أتيت إلى المسجد يوم الجمعة ووجدت اكتظاظا بالناس وخيل لي أن هناك جنازة ولكن لم أرى الميت
وبعد بداية الخطبة أتيت الجنازة محمولة على الأكتاف
الناس ينظرون إليها بماذا يفكرون يا ترى هل بالمتوفى أم بحالهم كيف يقبلون على ربهم الله أعلم
الخطيب تكلم وتكلم لعل الناس أن تحضر قلوبها كما حضرت الجنازة
الآن انتهينا من مشاعر الجمعة الإمام يطلب من أحد المقربين من الميت الاقتراب منه
الإمام يسأله من المتوفى
إنه شاب
شاب
الله المستعان
السؤال الثاني هل كان يصلي؟
القريب بصدق يا شيخ إنه كان كان لا يحافظ عليها فتارة يصلي وأخرى يدعها وإني لا أظن أنه كان يصلي في آخر أيامه
أنا لم أره منذ ثلاثة عشر يوما قبل وفاته آه
ما عسى الإمام أن يفعل لقد طلب من أخيه أن يصلي هو عليه
وصلى الإمام متبوعا عليه ولكنه علق دعاءه راجيا أنه كان يصلي في نهاية حياته
بعد الصلى القريب يقترب من الشيخ يبادله التوافق والتفهم لما فعله الإمام ويخبره عن شأن هذا الشاب كيف مات
والخبر يخرج من فيه وقد ملأت المحراب رائحت الموت والتحلل والله المستعان
آه إنه شاب متزوج وقع بينه وبين زوجته خلاف فغادرت إلى بيت أهلها وهي غاضبة وبينما هو لوحده في البيت أصيب بسكتة قلبية ومات على أثرها ولم يدري به أهله إلا بعد ثلاثة أيام من موته بعد بداية تحلله
فيا رعاك الله هلا نظرت معي كيف كان أن أذن القهار سبحانه وتعالى أن يقبض روح ذلك الشاب لوحده وليبقى بعيدا عن إكرامه بسرعة دفنه ثلاثة أيام بل أربعة أيام ليصبح له رائحة لا يحب أن يشمها إنسان ووو ربما يكون تائباً ومرضياً عنه ولكن
كيف تكون خاتمتي وخاتمتك
الموضوع لم ينتهي هاهنا
فبالأمس أي بعد يوم واحد من دفن ذلك الرجل
تأتي إلي إحدى النساء اللواتي تبتاع من عندي بعض الملابس والأغراض لتفجعني وتقول أن لها ابنة كانت دائما تأتي إلى المحل لكي تشتري هي ووالدتها قد ماتت وعمرها 26
26 سنة
وكيف ماتت يا أيتها الحجة
تقول لي مرضت ثلاثة أيام وماتت في الرابع
الله أكبر إنها صغيرة ولكن ليحق كلام ربك الحق
إنك ميت وإنهم ميتون
الله المستعان
إنه يوم السبت الذي كنت في صباحه قد ذهبت لأشتري لي بعض ما أقوت به نفسي فأتيت رجلا ليحاسبني ونظر إلي ونظرت إليه وإلى عينيه ماذا يفكر ياترى ما همته هل يحب الملتزمين ما علي المهم أشتري الآن لأشرب بعدها كوباً من القهوة الساخنة إذاً لقد كان يوما هادئا جميلا ولكني لما استلمت خبر تلك البنت ضاعت الابتسامة في ظل ذكر الموت والله المستعان فقلت لنفسي هيا اصعدي إلى المصلى وصلي المغرب لعل الله أن يعفوا عنا ويرحمنا ويحسن ختامنا
ولكن من هذا إنه صديقي أحمد ما بك يا أحمد
أحمد يقول
أتعرف الرجل الذي يعمل في السوق الذي بجوارك
من هو لا أعرفه
قال
لقد مات
الله المستعان
صليت المغرب وانطلقت بسرعة لأتبين الخبر
من الذي مات
إنه
إنه نفس الرجل الذي اشتريت منه في الصباح
آه
ما عساني أن أقول
عمره
24 سنة
أخذتني العبرة وآلمتني الحسرة على نفسي وأنا أفكر ماذا أفعل لو كنت مكانه
لو كان يعلم أنه سيموت
ماذا كان سوف يعمل
هل كان يعلم إنه الآن ينظر آخر النظرات في حياته
الآن سيسأل وستكون الليلة أول ليلة في القبر
كأنها رسالة من ربنا سبحانه
نعم
إنها رسالة مقدمتها
كل من عليها فان
وآخرها
ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله
