منتدي الا رسول الله

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدي اسلامي


3 مشترك

    المجـــــاملـــــــــة

    *manal
    *manal
    المشرف العام المميز للمنتدي


    انثى عدد الرسائل : 1501
    البلد : alexandria
    الهوايات المفضلة : القراءة
    nbsp : المجـــــاملـــــــــة 15781611
    درجات الاجاده : 0
    نقاط : 62400

    المجـــــاملـــــــــة Empty المجـــــاملـــــــــة

    مُساهمة من طرف *manal 25/4/2008, 11:58 am

    بين النفاق والمداراة

    سؤال:
    1. أود معرفة الخط الفاصل بين النفاق والمجاملة ؛ ذلك أني ألمس في الكثير من الأحيان ازدواجية في سلوك الناس وتصرفاتهم تبعا للمصلحة والأهواء ، ويقال : إن الأمر مجرد مجاملة فهل هذا صحيح ؟

    2. وهل يمكن أن يشوب الصداقة الحقة بعض النفاق ؛ ذلك أن لي صديقة لم تحمل لي من الود ما كنت اعتقده ، كانت لها مكانة في قلبي لا ينازعها عليها أحد ، واكتشفت أخيرا أن مكانتي لديها لا تساوي شيئا مطلقا ، وسلوكها معي لسنوات تحكمه الأقنعة الزائفة ، كنت أعتقد ، وكان الكل يجزم قطعا ، أن الصداقة بيننا قوية ، وإلى الآن لست أدري كيف لي أن أتبرأ من هذه الصداقة بعد أن علمت بحقيقتها .
    3. فهل سلوك هذه الصديقة يعد نفاقا ؟
    4. وما جزاء نفاق الأصدقاء ؟


    الجواب:
    الحمد لله
    كثيراً ما يخلط بعض الناس بين مفاهيم النفاق والمداراة والمداهنة ، وسبب ذلك غياب معاني الأخوة والصحبة الصادقة في الذهن والواقع ، فلم تعد قلوبهم تفرق بين الحق والباطل ، وبين الإحسان والإساءة .
    أولاً :
    إذا أُطلق لفظ النفاق فإنه يستوحي معانيَ الشر كلها ، ولم يكن النفاق يوما محمودا ولو من وجه ما ، ويعرِّفُه علماء السلوك بأنه إظهار الخير للتوصل إلى الشر المضمر .
    فالمنافق لا يبتغي الخير أبدا ، وإنما يسعى للإضرار بالناس وخيانتهم وجلب الشر لهم ، ويتوصل إلى ذلك بإظهار الخير والصلاح ، ويلبَسُ لَبوس الحب والمودة .
    يقول سبحانه وتعالى في التحذير من صحبة المنافقين :
    ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ . هَاأَنتُمْ أُوْلاء تُحِبُّونَهُمْ وَلاَ يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ عَضُّواْ عَلَيْكُمُ الأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُواْ بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ) آل عمران/118-119 .
    وهكذا كل من يصاحب الناس فيظهرُ لهم الخير والمودة ، وفي حقيقة أمره إنما يسعى في أذاهم ، ويتمنى النيل منهم ، ويطلبُ الشرَّ لهم .
    ثانياً :
    أما المُدَارِي ( وهو المُجَامِلُ أيضا ) فلا يُضمِرُ الشر لأحد ، ولا يسعى في أذية أحد في ظاهر ولا في باطن ، ولكنه قد يظهر المحبة والمودة والبِشر وحسن المعاملة ليتألف قلب صاحب الخلق السيء ، أو ليدفع أذاه عنه وعن غيره من الناس ، ولكن دون أن يوافقه على باطله ، أو يعاونَه عليه بالقول أو بالفعل .
    قال ابن مفلح الحنبلي – رحمه الله - :
    وقيل لابن عقيل في فنونه : أسمع وصية الله عز وجل ( ادْفَعْ بِاَلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ) ، وأسمع الناس يعدون من يظهر خلاف ما يبطن منافقا , فكيف لي بطاعة الله تعالى والتخلص من النفاق ؟ .
    فقال ابن عقيل : " النفاق هو : إظهار الجميل , وإبطان القبيح , وإضمار الشر مع إظهار الخير لإيقاع الشر, والذي تضمنتْه الآية : إظهار الحسن في مقابلة القبيح لاستدعاء الحسن " .
    فخرج من هذه الجملة أن النفاق إبطان الشر وإظهار الخير لإيقاع الشر المضمر ، ومن أظهر الجميل والحسن في مقابلة القبيح ليزول الشر : فليس بمنافق ، لكنه يستصلح ، ألا تسمع إلى قوله سبحانه وتعالى ( فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ) ، فهذا اكتساب استمالة , ودفع عداوة , وإطفاء لنيران الحقائد , واستنماء الود ، وإصلاح العقائد , فهذا طب المودات ، واكتساب الرجال . " الآداب الشرعية " ( 1 / 50 ، 51 ) .
    ولذلك كانت المداراة من الأخلاق الحسنة الفاضلة ، وذكر العلماء فيها من الآثار والأقوال الشيء الكثير .
    قال ابن بطال رحمه الله : المداراة من أخلاق المؤمنين ، وهي خفض الجناح للناس ، ولين الكلمة ، وترك الإغلاظ لهم في القول ، وذلك من أقوى أسباب الألفة . "
    فتح الباري " ( 10 / 528 )

