قال الله عز وجل :{صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة ونحن له عابدون} ( البقرة:13
أي : الزموا صبغة الله وهو دينه وقوموا به قياما تاما ، بجميع أعماله الظاهرة والباطنة ،وجميع عقائده في جميع الأوقات ، حتى يكون لكم صبغة ، وصفة من صفاتكم ،
فإذا كان صفة من صفاتكم، أوجب ذلك لكم الإنقياد لأوامره ، طوعا واختيارا ومحبة ، وصار الدين طبيعة لكم بمنزلة الصبغ التام للثوب الذي صار له صفة ، فحصلت لكم السعادة الدنيوية والأخروية ، لحث الدين على مكارم الأخلاق ، ومحاسن الأعمال، ومعالي الأمور، فلهذا قال على سبيل التعجيب المتقرر للعقول الزكية : {ومن أحسن من الله صبغة} أي: لا أحسن صبغة من صبغته.
وإذا أردت أن تعرف نموذجا يبين لك الفرق بين صبغة الله وبين غيرها من الصبغ ، فقس الشيء بضده.
فكيف ترى في عبد آمن بربه إيمانا صحيحا ، أثر معه خضوع القلب وانقياد الجوارح ، فلم يزل يتحلى بكل وصف حسن ، وفعل جميل ، وخلق كامل ، ونعت جليل ، ويتخلى من كل وصف قبيح ، ورذيلة وعيب ، فوصفه :الصدق في قوله وفعله ، والصبر والحلم والعفة ، والشجاعة والإحسان القولي والفعلي ، ومحبة الله وخشيته ، وخوفه ، ورجاؤه ، فحالة الإخلاص للمعبود ، والإحسان للعبيد ، فقسه بعبد كفر بربه ،وشرد عنه ، وأقبل على غيره من المخلوقين ، فاتصف بالصفات القبيحة : من الكفر والشرك ، والكذب ، والخيانة، والمكر ، والخداع ، وعدم العفة ، والإساءة إلى الخلق ، في أقواله ، وأفعاله ، فلا إخلاص للمعبود ، ولا إحسان إلى عبيده ، فإنه يظهر لك الفرق العذيم بينهما ، ويتبين لك أنه لا أحسن صبغة من صبغة الله ، وفي ضمنه أنه لا أقبح صبغة ممن انصبغ بغير دينه .
وفي قوله : {ونحن له عابدون } بيان لهذه الصبغة ، وهي القيام بهذين الأصلين: الإخلاص والمتابعة ؛ لأن "العبادة " اسم جامع لكل ما يحبه اله ويرضاه ، من الأعمال والأقوال الظاهرة والباطنة ، ولا تكون كذلك ، حتى يشرعها الله على لسان رسوله ، والإخلاص : أن يقصد العبد وجه الله وحده ، في تلك الأعمال ، فتقديم المعمول يؤذن بالحصر .
وقال :{ونحن له عابدون } فوصفهم باسم الفاعل الدال على الثبوت والإستقرار ؛ليدل على اتصافهم بذلك وكونه صار صبغة لهم ملازما .
أي : الزموا صبغة الله وهو دينه وقوموا به قياما تاما ، بجميع أعماله الظاهرة والباطنة ،وجميع عقائده في جميع الأوقات ، حتى يكون لكم صبغة ، وصفة من صفاتكم ،
فإذا كان صفة من صفاتكم، أوجب ذلك لكم الإنقياد لأوامره ، طوعا واختيارا ومحبة ، وصار الدين طبيعة لكم بمنزلة الصبغ التام للثوب الذي صار له صفة ، فحصلت لكم السعادة الدنيوية والأخروية ، لحث الدين على مكارم الأخلاق ، ومحاسن الأعمال، ومعالي الأمور، فلهذا قال على سبيل التعجيب المتقرر للعقول الزكية : {ومن أحسن من الله صبغة} أي: لا أحسن صبغة من صبغته.
وإذا أردت أن تعرف نموذجا يبين لك الفرق بين صبغة الله وبين غيرها من الصبغ ، فقس الشيء بضده.
فكيف ترى في عبد آمن بربه إيمانا صحيحا ، أثر معه خضوع القلب وانقياد الجوارح ، فلم يزل يتحلى بكل وصف حسن ، وفعل جميل ، وخلق كامل ، ونعت جليل ، ويتخلى من كل وصف قبيح ، ورذيلة وعيب ، فوصفه :الصدق في قوله وفعله ، والصبر والحلم والعفة ، والشجاعة والإحسان القولي والفعلي ، ومحبة الله وخشيته ، وخوفه ، ورجاؤه ، فحالة الإخلاص للمعبود ، والإحسان للعبيد ، فقسه بعبد كفر بربه ،وشرد عنه ، وأقبل على غيره من المخلوقين ، فاتصف بالصفات القبيحة : من الكفر والشرك ، والكذب ، والخيانة، والمكر ، والخداع ، وعدم العفة ، والإساءة إلى الخلق ، في أقواله ، وأفعاله ، فلا إخلاص للمعبود ، ولا إحسان إلى عبيده ، فإنه يظهر لك الفرق العذيم بينهما ، ويتبين لك أنه لا أحسن صبغة من صبغة الله ، وفي ضمنه أنه لا أقبح صبغة ممن انصبغ بغير دينه .
وفي قوله : {ونحن له عابدون } بيان لهذه الصبغة ، وهي القيام بهذين الأصلين: الإخلاص والمتابعة ؛ لأن "العبادة " اسم جامع لكل ما يحبه اله ويرضاه ، من الأعمال والأقوال الظاهرة والباطنة ، ولا تكون كذلك ، حتى يشرعها الله على لسان رسوله ، والإخلاص : أن يقصد العبد وجه الله وحده ، في تلك الأعمال ، فتقديم المعمول يؤذن بالحصر .
وقال :{ونحن له عابدون } فوصفهم باسم الفاعل الدال على الثبوت والإستقرار ؛ليدل على اتصافهم بذلك وكونه صار صبغة لهم ملازما .