بل آن
[scroll]وبعد بداية الخطبة أتيت الجنازة محمولة على الأكتاف
الناس ينظرون إليها بماذا يفكرون يا ترى هل بالمتوفى أم بحالهم كيف يقبلون على ربهم الله أعلم
الخطيب تكلم وتكلم لعل الناس أن تحضر قلوبها كما حضرت الجنازة
الآن انتهينا من مشاعر الجمعة الإمام يطلب من أحد المقربين من الميت الاقتراب منه
الإمام يسأله من المتوفى
إنه شاب
شاب
الله المستعان
السؤال الثاني هل كان يصلي؟
القريب بصدق يا شيخ إنه كان كان لا يحافظ عليها فتارة يصلي وأخرى يدعها وإني لا أظن أنه كان يصلي في آخر أيامه
أنا لم أره منذ ثلاثة عشر يوما قبل وفاته آه
ما عسى الإمام أن يفعل لقد طلب من أخيه أن يصلي هو عليه
وصلى الإمام متبوعا عليه ولكنه علق دعاءه راجيا أنه كان يصلي في نهاية حياته
بعد الصلى القريب يقترب من الشيخ يبادله التوافق والتفهم لما فعله الإمام ويخبره عن شأن هذا الشاب كيف مات
والخبر يخرج من فيه وقد ملأت المحراب رائحت الموت والتحلل والله المستعان
آه إنه شاب متزوج وقع بينه وبين زوجته خلاف فغادرت إلى بيت أهلها وهي غاضبة وبينما هو لوحده في البيت أصيب بسكتة قلبية ومات على أثرها ولم يدري به أهله إلا بعد ثلاثة أيام من موته بعد بداية تحلله
فيا رعاك الله هلا نظرت معي كيف كان أن أذن القهار سبحانه وتعالى أن يقبض روح ذلك الشاب لوحده وليبقى بعيدا عن إكرامه بسرعة دفنه ثلاثة أيام بل أربعة أيام ليصبح له رائحة لا يحب أن يشمها إنسان ووو ربما يكون تائباً ومرضياً عنه ولكن
كيف تكون خاتمتي وخاتمتك
الموضوع لم ينتهي هاهنا
فبالأمس أي بعد يوم واحد من دفن ذلك الرجل
تأتي إلي إحدى النساء اللواتي تبتاع من عندي بعض الملابس والأغراض لتفجعني وتقول أن لها ابنة كانت دائما تأتي إلى المحل لكي تشتري هي ووالدتها قد ماتت وعمرها 26
26 سنة
وكيف ماتت يا أيتها الحجة
تقول لي مرضت ثلاثة أيام وماتت في الرابع
الله أكبر إنها صغيرة ولكن ليحق كلام ربك الحق
إنك ميت وإنهم ميتون
الله المستعان
إنه يوم السبت الذي كنت في صباحه قد ذهبت لأشتري لي بعض ما أقوت به نفسي فأتيت رجلا ليحاسبني ونظر إلي ونظرت إليه وإلى عينيه ماذا يفكر ياترى ما همته هل يحب الملتزمين ما علي المهم أشتري الآن لأشرب بعدها كوباً من القهوة الساخنة إذاً لقد كان يوما هادئا جميلا ولكني لما استلمت خبر تلك البنت ضاعت الابتسامة في ظل ذكر الموت والله المستعان فقلت لنفسي هيا اصعدي إلى المصلى وصلي المغرب لعل الله أن يعفوا عنا ويرحمنا ويحسن ختامنا
ولكن من هذا إنه صديقي أحمد ما بك يا أحمد
أحمد يقول
أتعرف الرجل الذي يعمل في السوق الذي بجوارك
من هو لا أعرفه
قال
لقد مات
الله المستعان
صليت المغرب وانطلقت بسرعة لأتبين الخبر
من الذي مات
إنه
إنه نفس الرجل الذي اشتريت منه في الصباح
آه
ما عساني أن أقول
عمره
24 سنة
أخذتني العبرة وآلمتني الحسرة على نفسي وأنا أفكر ماذا أفعل لو كنت مكانه
لو كان يعلم أنه سيموت
ماذا كان سوف يعمل
هل كان يعلم إنه الآن ينظر آخر النظرات في حياته
الآن سيسأل وستكون الليلة أول ليلة في القبر
كأنها رسالة من ربنا سبحانه
نعم
إنها رسالة مقدمتها
كل من عليها فان
وآخرها
ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله
بل آن
عدل سابقا من قبل أبوأيوب النابلسي في 26/4/2008, 9:59 am عدل 1 مرات