    وقد أنشأ البخاري رحمه الله في صحيحه بابا بعنوان : ( باب المداراة مع الناس ) وقال فيه :
    " ويُذكَرُ عن أبي الدرداء : إِنَّا لنُكَشِّرُ في وجوهِ أقوامٍ وإنَّ قُلوبَنا لَتَلعَنُهُم " .
    ومعنى " لنكشر " : من الكشر ، وهو ظهور الأسنان ، وأكثر ما يكون عند الضحك ، وهو المراد هنا .
    وأسند في هذا الباب حديث عائشة رضي الله عنها :
    ( أَنَّهُ استَأذَنَ عَلَى النّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ فَقَالَ : ائذَنُوا لَهُ فَبِئسَ ابنُ العَشِيرَةِ أَو بِئسَ أَخُو العَشِيرَةِ . فَلَمَّا دَخَلَ أَلَانَ لَهُ الكَلَامَ . فَقُلتُ لَهُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ! قُلتَ مَا قُلتَ ثُمَّ أَلَنتَ لَهُ فِي القَولِ ؟ فَقَالَ : أَيْ عَائِشَةُ ! إِنَّ شَرَّ النَّاسِ مَنزِلَةً عِندَ اللَّهِ مَن تَرَكَهُ أَو وَدَعَهُ النَّاسُ اتِّقَاءَ فُحشِهِ)
    قال ابن مفلح الحنبلي – رحمه الله - :
    وقول أبي الدرداء هذا ليس فيه موافقة على محرَّم ، ولا في كلام , وإنما فيه طلاقة الوجه خاصة للمصلحة وهو معنى ما في الصحيحين وغيرهما عن عائشة رضي الله عنها : يَا عَائِشَةُ إنَّ شَرَّ النَّاسِ مَنْزِلَةً عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ وَدَعَهُ النَّاسُ أَوْ تَرَكَهُ النَّاسُ اتِّقَاءَ فُحْشِهِ .
    قَالَ فِي " شَرْحِ مُسْلِمٍ " وَغَيْرِهِ : " فيه مداراة من يتقى فحشه ، ولم يمدحه النبي صلى الله عليه وسلم ولا أثنى عليه في وجهه ، ولا في قفاه ، إنما تألفه بشيء من الدنيا مع لين الكلام " .
    وقد ذكر ابن عبد البر كلام أبي الدرداء في فضل حسن الخلق .
    " الآداب الشرعية " ( 1 / 50 ) .
    وقد كتب أهل العلم فصولا في " المداراة " حتى أفرد ابن أبي الدنيا جزءً بعنوان " مداراة الناس " ، وكان مما أسنده فيه في ( ص / 48 و 50 ) :
    عن حميد بن هلال قال : أدركتُ الناس يَعُدُّون المداراة صدقة تُخرج فيما بينهم .
    وعن الحسن قال : التودد إلى الناس نصف العقل " . انتهى .
    وقال حنبل إنه سمع أبا عبد الله – أي : أحمد بن حنبل - يقول :
    والناس يحتاجون إلى مداراة ورفق ، وأمر بمعروف بلا غلظة ، إلا رجل معلن بالفسق فقد وجب عليك نهيه وإعلامه .
    " الآداب الشرعية " ( 1 / 191 ) .
    وسئل الشيخ ابن باز - رحمه الله - :
    في بعض الظروف تقتضي المجاملة بأن لا نقول الحقيقة ، فهل يعتبر هذا نوعا من الكذب ؟
    فأجاب :
    هذا فيه تفصيل : فإن كانت المجاملة يترتب عليها جحد حق أو إثبات باطل : لم تجز هذه المجاملة ، أما إن كانت المجاملة لا يترتب عليها شيء من الباطل ، إنما هي كلمات طيبة فيها إجمال ، ولا تتضمن شهادة بغير حق لأحد ، ولا إسقاط حق لأحد : فلا أعلم حرجاً في ذلك .
