واشنطن الحياة - 26/04/08//
كشفت دراسة حديثة أن الجنس البشري شارف على الانقراض قبل 70 ألف سنة، إذ انحصرت الكثافة السكانية في تلك الفترة بمجموعات صغيرة معزولة في أفريقيا، بسبب الجفاف. وأشارت الدراسة إلى أن بحثاً أعده علماء في جامعة ستانفورد قدر عدد البشر في تلك الفترة بنحو ألفي إنسان فقط، قبل أن يتكاثروا في بداية العصر الحجري.
ونقل موقع شبكة «سي ان ان» الالكتروني عن سبينسر ويلز المسؤول في الجمعية الوطنية الجغرافية، قوله «إن هذه الدراسة تبين الأثر العميق للجينات على كشف واحد من أهم أسرار الجنس البشري، إذ أن الظروف البيئية والمناخية التي أجبرت البشر على الانعزال والتقلص، تحولت إلى ملحمة درامية مكتوبة على صفحات الحمض النووي البشري.»
وكانت دراسات سابقة على الحمض النووي الميتوكندوري الذي تنقله الأمهات إلى الأبناء، تتبعت السلالة البشرية حتى وصلت إلى امرأة عاشت قبل نحو 200 ألف سنة في أفريقيا.
ويبدو أن هجرة البشر من أفريقيا ليستوطنوا بقية العالم بدأت قبل نحو 60 ألف سنة، لكن ما عرف عن الفترة التي سبقت هذه الهجرة قليل.
والدراسة الجديدة تبحث في الحمض النووي الميتوكندوري لشعبي «الكهوي» و«السان» في جنوب أفريقيا، الذين يعتقد أنهم انحدروا من سلالة بشر عاشوا قبل نحو 90 إلى 150 ألف سنة. ووجد الباحثون أن البشر عاشوا في مجموعات صغيرة معزولة قبل العصر الحجري، عندما تجمعوا وتكاثروا وهاجروا الى المزيد من المناطق.
وعانت المناطق الشرقية من أفريقيا موجات جفاف حدثت قبل نحو 90 إلى 135 ألف سنة، ويقول الباحثون إن هذا التغير المناخي أسهم في التغير السكاني، إذ قسم البشر إلى مجموعات صغيرة تمكنت من البقاء.
وعلق الخبير الجينوجغرافي ميف ليكي على نتائج الدراسة قائلاً «من كان يعتقد أننا قبل فترة ليست ببعيدة جداً كنا فقط ألفي إنسان؟ التغيرات المناخية وقتها جعلتنا نقف على حافة الانقراض». ووفقاً لتقديرات مكتب إحصاء السكان في الولايات المتحدة، فإن عدد سكان كوكب الأرض من البشر يبلغ اليوم نحو 6.6 بليون.