كالعادة قام بها ضباط شرطة .. تحديدا جريمتان جديدتان تحدثت عنهما جريدة صوت الأمة في عددها لهذا الأسبوع، الجريمة الأولى حدثت وقائعها الدامية في قرية الجبيرات التابعة لمدينة طهطا بمحافظة سوهاج والتي تحولت إلى ثكنة عسكرية بسب محاصرتها بأعداد كثيفة من قوات الامن المركزي لحماية الضابط المتهم..
تفاصيل الجريمة بدأت عندما توجه ضابط شرطة بالمباحث إلى منزل أحد الأشخاص للقبض عليه، وكان هذا الشخص راقدا جراء إصابته بطلق ناري وعلى الفور جاء أخو المصاب من المسجد وطلب من الباشا أن يأخذه مكان أخيه حتى يتماثل الأخير للشفاء خلال يومين ثم يقبض عليه، فما كان من الباشا إلا أن قبض على المصاب وأخذ شقيقه وقام بربطه أسفل سيارة الشرطة التي كان يستقلها وأمر السائق أن ينطلق بها بأقصى سرعة .. انطلق السائق والضحية مربوط أسفل السيارة وعند مطب كبير تمزقت جثته .. هكذا بمنتهى البساطة .. والسرعة في الإنجاز .. والدقة في التنفيذ .. القتيل رب أسرة من زوجة وستة أبناء أكبرهم عمره 9 سنوات .. وبس خلاص كدة .. مصري جديد سقط قتيل إجرام باشا وانتهى الموضوع وستستمر الحياة.. يرتقي الباشا في الرتب.. وتنحدر مصر وترتكس أكثر في ظلمات بعضها فوق بعض من القهر والدمار الإنساني والإجرام السياسي..
وها هي أسرة جديدة يتم تدميرها.. لن تبكي عليها عين.. لن يهتز لمصابها قلب .. وسنواصل جميعا حياتنا .. نأكل ونشرب ونكتب.. لنأخذ دور لنا في طابور الكمد الرهيب اللانهائي..
جريمة أخرى لضابط آخر هذه المرة في محافظة الإسكندرية.. كان يقود سيارة ترحيلات ، دهس أما وطفلتيها واحدة منهما ماتت مع أمها ممزقتين تحت عجلات السيارة والأخرى أصيبت بالشلل جراء إصاباتها البالغة.. ولأن المواطن المصري لا يساوي عند القيادة ولا تابعيها حذاء عصام الحضري ولا شراب أبوتريكة فقد أخرجت وزارة الداخلية ضابطها من القضية زي الشعرة من العجين واتهمت بدلا منه عسكريا صغيرا حكم عليه بالحبس سنة.. قامت الوزارة باستئناف الحكم حتى وصل إلى شهر واحد.. وهكذا يصبح شعار وزارة الداخلية في العصر المبارك: اقتل أسرة كاملة بشهر حبس فقط .. يا بلاش..
ونختم جولتنا المفعمة بالبؤس :::::::::::::
خبرا يقول أن 20 طفلا بمحافظة كفر الشيخ أضربوا عن الطعام (بهذا يضيف مبارك لعصره إنجازا جديدا كأول رئيس مصري يدفع أطفال مصر للإضراب عن الطعام) وذلك تضامنا مع أسرهم التي طردتها شركة المياه من مساكنها التي تقيم فيها منذ 40 عاما ..
ايضا أن عشرة آلاف طفل مصري يولدون مرضى بالقلب سنويا، وأن 40 إلى 50 طفلا مرضى بالقلب يكتشفون بين طلاب المدارس كل عام..