    " مجموع فتاوى الشيخ ابن باز " ( 5 / 280 ) .
    ثالثاً :
    ومن المهم أيضا التفريق بين المداراة المحمودة ، وبين المداهنة المذمومة ، فقد يخلط الناس بينهما في حمأة اختلاط المفاهيم والأخلاق في هذه الأزمان .
    قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله - :
    وظن بعضهم أن المداراة هي المداهنة فغَلِطَ ؛ لأن المداراة مندوبٌ إليها ، والمداهنةَ محرَّمة ، والفرق أن المداهنة من الدهان وهو الذي يظهر على الشيء ويستر باطنه ، وفسرها العلماء بأنها : معاشرة الفاسق وإظهار الرضا بما هو فيه من غير إنكار عليه ، والمداراة : هي الرفق بالجاهل في التعليم ، وبالفاسق في النهي عن فعله ، وتركُ الإغلاظِ عليه حيث لا يُظهِر ما هو فيه ، والإنكار عليه بلطف القول والفعل ، ولا سيما إذا احتيج إلى تألفه ونحو ذلك .
    " فتح الباري " ( 10 / 528 ) .
    رابعاً :
    كثير من الأصحاب والأصدقاء – ويكثر ذلك في معشر النساء - يخطؤون في فهم الوجه الصحيح لصحبتهم ، فينحون نحو المغالاة الظاهرة التي تدفعهم إلى التعلق الشديد ، في حين يكون الطرف المقابل لا يرى كل تلك المعاني المبالغة ، بل يقصد صحبة طيبة متزنة اقتضاها الحال والمقام ، وحينئذ يصدم من كان يُعَلِّقُ على تلك الصحبة آمالا لا تكاد تحملها الجبال ، فنحن بحاجة إلى ترشيد المودة التي قد تأسر قلوبنا تجاه أناس نحبهم ، كي لا نُفاجأ يوما ، فنظن قصورا من المعاني هدمت ، وهي لم تكن مبنيةً يوما .
    يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه : " لا يكن حُبُّكَ كَلَفًا ولا بغضك تَلَفًا " .
    وفي المقابل نحن بحاجة إلى تعميق معاني الأخوة ، الأخوة التي تقتضي الوفاء والصدق والإخلاص ، وترفع التكلف والمجاملة والمداراة . وقديما قالوا : " إِذَا صَحَّتِ المَوَدَّةُ سَقَطَ التَّكَلُّفُ "
    جاء في " لسان العرب " ( 11 / 123 ) :
    " وجامَل الرجلَ مُجامَلةً : لم يُصْفِهِ الإِخاءَ ، وماسَحَه بالجَمِيل " انتهى .
    ولا شك أن مثل هذه المجاملة مذمومة ، إذ ليس لها محل في سياق الأخوة والصحبة الصالحة ، وإن وقعت المجاملة أحيانا بين الأصحاب فإنما تكون بحسب المقام فقط ، درءا لفتنة أو حفظا لمودة ، أما أن تكون المجاملة شعار تلك الصداقة ، فذلك تشويه لجميع معاني الأخوة الصادقة.
    قال علي رضي الله عنه : شر الأصدقاء من تكلف لك ، ومن أحوجك إلى مداراة ، وألجأك إلى اعتذار .
    وقيل لبعضهم : من نصحب ؟ قال : من يرفع عنك ثقل التكلف ، وتسقط بينك وبينه مؤنة التحفظ .
    وكان جعفر بن محمد الصادق رضي الله عنهما يقول : أثقل إخواني علي من يتكلف لي وأتحفظ منه . " إحياء علوم الدين " ( 2 / 181 ) .

