي يرى الجمال في الطرقات، الذي هو عبارة عن أحمر شفاه وميك أب وموضة لست أنتي، ليست تلك التي أتحدث معها، أنا أقول إني أتحدث معك أنتي.. ولست أتحدث إلى تلك الصورة، أتمنى أن أحدث قلبك، عقلك، روحك، أصلك، أريد أن أتحدث معك من الداخل.
هل تعلمين أن الله.. سميع.. بصير.. قريب.. ألستي؟ أنتي مؤمنة بهذا؟ أن الله سميع.. يسمع كل شيء، بصير.. يعني الله يرى كل شيء، قال لسيدنا موسى ( إِنني مَعَكُمَا أَسْمَعُ و أَرَى ).
إذاً الله سبحانه وتعالى، الذي يراكِ.. يراكِ وأنتي تفعلين.. و... و... يراكِ وأنتي على هذا الوضع، أين حياءك ؟ أين حياءك من الله؟.