    والله أعلم


    الإسلام سؤال وجواب
    *manal
    *manal
    المشرف العام المميز للمنتدي


    انثى عدد الرسائل : 1501
    البلد : alexandria
    الهوايات المفضلة : القراءة
    nbsp : المجـــــاملـــــــــة 15781611
    درجات الاجاده : 0
    نقاط : 62400

    المجـــــاملـــــــــة Empty رد: المجـــــاملـــــــــة

    مُساهمة من طرف *manal 25/4/2008, 12:00 pm



    *(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ ، هَاأَنتُمْ أُوْلاء تُحِبُّونَهُمْ وَلاَ يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ عَضُّواْ عَلَيْكُمُ الأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُواْ بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ) (آل عمران : 118 ، 119 )



    *(وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ) (فصلت : 34 )



    112298 - أن رجلا استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما رآه قال : ( بئس أخو العشيرة ، وبئس ابن العشيرة ) . فلما جلس تطلق النبي صلى الله عليه وسلم في وجهه وانبسط إليه ، فلما انطلق الرجل قالت عائشة : يا رسول الله ، حين رأيت الرجل قلت له كذا وكذا ، ثم تطلقت في وجهه وانبسطت إليه ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يا عائشة ، متى عهدتني فحاشا ، إن شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة من تركه الناس اتقاء شره ) .
    الراوي: عائشة - خلاصة الدرجة: [صحيح] - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 6032



    zmzm
    zmzm
    المشرفه المميزه


    انثى عدد الرسائل : 3063
    البلد : egypt
    nbsp : المجـــــاملـــــــــة 15781611
    درجات الاجاده : 0
    نقاط : 62050

    المجـــــاملـــــــــة Empty رد: المجـــــاملـــــــــة

    مُساهمة من طرف zmzm 25/4/2008, 12:51 pm

    جزاك الله خيرا واسمح لى بهذه الاضافة

    توقفت كثيرا عند هذه الأسطر للأديب يوسف السباعي في رائعته .. " ارض النفاق "

    حيث كان يتحدث عن قصة خياليه
    يقابل فيها رجلا مسنا يبيع " الاخلاق " في زجاجات وعلب
    وقد حاول ذلك الرجل ان يبيعه مسحوقا للشجاعة او للتواضع ، او .. او ..
    الا ان الكاتب اصرّ على ان يشتري مسحوق الصدق رغم معارضة البائع ورفضه التام !!!
    مما جعله يخطف هذه الزجاجة من البائع المسن
    الذي عجز عن منعه من سكب محتويات هذه الزجاجة في النهر .
    وعندما دخل الكاتب المدينة ليرى آثار فعلته .. رأى اضطرابا شاملا وفوضى عارمة ،
    بعد ان سقطت اقنعة النفاق والرياء والمجاملات الكاذبة ،
    وظهرت المشاعر والعواطف على حقيقتها وبدأ كل انسان يعامل من حوله بصدق وصراحة ،
    مما اوقع البلد في دوامة عاصفة ..
    وقد جعله ذلك يندم على القائه مسحوق الصدق في النهر الذي يشرب منه جميع الناس ..
    و يعود الى البائع معتذرا نادما يلتمس منه الحل لهذه المصيبة الكبرى … مصيبة الصدق .


    وكان سبب توقفي عند هذه الأسطر هو سؤال حيرني كثيرا ..
    تخرج منه عدة أسئله لا تقل في حيرتها عن اساسها

    هل هذا صحيح ؟
    هل نحن لا نستطيع ان نتعايش الا بأقنعة كثيفة من الأكاذيب والمجاملات والنفاق
    تغطي مشاعرنا الحقيقية تجاه هذا او ذاك من الناس ؟
    وما قيمة هكذا حياة نقضيها في خداع بعضنا ؟
    وما المانع من مصارحة الاخرين بارائنا فيهم ؟

    اننا نقدم اعذارا واهية وتبريرات ضعيفة لاكاذيبنا وخداعنا ..
    نحن لا نريد ان نكسر قلب فلان .. ولا نريد ان نجرح علان ..
    وكأننا اناس صالحون لا نريد ان نسئ الى احد ..
    وكأن الصدق هو فقط ان نقول للاعمى انت اعمى وللفقير انت فقير وللابله انت ابله ..
    وان كان ذلك في الحقيقة هو الصدق الوحيد الذي نمارسه ولا نخاف من عواقبه
    ما دام الشخص الذي نصارحه شخصا مسكينا لا يستطيع ايذائنا او محاسبتنا .

    والحقيقة يا سادة هي غير ذلك مع الاسف ….
    الحقيقة هي ان مصالحنا الصغيرة وانانيتنا الضيقة
    هي التي تجعلنا نجامل هذا وننافق ذاك
    خوفا من اثارة عدائهم ولفت انتباههم الى عيوبنا وسلبياتنا ونقائصنا
    التي بنينا عليها حياة الاكاذيب التي نعيش عليها ونموت فيها ،
    متجاهلين اننا ندفع ثمنا فادحا لا يعوض بكل كنوز الارض ..
    الا وهو احترامنا لانفسنا




    منقول
    zmzm
    zmzm
    المشرفه المميزه


    انثى عدد الرسائل : 3063
    البلد : egypt
    nbsp : المجـــــاملـــــــــة 15781611
    درجات الاجاده : 0
    نقاط : 62050

    المجـــــاملـــــــــة Empty رد: المجـــــاملـــــــــة

    مُساهمة من طرف zmzm 25/4/2008, 12:53 pm


    التعامل والمعاملة مع الآخرين بمبدأ قد يكون مآله الفشل في المودة الأخوية من حيث يرى المجامل نماءها أو تكونها، مبدأ يرفضه الجميع.
    وفي نفس الوقت يفسد للود قضية، ويقفل أبواباً قد تفتح مصراعيها لقبول الأخ الودود الذي لا يتغير وصفه في هذا البيت:



    مودته تدوم لكل هول
    وهل كل مودته تدوم


    كما لا يتغير هذا البيت لو قرىء طردا، من اليسار إلى اليمين.
    فهل يستقبل هول من الأهوال بمبدأ (المجاملة),؟
    والمجامل أول ما يخدع نفسه، ومن ثم: (على نفسها جنت براقش).
    وعدم المصارحة والمصادقة أو التباحث حولها والمناقشة الهادفة قد يربي حقداً معنوياً في أذن السامع قبل أن يصل إلى قلبه.
    ومن ثم تروِّج المجاملة بعد ذلك بوادر الكذب البواح، وما ذاك إلا من نقص الحقيقة في طرح المسائل لإيجاد الحلول لها، أو عدم الاقتناع المسلم به، والذي يرضى به الغير, وكما قيل: المناقشة لا تفسد للود قضية، فهي أداة لفحص المخبوءات المنطوية ووسيلة إلى إخراج النظام التوافقي، واستجلاب الرضا المتساوي علىكفتي ميزان الأخوة والمودة.
    ومن المجاملة يبدأ الشك أو الحذر الشخصي المرفوض في المعاملة والسلوك، وقد ينتهي باختلاف في الرأي والفكر بعد اجتلاء الطروحات والخطابات اللينة.
    إذن قد يكون المجامل (نائب كاذب) وقد يتمادى في نيابته إلى أن يذمه أحد ما، فإذا عرف المجامل من يذمه انسلخ منه بأسلوب مردود، وذلك بعرض الآراء الصعبة والمردودة الحاسمة لتلك المودة، أو الاعتذار بأسلوب من أساليب السخافة والإسفاف، إذن الصدق والمصارحة الحسنة وعدم التقيد بما لا يستطاع ولا يُصلِح، وعدم الظهور بوجه مموَّه ومن ثم الخيبة في الأخلاق والخسران في المعاملة.
    إذن فلنترك المجاملة والمخادعة والمراوغة، ولنظهر بوجه واحد أمام الناس، ونترك لصاحب الحق مقالا، وللمخطىء الاستئناف في طريقه إلى التصويب.
    وقد قيل: من كثر صدقه جاز كذبه أي نفذ ومن كثر كذبه لم يجز صدقه.
    لذلك من كثرت مجاملته صغر أمام الصدق، ومن صغر أمام الصدق لم يجد له إلى الناس مدخلا إلا المدخل الذي يرى الناس فيه احتمالات الهزل، ومن الهزل
    إلى الجد في الخداع والكذب.
    منقووول
    omer1086
    omer1086
    عضو نشيط جدا
    عضو نشيط جدا


    عدد الرسائل : 273
    nbsp : المجـــــاملـــــــــة 15781611
    درجات الاجاده : 0
    نقاط : 62050

    المجـــــاملـــــــــة Empty رد: المجـــــاملـــــــــة

    مُساهمة من طرف omer1086 25/4/2008, 9:53 pm

    لله درك يا ابن الخطــــــــــــــــــــــــاب...؟؟؟

    عبارة ارساها منذ خمسة عشر قرنا...؟؟؟
    تجسدت فيها كل معاني الحنكة والفراسة والكياسة الا وهي...؟؟؟
    (( لســــــــت بالخــــــــــــب ولا الخــــــــب يخدعني))....؟؟؟
    اللهم احشرنا مع محمد وصاحبيه...؟؟؟
    بوركتي اختنا وجزيتي خيرا...!!!
    *manal
    *manal
    المشرف العام المميز للمنتدي


    انثى عدد الرسائل : 1501
    البلد : alexandria
    الهوايات المفضلة : القراءة
    nbsp : المجـــــاملـــــــــة 15781611
    درجات الاجاده : 0
    نقاط : 62400

    المجـــــاملـــــــــة Empty رد: المجـــــاملـــــــــة

    مُساهمة من طرف *manal 25/4/2008, 9:57 pm



    جزاكى الله خيراً حبيبتى فى الله على هذه الإضافة

    جعلها الله فى ميزان حسناتك



    المجـــــاملـــــــــة 15ca9f0
    zmzm
    zmzm
    المشرفه المميزه


    انثى عدد الرسائل : 3063
    البلد : egypt
    nbsp : المجـــــاملـــــــــة 15781611
    درجات الاجاده : 0
    نقاط : 62050

    المجـــــاملـــــــــة Empty رد: المجـــــاملـــــــــة

    مُساهمة من طرف zmzm 3/7/2008, 4:38 am

    اللهم اجعل اعمالنا خالصة لوجهك الكريم
    سيتم نقل الموضوع باذن الله الى قسم الفتاوى

      الوقت/التاريخ الآن هو 23/11/2024, 10:43 pm